الحمل في بعض تعريفاته هو حالة مرضية تصيب المراة طوال فترة الحمل حيث ان هذه
الفطرة البشرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في المراة وفي جنس الاناث بشكل عام هي
عملية معقدة ويصحبها ويتبعها الكثير من الامور.فلو تاملنا عملية الحمل فهي عبارة عن تكون روح
وجسد بداخل روح وجسد اي ان هذا الجنين ياخذ كل مستلزماته للعيش من جسم الام.فتتكون
العظام والعضلات والانسجة والاعضاء والاجهزة المختلفة والدم وكل مكونات الجسم البشري وهذا يحتاج الى الكثير
من العناصر والبروتينات والفيتامينات وغيرها.
نظام التغذية في الزمن الماضي كان يتكون من اطعمة واغذية غالبا ما تكون طازجة واكثر
فائدة وغنية بالعناصر المطلوبة للجسم ولاتحتوي على الاسمدة الكيماوية والبذور المعالجة او المهجنة والمعدلة وراثيا،
وغير مخزنة او معلبة لفترات طويلة.
نظام الغذاء الذي هو المصدر الرئيسي والمباشر (بعيدا عن الادوية والمكملات الغذائية) لامداد الجسم بكل
احتياجاته من البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات وغيرها، هو العامل المباشر المسؤول عن الوحم عند المراة. فالوحم
يعتبر عرضا صحيا يحدث في حالة طلب الجسم لعنصر غير موجود او ناقص في الجسم
قد يكون موجود في احد الاطعمة او في اشياء غير مخصصة للاكل مثلا كالتراب الاصفر
او الاحمر تحديدا.
فنقص العنصر او عدة عناصر ترسل برسالة عصبية الى الدماغ الذي هو مسؤول بدوره عن
اعطاء الاوامر في الجسم والتفكير وغيرها وتحديد شيء ما كعنصر مطلوب تناولة. وهنا يوجد اختلاف
عن ما هو الشيء الذي يحدد العنصر او الاكل المطلوب، هل هو شعور داخلي ام
توجيه رباني من الله عز وجل.حيث ان هذا العنصر قد لا يكون اكل كما قلنا
او قد يكون في غير موسمه او ربما رائحة معينة تجعل الجسم يطلب نوع معين
من الغذاء.
الوحم لا يرتبط بوقت او شخص او منطقة معينة فهي حالة مرضية عرضية قد تصيب
النساء الحوامل في اي وقت من فترة الحمل رغم ان بعض المعلومات الطبية تقول ان
معظم فترات الوحام تكون في الثلث الاول من فترة الحمل.وليس من الضروري ان تصيب المراة
حالة الوحام حيث ان التغذية السليمة واتباع جدول في التغذية لتناول كل احتياجات الجسم من
العناصر عن طريق تناول الفواكة واللحوم والتنويع الغذائي، تقي الحامل من الاصابة بحالة الوحام.
غير ان الحالة النفسية تلعب دورا كبيرا ايضا في عدم التعرض للوحام.اما علامات الوحام فهي
تغيير في الحالة النفسية ومزاج المراة والدوخة البسيطة والشعور بالحاجة الى التقيء وغيرها وغالبا ما
تكون في الصباح.وقد تنتج حالة الوحام عند اشتمام رائحة معينة او رؤية منظر الطعام او
سماع موسيقى هادئه وغيرها.
بالواقع فان اسباب الوحام وحالاته كثيرة ومختلفة حسب حالة المراة النفسية. ومن الاقوال الشعبية الشائعة
( لا يطلع بظهر الصبي وحمه) وهذا مثل قديم ولا زال يردد لغاية الان اي
ان المراة التي تصيبها حالة الوحام وتطلب شيء ولا تحصل عليه ، فان شكل هذا
الشيء يظهر على ظهر الطفل المولود، ورغم ان الاثباتات على هذا الكلام كثيره وموجوده فعلا
الا انني لا اعتقد ان هذا الموضوع يرتبط بالطب باي شكل من الاشكال، ومن وجهة
نظر شخصية فانها حالة نفسية تنعكس على نفسية الحامل لا اكثر. ولعلاج الوحم قبل حدوثه
ينصح بالتنوع الغذائي والحرص على التغذية الجيدة والمناسبة للحامل والتي يجب ان تحتوي على كل
العناصر والبروتينات وغيرها من احتياجيات الجسم، مع توفير الراحة النفسية طبعا.
وفي حال حدوث حالة الوحام فمن الافضل الحصول على الطعام المطلوب ولو بكمية قليلة او
حتى بالتطمين النفسي لان ذلك من شانه ان يحسن من نفسية الحامل