زوجة ثانية سعيدة

 

صورة-1

 



خلف ابواب مغلقه , تقبع معاناه خفيه , لا تستطيع صاحبتها الاعلان عما يؤلمها او يزعجها , كيف و هى من ارتضت ان تتسبب فذلك بنفسها , اذ و افقت ان تكون زوجه ثانيه ..


لقد اولي ديننا العظيم الرعايه و العنايه لكل امراه مؤمنه , و امر باعطائها جميع حقوقها كامله غير منقوصه , و امر برعايتها و الرفق فيها .


و قد كانت تلك الزوجه الثانيه مطلقه او ارمله , لها تجربه فالحياة قاسيه , و ارادت من زواجها تحسين ظروفها, و طاعه ربها , و الاستمرار فاكمال دورها كزوجه صالحه و ام صالحه و صاحبه مسئوليه مؤثره .
ولكن هل تجد فعلا فالحياة الحديثة السعاده التي تبحث عنها ؟ و كيف تجدها رغم جميع ما تتعرض له من معاناه سواء من المجتمع المحيط فيها , او اضطهاد من الزوجه الاولي او من نظرات النساء ممن حولها .


و انا هنا ساحاول ان اقف مع معاناه الزوجه الثانيه و قفات عابرات لعلنا ان نهتم بمعاناتها و نرفق بالامها , انها و قفات نصح و ارشاد لها كما انها و قفات بيان و تبيين لمن حولها :
اولا : ربما يسعد الزوج بالزوجه الثانيه فاول الزواج , و تكون عندة مفضله علي الزوجه الاولي باعتبار ان جميع ما هو جديد جاذب , و لكن بعد فتره زمنيه من الزواج و مشاكل الحياة تصبح الحياة الروتينيه هنا كهنالك , ففى هذة الحاله عليها ان تعلم انه فعديد من الاحوال يرق الزوج لزوجتة الاولي , فعليها الا تصدم من هذا و ان تتوقعة , و ان تستقبلة بروح طيبه , و لتعلم انه اذا لم يكن بة خير فبيتة الاول فلن يصبح بة خير فبيتة الثاني , فلتامرة بالعدل معهما , و بالرفق مع زوجتة الاولي , و تهيىء نفسها لحياة مستقيمه بينهما معا .
ثانيا : عليها ان تعلم ان الحياة الزوجية التي رسمها الزوج معها و السعاده التي بات يحلم فيها بعد قرارة بالزواج منها ربما تتحقق فعلا و ربما لا تتحقق , و ذلك الامر يعود اليها الي حد بعيد , فيمكن لها ان تجعل بيتها سعيدا , و قد جعلت ذلك الزوج يندم علي ارتباطة فيها , و يتمني ان يرجع بة الزمن الي الوراء اسفا علي ما فعل , فالزوجه هى سر سعاده المنزل , فلترتب لنفسها من البدايه علي طرائق فاستمرار السعاده , و اول و اهم هذة الطرائق هى الحكمه , و كبت الغيره , و طلب العدل , و جميع هذا لا ياتى الا بالتقوي و العلاقه بالله سبحانة .
ثالثا : علي الزوجه الثانيه ان تعلم انها فنظر الزوجه الاولي دخيله عليها , لان الزوجه الاولي تؤكد دوما انها هى التي بدات مع الزوج طريق حياتة خطوه بخطوه حتي علا شانة و وصل لما هو فية , و لم يخطر ببالها و لم تتخيل ان تاتى انسانه فجاه و تهدم جميع التي قامت ببنائة .

ورغم ان تلك الزوجه الاولي تعلم ان للثانيه جميع الحقوق مثلها تماما , لكنها قلبها ينقبض منها , و شعورها بالانكسار و الصدمه يغلب عليها فيكسوها بالهموم و الاحزان .

لذا لابد علي الزوجه الثانيه ان تقدر مشاعر الزوجه الاولي , و تحترم معاناتها , و تعلم ان الزوجه الاولى هى البدايه , فعليها – ان ارادت ان تعيش سعيده – ان تدفع الزوج دفعا , و تشجعة تشجيعا نحو الاهتام بالاولي و باولادها , و تفقد احوالهم , حتي و لو علي حساب نفسها و لتحتسب هذا لوجة الله تعالي , و لتعلم تماما ان الله تعالي سيكافئها علي هذا .
رابعا : عليها ان تعلم ان الزوج اذا زارها فوجد كثره الشكوي , و كثره المطالب بما لا يستطيعة او يقدر علية , فقد يصيبة الملل , و قد يهرب منها كما هرب اليها من قبل , لكنها عليها ان تلفت نظرة لفتا لطيفا لما تريدة مره او مرتين علي الاكثر , و اذا لم يستجيب الزوج لمطالبها فعليها ان تصبر.


كما عليها ان تجعل اللحظه التي ياتى اليها بها اروع الاوقات حتي يحب هذا اللقاء , فالزوج عندما اختارها كان يريد و يبحث عن راحه البال , و راحه بال الزوج تبدا من الزوجه بالبشاشه عند اللقاء و الشكر فشتي الحالات .
خامسا : كثير من هؤلاء الزوجات بعد زواجهن , كانهن يدخلن حربا مع الزوجه الاولي منذ بدايه الزواج , لذا علي الزوجه الثانيه ان تراقب ربها و ان تعلم ان جميع ما تفعلة من خير او شر فسوف تراة , و تحاسب علية امام الله .


و رغم انها ربما تري تعنتا و مشقه من الزوجه الاولي , فننصحها ان تلتمس لها العذر , و ان تعيش بصدر متسع اذا ارادت الحياة الزوجية الهادئه , لا تخلق معوقا امام جميع موقف , لكن عليها ان تكون اكبر من هذا ,لا تعمل الا للة , و لتستقبل السيئه بالحسنه حتي تنال رضي الله , فاذا رضى الله عنها ارضي عنها زوجها و جميع الناس .
سادسا : احيانا تشعر الزوجه الثانيه ان الزوج اختارها علي الاولي لصغر سن مثلا او لجمال , و هذا ربما يسبب و قوع الغيرة بين الزوجتين , فلا داع لاظهار اي شيء من هذا امام الزوجه الاولي , و لا داع لاستفزاز الزوجه الاولي باي شكل ,ولا تجعل الشطان يسول بينهما البغض و الكرة و العداوه , و لكن عليها ان تعامل الاولي معامله طيبه , و عليها ان تعلم ان الكيد الذي تكيدة للزوجه الاولي لا يعود عليها الا احزانا و كابه و عبوسا .

نعم ربما يصبح نشوء المحبه بين الزوجتين صعبا , لكن الذي ممكن ان يحسن العلاقه لين المعامله و عدم الظلم احد , و عدم تدبير المكائد و و عدم الغيبه , او النميمه , و عدم ذكر النقائص , و عدم تلصص جميع من الزوجتين علي اخطاء الاخري , و ليكن التعاون علي البر و التقوي لا علي الاثم و العدوان .

سابعا : علي الزوجتين الاولي و الثانيه ان تتقيا الله فالقول و العمل ,ولتعلما ان الله يطلع عليهما , و يعلم ما فالقلوب , و يعلم السر و العلن .


فبالتقوي يجعل لهما من الاحزان و الهموم مخرجا .. و من الضيق فرجا .. و يظهرهما من الفقر الي الغني , و يرزقهما من خير الدنيا و الاخره لقولة تعالي , “ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقة من حيث لا يحتسب “
ثامنا : جميع من الزوجتين الثانيه و الاولي تعانى معاناه تختلف عن الاخري , و تشعر باحزان , و تتالم , فعليهن البحث عن باب للفرار من ذلك الهم و الالم , و لا اروع من باب اللجوء الي الله سبحانة بذكرة , فالذكر يغير حال بحال لقولة تعالي “الا بذكر الله تطمئن القلوب ” , و لاشك ان الذي يرجع البسمه و البشاشه للوجة سواء للزوجه الاولي او الثانيه هو الوصال المستمر بة عز و جل فلتسع جميع منهما سعيها للوصول لمحبتة تعالي بالعمل الصالح , و المحافظه علي الصلوات , و كثره التوبه , و الاستغفار , و لتكثر من الدعاء له سبحانة خاصه فجوف الليل , فالله تعالي قريب مجيب الدعاء .
تاسعا : علي جميع منهما ان تعلما ان هذة الحياة مهما طالت فلا بد ان تنتهى , و سوف تقف جميع منهما امام الله تعالي و بيدها سجل الاعمال , فلا داع ان تظلم احداهما الاخري فتسود سجلها بما يثقل عليها , و لا تنسي قول الله تعالي ” و اتقوا يوما ترجعون فية الي الله بعدها توفي جميع نفس ما كسبت و هم لا يظلمون ” 281 البقرة


زوجة ثانية سعيدة