قصة شجرة الرمان

 

صورة-1

 



شجره الرمان التي فكرت ان تمشي


فطرف من الحقل كانت شجره الرمان و اقفه لوحدها بشموخ. اكتست اوراقها بعد المطر خضره زاهيه فاصبحت تجذب الانظار اليها من جميع جانب. فالمساء تاوى اليها عصافير الحقل لكى تنام فاعشاشها التي بنتها علي فروع الشجرة. و فالصباح يصنع الاطفال من الحبال ارجوحه و يربطونها باغلظ فروعها، و يقضون و قتهم ففرح و حبور.

اجتمعت الحيوانات فظهيره يوم صائف تحت ظل شجره الرمان و اخذت تتجاذب اطراف الحديث. كان الكلب يتحدث عن مغامراتة فالحقول البعيده عندما لاحظ القط ان شجره الرمان صامتة، و ان مسحه من الكابه باديه عليها. التفت اليها و سالها عما بها، فقالت بصوت حزين:

– اريد ان امشى مثلكم. مللت المكوث هنا فطرف الحقل! اريد ان انتقل من مكان الي احدث كما تفعلون!

دهشت الحيوانات لرغبه شجره الرمان، و لم تجد جوابا قبل ان تغادر و يعود جميع الي مكانه.

عندما حل الليل، اخذت شجره الرمان تفكر كثيرا و تتخيل بانها تمشي. كانت تقول لنفسها بانها ستكون الاسرع، و لن يجاريها فمشيتها احد بسبب ساقها الطويلة. و بينما هى مستغرقه فالتفكير اتاها فار كبير يبدو انه شيخ الفئران. مشي بخفه علي جذعها و كانة يريد ان يوقظها و حدها دون الاخرين. فلما تنبهت اليه، حدثها قائلا:

– انى سمعت ما قلتة اليوم لسائر الحيوانات. و انى قادر علي مساعدتك فتنفيذ رغبتك!

لم تصدق الشجره قول الفار، و قالت مستفهمة:

– كيف لك ان تساعدني؟ انك ضئيل الحجم، و لا اظنك تقوي علي مساعدتي!

لكن الفار اجابها بتفاخر:

– بل استطيع. ان ما يعيقك عن المشى هو ان جذورك ضاربه فالارض. و لو استعنت بفئرانى لحفرنا حول جذورك حتي تتمكنى من المشى كما تشائين!

صمتت شجره الرمان برهه بعدها قالت للفار:

– و لو طلبت منك مساعدتي، هل لك ان تفعل؟

اجاب الفار بثقة:

– نعم، و لكن بشرط ان نحصل علي جميع الثمار التي تحملها اغصانك الان!

شعرت شجره الرمان بانها قريبه من تحقيق حلمها، و وافقت علي الفور. كما طلبت من الفار ان يجعل الامر سرا حتي ينتهى من الحفر و تتمكن من المشي. و هكذا، نادي الفار باقى الفئران و بدؤوا فالحفر حول جذع شجره الرمان. يحفرون جميع ليله حتي قبل ان تطلع الشمس بقليل بعدها يتوقفون، لئلا يراهم صاحب الحقل او باقى الحيوانات. كانت شجره الرمان تميل رويدا رويدا، و لم يمض اسبوع حتي سقطت كامله علي جنبها. فاسرعت الفئران فالتقاط ثمار الرمان بجشع و اخذها الي جحورهم. فتلك الخلال كانت شجره الرمان تحاول ان تمشي، لكنها لم تستطع ان تتحرك خطوه و احدة. اخذت تنادى باسم الفار الكبير الذي كان مشغولا عنها بجمع ثمارها. ازداد حزنها و صاحت كثيرا دون جدوى.

فى الصباح كانت دهشه الجميع كبيره عندما رؤوا شجره الرمان تبكى و هى ساقطه علي جنبها، و ليس علي اغصانها ثمره و احدة. بحثوا فالحقل كلة عن اثر للفئران، و لكنهم لم يعثروا علي شيء، لان الفئران ربما حفرت جحورا لها فمكان بعيد و اخذت معها جميع ثمار الرمان!

 

  • اجمل شجرة رمان
  • شجرة رمان


قصة شجرة الرمان