مواضيع للرجال للنساء

قهوة العرب

قهوة العرب 20160819 1427 1

قهوة العرب 20160819 1427

القهوة العربية الاصيلة يشتهر بها اهل الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام.

انتقلت القهوة من اليمن الى انحاء الجزيرة العربية وفي القرن الخامس عشر وصلت القهوة الى
تركيا ومن هناك اخذت طريقها الى فينيسيا في عام 1645. ثم نقلت القهوة الى انجلترا
في عام 1650 عن طريق تركي يدعا باسكا روسي الذي فتح اول محل قهوة في
شارع لومبارد في مدينة لندن. القهوة العربية تحولت الى قهوة تركية ثم الى قهوة ايطالية
ثم الى قهوة بريطانية.
وكان الطبيب الرازي الذي عاش في القرن العاشر للهجرة فكان اول من ذكر البن والبنشام
في كتابه “الحاوي”. وكان المقصود بهاتين الكلمتين ثمرة البن والمشروب. وفي كتاب “القانون في الطب”
لابن سينا الذي عاش في القرن الحادي عشر، يذكر البن والبنشام في لائحة ادوية تضم
760 دواء.
من المؤكد ان البن كان ينبت بريا في الحبشة واليمن. وكان اليمنيون اول من عمل
على تحميص بذور البن وسحقها. وسجل في القرن الرابع عشر في اليمن اول استعمال غير
طبي للبن. وبدات زراعته على نطاق واسع منذ ذلك الوقت
تحضيرها
هي قهوة تعتبر خفيفة توضع فيها حبات الهيل عند بعض اهل الحاضرة والبادية من العرب
في الجزيرة العربية، وهناك القهوة الغامقة عند البعض الاخر، وعادة تكون مرة وليس فيها سكر
ابدا وتقدم في فنجان صغير فمه اوسع من قاعدته.
مكانتها
تعتبر القهوة رمزا من رموز الكرم عند العرب، وقد حلت عند العرب محل لبن الابل،
فباتوا يفاخرون بشربها وصارت مظهرا من مظاهر الرجولة في نظرهم. ويعقدون لها المجالس الخاصة التي
تسمى بالشبة او القهوة او الديوانية.
وللقهوة بروتوكولات خاصة بها واوان خاصة عند العرب ، تسمى الدلة (وجمعها دلال) التي يجلبها
بعض المضيفين من بلدان بعيدة وباسعار باهظة طمعا في السمعة الحسنة. والدلال انواع ، فمنها
الحساوية والعمانية والرسلانية والقرشية، واقدمها واثمنها واجودها البغدادية. ولاسم كل نوع دلالة على مكان صنعها،
باستثناء الرسلانية التي تنسب لاسرة رسلان في الشام، والقرشية التي تصنع في مكة.

فنجان القهوة مع التمر
وتثور في المقابل ثائرة المضيف اذا اخبره احد ان قهوته فيها خلل او تغير في
مذاقها، ويعبرون عن ذلك بقولهم: “قهوتك صايدة”؛ ولا بد في هذه الحالة ان يغير المضيف
قهوته حالا ويستبدلها باخرى .
القهوة تحظى بالكثير من الاحترام عند العرب من اليمنيين و الشاميين و الخليجيين والسعوديين على
وجه الخصوص. والقهوة لها عادات قبلية متعارف عليها بين الناس وكل القبائل. فيجب ان تسكب
القهوة للضيوف وانت واقف وتمسك بها في يدك اليسرى وتقدم الفنجان باليد اليمنى ولا تجلس
ابدا حتى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة. بل واحيانا يستحسن اضافة فنجان اخر للضيف
في حال انتهائه من الشرب خوفا من ان يكون قد خجل من طلب المزيد. وهذا
غاية في الكرم عند العرب .
عند سكب القهوة وتقديمها للضيوف يجب ان تبدا من اليمين عملا بالسنة الشريفة، او تبدا
بالضيف مباشرة اذا كان من كبار السن. والمتعارف عليه انك تكرر صب القهوة حتى يقول
الضيف “كفى” او بهز فنجان القهوة.
وهناك اداب توارث عليها ابناء شبه الجزيرة العربية كافة في شرب القهوة وهي انه عند
صب القهوة باليد اليسرى وتقديم الفنجان باليد اليمنى، وايضا يتم تسليم الفنجان للذي يصب القهوة
الذي يدعى (المقهوجي) باليد اليمنى كذلك، بعض المناطق في السعودية يشترط لديهم ان تكون القهوة
بالفنجان ليست مملوءة وانما تصب القهوة في الفنجان بنص مقدار الفنجان واذا امتلئ الفنجان وتم
تقديمة للضيف تعتبر اهانة. اما عند البعض فيشترطون ان يكون الفنجان مملؤ بالقهوه ونقصان ذلك
يعتبر اهانه.
مهارة صب القهوة ايضا ان تحدث صوتا خفيفا نتيجة ملامسة الفناجيل – اي الكاسات التي
تصب بها القهوة – ومفردها كما ذكر – فنجال- ببعضها البعض. وكان يقصد بهذه الحركة
تنبيه الضيف اذا كان سارحا، او كما تقدم في الافراح، اما في الاحزان كالعزاء احيانا
فعلى مقدم القهوة الا يصدر صوتا ولو خفيفا، كما ان من مهارة شرب القهوة ان
يهز الشارب الفنجان يمينا وشمالا حتى تبرد القهوة ويتم ارتشافها بسرعة، بلغ من احترام البدو
والعرب في السابق للقهوة انه اذا كان لاحدهم طلب عند شيخ العشيرة او المضيف، كان
يضع فنجانه وهو مليء بالقهوة على الارض ولا يشربه، فيلاحظ المضيف او شيخ العشيرة ذلك،
فيبادره بالسؤال: “ما حاجتك؟” فاذا قضاها له، امره بشرب قهوته اعتزازا بنفسه. واذا امتنع الضيف
عن شرب القهوة وتجاهله المضيف ولم يساله ما طلبه فان ذلك يعد عيبا كبيرا في
حقه، وينتشر امر هذا الخبر في القبيلة. واصحاب الحقوق عادة يحترمون هذه العادات فلا يبالغون
فبي المطالب التعجيزية ولا يطلبون ما يستحيل تحقيقه، ولكل مقام مقال.
ليست القهوة للسلم فقط بل تستخدم للحروب. فكافة القبائل في السابق، اذا حدث بينها شجار
او معارك طاحنة واعجز احدى القبائل بطل معين، كان شيخ العشيرة يجتمع بافرادها ويقول: “من
يشرب فنجان فلان ويشير بذلك للبطل الانف الذكر؟” (اي: من يتكفل به اثناء المعركة، ويقتله؟)
فيقول اشجع افراد القبيلة: “انا اشرب فنجانه”. وبذلك يقطع على نفسه عهدا امام الجميع بان
يقتل ذلك البطل او يقتل هو في المعركة. واي عار يجلبه هذا الرجل على قبيلته
اذا لم ينفذ وعده! هكذا تحولت القهوة من رمز للالفة والسلام الى نذير حرب ودمار.

طريقة تحضيرها
تحمص القهوة اولا على النار بواسطة اناء معدني مقعر يسمى “المحماسة”، وتحرك القهوة حتى تنضج
جميع جهاتها بواسطة عصيتان من الحديد تشبهان الملعقة الطويلة. ثم تطحن القهوة بواسطة اناء معدني
يسمى “النجر” وتوضع مع بهاراتها المعروفة، كالقرنفل والزعفران والهيل، في دلة كبيرة تسمى القمقوم او
المبهار ثم تسكب بعد عدة عمليات مركبة في دلة مناسبة وتقدم للضيوف.
تطورت هذه الادوات الان، فالنجر مثلا تقابله الطاحونة او المطحنة الكهربائية، و”المحماسة” تقابلها المحمصة الكهربائية،
والدلة تقابلها الحافظات او الترامس. الترامس يطلق عليها (الزمزميه) عند بعض المناطق في المملكة العربية
السعودية.

السابق
فوائد سورة الرحمن للشفاء
التالي
شعر عن الغرور