<\/p>
اديب و ناقد وروائي مصري كبير لقب بعميد الادب العربي وقد بلغت شهرته الافاق لان
\nطه حسين فقد البصر فيما كان عمره 3 سنين ومع ذلك استطاع ان يؤلف مئات
\nالكتب ويقدم للادب العربي المناهج والدروس والمدارس التي سار عليها الكثيرون بعده .. وبالرغم من
\nفقدانه لبصره في سن مبكرة الا انه واصل تعليمه الى ان حصل على الدكتوراه وبلغ
\nمن المواصل ما بلغ حيث عين عميدا لكلية الاداب، جامعة القاهرة، رئيس مؤقت لجامعة فاروق
\nالاول، وهو اول مدير لجامعة رية ، قرر مجانية التعليم الثانوي في مصر ، انشا
\nجامعة عين شمس ، وكان عضوا بالمجمع اللغوي ورئيسه منذ 1963م حتى وفاته ، وهو
\nمدير دار الكاتب المصري ، كان عضوا في المجلس الاعلى للفنون والاداب والعلوم الاجتماعية ومقرر
\nللجنة الترجمة به منذ انشائه.<\/p>
كان طه حسين داعيا قويا الى التجديد وذو احساس وطني مرهف ، عاشقا لمصر ومدركا
\nلانتمائه للامة العربية ، ومقدرا لانتماء البشر جميعا للانسانية ، وعاش معلما ومحاضرا ويكتب النقد
\nوالوصف والتراجم والادب والمقالة والقصة وهو صاحب مدرسة ومنهج في النقد خاصة ، وفي ادبه
\nنوافذ على الاداب العالمية وخاصة اليوناني والفرنسي وفي نفس الوقت هو بعيد التاثر بهما .
<\/p>
نال طه حسين الدكتوراه الفخرية في كثير من البلاد الاجنبية منها فرنسا واسبانيا وايطاليا واوسمة
\nمن لبنان وتونس والمغرب. ومن مصر منح قلادة النيل التي لا تمنح الا لرؤساء الدول
\n، وكان قد حصل على اول جائزة تقديرية في الادب ومنح جائزة الدولة عن كتابه
\n: على هامش السيرة، وجائزة الاداب، وكان اول من منح جائزة الدولة التقديرية في الاداب،
\nكما منح ايضا وسام «ليجيون دونير Légion d’honneur» من فرنسا ومنح من هيئة الامم المتحدة
\nجائزة حقوق الانسان وتلقاها قبل وفاته بيوم واحد.<\/p>
قام بجمع المخطوطات المصرية من مختلف نواحي العالم وفي ادارة خاصة في الجامعة ونشر عدد
\nمن هذه المخطوطات نشرا علميا كما مهد لقيام المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ، وعند
\nقيام هذه المنظمة انهى عمله بالجامعة العربية.
السيرة الذاتية لعميد الادب العربى “طه حسين”السيرة الذاتية لعميد الادب العربى “طه حسين”السيرة الذاتية لعميد
\nالادب العربى “طه حسين”<\/p>
السيرة الذاتية لعميد الادب العربى “طه حسين”<\/p>
مولده ونشاته :<\/p>
ولد الاديب العربي الكبير طه حسين فى 14 نوفمبر عام 1889 ، وعاش طفولته المبكرة
\nفي تلك البقعة الصغيرة التي تقع على بعد كيلو متر واحد من مغاغة بمحافظة المنيا
\nفي وسط صعيد مصر ( عزبة الكيلو ) وكان طه حسين قد فقد بصره وعمره
\nثلاثة سنوات وكانت هذه العاهة هى السبب فى الكشف مبكرا عن ملكات طه حسين ،
\nفقد استطاع تكوين صورة حية فى مخيلته عن كل فرد من افراد عائلته اعتمادا على
\nحركة وصوت كل منهم ، بل كانت السبب المباشر فى الكشف عن عزيمته بعد ان
\nقرر التغلب على عاهته باطلاق العنان لخياله الى افاق بعيدة قد لا يبلغها المبصرين .
<\/p>
كان والده حسين علي موظفا في شركة السكر وانجب ثلاثة عشر ولدا كان سابعهم في
\nالترتيب “طه” الذي اصابه رمد فعالجه الحلاق علاجا ذهب بعينيه (كما يقول هو عن نفسه
\nفي كتاب “الايام”) فكان طه حسين قد فقد بصره بسبب ( الجهل والتخلف ) فكانت
\nكلمات صديق والده بعد ذلك بان طه لا يصلح الا ان يكون مقرئا للقران عند
\nالمقابر ويتصدق عليه الناس، جعلته يصاب بصدمة عنيفة، ويشعر بالم دفين داخله، ربما هذا ما
\nرسب ما يمكن تسميته الاكتئاب. فقد كان طفلا انطوائيا، لا يتكلم مع احد ولا يشاطر
\nاحدا اللعب. كان دائما جادا، حفظ القران الكريم وهو ابن سبع سنوات، واصر على ان
\nيحضر الدروس التي تلقى في القرية، حتى برز بين اقرانه من المبصرين بحفظه وادراكه لما
\nيلقى عليهم من دروس.<\/p>
انصرف في طفولته المبكرة الى الاستماع الى القصص والاحاديث وانضم الى رفاق ابيه في ندوة
\nالعصر في فناء البيت يستمع الى ايات القران وقصص الغزوات والفتوح واخبار عنتر والظاهر بيبرس
\nواخبار الانبياء والنساك الصالحين ويحفظ القران في كتاب القرية ومن ثم اتقن التجويد فنشا على
\nخلفية واضحة وجلية وثقافة كبيرة ومتميزة في التاريخ العربي الاسلامي القديم وبين يديه القران الكريم
\nالذي اتم حفظه كاملا قبل ان يكمل عشر سنوات من عمره !<\/p>
الالتحاق بجامعة الازهر :<\/p>
بدات رحلته الكبرى عندما غادر القاهرة متوجها الى الازهر طلبا للعلم وهو في قرابة الرابعة
\nعشر من عمره ، وفي عام 1908 بدات ملامح شخصية طه حسين المتمردة في الظهور
\nحيث بدا يتبرم بمحاضرات معظم شيوخ الازهر الاتباعيين فاقتصر على حضور بعضها فقط مثل درس
\nالشيخ بخيت ودروس الادب ولذلك لم يقتصر اهتمامه على تعليم الازهر وحسب فقد اتجه للادب
\nفحفظ مقالات الحريري وطائفة من خطب الامام ومقامات بديع الزمان الهمزاني واتفق هو والشيخ المرصفي
\nفي بغضهما لشيوخ الازهر وحبهما الراسخ لحرية خالصة واخذ عن المرصفي حبه للنقد وحريته.<\/p>
كون هو وصاحبيه احمد حسن الزيات ومحمود الزناتي جماعة ذاع نقدها للازهر وفضلوا الكتب القديمة
\nعلى الكتب الازهرية ويقراون دواوين الشعر وتتلمذ حينها على يد الامام محمد عبده الذي علمه
\nالتمرد على طرائق الاتباعيين من مشايخ الازهر الى ان انتهى به الحال الى وداع الازهر
\nليبدا مرحلة اخرى من حياته فقد تم طرده من الازهر بسبب كثرة انتقاداته ولم يعد
\nاليها الا بواسطة من احد كبار الشيوخ !<\/p>
دخول الجامعة المصرية :<\/p>
في العام ذاته فتحت الجامعة المصرية ابوابها ، فترك الازهر والتحق بها وسمع دروس احمد
\nزكي (باشا) في الحضارة الاسلامية واحمد كمال (باشا) في الحضارة المصرية القديمة ودروس الجغرافيا والتاريخ
\nواللغات السامية والفلك والادب والفلسفة على يداساتذة مصريين واجانب فكان دخوله للجامعة المصرية بداية مرحلة
\nجديدة في تلقي العلوم وتثقيف النفس وتوضيح الرؤية وتحديد الهدف !<\/p>
انتهى طه حسين فى هذه الفترة من اعداد رسالته للحصول على درجة الدكتوراه ( وكانت
\nعن ابي العلاء ) ، ونوقشت الرسالة فى الخامس عشر من شهر مايو 1914 ليحصل
\nبها على اول درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية لاحد طلابها والتى احدثت عند طبعها فى
\nكتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت الى حد مطالبة احد النواب فى البرلمان بحرمان طه
\nحسين من درجته الجامعية لانه الف كتابا فيه الكثير من علامات التنوير فقالوا ان ما
\nفيه كان ( الالحاد والكفر ) علما بانه كان اول كتاب قدم الى الجامعة المصرية
\nواول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية لاحد طلابها .<\/p>
لم يكتف طه حسين حينذاك بتدخل سعد زغلول رئيس الجمعية التشريعية بالبرلمان انذاك لاقناع هذا
\nالنائب بالعدول عن مطالبه بل رد على خصومه وقتها بقوة وبشجاعة في ان كل ما
\nكتبوه عنه لم يجد فيه شيئا يستحق الرد عليه كما وصفهم حينها بانهم يلجاون الى
\nطرق معوجة فى الفهم ومناهج قديمة فى التفكير !!<\/p>
دفعه طموحه واجتهاده لاتمام دراساته العليا في باريس ، وبالرغم من اعتراضات مجلس البعثات الكثيرة
\n، الا انه اعاد تقديم طلبه ثلاث مرات ، ونجح في نهاية المطاف في الحصول
\nعلى الموافقة ليرحل نحو تحقيق حلم جديد هو الحصول على الدكتوراه من فرنسا ( بلاد
\nالخواجات ) .
رحلته الى باريس :<\/p>
اذا كانت الرحلة الاولى ذات الاثر العميق في حياة طه حسين وفكره وهي انتقاله من
\nقريته المنسية في صعيد مصر الى القاهرة … فان الرحلة الاخرى الاكثر تاثيرا وكانت الى
\nفرنسا في عام 1914 حيث التحق هناك بجامعة ( مونبلييه ) لكي يبعد عن باريس
\nاحد ميادين الحرب العالمية الاولى في ذلك الوقت … وهناك في مونبلييه درس اللغة الفرنسية
\nوعلم النفس والادب والتاريخ ولاسباب مالية اعادت الجامعة المصرية مبعوثيها في العام التالي 1915 ولكن
\nفي نهاية العام عاد طه حسين الى بعثته ولكن الى باريس هذه المرة حيث التحق
\nبكلية الاداب بجامعة باريس وتلقى دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع حيث اعد رسالة اخرى
\nعلى يد عالم الاجتماع الشهير “اميل دوركايم” وكانت عن موضوع “الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون”
\nحيث اكملها مع “بوجليه” بعد وفاة دوركايم وناقشها وحصل بها على درجة الدكتوراه في عام
\n1919م ثم حصل في العام ذاته على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية .<\/p>
قصته مع سوزان شريكة حياته :<\/p>
تعرف الدكتور طه حسين على السيدة سوزان عندما كانت تقرا مقطعا من شعر رايسين فاحب
\nنغمات صوتها وعشق طريقة القائها وتعلق قلبه بهذا الطائر الاجنبي الذى حط فى في اعشاش
\nقلبه الحزينة متذكرا قول بشار بن برد والاذن تعشق قبل العين احيانا ..<\/p>
لقد كان حب عميد الادب العربى لهذه الفتاة الفرنسية بمثابة التزاوج الروحى بين ضفتى المتوسط
\nومحاكاة حضارة الشرق مع الغرب ، كما اشار الى هذا الحب الكاتب الفرنسى الكبير روبيرت
\nلاندرى حيث قال وذات يوم بينما طه حسين فى مقعده فى قاعة المحاضرات فى جامعة
\nالسوربون سمع صوتا جميلا يرن فى اذنيه صوت صبيه حنون تقول له بعذوبة : انى
\nاستطيع ان اساعدك فى استذكار الدروس، وكانت صاحبة الصوت ما هي الا ( سوزان )
\nالطالبة الفرنسية المنحدرة من عائلة كاثوليكية وقد ظلت مترددة فترة طويلة قبل ان توافق على
\nالزواج من طه حسين الرجل المسلم، وذلك بعد ان استطاع احد اعمامها ان يقنعها وكان
\nذلك العم قسيسا وقد قال لها : مع هذا الرجل يمكن ان تثقى بانه سيظل
\nمعك الى الابد وسوف تسعدى ابدا « فتزوجته فى التاسع من اغسطس1917 وفعلا ربما تعيش
\nالمراة مع رجل اعمى احبها بقلبه قبل ان يراها بعينيه اجمل واسعد ايامها بدلا من
\nان تتزوج رجل لديه عينين يرى بهما كل نساء الدنيا فيهفو قلبه لتلك وتتعلق روحه
\nباخرى .. فكيف وهي تتزوج من دكتور واديب ورجل لديه الاصرار على قهر الاعاقة التي
\nولدت لتكون سببا في دخوله التاريخ الادبي من اوسع ابوابه !<\/p>
ولان السيدة سوزان كان لها الاثر العظيم فى حياته بعد ذلك ، فقد قال الدكتور
\nطه حسين عن يوم لقائه بها ( كانه تلك الشمس التى اقبلت فى ذلك اليوم
\nمن ايام الربيع فجلت عن المدينة ما كان قد اطبق عليها من ذلك السحاب الذى
\nكان بعضه يركب بعضا والذى كان يعصف ويقصف حتى ملا المدينة او كاد يملؤها اشفاقا
\nوروعا واذ المدينة تصبح كلها اشراقا ونورا ) .<\/p>
هذا الشاب الذي جاء من قريته فقيرا، كان يتناثر الاكل على ملابسه عندما ياكل، وكان
\nهندامه يعرف كيف يعتني به، فجاءت سوزان التي غيرت حياته كاملة، واصبح ممتنا لها، حتى
\nعندما كانت نائمة اشار اليها وقال لابنته : ان هذه المراة جعلت من ابيك انسانا
\nاخر!<\/p>
وتقول سوزان في كتابها بان طه حسين كان يعاني من نوبات كابة، فعندما تاتي هذه
\nالنوبات، ينعزل ولا يقابل احدا، ولا يتكلم ولا ياكل، وكانت زوجته تعرف بحكم معرفتها من
\nبلدها بان هذا يسمى اكتئابا، لكنها خشيت من طه ان يعالج من هذا الاكتئاب حتى
\nلا تجرحه، حيث كان شديد الحساسية بسبب اعاقته البصرية، فيلم ترد ان تزيد الامر عليه.
\nكانت تقول بان نوبات الاكتئاب، او كما كانت تسميها بانه يسقط في بئر عميق لا
\nيستطيع احدا الوصول اليه.. اذا يتعزل العالم، ولا يعود يرغب في اي شيء مهما كان،
\nحتى ابنائه رغم حبه الجارف لهم كان يتجنبهم ويعيش عزلة تامة، منقطعا عن كل ما
\nحوله. وتقول زوجته بان لو كان هناك شيء يساعده على ان يتخلص من هذه النوبات
\nفلا شك بان انتاجه سوف يكون افضل واكثر !
عودته الى مصر والازمات في انتظاره :<\/p>
في عام 1919 عاد طه حسين الى مصر فعين استاذا للتاريخ اليوناني والروماني واستمر كذلك
\nحتى عام 1925 حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام الى جامعة حكومية وعين طه
\nحسين استاذا لتاريخ الادب العربى بكلية الاداب .<\/p>
رغم تمرده على الكثير من اراء اساتذته الا ان معركة طه حسين الاولى والكبرى من
\nاجل التنوير واحترام العقل تفجرت في عام 1926 عندما اصدر كتابه “في الشعر الجاهلي” الذي
\nاحدث ضجة هائلة بدات سياسية قبل ان تكون ادبية ، كما رفعت دعوى قضائية ضد
\nطه حسين فامرت النيابة بسحب الكتاب من منافذ البيع واوقفت توزيعه… ونشبت معارك حامية الوطيس
\nعلى صفحات الصحف بين مؤيدين ومعارضين لهذا الكتاب.<\/p>
وفي عام 1928 وقبل ان تهدا ضجة كتاب الشعر الجاهلي بشكل نهائي تفجرت الضجة الثانية
\nبتعيينه عميدا لكلية الاداب الامر الذي اثار ازمة سياسية اخرى انتهت بالاتفاق مع طه حسين
\nعلى الاستقالة فاشترط ان يعين اولا .. وبالفعل عين ليوم واحد ثم قدم الاستقالة في
\nالمساء واعيد “ميشو” الفرنسي عميدا لكلية الاداب، ولكن مع انتهاء عمادة ميشو عام 1930 اختارت
\nالكلية طه حسين عميدا لها ووافق على ذلك وزير المعارف الذي لم يستمر في منصبه
\nسوى يومين بعد هذه الموافقة وطلب منه الاستقالة.<\/p>
وفي عام 1932 حدثت الازمة الكبرى في مجرى حياة طه حسين… ففي شباط 1932 كانت
\nالحكومة ترغب في منح الدكتوراه الفخرية من كلية الاداب لبعض السياسيين… فرفض طه حسين حفاظا
\nعلى مكانة الدرجة العلمية، مما اضطر الحكومة الى اللجوء لكلية الحقوق …<\/p>
وردا على ذلك قرر وزير المعارف نقل طه حسين الى ديوان الوزارة فرفض العمل وتابع
\nالحملة في الصحف والجامعة كما رفض تسوية الازمة الا بعد اعادته الى عمله وتدخل رئيس
\nالوزراء فاحاله الى التقاعد في 29 اذار 1932 فلزم بيته ومارس الكتابة في بعض الصحف
\nالى ان اشترى امتياز جريدة “الوادي” وتولى الاشراف على تحريرها، ثم عاد الى الجامعة في
\nنهاية عام 1934 وبعدها بعامين عاد عميدا لكلية الاداب واستمر حتى عام 1939 عندما انتدب
\nمراقبا للثقافة في وزارة المعارف حتى عام .1942<\/p>
ولان حياته الوظيفية كانت دائما جزءا من الحياة السياسية في مصر صعودا وهبوطا فقد كان
\nتسلم حزب الوفد للحكم في 4 شباط 1942 ايذانا بتغير اخر في حياته الوظيفية حيث
\nانتدبه نجيب الهلالي وزير المعارف انذاك مستشارا فنيا له ثم مديرا لجامعة الاسكندرية حتى احيل
\nعلى التقاعد في 16 تشرين الاول 1944 واستمر كذلك حتى 13 حزيران 1950 عندما عين
\nلاول مرة وزيرا للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى 26 حزيران 1952 وهو يوم
\nاحراق القاهرة حيث تم حل الحكومة.<\/p>
وكانت تلك اخر المهام الحكومية التي تولاها طه حسين حيث انصرف بعد ذلك وحتى وفاته
\nالى الانتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضوا بها داخل مصر
\nوخارجها ، وظل طه حسين على جذريته بعد ان انصرف الى الانتاج الفكري, وظل يكتب
\nفي عهد الثورة المصرية, الى ان توفي عبد الناصر, وقامت حرب اكتوبر التي توفي بعد
\nقيامها في 28 اكتوبر من عام 1973 .
رائعة الايام :<\/p>
ان تحفة (الايام) التي صاغ فصولها كتابة وحقيقة الدكتور طه حسين لها اثر ابداعي من
\nاثار العواصف التي اثارها كتابه (في الشعر الجاهلي), فقد بدا في كتابتها بعد حوالي عام
\nمن بداية العاصفة, كما لو كان يستعين على الحاضر بالماضي الذي يدفع الى المستقبل ،
\nويبدو ان حدة الهجوم عليه دفعته الى استبطان حياة الصبا القاسية, ووضعها موضع المساءلة, ليستمد
\nمن معجزته الخاصة التي قاوم بها العمى والجهل في الماضي القدرة على مواجهة عواصف الحاضر.
<\/p>
وقد نشر عميد الادب العربي طه حسين الجزء الاول من الايام في مقالات متتالية في
\nاعداد الهلال عام 1926 ، وهو يعد من نتاج ذات المرحلة التي كتب خلالها (
\nفي الشعر الجاهلي ) وتميزت هذه الفترة من حياة الاديب الكبير – رحمه الله –
\nبسخطه الواضح على تقاليد مجتمعه وعادات ابناء وطنه فكان انتاج الايام سيرة ذاتية تعبر عن
\nسخط كاتبها بواقعه الاجتماعي ، خاصة بعد ان عرف الحياة في مجتمع غربي متطور بينما
\nكان انتماء طه حسين للريف المصري، وكان لمروره بحياة قاسية في وسط تسوده الخرافة والاساطير
\nوالتقاليد والتي كانت سببا في افقاده بصره، بالاضافة الى سلطة المؤسسات التقليدية (الكتاب، الازهر)، فكانت
\nكل هذه العوامل ولدت في نفسه شعورا بالمرارة واحساسا عميقا بالتخلف واصرارا اكبر على الدعوة
\nالى التجديد والتطوير وعدم التقليد والاتباع الخاطىء الذي لا يوجد الا في عقول وقلوب الضعفاء
\nوالجهلة من الناس !<\/p>
ويقول احد الكتاب في وصف الايام : كانت (الايام) طرازا فريدا من السيرة التي تستجلي
\nبها الانا حياتها في الماضي لتستقطر منها ما تقاوم به تحديات الحاضر, حالمة بالمستقبل الواعد
\nالذي يخلو من عقبات الماضي وتحديات الحاضر على السواء. والعلاقة بين الماضي المستعاد في هذه
\nالسيرة الذاتية والحاضر الذي يحدد اتجاه فعل الاستعادة اشبه بالعلاقة بين الاصل والمراة, الاصل الذي
\nهو حاضر متوتر يبحث عن توازنه بتذكر ماضيه, فيستدعيه الى وعي الكتابة كي يتطلع فيه
\nكما تتطلع الذات الى نفسها في مراة, باحثة عن لحظة من لحظات اكتمال المعرفية الذاتية
\nالتي تستعيد بها توازنها في الحاضر الذي اضر بها .. ونتيجة ذلك الغوص عميقا في
\nماضي الذات بما يجعل الخاص سبيلا الى العام, والذاتي طريقا الى الانساني, والمحلي وجها اخر
\nمن العالمي, فالابداع الاصيل في (الايام) ينطوي على معنى الامثولة الذاتية التي تتحول الى مثال
\nحي لقدرة الانسان على صنع المعجزة التي تحرره من قيود الضرورة والتخلف والجهل والظلم, بحثا
\nعن افق واعد من الحرية والتقدم والعلم والعدل. وهي القيم التي تجسدها (الايام) ابداعا خالصا
\nفي لغة تتميز بثرائها الاسلوبي النادر الذي جعل منها علامة فريدة من علامات الادب العربي
\nالحديث.
في الشعر الجاهلي<\/p>
في عام 1926 الف طه حسين كتابه المثير للجدل “في الشعر الجاهلي” وعمل فيه بمبدا
\nديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته ان الشعر الجاهلي منحول، وانه كتب بعد الاسلام ونسب للشعراء
\nالجاهليين. تصدى له العديد من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي والخضر حسين ومحمد
\nلطفي جمعة والشيخ محمد الخضري وغيرهم. كما قاضى عدد من علماء الازهر طه حسين الا
\nان المحكمة براته لعدم ثبوت ان رايه قصد به الاساءة المتعمدة للدين او للقران. فعدل
\nاسم كتابه الى “في الادب الجاهلي” وحذف منه المقاطع الاربعة التي اخذت عليه<\/p>
بعض مؤلفات طه حسين :<\/p>
ترك طه حسين حين غادر هذه الحياة اكثر من ثلاثمائة وثمانين كتابا من الكتب القيمة
\nونذكر لكم بعض مؤلفات طه حسين : الايام ، الوعد الحق ، المعذبون في الارض
\n، في الشعر الجاهلي ، كلمات ، نقد واصلاح ، من الادب التمثيلي اليوناني ،
\nطه حسين والمغرب العربي ، دعاء الكروان ، حديث الاربعاء ، صوت ابي العلاء ،
\nمن بعيد ، على هامش السيرة ، في الصيف ، ذكرى ابي العلاء ، فلسفة
\nابن خلدون الاجتماعية ، الديمقراطية
من مؤلفاته<\/p>
الفتنة الكبرى عثمان.
الفتنة الكبرى علي وبنوه.
في الشعر الجاهلي.
الايام.
دعاء الكروان.
شجرة البؤس.
المعذبون في الارض.
على هامش السيرة.
حديث الاربعاء.
من حديث الشعر والنثر.
مستقبل الثقافة في مصر.
اديب
مراة الاسلام
الشيخان
الوعد الحق
جنة الشوك
مع ابي العلاء في سجنه
في تجديد ذكرى ابي العلاء
في مراة الصحفي<\/p>
مناصب وجوائز<\/p>
اضطلع طه حسين خلال تلك الحقبة, وفي السنوات التي اعقبتها بمسؤوليات مختلفة, وحاز مناصب وجوائز
\nشتى, منها تمثيلة مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الاسلامية في مدينة فلورنسا بايطاليا, سنة 1960،
\nوانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي, والاشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوا
\nمحكما في الهيئة الادبية الطليانية والسويسرية, وهي هيئة عالمية على غرار الهيئة السويدية التي تمنح
\nجائزة بوزان. ولقد رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي سنة 1964 منحته جامعة الجزائر
\nالدكتوراة الفخرية, ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الايطالية, سنة 1965. وفي السنة نفسها ظفر طه
\nحسين بقلادة النيل, اضافة الى رئاسة مجمع اللغة العربية, وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد
\nشهادة الدكتوراة الفخرية، وفي سنة 1971 راس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي, ورشح
\nمن جديد لنيل جائزة نوبل، واقامت منظمة الاونسكو الدولية في اورغواي حفلا تكريميا ادبيا قل
\nنظيره.و ايضا كان وزيرا للتربية والتعليم في مصر.<\/p>
اقواله<\/p>
“ان نسير سيرة الاوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم اندادا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها
\nوشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب” (مستقبل الثقافة
\nفي مصر، ص 41).
وفاته وقصة ارتداده الدينى<\/p>
توفى طه حسين يوم الاحد 28 اكتوبر 1973م.<\/p>
في الشهور الاخيرة من حياة عميد الادب العربى طه حسين قام بكتابة انتقادات شديدة للاسلام
\nولبعض الافكار الاسلامية من خلال كتاباته التى صودرت فيما بعد مما ادى الي ان بعض
\nعلماء المسلمين قاموا بتكفيره وقالوا انه اتجه في طريق الالحاد الفكرى حتى لقبوه بعميد الالحاد
\nالعربى واستمر طه حسين في الكتابة حتى اخر يوم في حياته وافصحت زوجته الفرنسية ان
\nطه حسين ترك الاسلام واعتنق الديانة المسيحية قبل وفاته بعدة شهور ومن اشهر مؤلفاته التى
\nكان يهاجم عليها هى قصيدة كنت اعبد شيطان
قال عنه عباس محمود العقاد انه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة، والتحدي فاستطاع بذلك
\nنقل الحراك الثقافي بين القديم، والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها الى مستوى اوسع
\nوارحب بكثير.
وقال عنه الدكتور ابراهيم مدكور “اعتد تجربة الراي وتحكيم العقل، استنكر التسليم المطلق، ودعا الى
\nالبحث، والتحري، بل الى الشك والمعارضة، وادخل المنهج النقدي في ميادين لم يكن مسلما من
\nقبل ان يطبق فيها. ادخل في الكتابة والتعبير لونا عذبا من الاداء الفني حاكاه فيه
\nكثير من الكتاب واضحى عميد الادب العربي بغير منازع في العالم العربي جميعه”. انتج له
\nعملا باسم مسلسل الايام قام بدور البطولة احمد زكي<\/p><\/body><\/html>\n","protected":false},"excerpt":{"rendered":"
اديب و ناقد وروائي مصري كبير لقب بعميد الادب العربي وقد بلغت شهرته الافاق لان طه حسين فقد البصر فيما كان عمره 3 سنين ومع ذلك استطاع ان يؤلف مئات الكتب ويقدم للادب العربي المناهج والدروس والمدارس التي سار عليها الكثيرون بعده .. وبالرغم من فقدانه لبصره في سن مبكرة الا انه واصل تعليمه الى […]<\/p>\n","protected":false},"author":31,"featured_media":14980,"comment_status":"closed","ping_status":"open","sticky":false,"template":"","format":"standard","meta":{"footnotes":""},"categories":[1],"tags":[],"class_list":["post-14981","post","type-post","status-publish","format-standard","has-post-thumbnail","hentry","category-___"],"_links":{"self":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/14981"}],"collection":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts"}],"about":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/types\/post"}],"author":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/users\/31"}],"replies":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/comments?post=14981"}],"version-history":[{"count":0,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/14981\/revisions"}],"wp:featuredmedia":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media\/14980"}],"wp:attachment":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media?parent=14981"}],"wp:term":[{"taxonomy":"category","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/categories?post=14981"},{"taxonomy":"post_tag","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/tags?post=14981"}],"curies":[{"name":"wp","href":"https:\/\/api.w.org\/{rel}","templated":true}]}}