مواضيع للرجال للنساء

خامس من اعلنوا اسلامهم

بالصور خامس من اعلنوا اسلامهم

بالصور خامس من اعلنوا اسلامهم
أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري الكناني (توفي 32 ه/652م)، أحد أكابر أصحاب رسول الله،
وهو خامس من دخل في الإسلام وقيل الرابع، وأول من حيا رسول الله بتحية الإسلام، وأحد الذين
جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة

اسمه ونسبه
هو : جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل
بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس
بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الغفاري الكناني.
أمه : رملة بنت الوقيعة بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر
بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
بن معد بن عدنان، الغفارية الكنانية.
واختلف في اسمه على 3 أقوال، فقيل أن اسمه جندب، وقيل: السكن، وقيل: برير، وجمهور
النسابة على أن اسمه: جندب. كما اختلف في اسم أبيه فقيل جنادة، وقيل عبد الله،
وقيل السكن، وقيل عشرقة، والمشهور أنه: جنادة. وكذلك اختلف في اسم جده ووالد جده على
عدة أقوال مع اتفاق جميع النسابين على أن نسبه ينتهي إلى بني غفار من بني
ضمرة من قبيلة كنانة. ويروي ابن ماجة أن رسول الله قال لأبي ذر: «يا جنيدب»
بالتصغير.
ويقال أن أبا ذر كان أخا عمرو بن عبسة السلمي لأمه.
صفاته الشخصية
كان أبو ذر الغفاري طويلا أسمر اللون نحيفا. قال رجل من بني عامر بن صعصعة:
” دخلت مسجد منى فإذا شيخ معروق آدم، عليه حلة قطري، فعرفت أنه أبو ذر
بالنعت.”
وقال الأحنف بن قيس التميمي: ” رأيت أبا ذر رجلا طويلا آدم أبيض الرأس واللحية
“.
حاله في الجاهلية
كان أبو ذر يتعبد في الجاهلية يقول: لا إله إلا الله، وكان لا يعبد الأصنام.

كما كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق، وكان شجاعا يتفرد وحده يقطع الطريق ويغير على
الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ
ما أخذ.
إسلامه

المسجد المنسوب لأبي ذر الغفاري في ميس الجبل في جنوب لبنان
قدم أبو ذر على رسول الله وهو بمكة، فأسلم ثم رجع إلى قومه فكان يسخر
بآلهتهم؛ ثم إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلما رآه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهم في اسمه فقال: «أنت أبو نملة». فقال: “أنا أبو
ذر”. قال: «نعم أبو ذر».
وروي أن أبا ذر قال: “كنت في الإسلام خامسا”، وروي عنه أنه قال: “أنا ربع
الإسلام”. وقال حكام ابن أبي الوضاح البصري : “كان إسلام أبي ذر رابعا أو خامسا.”

يروي أبو ذر قصة إسلامه قائلا: “خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت
أنا وأخي أنيس وأمنا فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا، قال
فحسدنا قومه فقالوا له: إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس. قال فجاء خالنا
فنثا علينا ما قيل له فقلت: أما ما مضى من معروف فقد كدرت ولا جماع
لك فيما بعد. قال فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها وتغطى خالنا بثوبه وجعل يبكي، فانطلقنا حتى
نزلنا بحضرة مكة، فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخبر أنيسا بما هو
عليه، قال فأتانا بصرمتنا ومثلها معها وقد صليت يابن أخي قبل أن ألقى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ثلاث سنين، فقلت: لمن؟ قال: لله. فقلت: أين توجه؟ قال: أتوجه
حيث يوجهني الله، أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألقيت كأني خفاء حتى
تعلوني الشمس. فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة فاكفني حتى آتيك. فانطلق أنيس فراث علي،
يعني أبطأ، ثم جاء فقلت: ما حبسك؟ قال: لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن
الله أرسله. قال: فما يقول الناس له؟ قال: يقولون شاعر كاهن ساحر. وكان أنيس أحد
الشعراء، فقال أنيس: والله لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على
أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد بعيد أنه شعر، والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون!
فقلت اكفني حتى أذهب فأنظر! قال: نعم، وكن من أهل مكة على حذر فإنهم قد
شنفوا له وتجهموا له. فانطلقت فقدمت مكة فاستضعفت رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعون
الصابئ؟ قال فأشار إلي فقال: هذا الصابئ. فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم فخررت
مغشيا علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر، فأتيت زمزم فشربت من مائها وغسلت عني
الدماء فلبثت بها يا بن أخي ثلاثين من بين ليلة ويوم ما لي طعام إلا
ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع. قال فبينا
أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب الله على أصمختهم فما يطوف بالبيت أحد
منهم غير امرأتين فأتتا علي وهما تدعوان إسافا ونائلة. قال فقلت أنكحا أحدهما الآخر، فما
ثناهما ذاك عن قولهما. قال: فأتتا علي فقلت هنا مثل الخشبة غير أني لم أكن،
فانطلقتا تولولان وتقولان: لو كان هاهنا أحد من أنفارنا. قال فاستقبلهما رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وأبو بكر وهما هابطان من الجبل فقال: «ما لكما؟» قالتا: الصابئ بين الكعبة
وأستارها، قال: «فما قال لكم؟» قالتا قال لنا كلمة تملا الفم. فجاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وصاحبه فاستلما الحجر وطافا بالبيت ثم صلى فأتيته حين قضى صلاته فكنت
أول من حياه بتحية الإسلام، فقال: «وعليك رحمة الله، ممن أنت؟» قال قلت: من غفار
فأهوى بيده إلى جبهته هكذا. قال قلت في نفسي: “كره أني انتميت إلي غفار”. فذهبت
آخذ بيده فقدعنى صاحبه وكان أعلم به مني فقال: «متى كنت هاهنا؟» قلت: كنت هاهنا
منذ ثلاثين من بين ليلة ويوم، قال: «فمن كان يطعمك؟» قال قلت: ما كان لي
طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني فما وجدت على كبدي سخفة جوع.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها مباركة، إنها طعام طعم”.». قال أبو بكر:
يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة، قال ففعل فانطلق النبي صلى الله عليه
وسلم، وأبو بكر وانطلقت معهما، ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف.
فقال أبو ذر: فذاك أول طعام أكلته بها.
قال خفاف بن إيماء بن رحضة وكان سيد بني غفار الكنانيين: “إن الله قذف في
قلب أبي ذر الإسلام وسمع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ بمكة يدعو مختفيا،
فأقبل يسأل عنه حتى أتاه في منزله، وقبل ذلك قد طلب من يوصله إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجد أحدا فانتهى إلى الباب فاستأذن فدخل، وعنده أبو
بكر وقد أسلم قبل ذلك بيوم أو يومين، وهو يقول: ” يا رسول الله والله
لا نستسر بالإسلام ولنظهرنه”. فلا يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيءا فقال:
” يا محمد إلام تدعو؟ ” قال: «إلى الله وحده لا شريك له وخلع الأوثان
وتشهد أني رسول الله». فقال: ” أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول
الله”. ثم قال أبو ذر: “يا رسول الله إني منصرف إلى أهلي وناظر متى يؤمر
بالقتال فألحق بك فإني أرى قومك عليك جميعا”. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أصبت فانصرف». فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول: ” لا
أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله “،
فإن فعلوا رد عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد عليهم شيءا. فكان على
ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضت غزوة بدر وغزوة أحد، ثم
قدم فأقام بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم”.
وقال نجيح أبو معشر قال: كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول: لا إله إلا
الله، ولا يعبد الأصنام. فمر عليه رجل من أهل مكة بعدما أوحي إلى النبي صلى
الله عليه وسلم. فقال: يا أبا ذر إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول لا
إله إلا الله، ويزعم أنه نبي. قال: ممن هو؟ قال: من قريش، قال فأخذ شيءا
من بهش وهو المقل فتزوده حتى قدم مكة فرأى أبا بكر يضيف الناس ويطعمهم الزبيب،
فجلس معهم فأكل ثم سأل من الغد: هل أنكرتم على أحد من أهل مكة شيءا؟
فقال رجل من بني هاشم: نعم ابن عم لي يقول لا اله إلا الله ويزعم
أنه نبي. قال: فدلني عليه قال فدله، والنبي صلى الله عليه وسلم، راقد على دكان
قد سدل ثوبه على وجهه، فنبهه أبو ذر فانتبه فقال: انعم صباحا، فقال له النبي:
“عليك السلام”، قال له أبو ذر: أنشدني ما تقول، فقال: “ما أقول الشعر ولكنه القرآن،
وما أنا قلته ولكن الله قاله”، قال: اقرا علي. فقرا عليه سورة من القرآن فقال
أبو ذر أشهد ألا إله ألا الله وأشهد أن محمدا رسوله. فسأله النبي صلى الله
عليه وسلم: «ممن أنت؟» فقال: من بني غفار. قال فعجب النبي صلى الله عليه وسلم،
أنهم يقطعون الطريق، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم، يرفع بصره فيه ويصوبه تعجبا من
ذلك لما كان يعلم منهم ثم قال: «إن الله يهدي من يشاء”». فجاء أبو بكر
وهو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بإسلامه فقال له أبو بكر: “أليس
ضيفي أمس؟” فقال:” بلى”، قال: “فانطلق معي”. فذهب مع أبي بكر إلى بيته فكساه ثوبين
ممشقين.
إسلام قومه بني غفار بدعوته
قال فغبرت ما غبرت فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنه قد وجهت
إلى أرض ذات نخل ولا أحسبها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عني قومك، عسى الله
أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم؟» فانطلقت حتى لقيت أخي أنيسا فقال: ” ما صنعت؟” قلت:
” صنعت أني قد أسلمت وصدقت”. قال أنيس: “ما بي رغبة عن دينك فإني قد
أسلمت وصدقت”. قال فأتينا أمنا فقالت: ما بي رغبة عن دينكما فإني قد أسلمت وصدقت
قال فاحتملنا فأتينا قومنا فأسلم نصفهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
المدينة. وكان يؤمهم إيماء بن رحضة، وكان سيدهم، وقال بقيتهم: إذا قدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم، المدينة أسلمنا. فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم بقيتهم وجاءت
أسلم وكانوا حلفاء غفار فقالوا: يا رسول الله، إخوتنا، نسلم على الذي أسلم إخوتنا. فأسلموا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله».
جهره بالإسلام في مكة
بعد أن ضيف أبو بكر الصديق أبا ذر في منزله أقام أياما ثم رأى امرأة
تطوف بالبيت وتدعو بأحسن دعاء في الأرض تقول: ” أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا
وكذا”، ثم قالت في آخر ذلك: “يا إساف ويا نائلة”، قال أبو ذر: ” أنكحي
أحدهما صاحبه”. فتعلقت به وقالت: ” أنت صابئ”. فجاء فتية من قريش فضربوه، وجاء ناس
من بني بكر بن عبد مناة بن كنانة – وبنو غفار من بني بكر –
فنصروه وقالوا: ” ما لصاحبنا يضرب وتتركون صباتكم؟ ” فتحاجزوا فيما بينهم.
فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ” يا رسول الله أما قريش فلا
أدعهم حتى أثأر منهم، ضربوني”. فخرج حتى أقام بعسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام
ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها فجمعوا الحنط، قال يقول أبو ذر لقومه: ”
لا يمس أحد حبة حتى تقولوا لا إله إلا الله “، فيقولون لا إله إلا
الله ويأخذون الغرائر.
حادثته مع معاوية وعثمان
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء
يستأثرون بالفئ؟» فقال أبو ذر: “إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به”. فقال:
«أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ اصبر حتى تلقاني».
وقال زيد بن وهب : مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر، فقلت ما أنزلك منزلك
هذا؟ قال: كنت بالشأم فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية:  يا أيها الذين آمنوا إن
كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب
والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ، وقال معاوية: “نزلت في أهل
الكتاب”، قال فقلت “نزلت فينا وفيهم”. قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني
إلى عثمان، قال فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة، فقدمت المدينة وكثر الناس علي كأنهم
لم يروني قبل ذلك. قال فذكر ذلك لعثمان فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبا.
فذاك أنزلني هذا المنزل ولو أمر علي حبشي لسمعت ولأطعت.
وقال محمد بن سيرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لأبي ذر: «إذا
بلغ البناء سلعا فاخرج منها»، ونحا بيده نحو الشام، « ولا أرى أمراءك يدعونك!» قال:
” يا رسول الله أفلا أقاتل من يحول بيني وبين أمرك؟” قال: «لا»، قال: “فما
تأمرني؟” قال: «اسمع واطع ولو لعبد حبشي». قال: فلما كان ذلك أرسل معاوية إلى عثمان:
“إن أبا ذر قد أفسد الناس بالشأم”، فبعث إليه عثمان فقدم عليه، ثم بعثوا أهله
من بعده فوجدوا عنده كيسا أو شيءا فظنوا أنها دراهم، فقالوا: ما شاء الله! فإذا
هي فلوس. فلما قدم المدينة قال له عثمان: “كن عندي تغدو عليك وتروح اللقاح”، قال:
“لا حاجة لي في دنياكم”، ثم قال: ائذن لي حتى أخرج إلى الربذة”، فأذن له
فخرج إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة وعليها عبد لعثمان حبشي فتأخر فقال أبو ذر: تقدم
فصل فقد أمرت أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي فأنت عبد حبشي”.
وقال عبد الله بن سيدان السلمي: “تناجى أبو ذر وعثمان حتى ارتفعت أصواتهما، ثم انصرف
أبو ذر متبسما فقال له الناس: “ما لك ولأمير المؤمنين؟” قال: “سامع مطيع ولو أمرني
أن آتي صنعاء أو عدن ثم استطعت أن أفعل لفعلت”، وأمره عثمان أن يخرج إلى
الربذة.
وقال عبد الله بن الصامت الغفاري ابن أخي أبي ذر قال: دخلت مع أبي ذر
في رهط من غفار على عثمان من الباب الذي لا يدخل عليه منه، قال: وتخوفنا
عثمان عليه، قال فانتهى إليه فسلم عليه، قال: ثم ما بدأه بشيء إلا أن قال:
“أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين؟ والله ما أنا منهم ولا أدركهم، لو أمرتني أن آخذ
بعرقوتي قتب لأخذت بهما حتى أمرت”. قال ثم استأذنه إلى الربذة، فقال له عثمان: “نعم
نأذن لك ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة فتصيب من رسلها”. فقال فنادى أبو ذر:
“دونكم معاشر قريش دنياكم فاعذموها لا حاجة لنا فيها”. قال فما بزاه بشيء. قال فانطلق
وانطلقت معه حتى قدمنا الربذة، قال: فصادفنا مولى لعثمان غلاما حبشيا يؤمهم فنودي بالصلاة فتقدم
فلما رأى أبا ذر نكص، فأوما إليه أبو ذر: تقدم فصل. فصلى خلفه أبو ذر.

وقال الأحنف بن قيس التميمي قال: أتيت المدينة ثم أتيت الشأم فجمعت فإذا أنا برجل
لا ينتهي إلى سارية إلا فر أهلها، يصلي ويخف صلاته، قال فجلست إليه فقلت له:
“يا عبد الله من أنت؟” قال: أنا أبو ذر فقال لي: “فأنت من أنت؟” قال
قلت: “أنا الأحنف بن قيس”. قال: ” قم عني لا أعرك”، فقلت له: “كيف تعرني
بشر؟” قال: “إن هذا، يعني معاوية، نادى مناديه ألا يجالسني أحد”.
أهل العراق يبيايعونه
قال شيخان من بني ثعلبة رجل وامرأته: “نزلنا الربذة فمر بنا شيخ أشعث أبيض الرأس
واللحية فقالوا: هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستأذناه أن نغسل رأسه
فأذن لنا واستأنس بنا، فبينا نحن كذلك إذ أتاه نفر من أهل العراق، حسبته قال
من أهل الكوفة، فقالوا: “يا أبا ذر فعل بك هذا الرجل وفعل فهل أنت ناصب
لنا راية؟ فنكملك برجال ما شئت؟” فقال: “يا أهل الإسلام لا تعرضوا علي ذاكم ولا
تذلوا السلطان فإنه من أذل السلطان فلا توبة له، والله لو أن عثمان صلبني على
أطول خشبة أو أطول جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورئيت أن ذاك خير لي، ولو
سيرني ما بين الأفق إلى الأفق، أو قال ما بين المشرق والمغرب، لسمعت وأطعت وصبرت
واحتسبت ورئيت أن ذاك خير لي. ولو ردني إلى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورئيت
أن ذاك خير لي”.
فضله ومناقبه
كان أبو ذر رابع أربعة في الإسلام، وقيل: خامس خمسة في الإسلام، وهو أول من
حيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام. وكان يوازي عبد الله بن مسعود
في العلم.
قال أبو ذر: ” كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على حمار
وعليه بردعة أو قطيفة”.
وقال أبو الدرداء: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدئ أبا ذر إذا حضر،
ويتفقده إذا غاب”.
وقال عبد الله بن مسعود قال: كان لا يزال يتخلف الرجل في تبوك فيقولون: يا
رسول الله، تخلف فلان. فيقول: «دعوه فإن يكن فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يكن
غير ذلك فقد أراحكم الله منه». فتلوم أبو ذر على بعيره فأبطا عليه، فأخذ متاعه
على ظهره، ثم خرج ماشيا فنظر ناظر من المسلمين، فقال: إن هذا الرجل يمشي على
الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كن أبا ذر». فلما تأملت القوم قالوا:”
يا رسول الله، هو والله أبو ذر”؛ فقال: «يرحم الله أبا ذر، يعيش وحده، ويموت
وحده، ويحشر وحده».
وقال علي بن أبي طالب: “لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم
غير أبي ذر ،ولا نفسي”، ثم ضرب بيده على صدره.
وسئل علي بن أبي طالب عن أبي ذر فقال: “وعى علما عجز فيه وكان شحيحا
حريصا، شحيحا على دينه حريصا على العلم، وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع أما أن قد
ملئ له في وعائه حتى امتلأ”. فلم يدروا ما يريد بقوله وعى علما عجز فيه،
أعجز عن كشف ما عنده من العلم أم عن طلب ما طلب من العلم إلى
النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو ذر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر إني
أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال
يتيم».
وقال الحارث بن يزيد الحضرمي: سأل أبا ذر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإمارة
فقال: «إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى
الذي عليه فيها».
وقال عراك بن مالك: قال أبو ذر: “إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم القيامة؛ وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أقربكم
مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته فيها»”؛

 

  • من خامس من اعلنوا اسلامهم
  • خامس من اعلن اسلامه
  • من خامس من اعلن اسلامه
  • من هو خامس من اعلنوا اسلامهم
  • خامس من اعلنوا اسلامهم
  • من خامس من اعلنو اسلامهم
  • من خامس من اعلنوا الاسلام
  • من خامس من اعلن اسلامهم
  • خامس من أعلن إسلامه
  • من هو خامس من اعلن اسلامه
السابق
موضة للمحجبات
التالي
دعاء يبعد الشيطان