انا انسان خضت الكثير من التجارب في هذه الحياة، وقد كنت انسانا ناجحا من صغري
حتى سن ال18، وكان الناس يحبونني، وكنت اجتماعيا، وواثقا بنفسي، وكنت اتقي الله، واعبد الله،
واخاف الله في نفسي، حتى دخلت الجامعة، وكان قد حصل معي ظرف في الصف الثاني
عشر، وهو رسوبي في التوجيهي، وبدات حياتي “مخربطة”، لا اعرف ماذا افعل!؟ وادرس بدون نفس،
واصبحت لا اعرف ان افكر، ولا اعرف ماذا اريد!؟ واصبحت كل حياتي مبعثرة، واصبحت ارى
كل من حولي لا يحبونني، واصبحت بعيدا عن الله سبحانه وتعالى، حتى اني اتشاجر مع
اهلي، وتصبح هناك مشاكل بيني وبينهم.
اريد ان اصبح انسانا ناجحا، نقي التفكير، اعرف ماذا افعل، واخاف الله في نفسي، وان
ارجع كما كنت سابقا: ناجحا، اجتماعيا، محبوبا من الاخرين، وان تكون ثقتي بنفسي كبيرة، وان
افكر في شيء صحيح، وليس شيئا يغضب الله ويغضب الناس من حولي.
ارجو ان تساعدوني؛ لاني اوشك على الضياع والجنون بطريقة التفكير التي افكر بها؛ لان تفكيري
“مخربط”، ولا اعرف في ماذا افكر!؟
عندي ارادة، ولكن عندما اريد ان ابدا بشيء، فاما ان افشل في هذا الشيء، او
اني لا استطيع عمله!
اخي الفاضل، عشت حياتك السابقة وانت تتغنى بالنجاحات التي حققتها؛ لذلك حين افتقدتها بسقوطك ورسوبك
في التوجيهي لم يستطع عقلك ان يتقبل الصدمة، فبدا الياس يتشرب الى حياتك، واصبحت لا
ترى سوى صورة الفشل في كل ما تقدم عليه خوفا ان تسقط فيه من جديد.
اخي الحبيب، ليس الفشل ان تسقط، ولكن الفشل الحقيقي ان تبقى في المكان الذي سقطت
فيه، وقد قيل: “لكي تنجح عليك ان تفشل”؛ لكي تتعلم ما الذي يجب الا تفعله
في المرة التالية، وهي سنة الحياة، فالطفل لن يتعلم المشي حتى يسقط مئات المرات، وفي
كل مرة يتعلم الوقوف بطريقة صحيحة.
ابتعد عن مخاطبة نفسك بالرسائل السلبية، وعن لوم نفسك وجلدها بالكلمات القاسية، واستبدل مكانها كلمات
ايجابية؛ لتبعث فيك روح الامل من جديد، فانت ما زلت في بداية الطريق، وامامك الكثير
من العقبات التي ستواجهها في هذه الحياة، فالطريق الى الجنة والتي هي غاية كل مؤمن
محفوفة بالمكاره، ولن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.
ضع لك اهدافا قصيرة وبسيطة من اجل ان تعطيك حافزا على التقدم نحو المشاريع الاخرى،
تعلم من اي خطا وقعت فيه، واجعلها مدرسة لك للتقدم نحو الافضل، ولا تنس ان
لكل جواد كبوة، ولكل فارس هفوة.
اسال الله ان يشرح لك صدرك، وان ييسر امرك.
- اعرف ماذا افعل
- لا اعرف ماذا اريد
