صورة-1
” اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قله حيلتي
و هوانى علي الناس انت رب العالمين
و انت رب المستضعفين و انت ربي
الى من تكلنى الي بعيد يتجهمني
ام الي عدو ملكتة امرى ؟؟
ان لم يكن بك على غضب فلا ابالي
غير ان عافيتك هى اوسع لي
اعوذ بنور و جهك الذي اشرقت له الظلمات
و صلح علية امر الدنيا و الاخره ان يحل على غضبك
او ان ينزل بى سخطك
لك العتبي حتي ترضى
و لا حول و لا قوه الا بك
*
*
و ياتى له ملك الجبال و يقول له
“ان شئت اطبق عليهم الاخشبين”
فيرد قائلا
“لا لا ..عسي الله ان يظهر من اصلابهم من يعبد الله ”
و يرد ملك الجبال ..صدق من سماك رؤوف رحيم
فى شوال سنه عشر من النبوه ( فاواخر ما يو او اوائل يونيو سنه 619م ) خرج النبى الي الطائف و هى تبعد عن مكه نحو ستين ميلا ، سارها ما شيا علي قدمية جيئه و ذهوبا و معة مولاة زيد بن حارثه ، و كان كلما مر علي قبيله فالطريق دعاهم الي الاسلام ، فلم يجب الية و احده منها . فلما انتهي الي الطائف عمد ثلاثه اخوه من رؤساء ثقيف ، و هم عبد ياليل و مسعود و حبيب ابناء عمرو بن عمير الثقفي، فجلس اليهم و دعاهم الي الله ، و الي نصره الاسلام ، فقال احدهم : هو يمرط ثياب الكعبه ( اي يمزقها )ان كان الله ارسلك ، و قال الاخر : اما و جد الله احدا غيرك ، و قال الثالث : و الله لا اكلمك ابدا ، ان كنت رسولا لانت اعظم خطرا من ان ارد عليك الكلام ، و لئن كنت تكذب علي الله ما ين*** ان اكلمك . فقام عنهم رسول الله ، و قال لهم : اذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عنى .
واقام رسول الله بين اهل الطائف عشره ايام ، لا يدع احدا من اشرافهم الا جاءة و كلمه ، فقالوا: اخرج من بلادنا ، و اغروا بة سفهاءهم ، فلما اراد الخروج تبعة سفهاءهم و عبيدهم ، يسبونة و يصيحون بة ، حتي اجتمع علية الناس ، فوقفوا له سماطين ( اي صفين ) و جعلوا يرمونة بالحجاره و بعبارات من السفة ، و رجموا عراقيبة ، حتي اختضب نعلاة بالدماء . و كان زيد بن حارثه يقية بنفسة ، حتي اصابة شجاج فراسة و لم يزل بة السفهاء ايضا حتي الجاوة الي حائط لعتبه و شيبه ابنى ربيعه ، علي ثلاثه اميال من الطائف ، فلما التجا الية رجعوا عنه، و اتي رسول الله الي حبله من عنب فجلس تحت ظلها الي جدار فلما جلس الية و اطمان ، دعا بالدعاء المشهور الذي يدل علي امتلاء قلبة كابة و ح*** مما لقى من الشده ، و اسفا علي انه لم يؤمن بة احد ، قال : اللهم اليك اشكو ضعف قوتى ، و قله حيلتى ، و هوانى علي الناس ، يا ارحم الراحمين ، انت رب المستضعفين ، و انت ربى ، الي من تكلنى ؟ الي بعيد يتهجمنى ؟ ام الي عدو ملكتة امرى ؟ ان لم يكن بك على غضب فلا ابالى ، و لكن عافيتك هى اوسع لى ، اعوذ بنور و جهك الذي اشرقت له الظلمات ، و صلح علية امر الدنيا و الاخره من ان تنزل بى غضبك ، او يحل على سخطك ، لك العتبي حتي ترضي ، و لا حول و لا قوه الا بك
فلما راة ابنا ربيعه تحركت له رحمهما ، فدعوا غلاما لهما نصرانيا ، يقال له عداس ، و قالا له : خذ قطفا من ذلك العنب و اذهب بة الي ذلك الرجل . فلما و ضعة بين يدى رسول الله مد يدة الية قائلا (( بسم الله )) بعدها طعام .
فقال عداس : ان ذلك الكلام ما يقولة اهل هذة البلاد ، فقال له رسول الله من اي البلاد انت ؟ و ما دينك ؟ قال : انا نصرانى ، من اهل (( نينوى)) فقال رسول الله من قريه الرجل الصالح يونس بن متي . قال له : و ما يدريك ما يونس بن متي ؟ قال رسول الله : ذاك اخى ، كان نبيا و انا نبى ، فاكب عداس علي راس رسول الله و يدية و رجلية يقبلها .
فقال ابنا ربيعه احدهما للاخر : اما غلامك فقد افسدة عليك . فلما جاء عداس قالا له : و يحك ما ذلك ؟ قال : يا سيدى ، ما فالارض شيء خير من ذلك الرجل ، لقد اخبرنى بامر لا يعلمة الا نبى قال له : و يحك يا عداس ، لا يصرفنك عن دينك ، فان دينك خير من دينة .
ورجع رسول الله فطريق مكه بعد خروجة من الحائط كئيبا محزونا **ير القلب ، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله جبريل و معة ملك الجبال ، يستامرة ان يطبق الاخشبين علي اهل مكه .
وقد روي البخارى تفصيل القصه _ بسندة _ عن عروه بن ال**ير ، ان عائشه رضى الله عنها حدثتة انها قالت للنبى : هل اتي عليك يوم كان اشد عليك من يوم احد؟ قال : لقيت من قومك ما لقيت ، و كان اشد ما لقيت منهم يوم العقبه ، اذ عرضت نفسى علي ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبنى الي ما اردت ، فانطلقت _ و انا مهموم _ علي و جهى ، فلم استفق الا و انا بقرن الثعالب _ و هو المسمي بقرن المنازل _ فرفعت راسى فاذا انا بسحابه ربما اظلتنى ، فنظرت فاذا بها جبريل ، فنادانى ، فقال : ان الله ربما سمع قول قومك لك ، و ما ردوا عليك . و ربما بعث الله اليك ملك الجبال لتامرة بما شئت فيهم . فنادانى ملك الجبال ، فسلم على ، بعدها قال : يا محمد ، هذا فما شئت ، ان شئت ان اطبق عليهم الاخشبين _ اي لفعلت ، و الاخشبان : هما جبلا مكه ، ابو قبيس و الذي يقابلة و هو قعيقعان _ قال النبى : بل ارجو ان يظهر الله عز و جل من اصلابهم من يعبد الله عز و جل و حدة لا يشرك بة شيئا .
وفى ذلك الجواب الذي ادلي بة الرسول تتجلي شخصيتة الفذه و ما كان علية من الخلق العظيم الذي لا يدرك غورة .
وافاق رسول الله ، و اطمان قلبة ، لاجل ذلك النصر الغيبى الذي امدة الله علية من فوق سبع سماوات بعدها تقدم فطريق مكه حتي بلغ و ادى نخله ، و اقام فية اياما . و فو ادى نخله موضعان يصلحان للاقامه _ السيل الكبير و الزيمه _ لما بهما من الماء و الخصب ، و لم نقف علي مصدر يعين موضع اقامتة فية .
واثناء اقامتة هنالك بعث الله الية نفرا من الجن ، ذكرهم الله فموضعين من القران ، فسوره الاحقاف و اذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروة قالوا انصتوا فلما قضي و لوا الي قومهم منذرين (29) قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسي مصدقا لما بين يدية يهدى الي الحق و الي طريق مستقيم (30) يا قومنا اجيبوا داعى الله و امنوا بة يغفر لكم من ذنوبكم و يجركم من عذاب اليم
وفى سوره الجن : قل اوحى الى انه استمع نفر من الجن فقالوا: انا سمعنا قرانا عجبا (1) يهدى الي الرشد فامنا بة و لم نشرك بربنا احدا الي تمام الايه الخامسه عشره .
ومن سياق هذة الايات _ و هكذا من سياق الروايات التي و ردت فتفسير ذلك الحادث _ يتبين ان النبى لم يعرف بحضور هذا النفر من الجن ، و انما علم هذا حين اطلعة الله علية بهذة الايات ، و ان حضورهم ذلك كان لاول مره ، و يقتضى سياق الروايات انهم و فدوا بعد هذا مرارا .
- دعاء الطائف
- دعاء الطائف المشهور
- دعاء الطائف
- دعاء النبي في الطائف
- إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي
- الى من تكلني الى عدو يتجهمني ام
- دعاء الي من تكلوني الي عبد
- صور دعاء رسول في طاىف