” لولا الحب ما التف الغصن على الغصن في الغابة النائية .. و لا عطفت
الظبية على الطلا في الكناس البعيد .. و لا حنا الجبل على الجبل في الوادي
المنعزل .. و لا امد الينبوع الجدول الساعي نحو البحر .. و لولا الحب ما
بكى الغمام لجدب الارض .. و لا ضحكت الارض بزهر الربيع .. و لا كانت
الحياة !” بالحب .. نرى الحياة بوجه اخر ! ” ما كان يدري من قبله
-اي الحب- ما اللذة و ما الحياة، و ما كان يحس انه يعيش حقا، و
ان له قلبا، و ما كان يدرك من قبله بهاء النهار، و لا فتنة الليل،
و لا سحر القمر، كان كل ذلك عنده كالالفاظ بلا معنى!! يفهم منه ما يفهمه
الاعجمي اذا تلوت عليه غزل العرب!! فلما عرف “الحب” ادرك ان وراء هذه الالفاظ معاني
تهز الفؤاد و تستهوي القلب .. و كان يمشي في طريق الحياة كما يمشي الرجل
في المتحف المظلم فطلع عليه الحب نورا مشرقا اراه هذه التحف الفاتنات، و هذه الروائع”
” بقلم الشيخ/علي الطنطاوي رحمة الله