صورة-1
الم 
صورة-2
ذلك الكتاب لا ريب فية هدي للمتقين
الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاه و مما رزقناهم ينفقون
والذين يؤمنون بما انزل اليك و ما انزل من قبلك و بالاخره هم يوقنون
صورة-3
اولئك علي هدي من ربهم و اولئك هم المفلحون
صورة-4
ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون
صور-5
ختم الله علي قلوبهم و علي سمعهم و علي ابصارهم غشاوه و لهم عذاب عظيم
ومن الناس من يقول امنا بالله و باليوم الاخر و ما هم بمؤمنين
يخادعون الله و الذين امنوا و ما يخدعون الا انفسهم و ما يشعرون
فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا و لهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون
سوره البقره هى اطول سور القران الكريم.
- وقيل : هى اول سوره نزلت فالمدينة، الا قولة تعالى: ﴿واتقوا يوما ترجعون فية الي الله بعدها توفي جميع نفس ما كسبت و هم لا يظلمون﴾ [2:281] فانها احدث ايه نزلت من السماء، و نزلت يوم النحر فحجه الوداع بمني ؛ و ايات الربا كذلك من اوائل ما نزل من القران. و هذة السوره فضلها عظيم و ثوابها جسيم.
- ويقال لها : فسطاط القران ؛ قالة خالد بن معدان. و هذا لعظمها و بهائها، و كثره احكامها و مواعظها. و تعلمها عمر بن الخطاببفقهها و ما تحتوى علية فاثنتى عشره سنة، و ابنة عبدالله بن عمر فثمانى سنين كما تقدم.
- وتحوى السوره علي ايه الكرسى التي تحتل الرقم 255، و هى ايه يحفظها الكثير من المسلمين و يعدون ان لها شانا عظيما. عنابي هريره قال: “وكلنى رسول الله بحفظ زكاه رمضان فاتانى ات فجعل يحثو من الاكل فاخذتة فقلت لارفعنك الي رسول الله فقص الحديث فقال اذا اويت الي فراشك فاقرا ايه الكرسى لن يزال معك من الله حافظ و لا يقربك شيطان حتي تصبح و قال النبيصدقك و هو كذوب ذاك شيطان”.
- وسميت سوره البقره بهذا الاسم لانها تحتوى علي قصه البقره و بني اسرائيل فعهد نبي الله موسي فالايات من 67 الي الايه 73.
- السوره اشتملت علي الف امر و الف نهى و الف حكم و الف خبر.
- عدد الايات (286) ايه فالمصحف المكتوب و المطبوع و المضبوط (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعه المصحف الشربف) علي ما يوافق روايه حفص بن سليمان بن المغيره الاسدي الكوفى.
- عدد الايات (285) ايه فالمصحف المكتوب و المطبوع و المضبوط (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعه المصحف الشريف) علي ما يوافق روايه ابي سعيد عثمان بن سعيد المصرى الملقب بورش.
- وجاءت تلك الفروق من ان قراءه “حفص” رقمت حروف فواتح الصور برقم الايه (1) مثال (الم) فالبقره و (المص) فسوره الاعراف و غيرها من تلك الحروف فبدايات الايات، اما قراءه “ورش” فلم ترقم تلك الحروف كايه مستقله و ادمجتها فالايه التي تليها.
- عن ابى مسعود الانصارى قال: قال النبي : “الايتان من احدث سوره البقره من قرا بهما فليله كفتاه”.
- عن ابى هريره – – ان رسول الله – صلي الله علية و سلم – قال : « لا تجعلوا بيوتكم قبورا فان المنزل الذي تقرا فية سوره البقره لا يدخلة الشيطان ». رواة مسلم و الترمذى و النسائي و قال الترمذي: حسن صحيح.
و عن سهل بن سعد—ان رسول الله – صلي الله علية و سلم – قال : « ان لكل شيء سناما , و ان سنام القران البقره , و ان من قراها فبيتة ليله لم يدخلة الشيطان ثلاث ليال ». ( رواة الطبرانى و ابن حيان و ابن مردوية عن سهل بن سعد ).
وعن ابى امامة—قال: سمعت رسول الله – صلي الله علية و سلم – يقول : « اقراوا القران فانة شافع لاهلة يوم القيامه , اقراوا الزهراوين ( البقره و ال عمران ) فانهما ياتيان يوم القيامه كانهما غمامتان او غيايتان , او كانهما فرقان من طير صواف يحاجان عن اهلهما يوم القيامه , بعدها قال : اقراوا البقره , فان اخذها بركه , و تركها حسره , و لا تستطيعها البطلة » . ( رواة احمد و مسلم عن ابى امامه الباهلى ). الزهراوان : المنيرتان , الغيابة : ما اظلك من فوقك , الفرق: القطعه من الشيء , البطلة : السحره .
ورد ذكر القصه فسوره البقره الايات 67-73. قال الله تعالى:(( و اذ قال موسي لقومة ان الله يامركم ان تذبحوا بقره قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى قال انه يقول انها بقره لا فارض و لا بكر عوان بين هذا فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقره صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى ان البقر تشابة علينا و انا ان شاء الله لمهتدون قال انه يقول انها بقره لا ذلول تثير الارض و لا تسقى الحرث مسلمه لا شيه بها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها و ما كادوا يفعلون و اذ قتلتم نفسا فاداراتم بها و الله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوة ببعضها ايضا يحيى الله الموتي و يريكم اياتة لعلكم تعقلون ))
مكث موسي فقومة يدعوهم الي الله. و يبدو ان نفوسهم كانت ملتويه بشكل لا تخطئة عين الملاحظة، و تبدو لجاجتهم و عنادهم فيما يعرف بقصه البقرة. فان المقال لم يكن يقتضى جميع هذة المفاوضات بينهم و بين موسى، كما انه لم يكن يستوجب جميع ذلك التعنت. و اصل قصه البقره ان قتيلا ثريا و جد يوما فبنى اسرائيل، و اختصم اهلة و لم يعرفوا قاتله، و حين اعياهم الامر لجئوا لموسي ليلجا لربه. و لجا موسي لربة فامرة ان يامر قومة ان يذبحوا بقرة. و كان المفروض هنا ان يذبح القوم اول بقره تصادفهم. غير انهم بدءوا مفاوضتهم باللجاجة. اتهموا موسي بانة يسخر منهم و يتخذهم هزوا، و استعاذ موسي بالله ان يصبح من الجاهلين و يسخر منهم. افهمهم ان حل القضيه يكمن فذبح بقرة.
ان الامر هنا امر معجزة، لا علاقه لها بالمالوف فالحياة، او المعتاد بين الناس. ليست هنالك علاقه بين ذبح البقره و معرفه القاتل فالجريمه الغامضه التي و قعت، لكن متي كانت الاسباب المنطقيه هى التي تحكم حياة بنى اسرائيل؟ ان المعجزات الخارقه هى القانون السائد فحياتهم، و ليس استمرارها فحادث البقره امرا يوحى بالعجب او يثير الدهشة.
لكن بنى اسرائيل هم بنو اسرائيل، مجرد التعامل معهم عنت. تستوى فذلك الامور الدنيويه المعتادة، و شؤون العقيده المهمة. لا بد ان يعانى من يتصدي لامر من امور بنى اسرائيل. و كذا يعانى موسي من ايذائهم له و اتهامة بالسخريه منهم، بعدها ينبئهم انه جاد فيما يحدثهم به، و يعاود امرة ان يذبحوا بقرة، و تعود الطبيعه المراوغه لبنى اسرائيل الي الظهور، تعود اللجاجه و الالتواء، فيتساءلون: اهى بقره عاديه كما عهدنا من ذلك الجنس من الحيوان؟ ام انها خلق تفرد بمزية، فليدع موسي ربة ليبين ما هي. و يدعو موسي ربة فيزداد التشديد عليهم، و تحدد البقره اكثر من ذى قبل، بانها بقره و سط. ليست بقره مسنة، و ليست بقره فتية. بقره متوسطة.
الي هنا كان ينبغى ان ينتهى الامر، غير ان المفاوضات لم تزل مستمرة، و مراوغه بنى اسرائيل لم تزل هى التي تحكم ما ئده المفاوضات. ما هو لون البقرة؟ لماذا يدعو موسي ربة ليسالة عن لون ذلك البقرة؟ لا يراعون مقتضيات الادب و الوقار اللازمين فحق الله تعالي و حق نبية الكريم، و كيف انهم ينبغى ان يخجلوا من تكليف موسي بهذا الاتصال المتكرر حول مقال بسيط لا يستحق جميع هذة اللجاجه و المراوغة. و يسال موسي ربة بعدها يحدثهم عن لون البقره المطلوبة. فيقول انها بقره صفراء، فاقع لونها تسر الناظرين.
وهكذا حددت البقره بانها صفراء، و رغم و ضوح الامر، فقد عادوا الي اللجاجه و المراوغة. فشدد الله عليهم كما شددوا علي نبية و اذوه. عادوا يسالون موسي ان يدعو الله ليبين ما هي، فان البقر تشابة عليهم، و حدثهم موسي عن بقره ليست معده لحرث و لا لسقي، سلمت من العيوب، صفراء لا شيه فيها، بمعني خالصه الصفرة. انتهت بهم اللجاجه الي التشديد. و بدءوا بحثهم عن بقره بهذة الصفات الخاصة. اخيرا و جدوها عند يتيم فاشتروها و ذبحوها.
وامسك موسي جزءا من البقره (وقيل لسانها) و ضرب بة القتيل فنهض من موته. سالة موسي عن قاتلة فحدثهم عنة (وقيل اشار الي القاتل فقط من غير ان يتحدث) بعدها عاد الي الموت. و شاهد بنو اسرائيل معجزه احياء الموتي امام اعينهم، استمعوا باذانهم الي اسم القاتل. انكشف غموض القضيه التي حيرتهم زمنا طال بسبب لجاجتهم و تعنتهم.
نود ان نستلفت انتباة القارئ الي سوء ادب القوم مع نبيهم و ربهم، و لعل السياق القرانى يورد هذا عن طريق تكرارهم لكلمه “ربك” التي يخاطبون فيها موسى. و كان الاولي بهم ان يقولوا لموسى، تادبا، لو كان لا بد ان يقولوا: (ادع لنا ربك) ادع لنا ربنا. اما ان يقولوا له: فكانهم يقصرون ربوبيه الله تعالي علي موسى. و يظهرون انفسهم من شرف العبوديه لله. انظر الي الايات كيف توحى بهذا كله. بعدها تامل سخريه السياق منهم لمجرد ايرادة لقولهم: (الان جئت بالحق) بعد ان ارهقوا نبيهم ذهابا و جيئه بينهم و بين الله عز و جل، بعد ان ارهقوا نبيهم بسؤالة عن صفه البقره و لونها و سنها و علاماتها المميزة، بعد تعنتهم و تشديد الله عليهم، يقولون لنبيهم حين جاءهم بما يندر و جودة و يندر العثور علية فالبقر عادة.
ساعتها قالوا له: “الان جئت بالحق”. كانة كان يلعب قبلها معهم، و لم يكن ما جاء هو الحق من اول كلمه لاخر كلمة. بعدها انظر الي ظلال السياق و ما تشى بة من ظلمهم: (فذبحوها و ما كادوا يفعلون) الا توحى لك ظلال الايات بتعنتهم و تسويفهم و مماراتهم و لجاجتهم فالحق؟ هذة اللوحه الجميلة تشى بموقف بنى اسرائيل علي موائد المفاوضات. هى صورتهم علي ما ئده المفاوضات مع نبيهم الكريم موسى.
- خرائط الربع الخالي
- خريطة مفاهيم فارغة
