الصبر مفتاح الفرج

 

صورة-1

 



الايمان نصفان: صبر و شكر،ولما كان ايضا كان حريا بالمؤمن ان يعرفهما و يتمسك بهما، و ان لا يعدل عنهما، و ان يجعل سيرة الي ربة بينهما و من هنا كان حديثنا عن الصبر فالقران الكريم فقد جعلة الله جوادا لا يكبو و صارما لا ينبو و جندا لا يهزم،وحصنا لا يهدم. فالنصر مع الصبر، و الفرج مع الكرب، و العسر مع اليسر، و هو انصر لصاحبة من الرجال بلا عده و لا عدد و محلة من الظفر كمحل الراس من الجسد، و الحديث عن مكانتة و فضيلتة اتيه باذن الله الاشاره اليه.


ا – تعريفه:


الصبر لغة: الحبس و الكف، قال تعالى: ((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداه و العشي…)) الاية، اي احبس نفسك معهم.


و اصطلاحا: حبس النفس علي فعل شيء او تركة ابتغاء و جة الله قال تعالى: ((والذين صبروا ابتغاء و جة ربهم)).


و ربما اشرنا فالتعريف الي نوعيات الصبر الثلاثه و الباعث عليه.


اما نوعياتة فهي: صبر علي طاعه الله، و صبر عن معصيه الله، و صبر علي اقدار الله المؤلمة. ففى قولنا (علي فعل شيء) دخل فية الاول، و فقولنا (او تركه) دخل فية النوعان الثاني و الثالث: اما دخول الثاني فظاهر لانة حبس للنفس علي ترك معصيه الله، و اما دخول الثالث فلانة حبس للنفس عن الجزع و التسخط عند و رود الاقدار المؤلمة.


ب – اهميته:


الصبر: ابرز الاخلاق الوارد ذكرها فالقران حتي لقد زادت مواضع ذكرة فية عن ما ئه موضع، و ما هذا الا لدوران جميع الاخلاق عليه، و صدورها منه، فكلما قلبت خلقا او فضيله و جدت اساسها و ركيزتها الصبر، فالعفة: صبر عن شهوه الفرج و العين المحرمة، و شرف النفس: صبر عن شهوه البطن، و كتمان السر: صبر عن اظهار ما لا يحسن اظهارة من الكلام، و الزهد: صبر عن فضول العيش، و القناعة: صبر علي القدر الكافى من الدنيا، و الحلم: صبر عن اجابه داعى الغضب، و الوقار: صبر عن اجابه داعى العجله و الطيش، و الشجاعة: صبر عن داعى الفرار و الهرب، و العفو: صبر عن اجابه داعى الانتقام، و الجود: صبر عن اجابه داعى البخل، و الكيس: صبر عن اجابه داعى العجز و الكسل و ذلك يدلك علي ارتباط مقامات الدين كلها بالصبر، لكن اختلفت الاسماء و اتحد المعنى، و الذكى من ينظر الي المعانى و الحقائق اولا بعدها يجيل بصرة الي الاسامى فان المعانى هى الاصول و الالفاظ توابع، و من طلب الاصول من التوابع زل. و من هنا ندرك كيف علق القران الفلاح علي الصبر و حدة ((وجزاهم بما صبروا جنه و حريرا)) ((اولئك يجزون الغرفه بما صبروا، و يلقون بها تحيه و سلاما)) ((سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار)).


ج – حكمه:


الصبر من حيث الجمله و اجب، و يدل لذلك:


ا – امر الله بة فغير ما ايه قال تعالى: ((استعينوا بالصبر و الصلاة)) ((اصبروا و صابروا)).


ب – نهية عن ضدة كما فقولة ((فلا تولوهم الادبار)) و قولة ((ولا تبطلوا اعمالكم)) ((ولا تهنوا و لا تحزنوا)) ((فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل و لا تستعجل لهم)).


ج – ان الله رتب علية خيرى الدنيا و الاخره و ما كان ايضا كان تحصيلة و اجبا، اما من حيث التفصيل فحكمة بحسب المصبور عنة او عليه، فهو و اجب علي الواجبات و واجب عن المحرمات، و هو مستحب عن المكروهات، و مكروة عن المستحبات، و مستحب علي المستحبات، و مكروة علي المكروهات، و مما يدل علي ان الصبر ربما لا يصبح لازما قولة تعالي ((وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، و لئن صبرتم لهو خير للصابرين))، فالصبر عن مقابله السيئه بمثلها ليس و اجبا بل مندوبا اليه.


د – درجاته:


الصبر نوعان، بدنى و نفسى و جميع منهما قسمان: اختيارى و اضطراري، فصارت اربعة:


ا – بدنى اختياري، كتعاطى الاعمال الشاقة.


ب – بدنى اضطرارى كالصبر علي الم الضرب.


ج – نفسى اختيارى كصبر النفس عن فعل ما لا يحسن فعلة شرعا و لا عقلا.


د – نفسى اضطرارى كصبر النفس عن فقدان محبوبها الذي حيل بينها و بينه.


و البهائم تشارك الانسان فالنوعين الاضطراريين لكنة يتميز عليها بالنوعين الاختياريين، و الصبر الاختيارى اكمل من الاضطراري، فان الاضطرارى يشترك فية الناس و يتاتي ممن لا يتاتي منة الصبر الاختياري، و لذا كان صبر يوسف علي مطاوعه امراه العزيز و صبرة علي ما نالة من السجن اعظم من صبرة علي ما نالة من اخوتة لما القوة فالجب و فرقوا بينة و بين ابويه، و باعوة بيع العبد، و من الصبر الاختيارى صبرة علي العز و التمكين الذي اورثة الله اياة فجعلة مسخرا لطاعه الله و لم ينقلة هذا الي الكبر و البطر، و ايضا كان صبر نوح و الخليل و موسي الكليم و المسيح و محمد صلي الله علية و سلم فان صبرهم كان علي الدعوه الي الله و مجاهده اعداء الله و لهذا سموا اولى العزم، و امر الله رسولة ان يصبر كصبرهم ((فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل)) و نهاة عن ان يتشبة بصاحب الحوت حيث لم يصبر فخرج مغاضبا قبل ان يؤذن له ((فاصبر لحكم ربك و لا تكن كصاحب الحوت)) و لهذا دارت قصه الشفاعه يوم القيامه علي اولى العزم حتي ردوها الي خيرهم و افضلهم و اصبرهم.


2- فضائل الصبر فالقران الكريم:


حديث القران عن فضائل الصبر كثير جدا، و هذة العجاله لا تستوعب جميع ما و رد فذلك لكن نجتزىء منة بما يلي:


1- علق الله الفلاح بة فقوله: ((ياايها الذين امنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون)).


2- الاخبار عن مضاعفه اجر الصابرين علي غيره: ((اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا)) و قال: ((انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب)).


3- تعليق الامامه فالدين بة و باليقين: ((وجعلنا منهم ائمه يهدون بامرنا لما صبروا، و كانوا باياتنا يوقنون)).


4- ظفرهم بمعيه الله لهم : ((ان الله مع الصابرين)).


5- انه جمع لهم ثلاثه امور لم تجمع لغيرهم: ((اولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمه و اولئك هم المهتدون)).


6- انه جعل الصبر عونا و عدة، و امر بالاستعانه بة : ((واستعينوا بالصبر و الصلاة)).


7- انه علق النصر بالصبر و التقوي فقال: ((بلي ان تصبروا و تتقوا و ياتوكم من فورهم ذلك يمددكم ربكم بخمسه الاف من الملائكه مسومين)).


8- انه تعالي جعل الصبر و التقوي جنه عظيمه من كيد العدو و مكرة فما استجن العبد باعظم منهما: ((وان تصبروا و تتقوا لايضركم كيدهم شيئا)).


9- ان الملائكه تسلم فالجنه علي المؤمنين بصبرهم ((والملائكه يدخلون عليهم من جميع باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار)).


10- انه سبحانة رتب المغفره و الاجر الكبير علي الصبر و العمل الصالح فقال: ((الا الذين صبروا و عملوا الصالحات اولئك لهم مغفره و اجر كبير)).

  • صباح الصبر والفرج


الصبر مفتاح الفرج