<\/p>
لقد اورد كثير من المؤرخين والمفسرين اخبارا عجيبة وروايات غريبة عن ياجوج وماجوج، ذكروا في
\nهذه الروايات والاخبار اصلهم، ونسبهم، واشكالهم، والوانهم، ومكانهم!!<\/p>
وهذه الاخبار والروايات لا تعدو ان تكون مجرد خرافات واوهام وخيالات واساطير، لانها اخذت من
\nالاسرائيليات.<\/p>
اخذت من غير المصادر اليقينية اي القران والسنة النبوية الصحيحة، فلا يجوز لاحد بحال ان
\nيتكلم في مثل هذه الامور الغيبية الا بالدليل الصريح من القران او بالدليل الصحيح من
\nسنة النبي عليه الصلاة والسلام.<\/p>
فلسنا في حاجة على الاطلاق لان نلهث وراء الاسرائيليات والاخبار العجيبة والموضوعة لنتكلم عن ياجوج
\nوماجوج او عن ذي القرنين ،وانما يجب علينا جميعا ان نقف عند النص اليقيني في
\nكتاب ربنا وفي سنة الحبيب نبينا ففيه الغنى.<\/p>
ياجوج وماجوج امتان من البشر من ذرية ادم عليه السلام يتميزان عن بقية البشر بالاجتياح
\nالمروع والكثرة الكاثرة في العدد والتخريب والافساد في الارض بصورة لم يسبق لها مثيل.<\/p>
وقال المحققون من اهل اللغة نقلا عن ابن منظور في لسان العرب وغيره قالوا :
<\/p>
ياجوج وماجوج اسمان اعجميان مشتقان من اجيج النار اي من التهابها ومن الماء الاجاج وهو
\nالشديد الملوحة والحرارة .<\/p>
فشبهوهم بالنار المضطرمة المتاججة وبالمياه الحارة المحرقة المتموجة لكثرة تقلبهم، واضطرابهم، وتخريبهم، وافسادهم في الارض
\n.<\/p>
هذا هو التاصيل اللغوي الذي لابد منه بداية حتى لا نطلق لخيالنا العنان لنلهث وراء
\nالخرافات والاساطير والاوهام .<\/p>
لذا اخبرنا المصطفى ان ياجوج وماجوج هم بعث النار يوم القيامة وهذا هو عنصرنا الثاني
\nمن عناصر اللقاء:<\/p>
ثانيا: بعث النار:<\/p>
ففي الصحيحين من حديث ابى سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي قال: ((يقول الله
\nيوم القيامة: يا ادم فيقول ادم: لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول الله جل وعلا:
\nاخرج بعث النار فيقول ادم عليه السلام: وما بعث النار يا رب؟، فيقول الملك: من
\nكل الف تسعمائة وتسعة وتسعون الى جهنم، وواحد الى الجنة)) فشق ذلك على اصحاب النبي
\nالمختار، وفي رواية ((فيئس القوم حتى ما ابدوا بضاحكة))، وفي رواية ((فبكى اصحاب الرسول وقالوا:
\nيا رسول الله واينا ذلك الواحد))؟ فقال المصطفى (ابشروا! ابشروا! فمن ياجوج وماجوج تسعمائة وتسعة
\nوتسعون ومنكم واحد)) ثم قال المصطفى : ((والذي نفسي بيده اني لارجو ان تكونوا ربع
\nاهل الجنة)) فكبرنا. قال: ((والذي نفسي بيده اني لارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة)) فكبرنا
\n. فقال المصطفى في الثالثة: ((والله لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة)).<\/p>
امة النبي امة مرحومة.. امة النبي امة ميمونة .<\/p>
و كدت باخمصي اطا الثريا<\/p>
ومما زادني فخرا وتيها<\/p>
وان ارسلت احمد لي نبيا<\/p>
دخولي تحت قولك يا عبادي<\/p>
اسجد له شكرا انك من امة الحبيب محمد ، فامة المصطفى امة مرحومة اثنى عليها
\nربها واثنى عليها نبيها .<\/p>
قال الله لها: كنتم خير امة اخرجت للناس .<\/p>
قال الله لها: وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا
\n[البقرة: 143] .<\/p>
وفى الحديث الذي رواه الترمذي واحمد وابن ماجه بسند حسن قال المصطفى : ((انتم موفون
\nسبعون امة انتم خيرها واكرمها على الله جل وعلا))([2]).<\/p>
انتم خير الامم.. انتم اكرم الامم على الله جل وعلا .<\/p>
بل وفي صحيح البخاري من حديث ابى سعيد الخدري ان الحبيب النبي قال: ((يدعى نوح
\nيوم القيامة فيقال له: يا نوح هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم يا رب. فيدعى قومه
\nويقال لهم: هل بلغكم نوح؟ فيقول قوم نوح: لا ما اتانا من نذير، وما اتانا
\nمن احد، فيقول الحق جل وعلا: وهو اعلم، من يشهد لك يا نوح؟ فيقول نوح:
\nيشهد لي محمد وامته، يقول المصطفى: فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم ادعى فاشهد عليكم ))([3]).
<\/p>
وذلك قول الله جل وعلا : وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون
\nالرسول عليكم شهيدا .<\/p>
بل ومن الاحاديث الممتعة التي تبين فضل السابقين واللاحقين من امة سيد النبيين ما رواه
\nالبخاري ومسلم من حديث ابى هريرة ان النبي اتى المقبرة يوما فقال: ((السلام عليكم دار
\nقوم مؤمنين انتم السابقون وانا ان شاء الله بكم لاحقون)) ثم قال الحبيب 0: ((وددت
\nانا قد راينا اخواننا)) فقال الصحابة: او لسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال : ((انتم
\nاصحابي، واخواننا قوم لم ياتوا بعد)) فقال الصحابة: فكيف تعرف من لم يات بعد من
\nامتك يا رسول الله؟ فقال المصطفى : ((ارايت لو ان رجلا له خيل غر محجلة
\nبين ظهري خيل دهم بهم (اي سود) الا يعرف خيله))؟ قالوا: بلى يا رسول الله،
\nفقال المصطفى : ((فانهم ياتون غرا محجلين من الوضوء ))([4]).<\/p>
احبتي في الله:<\/p>
اقف الان وحضراتكم مع هذا الحوار الجميل بين ذي القرنين وقوم تعرضوا للفساد والايذاء على
\nايدي ياجوج وماجوج وهذا هو عنصرنا الثالث بايجاز .<\/p>
ثالثا: ذو القرنين وياجوج وماجوج:<\/p>
لقد حكى الله قصة ذي القرنين في سورة واحدة من سور القران الا وهي سورة
\nالكهف قال الله تعالى: ويسالونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا انا مكنا
\nله في الارض وءاتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا حتى اذا بلغ مغرب الشمس
\nوجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين اما ان تعذب واما
\nان تتخذ فيهم حسنا قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه
\nعذابا نكرا واما من ءامن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من امرنا يسرا
\nثم اتبع سببا حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم
\nمن دونها سترا كذلك وقد احطنا بما لديه خبرا ثم اتبع سببا حتى اذا بلغ
\nبين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا ياذا القرنين ان ياجوج
\nوماجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال
\nما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما ءاتوني زبر الحديد حتى
\nاذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال ءاتوني افرغ عليه قطرا
\nفما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء
\nوعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا [الكهف:83-98].<\/p>
هذه هي قصة ذي القرنين مع ياجوج وماجوج واقول لك ان قصة ذي القرنين هي
\nالاخرى قد نسج حولها من الاساطير والخرافات والخيالات والاوهام ما يندى له جبين التحقيق خجلا
\nوحياء.<\/p>
لا يجوز لاحد يحترم علمه وعقله ان يتجاوز النص القراني في قصة ذي القرنين فما
\nذكره الله في القران عن ذي القرنين فيه الغنى وفيه الكفاية، ولسنا في حاجة لان
\nنلهث وراء الاسرائيليات لننسج حول شخصية ذى القرنين الاساطير والخرافات والاوهام .<\/p>
والان ادعوك لنتجول سويا لنتعرف على قصة ذي القرنين مع ياجوج وماجوج بالنص القراني والتفسير
\nاليسير.<\/p>
ذو القرنين عبد صالح اختلف اهل التفسير في نبوته لكن لا يستطيع احد ان يجزم
\nبذلك.<\/p>
والقصة تبدا بسؤال المشركين للنبي المصطفى وياتي الجواب من الله جل وعلا: “قل” يا محمد،
\nوكلمة “قل” يسميها علماء التفسير وعلماء اللغة قل التلقينيه اي القصة ليست من عند رسول
\nالله بل هي وحي من عند الله جل وعلا: قل ساتلو عليكم منه ذكرا :
\nكلمة ” منه ” التبعيضية: اي ساتلوا عليكم بعض الشيء من قصة ذي القرنين ولو
\nعلم الله في الزيادة عن النص القراني خيرا لذكرها لنا فلنقف عند ما ورد في
\nالقران وما ثبت في حديث النبي عليه الصلاة والسلام: انا مكنا له في الارض :
\nتدبر … فمن الذي مكن لذي القرنين؟<\/p>
فالتمكين ان نقبت عنه في القران سترى انه في كل مرة وردت لفظة التمكين تنسب
\nالى الله رب العالمين، وهذه القاعدة البلاغية تؤصل في القلوب قاعدة ايمانية .<\/p>
فالذي يمكن للدول والامم والشعوب هو الله، فيجب علينا جميعا ان نعلق قلوبنا بالملك الذي
\nيفعل كل شيء، مع الاخذ بالاسباب فهذا من حقيقة التوكل على الله .<\/p>
لا تسود امة الا باذن الله ولا تزول امة الا باذن الله .<\/p>
قال تعالى: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز
\nمن تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير [ال عمران:26].<\/p>
انا مكنا له في الارض وءاتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا . اخذ بهذه
\nالاسباب والوسائل للتمكين والنصر والفتح والظهور .<\/p>
الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله
\nعاقبة الامور [الحج:41].<\/p>
فهناك من الامم من يمكن الله لها فتاخذ باسباب التمكين فيزيدها الله ثباتا وتمكينا فان
\nفرطت اذهب الله عنها التمكين. وهناك من الناس من اذا مكن الله له اخذ بوسائل
\nالتمكين فزاده الله رفعة ونصرا فان فرط في هذه الاسباب والوسائل امر الله عز وجل
\nبزاوله وهلاكه .<\/p>
وءاتيناه من كل شيء سببا . اعطاه من الاسباب ما يستطيع ان يفتح وان ينتصر
\nوان يجوب البلاد شرقا وغربا .<\/p>
يبدا ذو القرنين الرحلة الجهادية الاولى في سبيل الله نحو المغرب .<\/p>
حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما .<\/p>
ومن المعلوم انه ليس للشمس مشرقا واحدا ولا مغربا واحدا بل لها عدة مشارق ومغارب
\n.<\/p>
قال الله تعالى: فلا اقسم برب المشارق والمغارب انا لقادرون [المعارج:40].<\/p>
فالشمس لها مشارق ومغارب بحسب فصول السنة وايامها وشهورها، لها مشارق ومغارب بحسب المكان، لها
\nمشارق ومغارب بحسب رؤية الرائي الى قرص الشمس اثناء الشروق او الغروب .<\/p>
قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا .<\/p>
فبين ذو القرنين منهجه العادل ودستوره الحكيم، فقال كما ذكر في كتاب ربنا: قال اما
\nمن ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا واما من ءامن وعمل
\nصالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من امرنا يسرا .<\/p>
واما من ظلم نفسه بالشرك وعدم اتباعي فسوف اعذبه وله عند الله العذاب العظيم، اما
\nمن اتبعني وامن بما جئت به ووحد الله واستقام على منهج الله فله الحسنى وهى
\nالجنة، اما من ناحيتي فسنقول له يسرا .<\/p>
ثم انطلق نحو المشرق في رحلة ثانية :<\/p>
حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا
\n. لا يحمى هؤلاء الناس والقوم شيء على الاطلاق، لا يحول بينهم وبين الشمس شيء.
<\/p>
كذلك وقد احطنا بما لديه خبرا : اي علم الله عز وجل كل ما يدور
\nفي قلبه وفي نفسه.<\/p>
وتبدا الرحلة الثالثة التي هي محل الشاهد في موضوعنا:<\/p>
حتى اذا بلغ بين السدين والسدين: الجبلين العظيمين .<\/p>
وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا .<\/p>
لا يعرفون لغة ذي القرنين او لا يستطيعون ان ينفتحوا على غيرهم من الامم، فهم
\nقوم منعزلون على انفسهم، تعرضوا الى اشد الهجمات واعنف الضربات على يدي ياجوج وماجوج، فلما
\nراوا ذا القرنين الملك الفاتح العادل توسلوا اليه وانطلقوا وقوفا بين يديه وقالوا: يا ذا
\nالقرنين ان ياجوج وماجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا
\nوبينهم سدا .<\/p>
هؤلاء القوم يقولون لذي القرنين هل نبذل لك من اموالنا ما تشاء وما تريد على
\nان تبنى لنا سدا منيعا يحمينا من ياجوج وماجوج .<\/p>
فرد عليهم بزهد وورع وقال: قال ما مكني فيه ربي خير .<\/p>
لقد اعطاني الله عز وجل من وسائل التمكين ما اغنانى به عن مالكم ولكنه لمح
\nفيهم الكسل، فاراد ان يشركهم في هذا المشروع العظيم وفي هذا العمل الضخم، فقال لهم
\nولكن!<\/p>
فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما . اي قال بلغة العصر: التخطيط الهندسي والمعماري والانفاق
\nالمادي لبناء هذا السد ولاقامة هذا المشروع، سنتكفل نحن بذلك، ولكننا في حاجة الى العمال،
\nفي حاجة الى عمالة يحملون ويبنون ويقيمون هذا العمل: فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما
\n.<\/p>
وبدا ذو القرنين المهندس البارع الذي سبق علماء الهندسة المعاصرين بعدة قرون .<\/p>
امر بالبدء في المرحلة الاولى من مراحل هذا المشروع .<\/p>
ءاتوني زبر الحديد : اي اجمعوا لي قطع الحديد الضخمة وامرهم بوضع هذه القطع في
\nمكان ضيق بين هذين السدين، فلما وضعت قطع الحديد حتى ساوت قمة الجبلين قال: انفخوا
\nالنار المشتعلة التي تصهر هذا الحديد، ولك ان تتصور حجم هذه النيران التي اشتعلت لتصهر
\nاطنانا من الحديد لا يعلم وزنها الا العزيز الحميد، اشتعلت النيران تحت هذا الحديد بين
\nالسدين في مكان ضيق، يريد ان يسد على ياجوج وماجوج الطريق الذي ينفذون منه الى
\nهذه الامم المسكينة المغلوبة على امرها .<\/p>
فاشعل النيران حتى انصهر الحديد وذاب بين السدين اي بين الجبلين، فامر ذو القرنين ان
\nيدخلوا في المرحلة الثانية من مراحل البناء، الا وهي ان يذيبوا النحاس حتى ينصهر .
<\/p>
فلما انصهر النحاس امرهم بصب النحاس على الحديد فتخلل النحاس الحديد فاصبح النحاس والحديد معدنا
\nواحدا ليزداد صلابة وقوة فلا تستطع يدى ياجوج وماجوج ان تتسلقه او ان تنقبه .
<\/p>
وبذلك يكون ذو القرنين قد سبق العلم المعاصر في تقوية الحديد بالنحاس فلما ساوى بين
\nالصدفين بهذا الحديد وبهذا النحاس ليبين لنا سمات القيادة الفذة الناجحة التي تستطيع ان تجمع
\nبين الخيوط والخطوط .<\/p>
التي تستطيع ان تجمع بين المواهب والطاقات والقدرات والامكانيات لتستغل الموارد والطاقات اعظم استغلال.<\/p>
ذو القرنين يبين لنا سمات القيادة الناجحة، وما احوج الامة الى هذه القيادة الفذة، فلما
\nنظر الى هذا السد العظيم لم تسكره نشوة القوة والعلم، لم يقل فن الادارة!!<\/p>
لم يقل: انما اوتيته على علم عندي!! وانما نسب الفضل لصاحب الفضل جل وعلا فقال:
\nقال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا
<\/p>
درس عظيم .. هذا رحمة من ربي ثم بين للحضور معتقده الصافي في الايمان بالبعث
\nوالايمان بيوم القيامة فقال لهم ان الذي امر ببناء هذا السد هو الله، وان الذي
\nامر بحجز ياجوج وماجوج هو الله، وان الذي سياذن لهم بالخروج هو الله، وحتما سياتي
\nيوم على هذا السد المنيع ليجعله الله عز وجل دكاء اي ليسويه بالارض وذلك لا
\nيكون الا بين يدي الساعة كما سيسوى جبال الارض كلها بالارض .<\/p>
فاذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا .<\/p>
هكذا يبين ذو القرنين العقيدة الصافية في الايمان بالبعث، في الايمان بيوم القيامة وعلامته الكبرى
\nحين ياذن الحق تبارك وتعالى لياجوج وماجوج في الخروج حينئذ يستطيعون ان ينفذوا هذا السد
\nويخرجوا وهذا هو عنصرنا الرابع من عناصر هذا اللقاء:<\/p>
رابعا: خروجهم بين يدي الساعة:<\/p>
في صحيح البخاري من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها: ان النبي دخل عليها
\nيوما فزعا وهو يقول: ((لا اله الا الله، لا اله الا الله ويل للعرب من
\nشر قد اقترب، فتح اليوم من ردم ياجوج وماجوج مثل هذه)) وحلق باصبعه السبابة والابهام
\nفقالت زينب بنت جحش: يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون فقال المصطفى(نعم اذا كثر الخبث))(4).
<\/p>
يهلك الصالح والطالح ويبعث الله الصالحين والطالحين على نياتهم .<\/p>
وتدبر معي هذا الحديث: الذي رواه احمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم في المستدرك
\nوصحح الحاكم الحديث على شرط الشيخين واقر الحاكم الذهبي والالباني في السلسلة الصحيحة من حديث
\nابي هريرة ان الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى قال: ((ان ياجوج وماجوج يحفرون
\nالسد كل يوم، حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قالوا: ارجعوا فستحفرونه غدا فيرجعون فيعيد
\nالله السد اشد مما كان، حتى اذا اراد الله ان يبعثهم خرجوا يحفرون السد فقال
\nالذي عليهم اذا ما راوا شعاع الشمس: ارجعوا وستحفروه غدا ان شاء الله تعالى فيعودون
\nفيرون السد كهيئته التي تركوه عليها فيحفرونه ويخرجون))(5)<\/p>
وفي رواية مسلم في حديث النواس بن سمعان ((فيمرون على بحيرة طبرية فاذا مر اوائل
\nياجوج وماجوج شربوا ماء البحيرة كله فاذا مر اخرهم قال: لقد كان في هذه البحيره
\nماء)).<\/p>
فيخرجون فيخاف الناس ويتحصنون منهم في الحصون، يتركون لهم الشوارع والطرقات لا قدرة لاحد بقتالهم
\nكما ساذكر في رواية النواس بن سمعان قال المصطفى : ((اوحى الله الى عيسى: يا
\nعيسى اني قد بعثت قوما (اي ياجوج وماجوج) لا يدان لاحد بقتالهم (اي لا طاقة
\nلاحد بقتالهم) فحرز عبادي الى الطور اي اجمع عبادي من المؤمنين الى جبل الطور في
\nسيناء)). ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيقول ياجوج وماجوج: لقد قتلنا اهل الارض تعالوا لنقتل
\nاهل السماء.<\/p>
انظر الى الفجور!! وبهذه العبارة فقط تستطيع ان تتصور حجم الفساد في الارض اذ تجرا
\nهؤلاء وفكروا في ان يقاتلوا اهل السماء وبالفعل يوجهون النشاب (اي السهام) الى السماء فيريد
\nالملك ان يبتليهم فيرد الله عليهم نشابهم ملطخة دما فتنة من الله تعالى فيقولون قهرنا
\nاهل الارض وعلونا اهل السماء. في الوقت الذي تبتلى فيه الارض بهذه الفتنة تكون فتنة
\nاخرى عصفت باهل الارض عصفا الا وهى فتنة الدجال فينزل عيسى عليه السلام .
خامسا: عيسى بن مريم والدعاء المستجاب:<\/p>
ينزل الله تعالى عيسى عليه السلام كما في حديث النواس بن سمعان الذي رواه مسلم
\nقال المصطفى: ((فبينما هو كذلك (اي الدجال) اذ انزل الله عز وجل عيسى بن مريم
\nعند المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين (اى ثوبين مصبوغين) واضعا كفيه على اجنحة ملكين
\nاذا طاطا راسه قطر واذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ)) اذا رفع نبي الله عيسى
\nراسه تقطر منها الماء كحبات اللؤلؤ الابيض .<\/p>
يقول المصطفى : ((فيطلب عيسى بن مريم الدجال حتى يدركه بباب لد (مدينة بفلسطين) )).
\nفيقتل عيسى بن مريم الدجال عليه لعنة الله: ((ثم ياتي عيسى بن مريم قوم قد
\nعصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويبشرهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك اذ اوحى
\nالله: الى عيسى اني قد اخرجت عبادا لي لا يدان لاحد بقتالهم فحرز عبادي الى
\nالطور)) (اي لا طاقة ولا قدرة لاحد بقتالهم) يقول المصطفى : ((ويبعث الله ياجوج وماجوج،
\nوهم من كل حدب ينسلون)). ينتشرون، يغطون وجه الارض من فوق المرتفعات والجبال.<\/p>
فيمر اوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر اخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة
\nماء ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام واصحابه فيرغب نبي الله عيسى واصحابه ان يتضرعوا
\nالى الله عز وجل ان يهلك ياجوج وماجوج فيستجيب الله دعاء عيسى واصحابه من امة
\nالنبي محمد .<\/p>
اسمع ماذا قال المصطفى : ((فيرسل الله على ياجوج وماجوج النغف)) النغف: هو الدود الصغير.
<\/p>
تدبر قدرة الملك وعظمة الملك، والله ما احوج الامة الى ان تمتلئ قلوبها يقينا بقدرة
\nالملك جل جلاله.<\/p>
ما احوجنا الى ان نتعرف على عظمة الله وعلى جلال الله، وعلى قوة الله، وعلى
\nقدرة الله، فان امر الله بين الكاف والنون .<\/p>
فيرسل الله عليهم النغف اى الدود الصغير في رقابهم فيهلكهم الحق جل وعلا فيقول المصطفى
\n: ((فيصبحون فرسى (اي قتلى) كموت نفس واحدة)) في رواية ((يطلب نبى الله عيسى واحدا
\nمن هؤلاء المتحصنين الخائفين ان يخرج وان يبذل نفسه ليرى ماذا فعل ياجوج وماجوج في
\nالارض فيخرج وهو مستعد للقتل والهلاك فيرى هذه الكرامة والمعجزة والاية فيرجع لنبي الله عيسى
\nوينادي عليه وعلى اصحابه: ابشروا لقد اهلك الله ياجوج وماجوج )). يقول المصطفى : ((ثم
\nيهبط نبي الله عيسى مع اصحابه فلا يجدون موضع شبر الا ملاه زهمهم ونتنهم (الزهم:
\nالدهن والشحم) لا يقوى الناس على هذه الرائحة الكريهة النتنة. فيرغب نبي الله عيسى واصحابه
\nالى الله ان يطهر الارض من هذه النتن، فيرسل الله عز وجل طيرا كاعناق البخت
\n(اي كرقاب الابل) فتحملهم فتطرحهم حيثما شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه
\nبيت مدر ولا وبر فيغسل الارض حتى يتركها كالزلقة (اي تصبح الارض كالمراة في صفائها
\nونقائها) وحينئذ يقال للارض انبتي ثمرتك وردى بركتك)). يقول المصطفى : ((فبينما هم كذلك اذ
\nبعث الله ريحا طيبة تاخذ الناس تحت اباطهم فتقبض هذه الريح روح كل مؤمن ومسلم
\nويبقى شرار الناس يتهارجون في الارض تهارج الحمر (اي الحمير) وعليهم تقوم الساعة)).<\/p>
وبذلك يكون قد انهيت الحديث عن ياجوج وماجوج من المصادر اليقينية من كتاب الله والسنة
\nالصحيحة، وانصح احبابي ان لا يقفوا بعد ذلك وراء الاساطير والاوهام والاسرائيليات التي وردت في
\nذلك.<\/p><\/body><\/html>\n","protected":false},"excerpt":{"rendered":"
لقد اورد كثير من المؤرخين والمفسرين اخبارا عجيبة وروايات غريبة عن ياجوج وماجوج، ذكروا في هذه الروايات والاخبار اصلهم، ونسبهم، واشكالهم، والوانهم، ومكانهم!!وهذه الاخبار والروايات لا تعدو ان تكون مجرد خرافات واوهام وخيالات واساطير، لانها اخذت من الاسرائيليات.اخذت من غير المصادر اليقينية اي القران والسنة النبوية الصحيحة، فلا يجوز لاحد بحال ان يتكلم في مثل […]<\/p>\n","protected":false},"author":31,"featured_media":14512,"comment_status":"closed","ping_status":"open","sticky":false,"template":"","format":"standard","meta":{"footnotes":""},"categories":[1],"tags":[],"class_list":["post-14513","post","type-post","status-publish","format-standard","has-post-thumbnail","hentry","category-___"],"_links":{"self":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/14513"}],"collection":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts"}],"about":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/types\/post"}],"author":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/users\/31"}],"replies":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/comments?post=14513"}],"version-history":[{"count":0,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/14513\/revisions"}],"wp:featuredmedia":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media\/14512"}],"wp:attachment":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media?parent=14513"}],"wp:term":[{"taxonomy":"category","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/categories?post=14513"},{"taxonomy":"post_tag","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/tags?post=14513"}],"curies":[{"name":"wp","href":"https:\/\/api.w.org\/{rel}","templated":true}]}}