صورة-1
معني النذر
النذر لغة: النذر النحب[3]، و هو ما ينذرة الانسان، فيجعلة علي نفسة نحبا و اجبا، و جمعة نذور… و قال ابو سعيد الضرير: انما قيل له: نذر؛ لانة نذر فيه؛ اي: اوجب، من قولك: نذرت علي نفسي؛ اي: اوجبت… و فالحديث ذكر النذر مكررا؛ تقول: نذرت انذر و انذر نذرا، اذا اوجبت علي نفسك شيئا تبرعا، من عباده او صدقه او غير ذلك[4].
واصطلاحا: هو ان يوجب المكلف علي نفسة امرا لم يلزمة بة الشارع[5].
والاصل فالنذر: الكتاب، و السنة، و الاجماع:
اما الكتاب: فقول الله – تعالي -: ﴿ يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شرة مستطيرا ﴾ [الانسان: 7]، و قال: ﴿ بعدها ليقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم و ليطوفوا بالبيت العتيق ﴾ [الحج: 29].
واما السنة: فروت عائشه قالت: “قال رسول الله – صلي الله علية و سلم -: ((من نذر ان يطيع الله فليطعه، و من نذر ان يعصية فلا يعصه))”[6].
وعن عمران بن حصين عن النبى – صلي الله علية و سلم – انه قال: ((خيركم قرني، بعدها الذين يلونهم، بعدها الذين يلونهم، بعدها يجيء قوم ينذرون و لا يفون، و يخونون و لا يؤتمنون، و يشهدون و لا يستشهدون، و يخرج فيهم السمن))[7].
واجمع المسلمون علي صحه النذر فالجمله و لزوم الوفاء به[8].
صيغه النذر
و صيغه النذر ان يقول: للة على ان افعل كذا، و ان قال: على نذر كذا، لزمة ايضا؛ لانة صرح بلفظ النذر، و ان قال: ان شفانى الله، فعلى صوم شهر، كان نذرا، و ان قال: للة على المشى الي بيت =الله، قال ابن عمر فالرجل يقول: علي المشى الي الكعبه لله، قال: ذلك نذر فليمش… و الله اعلم[9].
وقال الجزيري: و لا يشترط للنذر صيغه خاصة، فيلزم بكل لفظ دال علي الالتزام، و لو لم يذكر فية لفظ النذر، و ربما اختلفوا فانه يلزم بالنية، و لو لم يذكر لفظا، او لا يلزم، و المعتمد انه لا يلزم الا بلفظ، فلا يلزم بالنيه و حدها[10].
شروط النذر
و شروط النذر تنقسم قسمين يتحقق بمقتضاهما، و هما: شروط تتعلق بالناذر، و شروط تتعلق بالمنذور.
شروط الناذر:
1- الاسلام، فلا يصح من كافر، و يندب له فعلة بعد اسلامه.
2- الاختيار، فلا يصح من مكره.
3- نافذ التصرف فيما ينذر، فلا يصح من الصبى و المجنون.
4- مكلفا، فلا يصح من غير المكلف كالصبي.
5- النطق، فلا يصح بالاشاره الا من الاخرس اذا كانت اشارتة مفهومة[11].
شروط المنذور:
1- ان يصبح قربة[12] غير و اجبه بغير النذر.
2- ان يصبح المنذور عباده مقصودة، فلا يصح النذر بما هو و سيلة؛ كالوضوء، و الاغتسال، و مس المصحف، و الاذان، و تشييع الجنازة، و عياده المريض، و بناء المساجد و غير ذلك، فهذة الامور و ان كانت قربه الا انها غير مقصوده لذاتها، بل المقصود هو ما يترتب عليها[13].
3- ان يصبح المنذور بة متصور الوجود فنفسة شرعا، فلا يصح النذر بما لا يتصور و جودة شرعا كمن قال: “للة على ان اصوم ليلا”، او قالت المراة: “للة على ان اصوم ايام حيضي”؛ لان الليل ليس محل الصوم، و الحيض مناف له شرعا؛ اذ الطهاره عن الحيض و النفاس شرط و جود الصوم الشرعي[14].
فالضابط الكلى فصحه النذر:
1- ان يصبح المنذور عباده مقصوده من جنسها فرض[15].
2- الا يصبح المنذور معصيه لذاته[16].
3- الا يصبح فرضا علية قبل النذر، فلو نذر حجه الاسلام، لم يلزمة شيء غيره[17].
4- الا يصبح ما التزمة اكثر مما يملكه، فلو نذر الفا، و هو لا يملك الا ما ئة، يلزم بالمائه فقط.
5- ان يصبح يمكن الوقوع، فلو نذر مستحيلا، كان يصوم امس، فانة لا يصح نذره.
6- الا يصبح ملكا للغير[18].
اقسام النذر
قال ابن دقيق العيد: و النذور ثلاثه اقسام:
احدها: ما علق علي و جود نعمة، او دفع نقمة، فوجد ذلك، فيلزم الوفاء به.
و الثاني: ما علق علي شيء لقصد المنع او الحث؛ كقوله: ان دخلت الدار، فللة على كذا، و ربما اختلفوا فيه.
و للشافعى قولان: انه مخير بين الوفاء بما نذر و بين كفاره يمين، و ذلك الذي يسمي “نذر اللجاج” و الغضب.
و الثالث: ما ينذر من الطاعه من غير تعليق بشيء، كقوله: للة على كذا، فالمشهور: و جوب الوفاء بذلك، و ذلك الذي اردناة بقولنا: “النذر المطلق”، و اما ما لم يذكر مخرجه[19]، كقوله: للة على نذر، ذلك هو الذي يقول ما لك: انه يلزم فية كفاره يمين[20].
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/25055/#ixzz3bwG9I3iC
- النذر في الاسلام