مواضيع للرجال للنساء

العمل اساس الحياة

العمل اساس الحياة 20160818 5392 1

العمل اساس الحياة 20160818 5392

ان العمل هو اساس الحياة التي نعيشها ونحياها اليوم حيث انه يعتبر المصدر الرئيسي للرزق
والقوت الذي يرتجيها كل انسان على وجه الارض والعمل معروف بالنسبة للانسان منذ بدء الخليقة
حيث انه يعتبر بالنسبة له احد العوامل الرئيسية لاستمرار الحياة وتوفير مستلزماتها والانسان الذي لا
يعمل يعتبر فرد غير فعال وغير منتج ..
من هذا المنطلق تقل اهمية كانسان حيث ان العمل يحدد مستوى الانسان المعيشي والثقافي والاجتماعي
والاقنصادي وفي ديننا الحنيف تتضح اهمية العمل في كثير من الايات القرانية الكريمة والاحاديث النبوية
الشريفة فهو بشكل عام يوصي بالعمل وبضرورته لانه يعتبره عزة وكرامة للانسان ودرعا واقيا عن
الذل والهوان ومن اهم الايات القرانية التي بينت اهمية العمل قوله تعالى ( وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين ) صدق الله العلي العظيم
كما اننى نرى اهمية العمل تتمثل على لسان النبي (ص) بقوله (ان الله يحب اذا
عمل احدكم عملا ان يتقنه ) صدق الرسول الكريم (ص) والعمل بشتى انواعه ليس عيبا
ولا حراما المهم ان يكون العمل الذي يعمله الانسان عملا شريفا يراعي فيه شرع الله
سبحانه وتعالى ونهج نبيه محمد (ص) ولا يسعني في نهاية هذه السطور المختصرة الا ان
اذكر نفسي واياكم بالحكمة التي تقول ( من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار
على الدرب وصل )..
العمل عباده
لقد رفع الاسلام من شان العمل، حيث جعله بمنزلة العبادة، التي يتعبد بها المسلم ابتغاء
مرضاة الله سبحانه وتعالى، بل بلغ من اجلال الاسلام للعمل ما جاء في الاثر (ان
من الذنوب لايكفرها الا السعي في طلب المعيشة) ابن عساكر عن ابي هريرة، لان طلب
الرزق من القضايا الهامة في حياة الانسان ان لم يكن اهمها. واذا كان الرزق من
عند الله، فليس معنى هذا ان يتكاسل الانسان ويترك العمل، لان الله سبحانه وتعالى، حثنا
على العمل، لتعمير الارض وكسب الرزق، وامرنا بان ننطلق سعيا للحصول عليه، قال تعالى: (هو
الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور) سورة الملك
الاية 15 . ان الاسلام يمقت الكسل، ويحارب التواكل ولا يريد ان يكون المؤمن ضعيفا
فيستذل او محتاجا فيطمع، او متقاعسا فيتخلف، كما ينفر الاسلام من العجز ومن الاستكانة الى
الياس وتيسير الله للعبد ان يحصل على نتيجة عمله هو تشريف لكفاحه، وتقدير الهي له،
اشبه بوسام تضعه السماء على صدور العاملين، في استصلاح الارض، واستخراج خيراتها . لقد وردت
في القران الكريم والسنة النبوية امثلة تؤكد هذا المعنى وقيمته، وتصف الانبياء والرسل عليهم السلام
بانهم كانوا ذوي حرف وصناعات بالرغم من مسؤولياتهم المهمة في الدعوة الى الله الواحد لانه
تعالى قد اختارهم ان يحترفوا، وان يكتسبوا قوتهم بعرق جبينهم، فيقول رسول الله صلى الله
عليه وسلم : (ما اكل احد طعاما قط خيرا من ان ياكل من عمل يده
وان نبي الله داود عليه السلام كان ياكل من عمل يده) رواه البخاري، لان الاسلام
لا يعرف الطبقة التي ترث الغني والبطالة، لان المال لايدوم مع البطالة، كما ان شرف
العمل ناتج من شرف الدعوة اليه، وهو وسيلة الى استدامة النعمة، واشباع الحاجات، وما دام
هذا هو الهدف من العمل فان الحرفة اليدوية لا تقل اهمية عن العمل العقلي، لان
الهدف لدى المحترف والمفكر والعالم واحد، ولذا نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما
رواه عنه ابن عمر رضي الله عنهما : (ان الله يحب المؤمن المحترف) ويقول فيما
روته عنه عائشة رضي الله عنها : (من امسى كالا من عمل يده امسى مغفورا
له) رواه الطبراني . لقد وعد الله العاملين الذين يعملون لكسب عيشهم،
بالجزاء الاوفى يوم القيامة، فضلا عما يكسبه في الدنيا من نعمة . ان انبياء الله
الذين بعثهم الله برسالته، واختارهم لحمل الامانة، كان العمل من صفاتهم، فهذا نوح عليه السلام
كان يصنع السفن وتلك مهنة النجارين، وداود عليه السلام كان حدادا، يقول تعالى: (والنا له
الحديد) سورة سبا الاية 10، وقال تعالى: (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من باسكم فهل
انتم شاكرون) سورة الانبياء الاية 80، وموسى عليه السلام، رعى الغنم لمدة عشر سنوات، لدى
نبي اخر هو شعيب عليه السلام وقد اخبرنا الله بقصته في قوله تعالى: (قال اني
اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين على ان تاجرني ثماني حجج فان اتممت عشرا فمن
عندك) سورة القصص الاية 27 . ومحمد صلى الله عليه وسلم رعى الغنم لاهل مكة
وكذلك تاجر في مال خديجة رضي الله عنها قبل ان يتزوجها، وكان رسول الله نعم
الصادق الامين، والقران الكريم يقص علينا قصة ذي القرنين الذي نشر في البلاد الامن والعدل،
وبين لنا في ثنايا قصته، طريقة عمل الاستحكامات القوية التي ركبت من مزيج كيماوي نتيجة
لخلط الحديد بالقطر وصهرهما بالنار، ففي سورة الكهف: (قالوا يا ذا القرنين ان ياجوج وماجوج
مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما
مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما اتوني زبر الحديد حتى اذا
ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا )
والقران يلفت النظر الى ان الحديد مصدر من مصادر الخير ومن الدعامات المهمة في الصناعة،
قال تعالى : (وانزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس) سورة الحديد الاية 25، نقف
عند المقولة التي وردت علي لسان يوسف عليه السلام ( اني حفيظ عليم) فهو يتعهد
لفرعون يتحمل مسئولية هذه المهمة، وسيكون امينا على ما يستحفظ عليه، واذا كان اقطاب النبوة،
واولو العزم من الرسل، قد شرفوا باحتراف مهنة يعيشون عليها، ويستغنون بها عن سؤال الناس،
فهذا هو خير الطعام . ولم يتحولوا الى اغنياء، وانما كان كل ما حصلوا عليه
وسيلة للعيش الكريم الذي يحفظ الكرامة قبل ان يحفظ الرمق، ويحفظ ماء الوجه، وذلك ما
حض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حين رغب اصحابه في ان يحترفوا حرفة
تغنيهم عن سؤال الناس، فعن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله (لان ياخذ احدكم
احبلا فياتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من
ان يسال الناس: اعطوه ام منعوه) رواه البخاري، وعن سعيد بن عمير عن عمه قال
سئل رسول الله : اي الكسب اطيب؟ قال: (عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور) رواه
الحاكم. ويقول عمر بن الخطاب: (ارى الرجل فيعجبني، فاذا قيل لاصناعة له سقط من عيني)
رواه البخاري . ويقول ايضا حاثا على العمل : (لا يقعد احدكم عن طلب الرزق
وهو يقول: اللهم ارزقني وقد علم ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة) وقد تعلم
عمر هذا من توجيهات نبي الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام، ويقول الامام علي كرم الله
وجهه: (من مات تعبا من كسب الحلال مات والله عنه راض)، وان قيمة الرجال تظهر
من خلال اعمالهم واقوالهم، وقناعتهم، وصدق من قال :- صن النفس واحملها على ما يزينها
تعش سالما والقول فيك جميل ولا ترين الناس الا تجملا نبا بك دهر او جفاك
خليل يعز غني النفس ان قل ما له ويغني غني المال وهو ذليل ولمثل هذا
قال رسول الله : (ليس الغنى عن كثره العرض، ولكن الغنى غنى النفس) رواه مسلم
. وقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعي في طلب الرزق له ولاسرته
القنوع، الراضي بما قسمه الله له، شبهه بالحاج والمجاهد في سبيل الله، جمع له ثواب
الحج واجر الجهاد، فهل وجدتم ايها المسلمون دينا قبل الاسلام يدعو الناس الى العمل بهذه
الصورة ويلح ان يجعلوه قاعدة لحياتهم الاجتماعية ؟ وجعل اطيب الكسب ما كان من عمل
الانسان وجهده وبذلك قضى على طائفة العاطلين باسم الدين، واحال المجتمع كله الى خلية نشطة
يبذل كل فرد فيها جهده وعرقه، وتلك هي التضحية الحقة والعبادة في اسمى صورها .
واذا كان يوم الجمعة هو افضل ايام الاسبوع، فالقران الكريم يحض المؤمنين على طلب الرزق
ويامرهم بمجرد اداء الصلاة، ان يسعوا في الارض لتدبير معيشتهم قال تعالى : (فاذا قضيت
الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله) سورة الجمعة الاية 10

  • العمل اساس الحياة
  • صباح الخير لكن يحب العمل
السابق
شعر في الوحدة
التالي
انواع الكريمات لتزيين الكيك