فاعلة خير

 

صورة-1

 



فاعله خير

لم يكلفها احد بشيء. شيء بداخلها دفعها الي ما قامت به. لعلة شعور الامومه او شعور الانسانية. لبست ثيابها، سوت حجابها، و جرت عربه الخضار الحديديه بدولابين التي عاده ما تضع بها مشترياتها من السوق.

لم يكن يومها ذلك عاديا. انتظرت طويلا قبله، علي ما يبدو، قبل ان تقدم علي خطوتها هذه. السيده الخمسينية، التي بدت مؤمنه بما تفعل، سحبت عربتها و راحت تجوب الزاروب الذي تسكنة فاحد الشوارع البيروتيه كى تجمع ما تيسر من الاغطيه و الفرش الاسفنجيه الخفيفة. لم تكن تشرح كثيرا. اكتفت بالقول انها تفعل هذا من اجل اطفال اللاجئين السوريين.

تعاطف الجيران مع قضيتها. كانهم كانوا ينتظرونها ان تصل. صار جميع بيت =يمدها بغطاء او اثنين. احدي الجارات، عندما فتحت لها باب البيت، اصرت عليها بان تدخل و تجفف نفسها قبل متابعه المهمه التي سخرت نفسها لاجلها. كانت تعتصر من شده المطر الذي نزل فوق راسها. مع ذلك، لم تقبل الدعوه الكريمة. فلا و قت لتضيعه. اكتفت بتغيير غطاء راسها باخر استعارتة من جارتها صاحبه الدعوه و اعده ان تعيدة لصاحبتة فاقرب فرصة. لم يردعها صقيع و لا مطر عن المتابعة. كانت تعلم ان جميع دقيقه مهمة. جميع دقيقه ربما تحمل دفئا مرتجي او حراره متاخره لقلب صغير.

ويبدو ان حاله السيده تركت اثرا و سط جيران الحى فقرروا المشاركه معها فمبادرتها الانسانية. هب مراهقان يساعدانها فحمل الاغطيه التي صار و زنها يزداد مع مرور الوقت. و هى عندما رات ذلك، ازداد حماسها و صارت اللمعه اكثر اشعاعا فعينيها.


بعض المبادرات ربما تكون ذات فوائد كبيرة، و لو محدودة. حتي لو لم تسمع فيها و زاره الشؤون الاجتماعيه و منظمات الاغاثه الدولية.

***

لا نعلم متي تلملم العاصفه نفسها و ترحل بعيدا. كان ممكن للثلج ان يصبح جميلا. كان ممكن لبياضة ان يصبح متعه للنظر و فرحه للقلب. لكن الطبيعه نفسها باتت قاسيه كالبشر علي الضعفاء من الناس، لا سيما اولئك الذين يسكنون فخيمة. الصقيع قاس، لاذع، مؤذ. يغرز فالجلد كنصل السكين و يتوغل عميقا نحو العظم فيجمده.


اسالوا اهل المخيمات.

***

تقول صديقه ناشطه ان المبادرات الافتراضيه عبر مواقع التواصل لا تنفع بانقاذ الناس. المبادرات تحتاج الي حراك حقيقى فالشارع و ليس فالشاشات. حراك لا يصبح افتراضيا. و تشبة صديقه اخري الاصدقاء الفيسبوكيين الكثر بالنقود الكثيرة.. لكن فلعبه “مونوبولي”.


فاعلة خير