<\/p>
عن حياته[عدل] الكوميديا في حياة ذلك الفنان طبيعة تجري في دمه، وتمثل إحدى مكونات شخصية
\nالإنسان قبل الفنان. عندما تلتقي به تشعر ببساطة حياته وتلقائية حديثه وبحسه الكوميدي العالي. وعلى
\nالرغم من بداياته الكوميدية، إلا أن الفنان صلاح عبد الله الذي فاجا الجماهير العربية هذا
\nالعام بتجسيد شخصيتين مغرقتين في التراجيديا، هما شخصية الزعيم مصطفى النحاس في مسلسل «الملك فاروق»،
\nوشخصية فوزي الدالي في مسلسل «الدالي»، واللتان نجح في تقديمهما بنفس قدرته على تقديم الأدوار
\nالكوميدية التي برع فيها عند بدايته التي شبهه فيها البعض بالكوميديان الراحل نجيب الريحاني. هذه
\nالأيام يعيش صلاح عبد الله مرحلة من النضج والتألق الفني جعلته يتجاوز الأدوار الخفيفة ويقدم
\nأعمالا ذات مضمون، بالإضافة إلى تعبيرها عن الصراع النفسي للشخصيات التي يقدمها، سواء على شاشة
\nالتلفزيون أو السينما، وهو ما يعبر عنه بقوله: «أتمنى أن تبقى هذه الأعمال في ذاكرة
\nرصيدي وأن يتباهى بها أولادي من بعدي». ولد صلاح عبد الله عام 1955 في حي
\nبولاق أبو العلا الذي عاش فيه ست سنوات من طفولته، لينتقل بعدها وهو في السابعة
\nمن عمره مع أسرته إلى حي بولاق الدكرور القريب، وهو ما يعلق عليه بقوله: «عشت
\nأكثر من نصف عمري الأول ما بين بولاق أول وبولاق ثان، وهذا الذي كان وراح،
\nواللي فات، والبركة في اللي آت». لم يكن في طفولة صلاح عبد الله ما ينبئ
\nبعشق الفن والاهتمام بعالم التمثيل، حيث ركز اهتماماته في كتابة الشعر السياسي والعمل بالنشاط السياسي
\nالمتاح لمن هم في مثل حالته، حتى أصبح أمين شباب حي بولاق الدكرور والدقي. وعند
\nالتحاقه بكلية التجارة للدراسة فيها، جذبته فرقة تمثيل الجامعة، وأعجب بما تقدمه من اعمال مسرحية
\nعلى خشبة مسرح الجامعة، فقرر تكوين فرقة مسرحية للهواة أطلق عليها اسم «تحالف قوى الشعب
\nالعامل»، لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين، بالإضافة إلى زملائه من الطلاب، وهو اتجاه لم يكن
\nمعمولا به في تلك الفترة، إلا أن الفرقة نجحت في لفت الأنظار إليها، حيث قدم
\nمن خلالها كممثل ومخرج عددا من العروض المسرحية لكبار الكتاب في تلك الفترة ومنها «آه
\nيا بلد» لسعد الدين وهبة و«عسكر وحرامية» لألفريد فرج. ومع انشغاله بالعمل المسرحي، قرر صلاح
\nعبد الله ترك العمل بالسياسة، خاصه بعد نجاحه في كتابة أشعار عدد من المسرحيات التي
\nعمل بها في أدوار صغيرة ومنها «العسكري الأخضر» التي قام ببطولتها الفنان الكوميدي سيد زيان.
\nويتذكر الفنان صلاح عبد الله تلك البدايات بقوله: «أدين بفضل اكتشافي للمخرج شاكر عبد اللطيف
\nالذي قدمني في مسرحية «رابعة العدوية»، رشحني بعدها للانضمام لفرقة «ستديو 80» التي كونها الفنان
\nمحمد صبحي والمؤلف لينين الرملي، وكانت البداية بمسرحية «المهزوز» و«إنت حر». ويمكن القول ان صلاح
\nعبد الله فنان الخروج على النص في الأعمال المسرحية التي قدمها، ولكن من دون إسفاف
\nوهو ما دفعه للدفاع عن ذلك المفهوم بقوله: «أساء الناس فهم كلمة خروج عن النص
\nواعتقدوا أنها خروج عن حدود الأدب، ولكن أنا أرى عكس ذلك؛ فالممثل ما دام يمتلك
\nالخبرة والقدرة والتمكن الذي يستطيع به أن يخرج في الحدود التي لا تتعارض مع الشخصية
\nوالخط الدرامي للعمل المسرحي ومن دون إسفاف؛ فإن هذا الخروج يفيد العمل ولا يضره لأنه
\nيرسم البسمة على وجه المشاهد. فهو خروج مطلوب ومستحب وموجود منذ إنشاء المسرح».
بدايته[عدل] جاءت معرفة الجمهور الحقيقية بصلاح عبد الله من خلال مشاركته في مسلسل «سنبل بعد
\nالمليون» في عام 1987 حين عرض عليه الفنان محمد صبحي القيام بأحد الأدوار الصغيرة، إلا
\nأنها كانت من الأدوار المؤثرة في ذاكرة الجمهور التي علق بذهنها طريقة حديث صلاح عبد
\nالله ونكاته التي منحتهم المزيد من الضحك، وليجذب إليه الأنظار من قبل مخرجي الفيديو الذين
\nقدموه في العديد من الأدوار، إلا أن من اشهرها دوره في مسلسل «ذئاب الجبل» مع
\nالفنان أحمد عبد العزيز وعبد الله غيث وسماح أنور. وهو الدور الذي رسخ أقدامه في
\nعالم التمثيل ومزج في أدائه بين التراجيديا والكوميديا. وعلى الرغم من نجاحه على خشبة المسرح
\nوشاشة التلفزيون، إلا أن علاقة صلاح عبد الله بالفن السابع لم تبدا قوية، حيث أسند
\nإليه المخرجون أدوارا صغيرة في عدد من الأفلام التي قدمها كبار المخرجين ومن بينها «يا
\nمهلبية يا» مع ليلى علوي والسيناريست ماهر عواد والمخرج شريف عرفة، و”كرسي في الكلوب” مع
\nلوسي ومدحت صالح. إلى أن توثقت علاقة صلاح عبد الله بالسينما وليقدم عددا من الأفلام
\nالمهمة التي وضعته بين مصاف النجوم، بدءا من فيلم «الرغبة» مع نادية الجندي وعلي بدرخان،
\nوفيلم «مواطن ومخبر وحرامي» مع هند صبري وخالد أبو النجا والمخرج داود عبد السيد، و«دم
\nالغزال» مع الكاتب وحيد حامد والمخرج محمد ياسين، والفنان نور الشريف ويسرا ومنى زكي، و«الرهينة»
\nمع المخرجة ساندرا والسيناريست نادر صلاح الدين، وأخيرا فيلم «الشبح» الذي قدمه في الموسم الماضي
\nوحقق من خلاله المزيد من النجاح عبر شخصية الشرير التي أداها باقتدار وقد كتب النقاد
\nيقولون عنه في هذا الدور: ان أداء صلاح عبد الله كان متميزا طوال الفيلم، فدور
\nالشرير الذي أداه لم يكن يحتاج إلى انفعالات زائدة عن الحد وهو ما أدركه صلاح
\nعبد الله بموهبته، فأدى الدور بسلاسة وسهولة ليخرج بالشخصية إلى بر الأمان.
نقادها[عدل] وعلى الرغم من الإشادة التي تحدث عنها النقاد للعديد من الادوار التي أداها صلاح
\nعبد الله فيما قدمه على شاشة السينما، إلا أنه يكن المزيد من الإعزاز لفيلمه مع
\nداود عبد السيد «مواطن ومخبر وحرامي» الذي يقول عنه: «هذا الفيلم هو الأهم في مشواري
\nالفني، فالفضل في نجاحه بعد الله عز وجل يعود لمخرجه داود عبد السيد الذي كان
\nالتعامل معه شيئا جميلا وممتعا في جميع المراحل». ويضيف صلاح عبد الله: «في الماضي كان
\nلدي قناعة أنني ممثل محترف ويجب أن أقدم كافة الأدوار سواء الجيدة أو التي يكون
\nفيها الاستسهال عنصرا أساسيا، ولكن مع مرور السنين، اختلف الأمر بالنسبة لي وباتت الجودة هي
\nالمعيار الأول والأخير لقبولي الدور أو رفضه». وفي الوقت الذي يجسد فيه صلاح عبد الله
\nأدوارا لافته للنظر، يؤكد عدم حلمه بالبطولة المطلقة مبررا ذلك بقوله: «لكي أكون بطلا مطلقا
\nلا بد من توافر عدة أسباب أهمها أن تجد قصة تقدمك بشكل جيد، ثانيا أن
\nتجد المنتج المتحمس الذي سيتيح لك الفرصة من دون بخل في الإنتاج، وعلى سبيل المثال
\nطلعت زكريا وهو من الجيل الذي جاء بعدي بذل فعلا جهدا ولم يرفض أداء مشهد
\nأو مشهدين في فيلم إلى أن وصل إلى النجومية والبطولة المطلقة وكان محظوظا في أن
\nيجد منتجا قدمه بشكل جيد في البطولة، كما وشارك في دبلجة كثير من افلام الكرتون
\nبصوته مثل دور (ماطن ) في فلم السيارات الجزء الاول ».
الجوائز في حياة صلاح عبد الله قليلة جدا على مستوى الاحتراف ولكن في مجال الهواية
\nفاز بالعديد منها، كأحسن ممثل وأحسن مخرج على مستوى الجمهورية وذلك من خلال مسابقات المسرح
\nالجامعي ومسابقات الثقافة الجماهيرية. أما في مجال الاحتراف، فقد جاءته عبر دوره في فيلم «مواطن
\nومخبر وحرامي» منها جائزة جمعية الفيلم كأحسن ممثل دور أول، وجائزة المهرجان القومي للسينما. عندما
\nترى صلاح عبد الله تظنه لتوه غادر قطار الصعيد فملامحه تنطق بالجدية ووجهه يمنحك احساسا
\nبالطيبة والبراءة؛ وأسلوبه يتميز بالتلقائية في الأداء؛ لم يطمح يوما إلى أن يكون النجم الأوحد
\nولم تجتاحه أمراض الشهرة لكن طموحاته في الفن بلا حدود<\/p><\/body><\/html>\n","protected":false},"excerpt":{"rendered":"
عن حياته[عدل] الكوميديا في حياة ذلك الفنان طبيعة تجري في دمه، وتمثل إحدى مكونات شخصية الإنسان قبل الفنان. عندما تلتقي به تشعر ببساطة حياته وتلقائية حديثه وبحسه الكوميدي العالي. وعلى الرغم من بداياته الكوميدية، إلا أن الفنان صلاح عبد الله الذي فاجا الجماهير العربية هذا العام بتجسيد شخصيتين مغرقتين في التراجيديا، هما شخصية الزعيم مصطفى […]<\/p>\n","protected":false},"author":32,"featured_media":11903,"comment_status":"closed","ping_status":"open","sticky":false,"template":"","format":"standard","meta":{"footnotes":""},"categories":[1],"tags":[],"class_list":["post-11904","post","type-post","status-publish","format-standard","has-post-thumbnail","hentry","category-___"],"_links":{"self":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/11904"}],"collection":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts"}],"about":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/types\/post"}],"author":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/users\/32"}],"replies":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/comments?post=11904"}],"version-history":[{"count":0,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/posts\/11904\/revisions"}],"wp:featuredmedia":[{"embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media\/11903"}],"wp:attachment":[{"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/media?parent=11904"}],"wp:term":[{"taxonomy":"category","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/categories?post=11904"},{"taxonomy":"post_tag","embeddable":true,"href":"https:\/\/cute1.cc\/wp-json\/wp\/v2\/tags?post=11904"}],"curies":[{"name":"wp","href":"https:\/\/api.w.org\/{rel}","templated":true}]}}