مواضيع للرجال للنساء

ويمكرون ويمكر الله

بالصور ويمكرون ويمكر الله

بالصور ويمكرون ويمكر الله

في سياق ما ذكر الله سبحانه وتعالى من مكيدة المشركين ومكرهم برسول الله صلى الله
عليه وسلم حينما تامروا على قتله وترصدوا له ينتظرون خروجه – عليه الصلاة والسلام –
فاخرجه الله من بينهم ولم يشعروا به، وذهب هو وابو بكر الصديق رضي الله عنه
واختبيا في الغار ‏(‏في غار ثور‏)‏ قبيل الهجرة الى المدينة ثم ان الله سبحانه وتعالى
صرف انظارهم حينما وصلوا الى الغار، والنبي صلى الله عليه وسلم مختبئ فيه هو وصاحبه،
ووقفوا عليه ولم يروه‏.‏

حتى ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا
رسول الله لو نظر احدهم الى موضع قدمه لابصرنا، فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم ‏:‏ ‏(‏يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما‏)‏ ‏[‏رواه الامام البخاري في ‏”‏صحيحه‏”‏
‏(‏4/189، 190‏)‏ من حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه‏]‏ فانزل الله جل وعلا‏:‏ ‏{‏الا
تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ
يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها
وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ اية
40‏]‏‏.‏

هذا هو المكر الذي مكره الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم بان اخرجه
من بين اعدائه ولم يشعروا به مع حرصهم على قتله وابادته ثم انهم خرجوا في
طلبه، ووقفوا على المكان الذي هو فيه، ولم يروه لان الله صرفهم عنه كما قال
تعالى‏:‏ ‏{‏واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله
خير الماكرين‏}‏ ‏[‏سورة الانفال‏:‏ اية 30‏]‏‏.‏

وهذا المكر المضاف الى الله جل وعلا والمسند اليه ليس كمكر المخلوقين، لان مكر المخلوقين
مذموم، واما المكر المضاف الى الله سبحانه وتعالى فانه محمود، لان مكر المخلوقين معناه الخداع
والتضليل، وايصال الاذى الى من لا يستحقه، اما المكر من الله جل وعلا فانه محمود؛
لانه ايصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة‏.‏

السابق
انا خايفة من الموت
التالي
حلم البيت القديم