صمت من اجل غزة!
تحيط خاصرتها بالالغام .. و تنفجر .. لا هو موت .. و لا هو انتحار
انه اسلوب غزه ف? اعلان جدارتها بالحياة
منذ اربع سنوات و لحم غزه يتطاير شظايا قذائف
لا هو سحر و لا هو اعجوبة، انه سلاح غزه ف? الدفاع عن بقائها و ف? استنزاف العدو
و منذ اربع سنوات و العدو مبتهج باحلامه.. مفتون بمغازله الزمن .. الا ف? غزة
لان غزه بعيده عن اقاربها و لصيقه بالاعداء .. لان غزه جزيره کلما انفجرت، و ه? لا تکف عن الانفجار،
خدشت و جة العدو و کسرت احلامة و صدتة عن الرضا بالزمن.
لان الزمن ف? غزه شيء احدث ..
لان الزمن ف? غزه ليس عنصرا محايدا
انه لا يدفع الناس الي بروده التامل… و لکنة يدفعهم الي الانفجار و الارتطام بالحقيقة.
الزمن هنالك لا ياخذ الاطفال من الطفوله الي الشيخوخه و لکنة يجعلهم رجالا ف? اول لقاء مع العدو
ليس الزمن ف? غزه استرخاء و لكنة اقتحام الظهيره المشتعلة
لان القيم ف? غزه تختلف .. تختلف .. تختلف
القيمه الوحيده للانسان المحتل ه? مدي مقاومتة للاحتلال… هذة ه? المنافسه الوحيده هناك.
و غزه ادمنت معرفه هذة القيمه النبيله القاسيه .. لم تتعلمها من الکتب و لا من الدورات الدراسيه العاجلة
و لا من ابواق الدعايه العاليه الصوت و لا من الاناشيد. لقد تعلمتها بالتجربه و حدها و بالعمل الذ? لا يکون
الا من اجل الاعلان و الصورة
ان غزه لا تباهي باسلحتها و ثوريتها و ميزانيتها. انها تقدم لحمها المر و تتصرف بارادتها و تسکب دمها
و غزه لا تتقن الخطابه .. ليس لغزه حنجره ..مسام جلدها هى الت? تتکلم عرقا و دما و حرائق .
من هنا يکرهها العدو حتي القتل . و يخافها حتي الجريمه . و يسعي الي اغراقها ف? البحر او ف? الصحراء او ف? الدم
من هنا يحبها اقاربها و اصدقاؤها علي استحياء يصل الي الغيره و الخوف احيانا . لان غزه ه? الدرس الوحشى و النموذج المشرق للاعداء و الاصدقاء علي السواء .
ليست غزه احلى المدن ..
ليس شاطئها اشد زرقه من شواطئ المدن العربية
و ليس برتقالها احلى برتقال علي حوض البحر الابيض .
و ليست غزه اغني المدن ..
و ليست ارقي المدن و ليست اکبر المدن. و لکنها تعادل تاريخ امة. لانها اشد قبحا ف? عيون الاعداء، و فقرا و بؤسا و شراسة. لانها اشدنا قدره علي تعکير مزاج العدو و راحته، لانها کابوسه، لانها برتقال ملغوم، و اطفال بلا طفوله و شيوخ بلا شيخوخة، و نساء بلا رغبات، لانها کذلك فه? اجملنا و اصفانا و اغنانا و اکثرنا جداره بالحب.
نظلمها حين نبحث عن اشعارها فلا نشوهن جمال غزة، احلى ما بها انها خاليه من الشعر، ف? و قت حاولنا ان ننتصر فية علي العدو بالقصائد فصدقنا انفسنا و ابتهجنا حين راينا العدو يترکنا نغن? .. و ترکناة ينتصر بعدها جفننا القصائد عن شفاهنا، فراينا العدو و ربما اتم بناء المدن و الحصون و الشوارع .
و نظلم غزه حين نحولها الي اسطوره لاننا سنکرهها حين نکتشف انها ليست اکثر من مدينه فقيره صغيره تقاوم
و حين نتساءل: ما الذي جعلها اسطورة؟
سنحطم کل مرايانا و نبکى لو کانت فينا کرامه او نلعنها لو رفضنا ان نثور علي انفسنا
و نظلم غزه لو مجدناها لان الافتتان فيها سياخذنا الي حد الانتظار، و غزه لا تج?ء الينا غزه لا تحررنا ليست لغزه خيول و لا طائرات و لا عصي سحريه و لا مکاتب ف? العواصم، ان غزه تحرر نفسها من صفاتنا و لغتنا و من غزاتها ف? و قت و احد و حين نلتق? فيها – ذات حلم – قد لن تعرفنا، لان غزه من مواليد النار و نحن من مواليد الانتظار و البکاء علي الديار
صحيح ان لغزه ظروفا خاصه و تقاليد ثوريه خاصة
و لکن سرها ليس لغزا: مقاومتها شعبيه متلاحمه تعرف ما ذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها)
و علاقه المقاومه بها بالجماهير ه? علاقه الجلد بالعظم. و ليست علاقه المدرس بالطلبة.
لم تتحول المقاومه ف? غزه الي و ظيفه و لم تتحول المقاومه ف? غزه الي مؤسسة
لم تقبل و صايه احد و لم تعلق مصيرها علي توقيع احد او بصمه احد
و لا يهمها کثيرا ان نعرف اسمها و صورتها و فصاحتها لم تصدق انها ما ده اعلامية، لم تتاهب لعدسات التصوير و لم تضع معجون الابتسام علي و جهه.
لا ه? تريد .. و لا نحن نريد
من هنا تکون غزه تجاره خاسره للسماسره و من هنا تکون کنزا معنويا و اخلاقيا لا يقدر لکل العرب
و من جمال غزه ان اصواتنا لا تصل اليها لا شيء يشغلها، لا شيء يدير قبضتها عن و جة العدو، لا اشكال الحکم ف? الدوله الفلسطينيه الت? سننشئها علي الجانب الشرق? من القمر، او علي الجانب الغرب? من المريخ حين يتم اکتشافه، انها منکبه علي الرفض .. الجوع و الرفض و العطش و الرفض التشرد و الرفض التعذيب و الرفض الحصار و الرفض و الموت و الرفض.
ربما ينتصر الاعداء علي غزه (وقد ينتصر البحر الهائج علي جزيره ربما يقطعون کل اشجارها)
ربما يکسرون عظامها
ربما يزرعون الدبابات ف? احشاء اطفالها و نسائها و ربما برمونها ف? البحر او الرمل او الدم و لکنها
لن تکرر الاكاذيب و لن تقول للغزاة: نعم
و ستستمر ف? الانفجار
لا هو موت و لا هو انتحار و لکنة اسلوب غزه ف? اعلان جدارتها بالحياة …
فاصلة:
و ستستمر ف? الانفجار
لا هو موت و لا هو انتحار و لکنة اسلوب غزه ف? اعلان جدارتها بالحياة.
صورة-1
- قصيدة محمود درويش لغزة
- قصيده غزة
- ليست غزة اجمل المدن