<\/p>
<\/p>
د. محمد المهدى – استشارى الطب النفسى
الحياة الزوجية يفترض فيها انها ابدية , وابدية هنا لا تعنى استمرارها فقط فى حياة
\nالزوجين بل تعنى ايضا امتدادها فى الحياة الاخرة بشكل اكثر روعة وامتاعا فى حالة كونهما
\nزوجين وفيين مخلصين صالحين . وابدية العلاقة الزوجية ضرورة لاشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة
\nوالرحمة وما يتفرع عنها من حب ورعاية واحتواء وارتواء , وضرورة ايضا لنمو الابناء فى
\nجو اسرى دافئ ومستقر ومطمئن , خاصة وان طفولة الانسان هى اطول طفولة بين المخلوقات
\n, ولذلك تحتاج لمحضن اسرى مناسب يمنح الابناء ما يحتاجونه من ماكل ومشرب وماوى وامان
\nوحب وتقدير ورعاية لكى يحققوا الغاية العظمى التى خلقوا من اجلها
ولكن للاسف يحدث فى بعض الاحيان خلل فى منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة فى
\nاحد الزوجين او كليهما او مشكلة فى توافقهما او مشكلة فى طبيعة العلاقة بينهما .
ولكى نتجنب فشل الحياة الزوجية ما استطعنا تعالوا نستعرض اهم اسباب ذلك الفشل من خلال
\nارشيف العيادة النفسية , وصفحات الحياة اليومية :
[اسباب شخصية:
– اضطراب شخصية احد الزوجين او كليهما : وفيما يلى نستعرض بعض سمات الشخصيات الاقرب
\nللفشل فى الحياة الزوجية , وهذه السمات والانماط الشخصية قد توجد فى الزوج او الزوجة
\nعلى حد سواء , وننبه القارئ اننا سنستخدم صيغة المذكر فى اغلب الاحوال ( باستثناء
\nالشخصية الهستيرية التى يغلب وجودها فى النساء ) لسهولة التناول ولكن ما سنقوله ينطبق على
\nالرجل او المراة على حد سواء:
– الشخصية البارانوية ( الشكاك , الغيور , المستبد , المتعالى )
– الشخصية النرجسية ( المتمركز حول ذاته , الانانى , المعجبانى , الطاووس , المتفرد
\n, الساعى الى النجومية والنجاح والتالق وحده على حساب الاخرين , الذى يستخدم الاخرين لتحقيق
\nنجاحه حتى اذا استنفذوا اغراضهم القاهم على قارعة الطريق وبحث عن غيرهم )
– الشخصية السيكوباتية ( الكذاب , المحتال , المخادع , الساحر , معسول الكلام ,
\nالذى لا يلتزم بعهد ولا يفى بوعد , ويبحث دائما عن متعته الشخصية على حساب
\nالاخرين , ولا يلتزم بقانون , ولا يحترم العرف , ولا يشعر بالذنب , ولا
\nيتعلم من خبراته السابقة فيقع فى الخطا مرات ومرات )
– الشخصية الهستيرية ( الدرامية , الاستعراضية , الزائفة , الخادعة والمخدوعة , السطحية ,
\nالمغوية , التى تعد ولا تفى وتغوى ولا تشبع , الجذابة , المهتمة بمظهرها اكثر
\nمن جوهرها , الخاوية من الداخل رغم مظهرها الخارجى البراق الاخاذ , التى تجيد تمثيل
\nالعواطف رغم برودها العاطفى , وتجيد الاغواء الجنسى رغم برودها الجنسى , ولا تستطيع تحمل
\nمسئولية زوج او ابناء , هى للعرض فقط وليست للحياة , كل همها جذب اهتمام
\nالجميع لها )
– الشخصية الوسواسية ( المدقق , الحريص بشدة على النظام , العنيد , البطئ ,
\nالبخيل فى المال والمشاعر , المهتم بالشكل والنظام الخارجى على حساب المعنى والروح )
– الشخصية الحدية ( شديد التقلب فى ارائه وعلاقاته ومشاعره , سريع الثورة , كثير
\nالاندفاع , غير المستقر فى دراسته او عمله او علاقاته , يميل الى ايذاء نفسه
\n, ويميل الى الاكتئاب والغضب , ومعرض للدخول فى الادمان , ومعرض لمحاولات الانتحار )
– الشخصية الاعتمادية السلبية ( الضعيف , السلبى , الاعتمادى , المتطفل , اينما توجهه
\nلا ياتى بخير )
– الشخصية الاكتئابية ( الحزين , المهموم , المنهزم , اليائس , قليل الحيلة ,
\nالمتشائم , النكد , المنسحب , المنطوى )
2- عدم التوافق ( رغم سواء الطرفين ) : قد يكون كلا من الزوجين سويا
\nفى حد ذاته , ولكنه فى هذه العلاقة الثنائية يبدو سيئا , وكان هذه العلاقة
\nوهذه الظروف تخرج منه اسوا ما فيه .
3- القصور في فهم النفس البشرية بما تحويه من جوانب مختلفة ايجابية وسلبية : فهناك
\nبعض الناس لديهم بعض التصورات المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة , وعندما لا يحقق الشريك
\nهذه التوقعات نجدهم فى حالة سخط وتبرم , فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو
\nويحبونه كما هو , وانما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له , فان لم يحققها سخطوا
\nعليه وعلى الحياه , وهؤلاء يفشلون فى رؤية ايجابيات الشريك لانهم مشغولون بسلبياته ونقائصه .
4- القصور في فهم احتياجات الطرف الاخر بشكل خاص : فالمراة لها احتياجات خاصة فى
\nالحب والاحتواء والرعاية لا يوفيها الرجل او لا ينتبه اليها ( رغم حسن نواياه احيانا
\n) , والرجل له مطالب من الاحترام والتقدير والسكن والرعاية لا توفيها المراة او لا
\nتنتبه اليها ( رغم حسن النوايا غالبا )
5- عدم القدرة على التعايش مع اخر : فهناك افراد ادمنوا العيش وحدهم , وهم
\nلا يتحملون وجود اخر فى حياتهم , فهم يعشقون الوحدة , ويفضلون حريتهم الشخصية على
\nاى شئ , ويعتبرون وجود اخر قيد على حريتهم وحياتهم , لذلك يفشلون فى حياتهم
\nالزوجية ويهربون منها فى اقرب فرصة متاحة .
6- العناد : قد يكون احد الزوجين او كليهما عنيدا , ومن هنا يصعب تجاوز
\nاى موقف او اى ازمة لان الطرف العنيد يستمتع ببقاء الصراع واحتدامه بلا نهاية ,
\nوهذا يجهد الطرف الاخر ويجعل حياته جحيما .
7- العدوان : سواء كان لفظيا ( السب , الانتقاد الدائم , السخرية اللاذعة )
\n, او جسدى ( الضرب ) , وهذا العدوان ينزع الحب والاحترام من العلاقة الزوجية
\nويجعله اقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة .
والاسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص فى هذه الايام نظرا لما يرتديه الناس
\nمن اقنعة تخفى حقيقتهم , ونظرا لعدم او ضعف معرفة الطرفين ببعضهما قبل الزواج ,
\nوصعوبة المعرفة عن طريق سؤال الاقارب او الجيران حيث ضعفت العلاقات بين الناس ولم يعد
\nلديهم تلك المعرفة الكافية ببعضهم .
:k:اسباب عاطفية :
– غياب الحب : فالحب هو شهادة الضمان لاستمرار الحياة الزوجية , وهذه الشهادة تحتاج
\nلان تكتب وتؤكد كل يوم بكل اللغات المتاحة ( لفظية وغير لفظية ) والتى تصل
\nالى الطرف الاخر فتسعده وتشعره بالامان والرغبة فى الاستمرار اللانهائى .
– الغيرة الشديدة : فعلى الرغم من ان الغيرة السوية المعقولة دليل حب ورسالة حرص
\nوتنبيه رقيق للطرف الاخر , الا ان الغيرة الشديدة المرضية هى بمثابة سم زعاف ينتشر
\nفى جسد الحياة الزوجية فيقضى عليها لانها تحول الحياة الزوجية الى نكد وعذاب لا يحتمله
\nالطرف الاخر فيضطر للهروب .
– الشك : وهو مرحلة اخطر من الغيرة لانه اتهام للطرف الاخر ينتظر اقامة الدليل
\nلاذلاله او اهانته او انهاء العلاقة به .
– الرغبة في التملك : وهى تدفع الطرف المتملك الى خنق الطرف الاخر حيث يحوطه
\nمن كل جانب ويشل حركته , ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الاسباب .
اسباب عائلية :
1- التدخل المفرط من احدى او كلا العائلتين : ذلك التدخل الذى ينتهك صفة الخصوصية
\nوالثنائية فى العلاقة الزوجية , ويسممها بمشاعر وافكار واتجاهات متضاربة بعضها حسن النية وبعضها سئ
\nالنية .
2- تاخر الفطام العائلي لاحد الطرفين : وهذا يجعل الزوج او الزوجة شديد الارتباط والاعتماد
\nعلى اسرة المنشا , وكان الحبل السرى بينه وبينهم لم ينقطع , وعلامة ذلك عدم
\nقدرة هذا الطرف الذى لم يفطم على الابتعاد ولو قليلا عن اسرة المنشا فهو يريد
\nان يقضى كل وقته او معظمه لديهم , وياتى ذلك على حساب شريك الحياة الذى
\nيجد نفسه وحيدا
3- وجود حالات طلاق في العائلة : فهذا يسهل اتخاذ قرار الطلاق , ويجعل الهجر
\nسهلا , ويؤكد ان الحياة بدون شريك ممكنة .
اسباب دينية :
1- عدم فهم وادراك قداسة العلاقة الزوجية : تلك العلاقة التى يرعاها الله ويحوطها بسياج
\nمن القداسة ويجعلها اصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل : ” وكيف تاخذونه وقد افضى
\nبعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا ” … ” ومن اياته ان خلق لكم
\nمن انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” …. ” هن لباس لكم
\nوانتم لباس لهن ” .
2- غياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة من الحياة الزوجية : السكن بمعنى الطمانينة والاستقرار ,
\nوالمودة جامعة لكل معانى الحب والرعاية والحنان ( خاصة فى حالة الرضا ) , والرحمة
\nجامعة لكل معانى التسامح والغفران ونسيان الاساءة والتغاضى عن الزلات ( وخاصة فى حالة الغضب
\n)
3- عدم وضوح دور الرجل والمراة وواجباتهما في العلاقة الزوجية
4- سوء استغلال مفهوم القوامة : فبعض الرجال يراها تحكما واستعبادا وانتقاصا من حرية المراة
\nوانتهاكا لكرامتها , فى حين ان القوامة فى مفهومها الصحيح هى قيادة حكيمة ورعاية مسئولة
\n.
5- غياب مفهومي الصبر والرضا : فلا يوجد شريك يحقق لنا كل توقعاتنا , لذلك
\nيصبح صبرنا على الاخطاء والزلات ورضانا بما يمنحه لنا الشريك قدر استطاعته من ضرورات استمرار
\nالحياة الزوجية السعيدة .
6- عدم القدرة على التسامح : فلا يوجد انسان ( او انسانة ) بلا زلات
\nاو اخطاء , وبالتالى فلا بد من وجود الية مثل التسامح لكى تستمر الحياة .
7- النشوز : وهو استعلاء طرف على اخر وتمرده عليه وعصيانه له , ولا يوجد
\nانسان سوى يحب من يستعلى او يتمرد عليه او يعصيه احتقارا او استهزاءا .
:k:اسباب اجتماعية :
– ضغوط العمل والحياة عموما : وهى تجعل كلا الطرفين او احدهما شديد الحساسية وقابل
\nللانفجار , فالمراة تعمل كموظفة ثم تعود للقيام بواجبات رعاية الاسرة ومساعدة الابناء فى واجباتهم
\nالدراسية , والرجل يعمل فى اكثر من وظيفة ولساعات طويلة ليلا ونهارا ليغطى احتياجات الاسرة
– تهديد التفوق الذكوري : فالمراة التى تحاول الاستعلاء على زوجها بمالها او منصبها او
\nحسبها , انما تهدد عقيدة التميز الذكورى لدى زوجها , وتنزع منه قيمة يعتز بها
\n, وتفجر لديه مشاعر الانتقام والعدوان بلا مبرر.
:k:اسباب اقتصادية :
– الضغوط المادية الخانقة : والتى تجعل الحياة الزوجية عبارة عن حلقات من الشقاء والمعاناة
\nيصعب معها الاحساس بالمشاعر الرقيقة .
– الفقر الشديد او الغنى الفاحش : فكلاهما يؤديان الى حالة من عدم التوازن النفسى
\nلدى احد الطرفين او كليهما خاصة فى حالة عدم النضج وعدم القدرة علبى التواؤم مع
\nالنقص الشديد او الزيادة الشديدة فى المال .
:k:فشل او اضطراب العلاقة الجنسية :
وهذا هو السبب الخفى ( والاهم فى نفس الوقت ) لفشل كثير من العلاقات الزوجية
\n, ونادرا ما يتطوع الزوجان بالحديث عنه رغم اهميته , وانما ياتيان للعيادة الزوجية او
\nلمحاضر الصلح العائلى او لمحكمة الاسرة باسباب فرعية هامشية , ولكن السبب الاصلى للشقاق يكون
\nكامنا فى العلاقة الخاصة بينهما , وقد وجدت بعض الدراسات ان هذا السبب يكمن وراء
\n70-90% من حالات الطلاق , ومع هذا فهو سبب صامت لايبوح به الكثيرون , ومن
\nهنا نستطيع ان نقول دون مبالغة ان نجاح الحياة الزوجية يبدا من الفراش , وان
\nفشلها يبدا ايضا من الفراش
:k:العلامات المبكرة للفشل :
1- الاحساس السلبي بالاخر , وذلك يبدو فى صورة عدم الارتياح فى وجوده , وتمنى
\nالبعد عنه قدر الامكان
2- المشاحنات والخلافات المتكررة او المستمرة , واختلافات وجهات النظر حول كل شئ , وكان
\nكل منهما يسير دائما عكس اتجاه الاخر
3- فقد او جفاف الاحساس بالاخر , فكانه غير موجود , حيث اصبحت المستقبلات النفسية
\nترفض وتنكر وجوده .
الارتباطات الشرطية واثرها :نمو ارتباطات شرطية سالبة تجعل وجود الطرفين معا وجودا مؤلما او على
\nالاقل غير مريح . وهذا يحدث نتيجة الاختلافات والخلافات العميقة بينهما ونتيجة الصراعات المستمرة والمؤلمة
\n, والتى تجعل ظهور اى طرف امام الاخر محفزا لظهور مشاعر الغضب والكره والاحتقار والاشمئزاز
\n, مع ما يصاحب ذلك من الام جسمانية , او رغبة فى القئ او صداع
\nاو دوار .
:k:محاولات الانقاذ المبكر :
1- محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما يجلسان سويا
\nليتدبرا اسباب ذلك دون ان يلقى ايهما المسئولية على الاخر . وهذا الحل ينجح فى
\nحالة نضج الطرفين نضجا كافيا , وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية واعادتها الى مسارها
\nالصحيح دون تدخل اطراف خارجية .
– دخول طرف ثالث : من احد الاسرتين او كليهما ، استشارة زواجية ، علاج
\nزواجي او عائلي . ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا فى حالة اصرار او عناد احد
\nالطرفين او كليهما , وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى جهودا خارجية لاستعادة التناغم فى
\nالحياة الزوجية بعد احداث تغييرات فى مواقف الطرفين من خلال اقناع او ضغط او ضمانات
\nخارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الاخر .
2- تعلم مهارات حل الصراع : فالحياة عموما لا تخلو من اوجه خلاف , وحين
\nنفشل فى تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت الى صراعات , ولهذا نحتاج ان نتعلم مهارات
\nاساسية فى كيفية حل الصراع حين ينشا حتى لا يهدد حياتنا ةاستقرارنا , وهذه المهارات
\nتتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة .
3- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين : مثل : تغييرات في
\nالبيئة المحيطة بهما كان ينتقلا من مكان لاخر اكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الاكبر
\n– تخفيف الضغوط المادية او الاجتماعية او ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء
\nاوقات سعيدة كالتى اعتاداها وسعدا بها فى فترة الخطوبة .
4- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج – الزوجة ) ، تخفف من حدة الصراع
\nوتهئ النفس للتسامح
5- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره : وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة او
\nالتهديد او كشف الاسرار الزوجية .
6- تجنب استخدام الابناء كادوات في الصراع للى الذراع او الضغط على الطرف الاخر .
7- التنبه للتدخلات العائلية المتحيزة او ذات المصلحة ( الشعورية او غير الشعورية ) في
\nالانفصال
8- اعادة الرؤية والاكتشاف للطرف الاخربعيدا عن الاحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز
9- الكف عن الانتقاد او اللوم المتبادل , فهما يقتلان اى عاطفة جميلة .
د. محمد المهدى – استشارى الطب النفسى
الحياة الزوجية يفترض فيها انها ابدية , وابدية هنا لا تعنى استمرارها فقط فى حياة
\nالزوجين بل تعنى ايضا امتدادها فى الحياة الاخرة بشكل اكثر روعة وامتاعا فى حالة كونهما
\nزوجين وفيين مخلصين صالحين . وابدية العلاقة الزوجية ضرورة لاشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة
\nوالرحمة وما يتفرع عنها من حب ورعاية واحتواء وارتواء , وضرورة ايضا لنمو الابناء فى
\nجو اسرى دافئ ومستقر ومطمئن , خاصة وان طفولة الانسان هى اطول طفولة بين المخلوقات
\n, ولذلك تحتاج لمحضن اسرى مناسب يمنح الابناء ما يحتاجونه من ماكل ومشرب وماوى وامان
\nوحب وتقدير ورعاية لكى يحققوا الغاية العظمى التى خلقوا من اجلها
ولكن للاسف يحدث فى بعض الاحيان خلل فى منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة فى
\nاحد الزوجين او كليهما او مشكلة فى توافقهما او مشكلة فى طبيعة العلاقة بينهما .
ولكى نتجنب فشل الحياة الزوجية ما استطعنا تعالوا نستعرض اهم اسباب ذلك الفشل من خلال
\nارشيف العيادة النفسية , وصفحات الحياة اليومية :
:k:* اسباب شخصية :
– اضطراب شخصية احد الزوجين او كليهما : وفيما يلى نستعرض بعض سمات الشخصيات الاقرب
\nللفشل فى الحياة الزوجية , وهذه السمات والانماط الشخصية قد توجد فى الزوج او الزوجة
\nعلى حد سواء , وننبه القارئ اننا سنستخدم صيغة المذكر فى اغلب الاحوال ( باستثناء
\nالشخصية الهستيرية التى يغلب وجودها فى النساء ) لسهولة التناول ولكن ما سنقوله ينطبق على
\nالرجل او المراة على حد سواء:
– الشخصية البارانوية ( الشكاك , الغيور , المستبد , المتعالى )
– الشخصية النرجسية ( المتمركز حول ذاته , الانانى , المعجبانى , الطاووس , المتفرد
\n, الساعى الى النجومية والنجاح والتالق وحده على حساب الاخرين , الذى يستخدم الاخرين لتحقيق
\nنجاحه حتى اذا استنفذوا اغراضهم القاهم على قارعة الطريق وبحث عن غيرهم )
– الشخصية السيكوباتية ( الكذاب , المحتال , المخادع , الساحر , معسول الكلام ,
\nالذى لا يلتزم بعهد ولا يفى بوعد , ويبحث دائما عن متعته الشخصية على حساب
\nالاخرين , ولا يلتزم بقانون , ولا يحترم العرف , ولا يشعر بالذنب , ولا
\nيتعلم من خبراته السابقة فيقع فى الخطا مرات ومرات )
– الشخصية الهستيرية ( الدرامية , الاستعراضية , الزائفة , الخادعة والمخدوعة , السطحية ,
\nالمغوية , التى تعد ولا تفى وتغوى ولا تشبع , الجذابة , المهتمة بمظهرها اكثر
\nمن جوهرها , الخاوية من الداخل رغم مظهرها الخارجى البراق الاخاذ , التى تجيد تمثيل
\nالعواطف رغم برودها العاطفى , وتجيد الاغواء الجنسى رغم برودها الجنسى , ولا تستطيع تحمل
\nمسئولية زوج او ابناء , هى للعرض فقط وليست للحياة , كل همها جذب اهتمام
\nالجميع لها )
– الشخصية الوسواسية ( المدقق , الحريص بشدة على النظام , العنيد , البطئ ,
\nالبخيل فى المال والمشاعر , المهتم بالشكل والنظام الخارجى على حساب المعنى والروح )
– الشخصية الحدية ( شديد التقلب فى ارائه وعلاقاته ومشاعره , سريع الثورة , كثير
\nالاندفاع , غير المستقر فى دراسته او عمله او علاقاته , يميل الى ايذاء نفسه
\n, ويميل الى الاكتئاب والغضب , ومعرض للدخول فى الادمان , ومعرض لمحاولات الانتحار )
– الشخصية الاعتمادية السلبية ( الضعيف , السلبى , الاعتمادى , المتطفل , اينما توجهه
\nلا ياتى بخير )
– الشخصية الاكتئابية ( الحزين , المهموم , المنهزم , اليائس , قليل الحيلة ,
\nالمتشائم , النكد , المنسحب , المنطوى )
2- عدم التوافق ( رغم سواء الطرفين ) : قد يكون كلا من الزوجين سويا
\nفى حد ذاته , ولكنه فى هذه العلاقة الثنائية يبدو سيئا , وكان هذه العلاقة
\nوهذه الظروف تخرج منه اسوا ما فيه .
3- القصور في فهم النفس البشرية بما تحويه من جوانب مختلفة ايجابية وسلبية : فهناك
\nبعض الناس لديهم بعض التصورات المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة , وعندما لا يحقق الشريك
\nهذه التوقعات نجدهم فى حالة سخط وتبرم , فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو
\nويحبونه كما هو , وانما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له , فان لم يحققها سخطوا
\nعليه وعلى الحياه , وهؤلاء يفشلون فى رؤية ايجابيات الشريك لانهم مشغولون بسلبياته ونقائصه .
4- القصور في فهم احتياجات الطرف الاخر بشكل خاص : فالمراة لها احتياجات خاصة فى
\nالحب والاحتواء والرعاية لا يوفيها الرجل او لا ينتبه اليها ( رغم حسن نواياه احيانا
\n) , والرجل له مطالب من الاحترام والتقدير والسكن والرعاية لا توفيها المراة او لا
\nتنتبه اليها ( رغم حسن النوايا غالبا )
5- عدم القدرة على التعايش مع اخر : فهناك افراد ادمنوا العيش وحدهم , وهم
\nلا يتحملون وجود اخر فى حياتهم , فهم يعشقون الوحدة , ويفضلون حريتهم الشخصية على
\nاى شئ , ويعتبرون وجود اخر قيد على حريتهم وحياتهم , لذلك يفشلون فى حياتهم
\nالزوجية ويهربون منها فى اقرب فرصة متاحة .
6- العناد : قد يكون احد الزوجين او كليهما عنيدا , ومن هنا يصعب تجاوز
\nاى موقف او اى ازمة لان الطرف العنيد يستمتع ببقاء الصراع واحتدامه بلا نهاية ,
\nوهذا يجهد الطرف الاخر ويجعل حياته جحيما .
7- العدوان : سواء كان لفظيا ( السب , الانتقاد الدائم , السخرية اللاذعة )
\n, او جسدى ( الضرب ) , وهذا العدوان ينزع الحب والاحترام من العلاقة الزوجية
\nويجعله اقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة .
والاسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص فى هذه الايام نظرا لما يرتديه الناس
\nمن اقنعة تخفى حقيقتهم , ونظرا لعدم او ضعف معرفة الطرفين ببعضهما قبل الزواج ,
\nوصعوبة المعرفة عن طريق سؤال الاقارب او الجيران حيث ضعفت العلاقات بين الناس ولم يعد
\nلديهم تلك المعرفة الكافية ببعضهم .
:k:اسباب عاطفية :
– غياب الحب : فالحب هو شهادة الضمان لاستمرار الحياة الزوجية , وهذه الشهادة تحتاج
\nلان تكتب وتؤكد كل يوم بكل اللغات المتاحة ( لفظية وغير لفظية ) والتى تصل
\nالى الطرف الاخر فتسعده وتشعره بالامان والرغبة فى الاستمرار اللانهائى .
– الغيرة الشديدة : فعلى الرغم من ان الغيرة السوية المعقولة دليل حب ورسالة حرص
\nوتنبيه رقيق للطرف الاخر , الا ان الغيرة الشديدة المرضية هى بمثابة سم زعاف ينتشر
\nفى جسد الحياة الزوجية فيقضى عليها لانها تحول الحياة الزوجية الى نكد وعذاب لا يحتمله
\nالطرف الاخر فيضطر للهروب .
– الشك : وهو مرحلة اخطر من الغيرة لانه اتهام للطرف الاخر ينتظر اقامة الدليل
\nلاذلاله او اهانته او انهاء العلاقة به .
– الرغبة في التملك : وهى تدفع الطرف المتملك الى خنق الطرف الاخر حيث يحوطه
\nمن كل جانب ويشل حركته , ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الاسباب .
اسباب عائلية :
1- التدخل المفرط من احدى او كلا العائلتين : ذلك التدخل الذى ينتهك صفة الخصوصية
\nوالثنائية فى العلاقة الزوجية , ويسممها بمشاعر وافكار واتجاهات متضاربة بعضها حسن النية وبعضها سئ
\nالنية .
2- تاخر الفطام العائلي لاحد الطرفين : وهذا يجعل الزوج او الزوجة شديد الارتباط والاعتماد
\nعلى اسرة المنشا , وكان الحبل السرى بينه وبينهم لم ينقطع , وعلامة ذلك عدم
\nقدرة هذا الطرف الذى لم يفطم على الابتعاد ولو قليلا عن اسرة المنشا فهو يريد
\nان يقضى كل وقته او معظمه لديهم , وياتى ذلك على حساب شريك الحياة الذى
\nيجد نفسه وحيدا
3- وجود حالات طلاق في العائلة : فهذا يسهل اتخاذ قرار الطلاق , ويجعل الهجر
\nسهلا , ويؤكد ان الحياة بدون شريك ممكنة .
اسباب دينية :
1- عدم فهم وادراك قداسة العلاقة الزوجية : تلك العلاقة التى يرعاها الله ويحوطها بسياج
\nمن القداسة ويجعلها اصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل : ” وكيف تاخذونه وقد افضى
\nبعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا ” … ” ومن اياته ان خلق لكم
\nمن انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” …. ” هن لباس لكم
\nوانتم لباس لهن ” .
2- غياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة من الحياة الزوجية : السكن بمعنى الطمانينة والاستقرار ,
\nوالمودة جامعة لكل معانى الحب والرعاية والحنان ( خاصة فى حالة الرضا ) , والرحمة
\nجامعة لكل معانى التسامح والغفران ونسيان الاساءة والتغاضى عن الزلات ( وخاصة فى حالة الغضب
\n)
3- عدم وضوح دور الرجل والمراة وواجباتهما في العلاقة الزوجية
4- سوء استغلال مفهوم القوامة : فبعض الرجال يراها تحكما واستعبادا وانتقاصا من حرية المراة
\nوانتهاكا لكرامتها , فى حين ان القوامة فى مفهومها الصحيح هى قيادة حكيمة ورعاية مسئولة
\n.
5- غياب مفهومي الصبر والرضا : فلا يوجد شريك يحقق لنا كل توقعاتنا , لذلك
\nيصبح صبرنا على الاخطاء والزلات ورضانا بما يمنحه لنا الشريك قدر استطاعته من ضرورات استمرار
\nالحياة الزوجية السعيدة .
6- عدم القدرة على التسامح : فلا يوجد انسان ( او انسانة ) بلا زلات
\nاو اخطاء , وبالتالى فلا بد من وجود الية مثل التسامح لكى تستمر الحياة .
7- النشوز : وهو استعلاء طرف على اخر وتمرده عليه وعصيانه له , ولا يوجد
\nانسان سوى يحب من يستعلى او يتمرد عليه او يعصيه احتقارا او استهزاءا .
:k:اسباب اجتماعية :
– ضغوط العمل والحياة عموما : وهى تجعل كلا الطرفين او احدهما شديد الحساسية وقابل
\nللانفجار , فالمراة تعمل كموظفة ثم تعود للقيام بواجبات رعاية الاسرة ومساعدة الابناء فى واجباتهم
\nالدراسية , والرجل يعمل فى اكثر من وظيفة ولساعات طويلة ليلا ونهارا ليغطى احتياجات الاسرة
– تهديد التفوق الذكوري : فالمراة التى تحاول الاستعلاء على زوجها بمالها او منصبها او
\nحسبها , انما تهدد عقيدة التميز الذكورى لدى زوجها , وتنزع منه قيمة يعتز بها
\n, وتفجر لديه مشاعر الانتقام والعدوان بلا مبرر.
:k:اسباب اقتصادية :
– الضغوط المادية الخانقة : والتى تجعل الحياة الزوجية عبارة عن حلقات من الشقاء والمعاناة
\nيصعب معها الاحساس بالمشاعر الرقيقة .
– الفقر الشديد او الغنى الفاحش : فكلاهما يؤديان الى حالة من عدم التوازن النفسى
\nلدى احد الطرفين او كليهما خاصة فى حالة عدم النضج وعدم القدرة علبى التواؤم مع
\nالنقص الشديد او الزيادة الشديدة فى المال .
:k:فشل او اضطراب العلاقة الجنسية :
وهذا هو السبب الخفى ( والاهم فى نفس الوقت ) لفشل كثير من العلاقات الزوجية
\n, ونادرا ما يتطوع الزوجان بالحديث عنه رغم اهميته , وانما ياتيان للعيادة الزوجية او
\nلمحاضر الصلح العائلى او لمحكمة الاسرة باسباب فرعية هامشية , ولكن السبب الاصلى للشقاق يكون
\nكامنا فى العلاقة الخاصة بينهما , وقد وجدت بعض الدراسات ان هذا السبب يكمن وراء
\n70-90% من حالات الطلاق , ومع هذا فهو سبب صامت لايبوح به الكثيرون , ومن
\nهنا نستطيع ان نقول دون مبالغة ان نجاح الحياة الزوجية يبدا من الفراش , وان
\nفشلها يبدا ايضا من الفراش
:k:العلامات المبكرة للفشل :
1- الاحساس السلبي بالاخر , وذلك يبدو فى صورة عدم الارتياح فى وجوده , وتمنى
\nالبعد عنه قدر الامكان
2- المشاحنات والخلافات المتكررة او المستمرة , واختلافات وجهات النظر حول كل شئ , وكان
\nكل منهما يسير دائما عكس اتجاه الاخر
3- فقد او جفاف الاحساس بالاخر , فكانه غير موجود , حيث اصبحت المستقبلات النفسية
\nترفض وتنكر وجوده .
الارتباطات الشرطية واثرها :نمو ارتباطات شرطية سالبة تجعل وجود الطرفين معا وجودا مؤلما او على
\nالاقل غير مريح . وهذا يحدث نتيجة الاختلافات والخلافات العميقة بينهما ونتيجة الصراعات المستمرة والمؤلمة
\n, والتى تجعل ظهور اى طرف امام الاخر محفزا لظهور مشاعر الغضب والكره والاحتقار والاشمئزاز
\n, مع ما يصاحب ذلك من الام جسمانية , او رغبة فى القئ او صداع
\nاو دوار .
:k:محاولات الانقاذ المبكر :
1- محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما يجلسان سويا
\nليتدبرا اسباب ذلك دون ان يلقى ايهما المسئولية على الاخر . وهذا الحل ينجح فى
\nحالة نضج الطرفين نضجا كافيا , وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية واعادتها الى مسارها
\nالصحيح دون تدخل اطراف خارجية .
– دخول طرف ثالث : من احد الاسرتين او كليهما ، استشارة زواجية ، علاج
\nزواجي او عائلي . ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا فى حالة اصرار او عناد احد
\nالطرفين او كليهما , وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى جهودا خارجية لاستعادة التناغم فى
\nالحياة الزوجية بعد احداث تغييرات فى مواقف الطرفين من خلال اقناع او ضغط او ضمانات
\nخارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الاخر .
2- تعلم مهارات حل الصراع : فالحياة عموما لا تخلو من اوجه خلاف , وحين
\nنفشل فى تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت الى صراعات , ولهذا نحتاج ان نتعلم مهارات
\nاساسية فى كيفية حل الصراع حين ينشا حتى لا يهدد حياتنا ةاستقرارنا , وهذه المهارات
\nتتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة .
3- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين : مثل : تغييرات في
\nالبيئة المحيطة بهما كان ينتقلا من مكان لاخر اكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الاكبر
\n– تخفيف الضغوط المادية او الاجتماعية او ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء
\nاوقات سعيدة كالتى اعتاداها وسعدا بها فى فترة الخطوبة .
4- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج – الزوجة ) ، تخفف من حدة الصراع
\nوتهئ النفس للتسامح
5- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره : وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة او
\nالتهديد او كشف الاسرار الزوجية .
6- تجنب استخدام الابناء كادوات في الصراع للى الذراع او الضغط على الطرف الاخر .
7- التنبه للتدخلات العائلية المتحيزة او ذات المصلحة ( الشعورية او غير الشعورية ) في
\nالانفصال
8- اعادة الرؤية والاكتشاف للطرف الاخربعيدا عن الاحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز
9- الكف عن الانتقاد او اللوم المتبادل , فهما يقتلان اى عاطفة جميلة .
د. محمد المهدى – استشارى الطب النفسى
الحياة الزوجية يفترض فيها انها ابدية , وابدية هنا لا تعنى استمرارها فقط فى حياة
\nالزوجين بل تعنى ايضا امتدادها فى الحياة الاخرة بشكل اكثر روعة وامتاعا فى حالة كونهما
\nزوجين وفيين مخلصين صالحين . وابدية العلاقة الزوجية ضرورة لاشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة
\nوالرحمة وما يتفرع عنها من حب ورعاية واحتواء وارتواء , وضرورة ايضا لنمو الابناء فى
\nجو اسرى دافئ ومستقر ومطمئن , خاصة وان طفولة الانسان هى اطول طفولة بين المخلوقات
\n, ولذلك تحتاج لمحضن اسرى مناسب يمنح الابناء ما يحتاجونه من ماكل ومشرب وماوى وامان
\nوحب وتقدير ورعاية لكى يحققوا الغاية العظمى التى خلقوا من اجلها
ولكن للاسف يحدث فى بعض الاحيان خلل فى منظومة الحياة الزوجية يكون سببه مشكلة فى
\nاحد الزوجين او كليهما او مشكلة فى توافقهما او مشكلة فى طبيعة العلاقة بينهما .
ولكى نتجنب فشل الحياة الزوجية ما استطعنا تعالوا نستعرض اهم اسباب ذلك الفشل من خلال
\nارشيف العيادة النفسية , وصفحات الحياة اليومية :
:k:* اسباب شخصية :
– اضطراب شخصية احد الزوجين او كليهما : وفيما يلى نستعرض بعض سمات الشخصيات الاقرب
\nللفشل فى الحياة الزوجية , وهذه السمات والانماط الشخصية قد توجد فى الزوج او الزوجة
\nعلى حد سواء , وننبه القارئ اننا سنستخدم صيغة المذكر فى اغلب الاحوال ( باستثناء
\nالشخصية الهستيرية التى يغلب وجودها فى النساء ) لسهولة التناول ولكن ما سنقوله ينطبق على
\nالرجل او المراة على حد سواء:
– الشخصية البارانوية ( الشكاك , الغيور , المستبد , المتعالى )
– الشخصية النرجسية ( المتمركز حول ذاته , الانانى , المعجبانى , الطاووس , المتفرد
\n, الساعى الى النجومية والنجاح والتالق وحده على حساب الاخرين , الذى يستخدم الاخرين لتحقيق
\nنجاحه حتى اذا استنفذوا اغراضهم القاهم على قارعة الطريق وبحث عن غيرهم )
– الشخصية السيكوباتية ( الكذاب , المحتال , المخادع , الساحر , معسول الكلام ,
\nالذى لا يلتزم بعهد ولا يفى بوعد , ويبحث دائما عن متعته الشخصية على حساب
\nالاخرين , ولا يلتزم بقانون , ولا يحترم العرف , ولا يشعر بالذنب , ولا
\nيتعلم من خبراته السابقة فيقع فى الخطا مرات ومرات )
– الشخصية الهستيرية ( الدرامية , الاستعراضية , الزائفة , الخادعة والمخدوعة , السطحية ,
\nالمغوية , التى تعد ولا تفى وتغوى ولا تشبع , الجذابة , المهتمة بمظهرها اكثر
\nمن جوهرها , الخاوية من الداخل رغم مظهرها الخارجى البراق الاخاذ , التى تجيد تمثيل
\nالعواطف رغم برودها العاطفى , وتجيد الاغواء الجنسى رغم برودها الجنسى , ولا تستطيع تحمل
\nمسئولية زوج او ابناء , هى للعرض فقط وليست للحياة , كل همها جذب اهتمام
\nالجميع لها )
– الشخصية الوسواسية ( المدقق , الحريص بشدة على النظام , العنيد , البطئ ,
\nالبخيل فى المال والمشاعر , المهتم بالشكل والنظام الخارجى على حساب المعنى والروح )
– الشخصية الحدية ( شديد التقلب فى ارائه وعلاقاته ومشاعره , سريع الثورة , كثير
\nالاندفاع , غير المستقر فى دراسته او عمله او علاقاته , يميل الى ايذاء نفسه
\n, ويميل الى الاكتئاب والغضب , ومعرض للدخول فى الادمان , ومعرض لمحاولات الانتحار )
– الشخصية الاعتمادية السلبية ( الضعيف , السلبى , الاعتمادى , المتطفل , اينما توجهه
\nلا ياتى بخير )
– الشخصية الاكتئابية ( الحزين , المهموم , المنهزم , اليائس , قليل الحيلة ,
\nالمتشائم , النكد , المنسحب , المنطوى )
2- عدم التوافق ( رغم سواء الطرفين ) : قد يكون كلا من الزوجين سويا
\nفى حد ذاته , ولكنه فى هذه العلاقة الثنائية يبدو سيئا , وكان هذه العلاقة
\nوهذه الظروف تخرج منه اسوا ما فيه .
3- القصور في فهم النفس البشرية بما تحويه من جوانب مختلفة ايجابية وسلبية : فهناك
\nبعض الناس لديهم بعض التصورات المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة , وعندما لا يحقق الشريك
\nهذه التوقعات نجدهم فى حالة سخط وتبرم , فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو
\nويحبونه كما هو , وانما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له , فان لم يحققها سخطوا
\nعليه وعلى الحياه , وهؤلاء يفشلون فى رؤية ايجابيات الشريك لانهم مشغولون بسلبياته ونقائصه .
4- القصور في فهم احتياجات الطرف الاخر بشكل خاص : فالمراة لها احتياجات خاصة فى
\nالحب والاحتواء والرعاية لا يوفيها الرجل او لا ينتبه اليها ( رغم حسن نواياه احيانا
\n) , والرجل له مطالب من الاحترام والتقدير والسكن والرعاية لا توفيها المراة او لا
\nتنتبه اليها ( رغم حسن النوايا غالبا )
5- عدم القدرة على التعايش مع اخر : فهناك افراد ادمنوا العيش وحدهم , وهم
\nلا يتحملون وجود اخر فى حياتهم , فهم يعشقون الوحدة , ويفضلون حريتهم الشخصية على
\nاى شئ , ويعتبرون وجود اخر قيد على حريتهم وحياتهم , لذلك يفشلون فى حياتهم
\nالزوجية ويهربون منها فى اقرب فرصة متاحة .
6- العناد : قد يكون احد الزوجين او كليهما عنيدا , ومن هنا يصعب تجاوز
\nاى موقف او اى ازمة لان الطرف العنيد يستمتع ببقاء الصراع واحتدامه بلا نهاية ,
\nوهذا يجهد الطرف الاخر ويجعل حياته جحيما .
7- العدوان : سواء كان لفظيا ( السب , الانتقاد الدائم , السخرية اللاذعة )
\n, او جسدى ( الضرب ) , وهذا العدوان ينزع الحب والاحترام من العلاقة الزوجية
\nويجعله اقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة .
والاسباب الشخصية لفشل العلاقة الزوجية تزيد بشكل خاص فى هذه الايام نظرا لما يرتديه الناس
\nمن اقنعة تخفى حقيقتهم , ونظرا لعدم او ضعف معرفة الطرفين ببعضهما قبل الزواج ,
\nوصعوبة المعرفة عن طريق سؤال الاقارب او الجيران حيث ضعفت العلاقات بين الناس ولم يعد
\nلديهم تلك المعرفة الكافية ببعضهم .
:k:اسباب عاطفية :
– غياب الحب : فالحب هو شهادة الضمان لاستمرار الحياة الزوجية , وهذه الشهادة تحتاج
\nلان تكتب وتؤكد كل يوم بكل اللغات المتاحة ( لفظية وغير لفظية ) والتى تصل
\nالى الطرف الاخر فتسعده وتشعره بالامان والرغبة فى الاستمرار اللانهائى .
– الغيرة الشديدة : فعلى الرغم من ان الغيرة السوية المعقولة دليل حب ورسالة حرص
\nوتنبيه رقيق للطرف الاخر , الا ان الغيرة الشديدة المرضية هى بمثابة سم زعاف ينتشر
\nفى جسد الحياة الزوجية فيقضى عليها لانها تحول الحياة الزوجية الى نكد وعذاب لا يحتمله
\nالطرف الاخر فيضطر للهروب .
– الشك : وهو مرحلة اخطر من الغيرة لانه اتهام للطرف الاخر ينتظر اقامة الدليل
\nلاذلاله او اهانته او انهاء العلاقة به .
– الرغبة في التملك : وهى تدفع الطرف المتملك الى خنق الطرف الاخر حيث يحوطه
\nمن كل جانب ويشل حركته , ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الاسباب .
اسباب عائلية :
1- التدخل المفرط من احدى او كلا العائلتين : ذلك التدخل الذى ينتهك صفة الخصوصية
\nوالثنائية فى العلاقة الزوجية , ويسممها بمشاعر وافكار واتجاهات متضاربة بعضها حسن النية وبعضها سئ
\nالنية .
2- تاخر الفطام العائلي لاحد الطرفين : وهذا يجعل الزوج او الزوجة شديد الارتباط والاعتماد
\nعلى اسرة المنشا , وكان الحبل السرى بينه وبينهم لم ينقطع , وعلامة ذلك عدم
\nقدرة هذا الطرف الذى لم يفطم على الابتعاد ولو قليلا عن اسرة المنشا فهو يريد
\nان يقضى كل وقته او معظمه لديهم , وياتى ذلك على حساب شريك الحياة الذى
\nيجد نفسه وحيدا
3- وجود حالات طلاق في العائلة : فهذا يسهل اتخاذ قرار الطلاق , ويجعل الهجر
\nسهلا , ويؤكد ان الحياة بدون شريك ممكنة .
اسباب دينية :
1- عدم فهم وادراك قداسة العلاقة الزوجية : تلك العلاقة التى يرعاها الله ويحوطها بسياج
\nمن القداسة ويجعلها اصل الحياة ويصفها بصفات خاصة مثل : ” وكيف تاخذونه وقد افضى
\nبعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا ” … ” ومن اياته ان خلق لكم
\nمن انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ” …. ” هن لباس لكم
\nوانتم لباس لهن ” .
2- غياب مفاهيم السكن والمودة والرحمة من الحياة الزوجية : السكن بمعنى الطمانينة والاستقرار ,
\nوالمودة جامعة لكل معانى الحب والرعاية والحنان ( خاصة فى حالة الرضا ) , والرحمة
\nجامعة لكل معانى التسامح والغفران ونسيان الاساءة والتغاضى عن الزلات ( وخاصة فى حالة الغضب
\n)
3- عدم وضوح دور الرجل والمراة وواجباتهما في العلاقة الزوجية
4- سوء استغلال مفهوم القوامة : فبعض الرجال يراها تحكما واستعبادا وانتقاصا من حرية المراة
\nوانتهاكا لكرامتها , فى حين ان القوامة فى مفهومها الصحيح هى قيادة حكيمة ورعاية مسئولة
\n.
5- غياب مفهومي الصبر والرضا : فلا يوجد شريك يحقق لنا كل توقعاتنا , لذلك
\nيصبح صبرنا على الاخطاء والزلات ورضانا بما يمنحه لنا الشريك قدر استطاعته من ضرورات استمرار
\nالحياة الزوجية السعيدة .
6- عدم القدرة على التسامح : فلا يوجد انسان ( او انسانة ) بلا زلات
\nاو اخطاء , وبالتالى فلا بد من وجود الية مثل التسامح لكى تستمر الحياة .
7- النشوز : وهو استعلاء طرف على اخر وتمرده عليه وعصيانه له , ولا يوجد
\nانسان سوى يحب من يستعلى او يتمرد عليه او يعصيه احتقارا او استهزاءا .
:k:اسباب اجتماعية :
– ضغوط العمل والحياة عموما : وهى تجعل كلا الطرفين او احدهما شديد الحساسية وقابل
\nللانفجار , فالمراة تعمل كموظفة ثم تعود للقيام بواجبات رعاية الاسرة ومساعدة الابناء فى واجباتهم
\nالدراسية , والرجل يعمل فى اكثر من وظيفة ولساعات طويلة ليلا ونهارا ليغطى احتياجات الاسرة
– تهديد التفوق الذكوري : فالمراة التى تحاول الاستعلاء على زوجها بمالها او منصبها او
\nحسبها , انما تهدد عقيدة التميز الذكورى لدى زوجها , وتنزع منه قيمة يعتز بها
\n, وتفجر لديه مشاعر الانتقام والعدوان بلا مبرر.
:k:اسباب اقتصادية :
– الضغوط المادية الخانقة : والتى تجعل الحياة الزوجية عبارة عن حلقات من الشقاء والمعاناة
\nيصعب معها الاحساس بالمشاعر الرقيقة .
– الفقر الشديد او الغنى الفاحش : فكلاهما يؤديان الى حالة من عدم التوازن النفسى
\nلدى احد الطرفين او كليهما خاصة فى حالة عدم النضج وعدم القدرة علبى التواؤم مع
\nالنقص الشديد او الزيادة الشديدة فى المال .
:k:فشل او اضطراب العلاقة الجنسية :
وهذا هو السبب الخفى ( والاهم فى نفس الوقت ) لفشل كثير من العلاقات الزوجية
\n, ونادرا ما يتطوع الزوجان بالحديث عنه رغم اهميته , وانما ياتيان للعيادة الزوجية او
\nلمحاضر الصلح العائلى او لمحكمة الاسرة باسباب فرعية هامشية , ولكن السبب الاصلى للشقاق يكون
\nكامنا فى العلاقة الخاصة بينهما , وقد وجدت بعض الدراسات ان هذا السبب يكمن وراء
\n70-90% من حالات الطلاق , ومع هذا فهو سبب صامت لايبوح به الكثيرون , ومن
\nهنا نستطيع ان نقول دون مبالغة ان نجاح الحياة الزوجية يبدا من الفراش , وان
\nفشلها يبدا ايضا من الفراش
:k:العلامات المبكرة للفشل :
1- الاحساس السلبي بالاخر , وذلك يبدو فى صورة عدم الارتياح فى وجوده , وتمنى
\nالبعد عنه قدر الامكان
2- المشاحنات والخلافات المتكررة او المستمرة , واختلافات وجهات النظر حول كل شئ , وكان
\nكل منهما يسير دائما عكس اتجاه الاخر
3- فقد او جفاف الاحساس بالاخر , فكانه غير موجود , حيث اصبحت المستقبلات النفسية
\nترفض وتنكر وجوده .
الارتباطات الشرطية واثرها :نمو ارتباطات شرطية سالبة تجعل وجود الطرفين معا وجودا مؤلما او على
\nالاقل غير مريح . وهذا يحدث نتيجة الاختلافات والخلافات العميقة بينهما ونتيجة الصراعات المستمرة والمؤلمة
\n, والتى تجعل ظهور اى طرف امام الاخر محفزا لظهور مشاعر الغضب والكره والاحتقار والاشمئزاز
\n, مع ما يصاحب ذلك من الام جسمانية , او رغبة فى القئ او صداع
\nاو دوار .
:k:محاولات الانقاذ المبكر :
1- محاولات يقوم بها الطرفان : حين يستشعران زحف المشاعر السلبية على حياتهما يجلسان سويا
\nليتدبرا اسباب ذلك دون ان يلقى ايهما المسئولية على الاخر . وهذا الحل ينجح فى
\nحالة نضج الطرفين نضجا كافيا , وهو بمثابة مراجعة ذاتية للعلاقة الزوجية واعادتها الى مسارها
\nالصحيح دون تدخل اطراف خارجية .
– دخول طرف ثالث : من احد الاسرتين او كليهما ، استشارة زواجية ، علاج
\nزواجي او عائلي . ودخول الطرف الثالث يصبح ضروريا فى حالة اصرار او عناد احد
\nالطرفين او كليهما , وفى حالة تفاقم المشكلة بما يستدعى جهودا خارجية لاستعادة التناغم فى
\nالحياة الزوجية بعد احداث تغييرات فى مواقف الطرفين من خلال اقناع او ضغط او ضمانات
\nخارجية تضمن عدم انتهاك طرف لحقوق الاخر .
2- تعلم مهارات حل الصراع : فالحياة عموما لا تخلو من اوجه خلاف , وحين
\nنفشل فى تجاوز الخلافات تتحول مع الوقت الى صراعات , ولهذا نحتاج ان نتعلم مهارات
\nاساسية فى كيفية حل الصراع حين ينشا حتى لا يهدد حياتنا ةاستقرارنا , وهذه المهارات
\nتتعلم من خلال قراءات ودورات متخصصة ومبسطة .
3- تكوين ارتباطات شرطية جديدة بهدف تحسين العلاقة بين الزوجين : مثل : تغييرات في
\nالبيئة المحيطة بهما كان ينتقلا من مكان لاخر اكثر راحة وبعيدا عن تدخلات العائلة الاكبر
\n– تخفيف الضغوط المادية او الاجتماعية او ضغوط العمل – رحلات زوجية تسمح لهما بقضاء
\nاوقات سعيدة كالتى اعتاداها وسعدا بها فى فترة الخطوبة .
4- العلاقة الثلاثية ( الله – الزوج – الزوجة ) ، تخفف من حدة الصراع
\nوتهئ النفس للتسامح
5- ترشيد لغة الخلاف في حالة حتميته واستمراره : وذلك بتجنب استخدام العبارات الجارحة او
\nالتهديد او كشف الاسرار الزوجية .
6- تجنب استخدام الابناء كادوات في الصراع للى الذراع او الضغط على الطرف الاخر .
7- التنبه للتدخلات العائلية المتحيزة او ذات المصلحة ( الشعورية او غير الشعورية ) في
\nالانفصال
8- اعادة الرؤية والاكتشاف للطرف الاخربعيدا عن الاحكام المسبقة والاتهامات سابقة التجهيز
9- الكف عن الانتقاد او اللوم المتبادل , فهما يقتلان اى عاطفة جميلة<\/p><\/body><\/html>\n","protected":false},"excerpt":{"rendered":"
د. محمد المهدى – استشارى الطب النفسىالحياة الزوجية يفترض فيها انها ابدية , وابدية هنا لا تعنى استمرارها فقط فى حياة الزوجين بل تعنى ايضا امتدادها فى الحياة الاخرة بشكل اكثر روعة وامتاعا فى حالة كونهما زوجين وفيين مخلصين صالحين . وابدية العلاقة الزوجية ضرورة لاشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة والرحمة وما يتفرع عنها […]<\/p>\n","protected":false},"author":27,"featured_media":0,"comment_status":"closed","ping_status":"open","sticky":false,"template":"","format":"standard","meta":{"footnotes":""},"categories":[1],"tags":[],"class_list":["post-38385","post","type-post","status-publish","format-standard","hentry","category-___"],"_links":{"self":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/38385"}],"collection":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts"}],"about":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/types\/post"}],"author":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/users\/27"}],"replies":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/comments?post=38385"}],"version-history":[{"count":0,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/38385\/revisions"}],"wp:attachment":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media?parent=38385"}],"wp:term":[{"taxonomy":"category","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/categories?post=38385"},{"taxonomy":"post_tag","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/tags?post=38385"}],"curies":[{"name":"wp","href":"https:\/\/api.w.org\/{rel}","templated":true}]}}