مجسمات المصارعين وصورهم والالعاب القتالية تغزو الاسواق
اولياء امور : نعرف مخاطر المصارعة .. لكن نستجيب لرغبات اطفالنا
الاطفال يطبقون ما يشاهدون من عنف على اخوانهم واخواتهم بالمنزل
د. الرميحي : المصارعة تنمي السلوك العدواني وتدمر شخصية الطفل السوية
د. بتول خليفة : دور غير مباشر للتفكك الاسري في ولع الطفل بالعنف
د. فدوى الجندي : اثار اجتماعية سلبية جراء الاعتماد على الخادمات
“جون سينا، ستون كولد، سي ام بانك، البيرتو ديل ريو، جون موريسون، شون مايكلز، مارك
هنري، كين، راندي اورتن، اندرتيكر وذا روك”.. هل تعرف ايا من هؤلاء؟، ربما تعرف بعضا
منهم وقد لا تعرف ايا منهم مع ان صورهم ربما تكون امام ناظريك اناء الليل
واطراف النهار على حقيبة المدرسة الخاصة بابنك او على ال “تي شيرت” الذي يرتديه، وربما
تجد مجسما لاي منهم كدمية يلعب بها طفلك الصغير، بعد ان بلغ هوس الصغار بالمصارعة
وابطالها حد الحرص على اقتناء كل ما يحمل صورهم، وسط تشجيع من الاباء احيانا وعدم
انتباه منهم للامر في كثير من الاحيان.
وقد تزايدت في الاونة الاخيرة تحذيرات خبراء علم النفس والاجتماع من السماح للاطفال بمشاهدة رياضة
المصارعة او الافلام الكرتونية او اقتناء والادمان على الالعاب الالكترونية التي تقوم في اغلبها على
العنف، كما حذروا الاهل من الرضوخ لطلبات ابنائهم في شراء الالعاب التي تحمل نفس المضمون،
او اقتناء مستلزمات الطفل التي تحمل صورا لابطال المصارعة لان هذا يشجعهم بشكل غير مباشر
على العنف .. مطالبين بضرورة تنظيم حملات للتصدي لهذه الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا العربية والاسلامية،
والتي تقوم على تشجيع التنافس بالعنف بدلا من تشجيع التنافس الراقي وتنافس المقدرة.
وحذر خبراء علم النفس والاجتماع، في تصريحات ل الراية الاسبوعية، من المخاطر الكبيرة لاستمرار الاهل
في تشجيع الاطفال على مشاهدة تلك البرامج والافلام الكرتونية وشرائهم للالعاب التي تقوم على العنف،
على الرغم من معرفة الكثير منهم بخطورتها من قبل الترفية والتسلية، ومن هوس الاطفال برياضة
المصارعة، وقيامهم بتقليد حركاتهم داخل حلبة المصارعة، لان هذا الامر سيجعلهم يمارسون السلوك العدواني في
البيت والمدرسة والشارع .. مشيرين الى ان التجار يستغلون هوس الاطفال بمثل هذه الرياضة ويستوردون
العابا تحض على العنف وتعزز لديهم الشغف باقتناء المزيد منها، فضلا عن طباعة صور ابطال
هذه الالعاب على ملابس ومستلزمات الاطفال المدرسية منها والمنزلية، لضمان تحقيق اعلى نسبة من المبيعات.
وقد ظهرت في الاسواق وفي محلات بيع العاب الاطفال بالدوحة دمى على هيئة مجسمات لابطال
المصارعة، واحزمة بطولات المصارعة، اضافة الى غزو صور المصارعين لحقائب المدارس و”تي شيرتات” الاطفال ..
والتقت الراية الاسبوعية عددا من اولياء الامور للتعرف منهم عن طبيعة شغف اطفالهم بمثل هذه
الصرعات من الموضة في الالعاب ومستلزمات الاطفال.
فمن جانبه قال ابو محمد : اعشق رياضة المصارعة، ودائما ما احرص على مشاهدتها انا
واطفالي، فهي وسيلتنا للتسلية والترفية، وارى ان رياضة المصارعة جيدة، فاولادي يتعلمون منها الحركات القتالية
التي تمكنهم من الدفاع عن انفسهم عندما يواجهون موقفا ما يتطلب منهم ذلك، كما انها
تساعدهم على تعلم اللغة الانجليزية.
اما “ام احمد” فتؤكد ان ايا من اولادها لم يكن يعرف شيئا عن المصارعة والمصارعين،
الا ان كثرة حديث زملائهم عن المصارعة وولعهم بها هو ما اثار فضول اولادها، وجذبهم
لمشاهدتها، حتى اصبحوا يعرفون اسماء كل المصارعين، وعلى راسهم” جون سينا وراندي اورتن واندرتيكر”، ويقلدون
حركاتهم داخل حلبة المصارعة.
وتابعت: اعرف جيدا اضرار هذه الرياضة على اولادي، وبالفعل حاولت كثيرا منعهم من مشاهدتها، الا
انني عجزت عن فعل ذلك، بل ارغموني على شراء مجسمات للاعبين المحببين لديهم، وكذلك الالعاب
التي تكون فكرتها شبيهة بلعبة المصارعة، الامر الذي شكل ضغطا كبيرا علي وعلى ميزانية الاسر
نادية شلبي فتقول : دخلت على ابني الصغير، فوجدته يحاول حمل اخته ذات الثلاثة اشهر
ويحاول الدوران بها والقاءها على الارض، كما يفعل ابطال المصارعة، وهو ما جعلني اراقبه، لاعرف
سبب قيامه بهذا الفعل، لاكتشف ان ابني الصغير يحرص على الجلوس مع زوجي واصحابه وهم
يشاهدون برامج المصارعة، مما جعلني اشدد على زوجي بعدم مشاهدة تلك البرامج بالمنزل على مراى
ومسمع من اطفالي، وكذلك حرصت على شراء الالعاب الهادفة، التي توسع مداركهم، وامتنعت عن شراء
الالعاب التي تحمل مضمون العنف في طياتها.
ودعت شلبي المدارس والاعلام بعمل برامج ارشادية وتوعوية توضح للاباء مدى خطورة مشاهدة الطفل لهذا
العنف، ومدى خطورة رضوخ الاهل لطلبات الابناء في شراء الالعاب، التي تنتشر بالمحال التجارية، والتي
تحمل نفس المضمون، وارشادهم بعدم تشجيعهم على شراء مستلزمات الاطفال التي تحمل صورا لابطال المصارعة،
او العاب المصارعة.
وعن الدافع وراء مشاهدة الاطفال لرياضة المصارعة والاثار السلبية والمخاطر الناجمة عن ذلك، تقول الدكتورة
منيرة الرميحي استاذ علم الاجتماع بجامعة قطر : المصارعة تجذب انتباه الطفل، فالطفل يكون لديه
طاقة يريد ان يفرغها، والمصارعة من الرياضات التي تخرج هذه الطاقة، فضلا عن ان للحرمان
العاطفي وغياب الرقابة الاسرية دورا في دفع الطفل لمشاهدة هذه البرامج التي تحمل في مضمونها
العنف، وان تعرض الطفل للقسوة والكبت من جانب الاسرة او مروره بظروف نفسية معينة، يجعله
يتصرف بشكل عدواني.
من جهتها، ارجعت د. بتول خليفة استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة قطر سبب لجوء
الطفل الى مشاهدة المصارعة الى ان الانسان بطبيعته عنده نزعة عدوانية، فلو شاهد مسلسلا ما
فيه شخص ظالم واخر مظلوم، يحرص على متابعته للنهاية، ويقوم بعمل عملية اسقاط، ويتبنى احد
الشخصيات التي تتميز بالقوة او الشهرة حتى تنتصر، لانه يعطيه احساسا بالقوة، ويساعده على تفريغ
شحنات الغضب والصراع التي بداخله على المدى القريب. ورات ان التفكك الاسري يلعب دورا غير
مباشر في اتجاه الطفل للمتابعة، فلا يوجد من يجلس معه ويراقبه ويوعيه ويتناقش معه، فينكب
وينغمس في مشاهد الافلام التي بها عنف، ولكن هذا لا يمنع من تعلم الطفل رياضات
مثل “الكاراتيه” على ان يكون في عمر معين وباشراف من يوجهه، ليعلم انها رياضة للدفاع
عن النفس لا ضرب الاخرين.
وقالت د. فدوى الجندي رئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة قطر، ان المجتمع القطري لا يعاني
من التفكك الاسري ولكن المشكلة الاساسية هي اعتماد الاسر العربية والخليجية على وجه الخصوص على
الخادمات اللائي يتولين رعاية الطفل في غياب من الام، وتكاسل من جهتها في رعاية ابنائها،
حيث يغيب الاشراف الاسري من جانب الاسرة، الامر الذي يحدث انشقاقا بين الجيلين، ويترك اثرا
سلبيا عميقا على المجتمع، ويشجع الابناء على متابعة مثل هذه البرامج، ناصحة الام بمراعاة ابنائها.
وعن هوس الاب برياضة المصارعة وبالتالي تاثر الطفل بابيه، وكيفية حل المشكلة تقول الجندي :
في مجتمعنا يربي الاب ابنه على انه رجل وليس طفلا، وكذلك تربي السيدة ابنتها على
انها سيدة، فمثلا لو خرج الاب للصيد ياخذ معه الابن، لذا على الاب ان يمنع
ابنه من المشاهدة، وعليه ان يقلل من اوقات مشاهدته لهذه البرامج، ويعلم ان الطفل ليس
لديه الوعي الكافي ولا الخبرة التي تجعله يشاهد مثل هذا النوع من العنف.
وعن الاثار السلبية لمشاهدة رياضة المصارعة، وتشجيع الاباء لابنائهم على شراء العاب تقوم على العنف،
تقول د. منيرة الرميحي : رياضة المصارعة تعلم ابناءنا العنف والقسوة والخشونة، وتنمي لديهم السلوك
العدواني، كما انها قد تبعدهم عن التسامح او القيم المجتمعية التي تساعدهم على بناء الشخصية
السوية، فالاطفال لا يكون لديهم الوعي الكافي برياضة المصارعة وخطورتها، مما يجعلهم يقلدون حركات المصارعين
داخل حلبة المصارعة .. مشيرة الى ان هذه الرياضة لا تنمي السلوك العدواني عند الاطفال
فحسب ولكن ايضا عند الشباب والاباء المسؤولين عن تربية ابنائهم، وقد تدفع الاباء للتعامل مع
ابنائهم بصرامة وعنف كبير، مما يؤثر على حالتهم النفسية، وبالتالي يكبر الابناء ويكبر معهم العنف.
ونصحت الرميحي الاباء بضرورة ابعاد الاطفال عن مصادر العنف، كالافلام الكرتونية العنيفة او مشاهدة رياضة
المصارعة او الالعاب الالكترونية التي تشجع العنف، مؤكدة ان الطفل في السنوات الخمس الاولى لا
يمتلك الوعي الكافي الذي يمكنه من تدارك مدى خطورة هذه الاشياء عليه.. واوضحت انه اذا
شاهد الاباء هذه البرامج وبصحبتهم الاطفال فعليهم التعليق على افعال المصارعين وحركاتهم، كالقول مثلا ان
هذه الضربة الذي وجهها لاعب ما للاخر قد تتسبب في موته، حتى يتعلم الطفل من
تعليقاتهم، ويدرك مخاطر هذه اللعبة، كما يجب عليهم شرح هذه اللعبة له وقوانينها ومخاطرها، وانها
نوع من انواع الرياضة وليس العنف .. محذرة من تعريض الاطفال الصغار لمثل هذه الرياضات،
لانه لا يمتلك الوعي الكافي. ورات انه من الافضل ان تقوم الام بقراءة القصص الهادفة
للطفل بدلا من السماح له بالجلوس امام مباراة المصارعة او ما شابه ذلك.
وطالبت الرميحي كافة المؤسسات الاجتماعية بالقيام بدورها في التوعية، وبوجود تعاون وتواصل بين الاب والام
والمدرسة، وكافة الهيئات التربوية للحد من تاثير هذه الثقافة الوافدة الى مجتمعاتنا. وحذرت الرميحي الاهل
من الرضوخ لرغبات الابناء، وشراء بعض الالعاب التي تنمي لديهم هذا السلوك العدواني من سبيل
الترفيه والتسلية، لان هذا له مردود سلبي على الطفل، فتجعله طفلا عدوانيا يقوم بتفريغ عدوانيته
في البيت على اخوته، واذا لم يستطع تفريغ عدوانيته في المنزل خوفا من الاباء، فيقوم
بتفريغها في الروضة او المدرسة، وفي تعامله مع اصدقائه، وليس ادل على ذلك من كثرة
الحوادث التي يرتكبها الاطفال نتيجة تقليدهم لمشاهد العنف التي يشاهدونها على شاشات التليفزيون او في
افلام الكرتون التي تقوم اغلب مشاهدها على العنف .. وبينت انه اذا لم ينتبه الاباء
للطفل، ويكون هناك توعية وارشاد له، سيشب الطفل شخصا عدوانيا مشاغبا مزعجا يسبب المشاكل له
ولاسرته.
بدورها اشارت د. بتول خليفة الى ان المصارعة من الرياضات القديمة التي نقلناها دون تهذيب،
مما انعكس بالسلب على الاطفال الذين يقومون بمشاهدتها، وتقمص حركات المصارعين دون وعي منهم بمخاطر
هذه الحركات عليهم، فهي تعلم الاطفال السلوك العدواني وتجعلهم لا يستخدمون مهارات التفكير والعقل عندما
يقعون في مشكلة ما، لكنهم يستخدمون المهارات البدنية، كما انها تجعلهم يمارسون سلوكا عدوانيا في
البيت والشارع والمدرسة .. مشيرة الى ان الطفل قد يلعب لعبة الكترونية مع صاحب له
وتكون هي لعبة مصارعة، وتنتهي اللعبة بمصارعة حقيقة ما بين الاثنين .. محذرة الاباء من
تعريض الطفل الاصغر من عشر سنوات لمثل هذه الرياضات، لانه ليس لديه الوعي الكافي، ومن
مشاهدة الاطفال لهذه الرياضات دون اشراف اسري من قبل الاهل. واشارت الى نظرية التعلم الاجتماعي
لعالم النفس باندورا، والتي تقول بان الناس يتعلمون سلوكيات جديدة عن طريق التعزيز او العقاب
الصريحين، او عن طريق التعلم بملاحظة المجتمع من حولهم، فحين يرى الناس نتائج ايجابية ومرغوبة
للسلوك الذي يلاحظونه من قبل غيرهم، تزداد احتمالية تقليدهم، ومحاكاتهم وتبنيهم لهذا السلوك، وهو ما
لاحظه باندورا عندما قام باحضار طفل وكيس ملاكمة، وطلب منه ان يضرب على كيس الملاكمة،
في البداية بدا الطفل يضرب ببطء، وتدريجيا ظهر السلوك العدواني عنده، فبدات ضرباته تزيد وتقوى،
حتى انه انزل الكيس وبدا يضربه بيده وارجله، مما يدل على ان المصارعة ممكن ان
تولد مثل هذا السلوك العدواني.
ونصحت خليفة الاهل ان يقوموا بعملية انتقاء عند ذهابهم لشراء لعبة ما واختيار الانفع لابنائهم
واقناعهم به، والا يخضعون لشراء لعبة ما للطفل لمجرد ان اصحابه اشتروها .. مشيرة الى
ان هذا لا يحدث الا بوجود حوار بين الطفل ووالديه، حيث يقوم الوالدان بوضع خيارات
للطفل، واعطائه متسعا من التفكير ليفكروا مرة واثنتين وثلاثا، فسنجد في النهاية ان الطفل يتخلى
عن خياراته ويختار الافضل، وعليهم التاكد من وجود العلامة التجارية على الالعاب المشتراة، فهناك العاب
رخيصة ذات خامات رديئة تنبعث منها رائحة كيماوية تؤثر على التنفس وكيميائية الجسم، وعليهم ان
يحددوا الالعاب التي يحتاجها الطفل، فلو كان الطفل في حاجة لمهارات حركية فيوجهانه لتعلم الكاراتيه،
او ركوب الخيل او ممارسة لعبة كرة القدم وهناك الكثير من المدارس التي تعلم هذه
الالعاب بشكل منظم وليس عشوائيا فاللعب من وجهة نظري حاجة.
وطالبت التجار بجلب اشياء تكون منبثقة عن المجتمع القطري، وتتناسب وهويته بدلا من وضع صور
لابطال مصارعة او اشياء دخيلة على مجتمعنا القطري، وتؤثر عليه سلبا على المدى البعيد. وبينت
ان التجار المسؤولين عن لعب الاطفال يقومون كل عام باختيار الشخصية الاكثر شهرة في نظر
الطفل، ويقومون بطباعتها على مستلزماته، حتى يحققوا اعلى ربح.
بدورها رات د. فدوى الجندي رئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة قطر، ان هذه الرياضة تؤثر
بشكل غير مباشر على الطفل حيث تحدث نوعا من التغيير الداخلي عند الفرد، هذا التغيير
يجعله مهيا لاستقبال العنف تدريجيا، فعندما يرى عنفا في الحياة العادية يتقبله، مؤكدة ان الاسرة
هي من تتحمل المسؤولية، وعليها منع الطفل من مشاهدة هذه البرامج التي تقوم على العنف،
فالحكومة لا تستطيع منع بث هذه البرامج، فلا بد ان تتوافر ما يعرف بحرية المشاهدة،
وعليها وضع ضوابط داخلية داخل العائلة بحيث لا يسمح لكل من الاطفال والشباب بمشاهدة هذا
النوع من الصراع العنيف الذي يكون انسان ضد انسان.
وتابعت : المصارعة ليست رياضة عربية او خليجية ولكنها وافدة من الخارج وتتسم بالعنف مما
يسبب خطورة اولا، من حيث انها تعلم الطفل انه من الممكن ان يتلذذ من العنف،
او يترفه عن طريق العنف، او يكسب عن طريق العنف، واعتقد ان هذه الرياضة ليست
لها جذور في الدول العربية والخليجية، وان جذورها مستمدة من العصور الوسطى والدول الاوروبية، والدول
العربية والخليجية لا تشجع هذه الرياضة، لان ثقافة الدول العربية والخليجية تقوم على الصبر والرضا
والقناعة، وتشجع التنافس الراقي وتنافس المقدرة، عكس الثقافة التي تنبع منها المصارعة، والتي تقوم على
التنافس بالعنف.
وفسرت اتجاه الاهل لشراء الالعاب التي تشجع على العنف بانه عدم فهم من جهة الاهل،
وعدم ادراك وعدم معرفة بخطورة هذه الالعاب.
واضافت : على الاعلام في الجامعة والمدرسة تعريف الاهالي بالمخاطر التي تعود على الطفل جراء
مشاهدتهم لهذه الالعاب او مشاهدتهم لهذا النوع من العنف، الذي يعتبرونه نوعا من تسلية الطفل،
وتوعيته بان هذه الثقافة دخيلة علينا، ولا تتوافق وثقافة مجتمعنا .. محذرة الاهل من الاستمرار
في تشجيع الابناء على ذلك من خلال مشاهدتهم للافلام والمباريات التي تقوم على العنف، او
شراء الالعاب التي تحمل نفس الفكرة، لان هذا سيخرج جيلا لديه استعداد للعنف، ناصحة اياهم
بقراءة القصص لابنائهم، فهذا يحدث نشاطا ذهنيا لهم، ويقوي الروابط بين الام وولديها.
وطالبت بعمل حملة ضد هذه الالعاب .. مشددة على ضرورة السيطرة الكافية من جهة الاباء
على الابناء، وعدم تشجيعهم على هذه النوعية من الترفيه. واكدت على ضرورة قيام الاعلام والمدرسة
بدورهما في توعية الام بخطورة هذا النوع من الرياضات، وعلى الام ان تهتم بالتربية المباشرة
للاطفال، وعلى العمل ان يوفر لها ذلك، بحيث تتواجد في المنزل في الوقت الذي يتواجد
فيه اطفالها وعليها الا تعتمد على الخدم والمدرسة فقط، وعليها تثقيف نفسها للتعامل معهم.
وعن الدور الذي يجب ان تقوم به الاسرة والمدرسة لتعديل سلوك الابناء تقول د. منيرة
الرميحي استاذ علم الاجتماع بجامعة قطر : على الام ان تعدل سلوك الابناء وهذا لن
يحدث الا برقابة الطفل، فلا بد ان يكون هناك تواصل للام بكل الاماكن التي يذهب
اليها الطفل، سواء اكانت المدرسة ام النادي او حتى الاصدقاء، وبالتعاون بين الاباء والامهات على
مستوى الاسرة، فالام لا بد ان تعي انها لا تستطيع تقويم سلوك طفلها بمفردها، لانه
يخرج للمجتمع ويتاثر به، وعلى المدرسة ان تقدم برامج ومحاضرات ثقافية وتربوية اسبوعية تناقش فيها
كل الظواهر التي تطرا على المجتمع، وتحاول ايجاد الحلول لها، لتساعد الاطفال على بناء الشخصية
السوية.
ورات د. بتول خليفة ان ما يساعد الام على تعديل سلوك ابنها او ابنتها هو
وجود حوار بين الام وابنها، وكذلك العناية الفائقة من جانب الام لابنها او ابنتها، وانه
على المدرسة محاولة اغماس الطفل في انشطة بديلة ومفيدة، وهو ما يطلق عليه السلوك البديل.
- مصارعين يقلدون حركاتهم ضدهم