<\/p>

 
انتم تقولون : ان الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون “السببية” الذي ينص على
\nان لكل صنعة صانعا.. ولكل خلق
خالقا .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النساج .. والرسم يدل على الرسام
\n.. والنقش يدل على النقاش ..
والكون ذا المنطق ابلغ دليل على الاله القدير الذي خلقه ..
صدقنا وامنا ذا الخالق .. الا يحق لنا بنفس المنطق ان نسال .. ومن خلق
\nالخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. الا
تقودنا نفس استدلالاتكم الى هذا .. وتبعا لنفس قانون السببية .. ما رايكم في هذا
\nالمطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فانت تسلم بان الله
\nخالق ثم تقول من خلقه ؟! فتجعل منه خالقا
ومخلوقا في نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الاخر لفساد السؤال انك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن ابناء
\nالزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا ان نتصوره
\nمقيدا بالزمان والمكان .. ولا
بقوانين الزمان والمكان .
والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز ان نتصوره خاضعا لقانون السببية الذي
\nخلقه .
وانتذه السفسطة اشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور ان الانسان الذي صنعها لا بد
\nهو الاخر يتحرك بزمبلك
.. فاذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل ان
\nيتحرك شيء من تلقاء نفسه .. اني ارى في عالمي كل
شيء يتحرك بزمبلك .
وانت بالمثل لا تتصور ان الله موجود بذاته بدون موجد .. رد انك ترى كل
\nشيء حولك في حاجة الى موجد .
وانت كمن يظن ان الله محتاج الى براشوت ليترل على البشر ومحتاج الى اتوبيس سريع
\nليصل الى انبيائه.. سبحانه وتعالى عن
هذه الاوصاف علوا كبيرا ..
“وعمانويل كانت” الفيلسوف الالماني في كتابه “نقد العقل الخالص” ادرك ان العقل لا يستطيع ان
\nيحيط بكنه الاشياء وانه
مهيا بطبيعته لادراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين انه عاجز عن ادراك الماهيات اردة
\nمثل الوجود الالهي .. وانما
عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا الى العدل كان دليلنا على وجود العادل ..
\nكما ان ظمانا الى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..
اما ارسطو فقد استطرد في تسلسل الاسباب قائلا : ان الكرسي من الخشب والخشب من
\nالشجرة .. والشجرة من البذرة ..
والبذرة من الزارع .. واضطر الى القول بان هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللاائي لابد
\nان ينتهي بنا في البدء الاول الى
سبب في غير حاجة الى سبب .. سبب اول او محرك اول في غير حاجة
\nالى من يحركه .. خالق في غير حاجة الى خالق ..
وهو نفس ما نقوله عن الله ..
اما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال “سؤال من خلق الخالق”.. بانه سؤال لا
\nيرد الا على عقل فاسد.. فالله هو الذي
يبرهن على الوجود ولا يصح ان نتخذ من الوجود برهانا على الله.. تماما كما نقول
\nان النور يبرهن على النهار .. ونعكس
الاية لو قلنا ان النهار يبرهن على النور ..
يقول الله في حديث قدسي :
“ انا يستدل بي .. انا يستدل علي “ ..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج الى دليل .. لانه الله الحق الواضح بذاته ..
\nوهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام
والدقة والجمال والاحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش
\n.. في عطر الورد .. في صدح البلبل
.. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..
لو قلنا ان كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور ان القاء حروف مطبعة
\nفي الهواء يمكن ان يؤدي الى تجمعها تلقائيا على
شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقران يغنينا عن هذه اادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:
{قل هو الله احد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن
\nله كفوا احد} سورة الاخلاص: 1
ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج الى من يكمله ؟ .. انما يتعدد
\nالناقصون .
ولو تعدد الالهة لاختلفوا ، ولذهب كل اله بما خلق ، ولفسدت السماوات والارض ,
\nوالله له الكبرياء والجبروت وهذه
صفات لا تحتمل الشركة ..
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول اليس عجيبا ذلك الرب الذي يتدخل
\nفي كل صغيرة وكبيرة ، فياخذ
بناصية الدابة ، ويوحي الى النحل ان تتخذ من الجبال بيوتا ، وما تسقط من
\nورقة الا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من اكمامها الا احصاها عددا ، وما
\nتحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه .. واذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي
\nاعثرها.. واذا
سقطت ذبابة في طعام فهو الذي اسقطها .. واذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي
\nعطلها .. واذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، واذا هطل فهو الذي اهطله ..
\nالا تشغلون الهكم بالكثير التافه من الامور ذا الفهم ..
ولا افهم ايكون الرب في نظر السائل اجدر بالربوبية لو انه اعفى نفسه من هذه
\nالمسئوليات واخذ اجازة وادار ظهره للكون
الذي خلقه وتركه ياكل بعضه بعضا !
هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا
\nيستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من اين
للسائل بالعلم بان موضوعا ما تافه لا يستحق تدخل الاله، وموضوعا اخر مهما وخطير الشان
\n؟
ان الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره ان تسقط في
\nالطعام او لا تسقط، هذه الذبابة يمكن ان تغير التاريخ
بسقوطها التافه ذلك .. فاا يمكن ان تنقل الكوليرا الى جيش وتكسب معركة لطرف اخر،
\nتتغير بعدها موازين التاريخ
كله.
الم تقتل الاسكندر الاكبر بعوضة ؟<\/p>

ان اتفه المقدمات ممكن ان تؤدي الى اخطر النتائج .. واخطر المقدمات ممكن ان تنتهي
\nالى لا شيء .. وعالم الغيب وحده
هو الذي يعلم قيمة كل شيء .
وهل تصور السائل نفسه وصيا على الله يحدد له اختصاصاته .. تقدس وتتره ربنا عن
\nهذا التصور الساذج .
انما الاله الجدير بالالوهية هنا هو الاله الذي احاط بكل شيء علما .. لا يعزب
\nعنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء .
الاله السميع العليم ، المعتني بمخلوقاته<\/p>

 <\/p><\/body><\/html>\n

• \u0627\u062c\u0645\u0644 \u0645\u0627 \u0642\u064a\u0644 \u0639\u0646 \u0627\u0644\u0627\u0633\u0644\u0627\u0645<\/li>
• \u0627\u062c\u0645\u0644 \u0645\u0627 \u0642\u064a\u0644\u0629 \u0639\u0646 \u0627\u0644\u0627\u0633\u0644\u0627\u0645<\/li><\/ul>","protected":false},"excerpt":{"rendered":"

   انتم تقولون : ان الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون “السببية” الذي ينص على ان لكل صنعة صانعا.. ولكل خلقخالقا .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النساج .. والرسم يدل على الرسام .. والنقش يدل على النقاش ..والكون ذا المنطق ابلغ دليل على الاله القدير الذي خلقه ..صدقنا وامنا ذا الخالق .. […]<\/p>\n","protected":false},"author":15,"featured_media":31226,"comment_status":"closed","ping_status":"open","sticky":false,"template":"","format":"standard","meta":{"footnotes":""},"categories":[1],"tags":[],"class_list":["post-31225","post","type-post","status-publish","format-standard","has-post-thumbnail","hentry","category-___"],"_links":{"self":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/31225"}],"collection":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts"}],"about":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/types\/post"}],"author":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/users\/15"}],"replies":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/comments?post=31225"}],"version-history":[{"count":0,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/31225\/revisions"}],"wp:featuredmedia":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media\/31226"}],"wp:attachment":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media?parent=31225"}],"wp:term":[{"taxonomy":"category","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/categories?post=31225"},{"taxonomy":"post_tag","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/tags?post=31225"}],"curies":[{"name":"wp","href":"https:\/\/api.w.org\/{rel}","templated":true}]}}