مواضيع للرجال للنساء

بحث حول الاساءة للرسول

بالصور بحث حول الاساءة للرسول
بالصور بحث حول الاساءة للرسول
بحث عن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ،
الاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم
وعد الله _عز وجل_، بنصر أوليائه من المؤمنين في الأرض ولو بعد حين “وكان حقا
علينا نصر المؤمنين” (الروم: من الآية47)، وتكفل بحفظ القرآن العظيم “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا
له لحافظون” (الحجر:9)، وتعهد بنصر رسوله الكريم _صلى الله عليه وسلم_ “إنا كفيناك المستهزئين” (الحجر:95)،
و”فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم”(البقرة: من الآية137).
ووعد الله _تبارك وتعالى_ (ووعده الحق) أن يخرج الحي من الميت، ومن الظلمات إلى النور،
وأن يجعل بعد عسر يسرا، وبعد الضيق فرجا “يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من
الحي ويحيي الأرض بعد موتها”(الروم: من الآية19)، و”فإن مع العسر يسرا” (الشرح:5)
وبين يدي المسلمين اليوم فرصة ذهبية، مهدها الله بقدرته وعظيم صنعه وتقديره، لكافة المسلمين.. على
اختلاف ألوانهم ولغاتهم.. ومهد لغيرهم من الأمم الأخرى فضول الاستماع لما يقوله المسلمون.
فالإساءة التي قامت بها إحدى الصحف اليمينية المتطرفة في الدنمرك من رسومات كاريكاتوريا لا تليق
بشخص الرسول الكريم _صلى الله عليه وسلم_، أثارت فتنة عظيمة في نفوس المسلمين، حتى ود
البعض أن يوغل في الرد عليهم إلى حد القتل، وغيرها.
ولكن وقفة تأمل منا قد تجعل من هذه الأزمة انفراجة طال انتظارها، وبركة ينشرها الله
_تبارك وتعالى_ بين الناس.
ويجب ألا تعمي الإساءة أعيننا عن اغتنام الفرصة، ويكفي أصحاب الرأي والهمة أن يتذكروا ما
قاله _عليه الصلاة والسلام_ حينما هجاه بعض الكفار، ذاكرين اسم “مذمم” بدلا عن “محمد” زيادة
في الذم، فكان قوله _صلى الله عليه وسلم_ لصحابته الذين ساءتهم مقالة الكفار ” لا
تعجبون كيف يصرف الله عني أذى قريش وسبهم، هم يشتمون مذمما وأنا محمد”. رواه البخاري.
فهم هنا رسموا رسومات لشخصيات وهمية في أذهانهم، وهي ليست -بلا شك- رسومات للنبي _عليه
أفضل الصلاة وأتم التسليم_.
دون أن ننتقص من حق الرد على هذه الإساءة، مثلما حدث حين هجا بعض الكفار
رسولنا الكريم _صلى الله عليه وسلم_ فقال له حسان بن ثابت: “أتأذن لي يا رسول
الله أن أهجوهم” فأذن له.
ولطالما كتب الله _تبارك وتعالى_، نصرا للدعوة ولدين الإسلام، خلال نائبات الدهر والأحداث الجسام، واستفاد
الرسول _صلى الله عليه وسلم_، وصحابته، من ذلك، في نشر الدعوة، وتوصيل رسالة الدين إلى
بقية الأمم، كمثل إسلام النجاشي (ملك الحبشة) في أضيق أوقات المسلمين من هجرتهم بعد طول
إيذائهم. وحين كتب الله لرسالة نبيه الظهور والانتشار، بعد أن هاجر عليه الصلاة والسلام، من
مكة المكرمة، مكرها، حين مكر كفارها لقتله. وضاقت به الأرض.. فكانت المدينة التي أنارها الرسول
بوصوله أول موطئ لدولة الإسلام، التي انتشرت حتى وصلت أطراف الأرض.
ومنها دخول أعداد كبيرة من الناس في الإسلام بعد أن منعت قريش رسول الله _صلى
الله عليه وسلم_ وصحابته من دخول مكة المكرمة للعمرة عام 6 للهجرة (عام الحديبية)، وضاقت
الأرض على المسلمين، وقال عمر بن الخطاب للنبي: “ألسنا على الحق وعدونا على الباطل…” (الحديث)
رواه البخاري. حيث استفاد _عليه الصلاة والسلام_ من الهدنة التي وقعها مع قريش بعد تلك
الواقعة، في تعزيز الإسلام ونشره بين الناس في المدينة، فيما كانت تقدم عليه أفواج من
المسلمين من مكة وغيرها.
وما يجب أن يدركه المسلمون اليوم هو أن هذه المحنة التي أنزلها الله علينا، بداية
خير كثير، لو استفاد منها المسلمون بطرق عديدة. وأن شعاعا عظيما من الأمل والنصر قد
أشرق من جنباتها المظلمة. فماذا ننتظر؟
يقول الله _تبارك وتعالى_: “حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي
من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين” (يوسف:110).
اليوم.. يهتم الكثير من الغرب بما يحدث من إساءة لنبي المسلمين، ويترقبون ما يصدر عن
المسلمين من أقوال وأفعال لا تخرج (في رأيهم) عن الإساءة للصحيفة والحكومة الدنمركية، والإساءة للنصارى
ودينهم، والتهديد بالقتل والوعيد بالثأر، بما فيها المحاكمات القضائية، فضلا عن المنحى الرسمي الذي يتخذ
طابع “التنديد والاستنكار!”.
وقد استطاع الإعلام العربية والإسلامية (على اختلاف وسائله المتلفزة والمطبوعة والإذاعية والإلكترونية) أن يحدث ضجة
إعلامية حقيقية، أثارت فضول الملايين من الأمم الأخرى لمعرفة “ماذا سيقول المسلمون ردا عن هذه
الإساءة العظيمة”.
وهذه بحد ذاتها نعمة أنعمها الله _تبارك وتعالى_ أن جعل الأمم الأخرى مستعدة لسماع ما
نقوله.. فماذا يجب أن نقول؟
هنا يجب أن يغتنم المسلمون هذه النعمة العظيمة، وينتقلوا من حالة “الدفاع عن الرسول” بالطرق
التقليدية، إلى “حالة الهجوم”، بالطرق غير التقليدية.
وأن يصبح توجههم إلى الغرب بهدف “الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنى”.. وهناك درس عظيم
في تاريخنا يمكن الرجوع إليه، والاستفادة منه في تحقيق هذه الغاية، فكما قال _صلى الله
عليه وسلم_: “لأن يهدي الله بك أحد، خير لك من حمر النعم”.
وهي قصة إسلام النجاشي على يد جعفر بن أبي طالب _رضي الله عنه_ عندما استطاع
أن يوجد خطابا دعويا بالغ الرقي، يخاطب به ملكا يدين بالنصرانية، أدخله في الإسلام ببركة
الحدث والوقت والخطاب التي هيأها الله _تبارك وتعالى_.
الخطاب الذي ينتظره النصارى من المسلمين اليوم، خطابا يحمل في طياته انتقاصا من دينهم، وإساءة
لأحبارهم ورهبانهم، وهجوما على معتقداتهم وأفكارهم.. يحمل في طياته حقدا وتهديدا وتطرفا..
فلم لا نجعل خطابنا لهم، سهما نطلقه بعناية، لعل الله أن يمن علينا بنصر في
الأرض، ونور من ظلام، وصد عن نبينا بدخول أمم أخرى في دين نبينا _صلى الله
عليه وسلم_.
ولعل ذلك يتأتى -بإذن الله- بخطاب يتضمن ما تضمنه كلام جعفر بن أبي طالب، من
عرض المشترك بين دين الإسلام، والمسيحية التي يؤمن بها غالبية أهل الغرب، وعرض الآيات من
القرآن الكريم، وسنة نبيه المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ التي تحث المسلمين وتأمرهم باحترام نبي
الله عيسى _عليه السلام_ وأمه الصديقة _عليها السلام_، وغيرها.
وأذكر أنني حضرت خطبة جمعة في مسجد، التقينا بعدها برجل أمريكي أسلم حديثا، فحدثنا عن
إسلامه، وأنه كان في طائرة يجلس إلى جانبه رجل مسلم، دخلا في نقاش حول الأديان،
فذهل عندما سمع من المسلم قوله: “عيسى عليه السلام”، و”مريم العذراء عليها السلام” فسأله، أو
مؤمن أنت بما تقول، فقال له المسلم: “نعم.. قرآننا وديننا يأمرنا بذلك”، وعرض عليه ما
يقوله القرآن ونبي الله في عيسى _عليه السلام_ وأمه الطاهرة، وأخبره أن رسول الله _صلى
الله عليه وسلم_ قال في حديثه الصحيح: ” إن الله منزل عيسى _عليه السلام_ في
آخر الزمان، يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد، على ملة أبينا إبراهيم. وتحاشى ذكر أن
المسيح سوف يدعوا إلى الإسلام “وقد كان إبراهيم حنيفا مسلما كما أخبرنا الله تبارك وتعالى”،
تحاشيا من نفور رفيقه الأمريكي، وتدرجا معه في الدعوة إلى الإسلام. فبدا الأمريكي في قبول
الدين الإسلامي على أنه دين سماوي، وأزال الحاجز الذي بداخله ضد كل ما هو مسلم،
فكانت هذه بداية طريق هدايته، فكان أن فتح الله قلبه للإسلام بعد أن اطلع على
تعاليمه وأوامره وأخلاقياته وأخلاقيات الرسول _صلى الله عليه وسلم_.
الدعوة مفتوحة لجميع المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها، بكل لغاتهم، بتوجيه رسائل دعوية، لا تتضمن
إلا ما يقرب النصارى من دين الإسلام، وما يكشف لهم من تقارب بين الدين الإسلامي
والمسيحية التي يؤمنون بها، وما يحمل كل احترام لنبي الله عيسى _عليه السلام_، ومريم _عليها
السلام_.
كأن تتضمن نصا من هذا القبيل، موجه إلى النصارى، يترجم إلى لغات عدة، وينشر في
كل المنتديات الغربية، ويرسل إلى أكبر قدر من القوائم البريدية:
تحاول بعض الجهات المتطرفة إيجاد حالة من الخلاف بين المسلمين والنصارى، بتشويه صورة نبي الإسلام
محمد _صلى الله عليه وسلم_ ويتحجج البعض منهم أن الدين المسيحي بأمرهم بذلك.. رغم أن
ديننا الإسلامي يأمرنا باحترام نبي الله عيسى _عليه السلام_، وأمه مريم العذراء_عليها السلام_، حيث يقول
قرآننا الكريم: “إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه”(النساء:
من الآية171).
ويقول عن مريم العذراء: “وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على
نساء العالمين” (آل عمران:42)
ويقول نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_: “ما كملت من النساء إلا أربع” وذكر أول
واحدة منهن مريم العذراء.
وأعلمنا نبينا _صلى الله عليه وسلم_ أن الله _تبارك وتعالى_، سيرسل عيسى _عليه السلام_ آخر
الزمان، فيقاتل الشر، ويدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد، على ملة أبينا إبراهيم _عليه
السلام_.
فندعوك يا من تدين بالطاعة لله _عز وجل_، وتقر بعبوديتك له، وولاءك للمسيح عيسى _عليه
السلام_ بأن تساهم في التصدي لحملات التشويه التي تنال من نبي الإسلام محمد _صلى الله
عليه وسلم_ راجيا أن يكون ذلك مما يؤلف بين قلوبنا، ويرضي الله _تبارك وتعالى_ عنا،
حيث قال الله _تبارك وتعالى_ في كتابه: “قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء
بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا
من دون الله”(آل عمران: من الآية64) صدق الله العظيم.
أسباب الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم
ها هي الحرية الغربية المزعومة تكشف عن وجهها القبيح مرة أخرى, وتكشف عن الرغبة الحقيقية
للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مكانته الشريفة ومنزلته الرفيعة عند أتباعه
من المسلمين الذين صدقوه وبايعوه وآمنوا به, ها هي الحقائق تتكشف وتبطل حججهم الواهية, فقد
كانوا يقولون إنهم لم يريدوا الإساءة إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم بل أرادوا
انتقاد الإرهاب, فإن صدق ادعاؤهم هذا -وهم الكاذبون المفترون- فلم تزوير الحقائق, وتلفيق التهم واختراع
الأكاذيب ووضع الروايات التي تنال من شرفه صلى الله عليه وسلم؟ لم الحديث عن زوجات
الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لماذا الخوض في هذا الجانب بالذات؟ وما شأن هذا الجانب
بالسياسة؟ وما شأن هذا الجانب بما يسمونه إرهابا -وهم والله من صنع الإرهاب وصدره لنا
وتاريخهم مليء بهذه الأحداث الإجرامية الإرهابية-؟
لقد زوروا التاريخ ووقائعه ووثائقه الثابتة التي لا تقبل الشك ولا التأويل, وحرفوا النصوص ومضمونها
ومعانيها, وتستروا وراء حرية التعبير الكاذبة. لقد قلبوا الحقائق فصوروا صاحب الحق إرهابيا والإرهابي ضحية.
إن هذه النظرة العدائية للإسلام والمسلمين لها أسبابها ومسبباتها ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
· انتشار الصحوة الإسلامية في البلاد الإسلامية والعربية, وهذا وإن كان ظاهرا لا يؤثر عليهم
إلا أنهم يعرفون أن هذه الصحوة ليست مظاهر فقط ولكنهم درسوا التاريخ جيدا وتعلموا منه
واستقوا منه العبر والفوائد -على خلافنا فنحن لا نقرا تاريخنا وإن قرأناه لا نفهم منه
شيئا-, وحللوا النفسية والعقلية المسلمة وأدركوا جيدا أن هذه الصحوة سيتبعها صحوة فكرية وعلمية وعملية
وبالتالي ستكون هناك خطوة تقدمية لعالمنا العربي والإسلامي وإن عارض الحكام, وهذا بلا شك يقلقهم
ويقض مضاجعهم ويؤجج مشاعر الحقد والكراهية لديهم, فهم يخشون أن يعود المسلمون إلى سابق عهدهم
فتقود الأمم ويصبحون هم مقودون لا قادة, ومع أن هذه قد تكون نظرة تفاؤلية منا,
إلا أنهم تعودوا أن يحسبوا حساب كل شيء ولو كان نسبة احتمال وقوعه بسيطة.
· كما أن هذه الصحوة الإسلامية ستؤثر بالضبط على صورة المسلمين في الغرب, فهم يعمدون
تصويرنا على أننا متكاسلون متخاذلون وجاهلون ومتخلفون عن مسايرة التقدم العلمي والتقني الهائل الذي تعيشه
أوروبا هذه الأيام وأن الإسلام هو سبب هذا, ومع هذا فإن الكثير من الأوربيين يدخلون
في الإسلام, وبالتالي فإن تغير هذه الصورة سيدفع الكثير من الغربيين إلى الدخول فى الإسلام
طواعية واختيارا لا إجبارا وإكراها.
· يخشى هؤلاء الغربيون المتنطعون من كثرة المهاجرين المسلمين إلى أوروبا, ويخشون مما يسمونه أسلمة
أوربا, وهو نفس السبب الذي يعرقل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي منذ سنين طويلة مع
أن تركيا تلبي جميع مطالبهم, وهذا لأن الاحتكاك المباشر بين المسلمين وغيرهم سيساهم بصورة كبيرة
في محو هذه الصورة المقيتة التي صورنا بها هؤلاء المتنطعون الغربيون المتدثرون بدثار الحرية والديمقرطية.
· كما أن توغل اللوبي الصهيوني في وسائل الإعلام الغربية بصورة رهيبة لها يد طولى
فى هذا الأمر , فهذا اللوبي الصهيوني يسيطر على الاقتصاد والإعلام في هذه الدول وأيضا
على السياسات الداخلية والخارجية, هذا اللوبي الصهيوني يحاول بث الرعب من الإسلام في كافة الأوساط
الغربية ويستغل الإعلام لهذه المهمة القذرة.
لكل هذه الأسباب يحاول هؤلاء المتنطعون الذين يريدون المزيد من الصدام بين الغرب والإسلام, ويعملون
على تزكيته, لكي يستغلوا هذا في تشويه صورة الإسلام بصورة أكبر, ولهذا عندما فشلوا فى
استفزاز المسلمين ليقوموا بأعمال عنف انتقامية بعد بث فيلم (فتنة), نجدهم اليوم يعلنون عن فيلم
جديد يسيء أكثر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وينال من شرفه صلى الله
عليه وسلم, ويتكلم عن زوجات الرسول رضوان الله عليهم بما لا يليق أن يتكلم به
شخص عاقل يحترم الآخرين.
إن تزوير الحقائق للنيل من شرف الرسول صلى الله عليه وسلم لهو كارثة جديدة وإساءة
لا يستطيع أحد منا أن يقبلها على نفسه أو أهله فكيف بالصادق المصدوق محمد صلى
الله عليه وسلم؟ وكيف إن كانت من يتحدثون عنها هي عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضى الله عنهما, التي أنزل الله فيها قرآنا يتلى إلى يوم الدين ليبرئها؟
إن هذه الإساءة الجديدة لهي محاولة استفزازية جديدة, فالأزمة كل يوم في اتساع والفجوة تزداد,
والغريب أنهم يتهمون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اتهامات منتشرة في مجتمعهم بصورة رهيبة
ولا يستطيعون أن ينكروا ذلك أو يخفوه, ولكن هذه عادتهم دائما, وهذا هو حقدهم وكرههم
للإسلام والمسلمين.
إن هذه الهجمة الغوغائية التي لا تمت لا للعقل ولا للحرية بمنطق يجب الوقوف فى
جهها بكل ما أوتينا من قوة. وأؤكد أن كل الطرق والوسائل مهمة ولا نستطيع أن
نستغني بإحداهن عن الأخرى, فللعلماء دورهم ووسيلتهم وللكتاب دورهم ووسيلتهم وللحكام دورهم ووسيلتهم وللشعوب دورها
ووسيلتها ولكل دوره ووسيلته.
علينا أن نهتم بالإعلام كثيرا؛ لأنه هو السلاح الأقوى الذي يستخدمونه في هذه الهجمة الشرسة,
الإعلام بكل وسائله من صحف ومواقع إلكترونية ومحطات فضائية ومدونات خاصة للشباب, والتي أتوقع أن
يكون لها دور كبير في هذه الهجمة شرط أن تكون باللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية, كي
يتم التفاعل والاحتكاك الفكري بين الشباب المسلم وغيره من الشباب الغربي.
حب المسلم للرسول ليس موضع اختبار
هؤلاء كان ينبغي أن يدركوا أن الإساءة للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه تمس عقيدة
كل مسلم (مليار شخص)، فهي خط أحمر، وهي من قضايا الاتفاق عند جميع المسلمين، لأنها
من الأصول فشهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله تعني تعظيم الله
وتعظيم رسوله، ولا يختلف في ذلك المسلم المثقف عن العامي، ولا الإسلامي مع العلماني، كما
لا يختلف فيها السني مع الشيعي، ولأن توقير هذا النبي والذب عنه من صميم العقيدة
{ لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا } كما أنهم إما لم يقرأوا
السيرة النبوية، أو تخيلوا أن المسلمين تخلو عن الاقتداء بالصحابة والتابعين، فلو قرأوا كيف كان
يحب أصحاب محمد محمدا، وأن إيمان المؤمن لا يكتمل الا بحب النبي محمد صلى الله
عليه وسلم أكثر مما يحب المرء نفسه، كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك
رضي الله عنه انه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(والذي نفسي بيده
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين‏) رواه البخاري.
لو فعلوا ذلك، لفكروا كثيرا قبل أن يبثوا سمومهم خوف ردة الفعل العنيف تجاه هذا
السلوك غير المسؤول.
أتهجوه، ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا، برا، حنيفا *** أمين الله، شيمته الوفاء
فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء
ومع هذا الحب الجارف للنبي والتوقير والتعظيم الذي يليق بمقامه صلى الله عليه وسلم فإن
المسلم يؤمن بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشر بنص القرآن الكريم
(دع ما ادعته النصارى في نبيهم *** واحكم بماشئت مدحا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف *** وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له *** حد فيعرب عنه ناطق بفم)
ولأن رب ضارة نافعة ومن حيث لا يدري هؤلاء ساعدوا على تقوية حب رسول الله
صلى الله عليه وسلم في نفس ووجدان كل مسلم، بل كان ذلك فرصة عظيمة أيضا
لنشر دعوة الإسلام وهكذا بدا البعض من غير المسلمين يقرا ويتساءل عن حقيقة هذا النبي
ودينه .
(وإذا أراد الله نشر فضيلة ** طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ** ما كان يعرف طيب عرف العود)
وعليهم أن يدركوا أيضا أن المسلم اليوم بدا يتجاوز حالة السلبية والاكتفاء بخانة ردود الفعل
التي لازمته فترة من الزمن، لأن وعيه بمتطلبات دينه وشخصيته المستقلة قد ازداد، وهؤلاء لا
يرون الخارطة كما هي الآن والى أين تتجه البوصلة، فهم دون أن يدروا يقومون بالتعبئة
ويدفعون الغافلين من أبناء المسلمين الى العمل الايجابي والفعل المنظم لصالح دينهم {فاصبر كما صبر
أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا
ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}.
رد فعل المسلم إزاء هذه التصرفات
لا يجوز لمسلم يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله أن يسيء
الى أي من رسل الله من آدم الى محمد عليهم السلام فلو أن مسيحيا أساء
للرسول فلا يجوز للمسلم الإساءة الى سيدنا عيسى عليه السلام، وكذلك لو أساء اليهودي فلا
يمكن أن يسيء المسلم الى سيدنا موسى عليه السلام، لأن تعظيم هؤلاء الأنبياء من صميم
عقيدة المسلم لقول الله تبارك وتعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى
إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا
نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } (سورة البقرة الآية 136)
كما أننا يجب ألا نأخذ البريء بجريرة هذا الحاقد لقول الله تعالى : {ولا تزر
وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور}
ولقوله تعالى : {كل امرئ بما كسب رهين } وعلينا أن ندرك أن هناك جمع
غفير من غير المسلمين يقف في صف هؤلاء الحاقدين لعدم معرفته حقيقة الدين الإسلامي، ومكانة
النبي الكريم، وهذا يعود الى تقصيرنا نحن في تبيين أمر ديننا، وهو نقص ظاهر ومعيب،
فكيف نطالب الآخر أن يناصر حقنا ونحن لم نقم بواجب البلاغ والتبيين كما يجب، كما
علينا أن نفرق بين السياسيين الذين يعملون وفق متطلبات الكرسي وحساب الموقف، وعامة أهل الديانات
الأخرى الذين لا يتبنون تلك المواقف المعادية للإسلام عن دراسة وتصميم مسبق، ولكننا نأخذ على
بعض المثقفين وأصحاب الكلمة صمتهم ولا ندري أكان هذا الصمت عن رضا؟ أم عدم تقدير
لمدى الإيذاء الذي تعرض له المسلمون؟ فإن عدم الرد على مثل هذه الترهات، وعدم إدانتهم
لمحاولات تغذية تأجيج مشاعر الكراهية الذي تتجمع على إدانته جميع القوانين الدولية، وتستنكره الطباع السليمة،
يعتبر خرصا عن الحق وتشجيعا للمزيد من الانفلات، لما سيسببه هذا الفعل من إثارة الفتنة
وإيغار الصدور.
السابق
صور حزن لفراق الحبيب
التالي
اغنية رحمان يارحمان