الحقد داء دفين

 

صورة-1

 



الحقد داء دفين ليس يحمله.. ..الا جهول مليء النفس بالعلل


ما لى و للحقد يشقينى و احمله.. ..انى اذن لغبى فاقد الحيل؟!


سلامه الصدر اهنا لى و ارحب لي.. ..ومركب المجد احلي لى من الزلل


ان نمت نمت قرير العين ناعمها.. .. و ان صحوت فوجة السعد يبسم لي


و امتطى لمراقى المجد مركبتي.. ..لا حقد يوهن من سعيى و من عملي


مبرا القلب من حقد يبطئني.. .. .اما الحقود ففى بؤس و فخطل

ان الحقد حمل ثقيل يتعب حامله؛ اذ تشقي بة نفسه، و يفسد بة فكره، و ينشغل بة باله، و يكثر بة همة و غمه. و من عجب ان الجاهل الاحمق يظل يحمل ذلك الحمل الخبيث حتي يشفى حقدة بالانتقام ممن حقد عليه.


ان الحقد فنفوس الحاقدين ياكل كثيرا من فضائل هذة النفوس فيربو علي حسابها.

معني الحقد:


اذا نظرنا الي الحقد و جدناة يتالف من: بغض شديد، و رغبه فالانتقام مضمره فنفس الحاقد حتي يحين و قت النيل ممن حقد عليه.فالحقد اذا هو اضمار العداوه فالقلب و التربص لفرصه الانتفام ممن حقد عليه.


لقد امتدح الله المؤمنين الذين صفت نفوسهم و طهرت قلوبهم فلم تحمل حقدا علي احد من المؤمنين: (للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم و اموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله و رسولة اولئك هم الصادقون * و الذين تبواوا الدار و الايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم و لا يجدون فصدورهم حاجه مما اوتوا و يؤثرون علي انفسهم و لو كان بهم خصاصه و من يوق شح نفسة فاولئك هم المفلحون * و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل فقلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم) [الحشر:8- 11].


و ربما تضعف النفس احيانا فتبغض او تكرة لكن لا تستقر هذة البغضاء فنفوس المؤمنين حتي تصير حقدا، بل انها تكون عابره سبيل سرعان ما تزول؛ اذ ان المؤمن يرتبط مع المؤمنين برباط الاخوه الايمانيه الوثيق ؛فتتدفق عاطفتة نحو اخوانة المؤمنين بالمحبه و الرحمة، فهل يتصور بعد ذلك ان يجد الغل و الحقد الي قلبة سبيلا؟

حكم الحقد:


لقد عد بعض العلماء الحقد من كبائر الباطن التي ينبغى علي المؤمن ان يتنزة عنها، و ان يتوب الي الله منها.

علاج الحقد:


اما علاج الحقد فيكمن اولا فالقضاء علي سببة الاصلى و هو الغضب، فاذا حدث هذا الغضب و لم تتمكن من قمعة بالحلم و تذكر فضيله كظم الغيظ و نحوهما، فان الشعور بالحقد يحتاج الي مجاهده النفس و الزهد فالدنيا، و علية ان يحذر نفسة عاقبه الانتقام، و ان يعلم ان قدره الله علية اعظم من قدرته، و انه سبحانة بيدة الامر و النهى لا راد لقضائة و لا معقب لحكمه، ذلك من ناحيه العلم، اما من حيث العمل فان من اصابة داء الحقد فان علية ان يكلف نفسة ان يصنع بالمحقود علية ضد ما اقتضاة حقدة فيبدل الذم مدحا، و التكبر تواضعا، و علية ان يضع نفسة فمكانة و يتذكر انه يحب ان يعامل بالرفق و الود فيعاملة كذلك.


ان العلاج الانجع لهذا الداء يستلزم كذلك من المحقود علية ان كان عاديا علي غيرة ان يقلع عن غية و يصلح سيرته، و ان يعلم انه لن يستل الحقد من قلب خصمة الا اذا عاد علية بما يطمئنة و يرضيه، و علية ان يصلح من شانة و يطيب خاطره، و علي الطرف الاخر ان يلين و يسمح و يتقبل العذر، و بهذا تموت الاحقاد و تحل المحبه و الالفة.

من مضار الحقد:


قال بعض العلماء:[.. ان فساد القلب بالضغائن داء عضال، و ما اسرع ان يتسرب الايمان من القلب المغشوش، كما يتسرب السائل من الاناء المثلوم.


ان الشيطان قد عجز ان يجعل من الرجل العاقل عابد صنم، و لكنة -وهو الحريص علي اغواء الانسان و ايرادة المهالك- لن يعجز عن المباعده بينة و بين ربه، حتي يجهل حقوقة اشد مما يجهلها الوثنى المخرف، و هو يحتال لذا بايقاد نار العداوه فالقلوب، فاذا اشتعلت استمتع الشيطان برؤيتها و هى تحرق حاضر الناس و مستقبلهم، و تلتهم علائقهم و فضائلهم، هذا ان الشر اذا تمكن من الافئده (الحاقدة) تنافر و دها و ارتد الناس الي حال من القسوه و العناد، يقطعون بها ما امر الله بة ان يوصل و يفسدون فالارض.

ان الحقد المصدر الدفين لعديد من الرذائل التي رهب منها الاسلام، فالافتراء علي الابرياء جريمه يدفع اليها الكرة الشديد (الحقد) و ربما عدها الاسلام من اقبح الزور، اما الغيبه فهى متنفس حقد مكظوم، و صدر فقير الي الرحمه و الصفاء، و من لوازم الحقد سوء الظن و تتبع العوارت، و اللمز، و تعيير الناس بعاهاتهم، او خصائصهم البدنيه او النفسية، و ربما كرة الاسلام هذا كلة كراهيه شديدة.

ان جمهور الحاقدين تغلى مراجل الحقد فانفسهم، لانهم ينظرون الي الدنيا فيجدون ما تمنوة لانفسهم ربما فاتهم، و امتلات بة اكف اخرى، و هذة هى الطامه التي لا تدع لهم قرارا، و هم بذلك يكونون خلفاء ابليس – الذي راي ان الحظوه التي كان يتشهاها ربما ذهبت الي ادم – فالي الا يترك احدا يستمتع فيها بعدما حرمها، و ذلك الغليان الشيطانى هو الذي يضطرم فنفوس الحاقدين و يفسد قلوبهم، فيصبحون و اهنى العزم، كليلى اليد، و كان الاجدر بهم ان يتحولوا الي ربهم يسالونة من فضله، و ان يجتهدوا حتي ينالوا ما نالة غيرهم، اذ خزائنة سبحانة ليست حكرا علي احد، و التطلع الي فضل الله عز و جل مع الاخذ بالاسباب هى العمل الوحيد المشروع عندما يري احد فضل الله ينزل بشخص معين، و شتان ما بين الحسد و الغبطه او بين الطموح و الحقد.

سلامه الصدر..طريق الي الجنة:


لقد و صف الله اهل الجنه و اصحاب النعيم المقيم فالاخره بانهم مبرئون من جميع حقد و غل، و اذا حدث و اصابهم شيء منها فالدنيا فانهم يطهرون منها عند دخولهم الجنة: (ونزعنا ما فصدورهم من غل) [الاعراف:43]. و لهذا راينا من يبشر بالجنه من بين اصحاب النبى صلي الله علية و سلم لسلامه صدره، ففى الحديث عن انس بن ما لك رضى الله عنة قال: “كنا جلوسا مع رسول الله صلي الله علية و سلم فقال: يطلع الان عليكم رجل من اهل الجنة، فطلع رجل من الانصار تنطف لحيتة من و ضوئة ربما علق نعلية بيدة الشمال، فلما كان الغد قال النبى صلي الله علية و سلم كذلك، فطلع هذا الرجل كالمره الاولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبى صلي الله علية و سلم كمقالتة ايضا، فطلع هذا الرجل علي كحالة الاول، فلما قام النبى صلي الله علية و سلم تبعة عبدالله بن عمرو، فقال: انى لاحيت ابى فاقسمت انى لا ادخل علية ثلاثا، فان رايت ان تؤوينى اليك حتي تمضى فعلت، قال: نعم، قال انس: فكان عبدالله يحدث انه بات معة تلك الثلاث الليالى فلم يرة يقوم من الليل شيئا غير انه اذا تعار تقلب علي فراشة ذكر الله عز و جل، و كبر حتي لصلاه الفجر. قال عبدالله: غير انى لم اسمعة يقول الا خيرا، فلما مضت الثلاث الليالى و كدت ان احتقر علمة قلت: يا عبدالله لم يكن بينى و بين ابى غضب و لا هجرة، و لكن سمعت رسول الله صلي الله علية و سلم يقول لك ثلاث مرات: يطلع عليكم الان رجل من اهل الجنة، فطلعت انت الثلاث المرات، فاردت ان اوى اليك، فانظر ما عملك، فاقتدى بك، فلم ارك عملت كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلي الله علية و سلم؟ قال: ما هو الا ما رايت، فلما و ليت دعانى فقال: ما هو الا ما رايت غير انى لا اجد فنفسى لاحد من المسلمين غشا و لا احسد احدا علي خير اعطاة الله اياه، فقال عبدالله: هذة التي بلغت بك”.

فيا اخى الحبيب طالع هذة العبارات المباركات التي سطرها بعض العلماء:


ليس اروح للمرء و لا اطرد لهمومه، و لا اقر لعينة من ان يعيش سليم القلب، مبرا من و ساوس الضغينة، و ثوران الاحقاد، اذا راي نعمه تنساق لاحد رضى بها، و احس فضل الله فيها، و فقر عبادة اليها، و اذا راي اذي يلحق احدا من خلق الله رثي له، و رجا الله ان يفرج و يغفر ذنبه، و بذلك يحيا المسلم ناصع الصفحة، راضيا عن الله و عن الحياة، مستريح النفس من نزعات الحقد الاعمى.

  • الحقد
  • www صور حقد


الحقد داء دفين