مواضيع للرجال للنساء

ابحاث في علم الاجتماع

ابحاث في علم الاجتماع 20160821 96 1

ابحاث في علم الاجتماع 20160821 96

 

يقول العلامة ابن خلدون في مقدمته: «ان الاجتماع الانساني ضروري، ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم
الانسان مدني بالطبع، اي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم وهو
معنى العمران».فالفرد الواحد غير قادر وحده على تحصيل حاجته وما يغذي استمرارية حياته، ومن هنا
كان لابد له من التعاون مع ابناء جنسه للحصول على قوت يومه ونمو فكره وعقله
والذي بهما يقوى لكي يتعرف ويتطلع على كل ما هو جديد ويدور في فلكه، واذا
لم يتحقق هذا التعاون فاستمرارية حياته تغدو مهددة بالخطر والتي قد تصل فيما بعد الى
الزوال.”لذلك فان هذا الاجتماع ضروري للنوع الانساني، ومما لا شك فيه فانه لا بد لهذا
الاجتماع من رادع يدفع البشر بعضهم عن بعض، فواحد منهم له عليهم الغلبة والسلطان واليد
القاهرة… وهذا هو معنى الملك”

(1).والانسان قد عرف الحياة الاجتماعية منذ نشاته الاولى، وبدات معه عندما كان متنقلا (مجتمع الجمع
والصيد) ولازمته في استقراره (المجتمع الزراعي والصناعي). وتعبير انسان اجتماعي يعني علاقات اجتماعية مع الاخرين.لقد
استدعى وجود الانسان مع الاخرين ارتباطه بقواعد معينة من السلوك تتمشى مع عاداتهم وتقاليدهم، وهذا
الترابط نجده عند بعض الكائنات الحية ايضا «كما في الجراد والنحل… الا ان ذلك موجود
لغير الانسان بمقتضى الفطرة والهداية لا بمقتضى الفكرة والسياسة»[/color]

(2).والذي يميز الترابط الانساني عن غيره هو الترابط الثقافي، ومن ثم تحدد علاقاته وسلوكه مع
الاخرين لا بالفطرة وانما بالتعلم من خلال تجارب الاخرين.واذا كان السلوك الفطري الحيواني يتميز بالثبات
فالسلوك الانساني يتميز بالتنوع والتغير تبعا للمكان والزمان، فما يصح هنا لا يصح هناك.«من هنا
نجد ان اهتمامات علم الاجتماع بالمجتمع او الجماعة او المجتمع المحلي لا يتوقف عند الحدود
العددية لها بقدر ما يتوقف عند الابعاد النوعية وكيفية تنظيمها وانماط عيشها وسلوكها، وهذا ما
يصطلح عليه بعلاقات اجتماعية.وهذه العلاقات الاجتماعية بين الافراد ما هي الا علاقات تفاعلية محورها المشاركة
في المجتمع

(3).وقد يتناول الباحث الاجتماعي موضوعا مبسطا ومباشرا كالعلاقات بين الزوجين او الابناء، او موضوعا منظما
كالنظام الاسري والثقافي والاقتصادي والسياسي والديني، وهو ما يعرف في علم الاجتماع بالنظم الاجتماعية. الا
ان المفهوم السوسيولوجي في الوقت الحاضر تخطى المنظور التقليدي، فمجتمع اليوم اكثر تنقلا وحراكا وبالتالي
فان قيمه عرضة للتغير والتبدل.مفهوم علم الاجتماع وتعريفه:ان لفظ «المجتمع» انما يطلق على نظام له
وجود واقعي، وله اسس واركان محددة. وبمعنى ادق ان «المجتمع» لا يطلق الا على التشكيلة
الاجتماعية التي لها نظرية حول الوضع الشرعي او القانوني للجماعة والمنزلة الاجتماعية والحقوقية للافراد. وفي
ضوء طبيعة ذلك الوضع تصاغ العلاقات الاجتماعية المناسبة

(4).وعلم الاجتماع هو احد فروع علم السلوك الانساني التي تحاول اكتشاف العلة والمعلول في العلاقات
الاجتماعية بين الافراد. فهو يتناول دراسة العادات والاعراف، والتركيبات والمؤسسات الاجتماعية الناشئة من التفاعل بين
الناس.ويحاول دراسة القوى التي تستطيع ان تكتنف تلك العادات والاعراف والمؤسسات الاجتماعية او تضعفها. وبكلمة،
فان علم الاجتماع يدرس الطبيعة الانسانية للمجتمع واساليب الحفاظ على تركيبته الثقافية والسياسية، باعتبار ان
اهم ما يميز السلوك الانساني عن سلوك بقية الكائنات هو طبيعته الاجتماعية.ولا شك ان تنظيم
المؤسسات الاجتماعية يلعب دورا رئيسيا في صياغة شكل افعال الانسان على ساحة المجتمع. فمهمة علم
الاجتماع تتلخص باكتشاف الطرق التي تستخدمها المؤسسات الاجتماعية على الفرد، وطبيعة تفاعله مع الاخرين. ومثال
ذلك: التركيبة العائلية، التي تعتبر من اهم الحقول الدراسية في بحوث علم الاجتماع، والتركيبة الاقتصادية
والسياسية ونحوها.ومع ان منشا علم الاجتماع كان ولا يزال غربيا في اطاره العام، وتركيبته العلمية
والثقافية كانت ولا تزال منتزعة من التقاليد والاعراف الاوروبية، الا ان ارتباط مبادئ علم الاجتماع
بالفلسفة الاخلاقية يجعلنا ننظر وبتحفظ من زاوية العلم الذي يدعو الى التماس الارتكاز العقلائي في
تنظيم المؤسسات الاجتماعية

(5).وقد كان طموح علم الاجتماع ان يتطور بشكل متواز لتطور العلوم الطبيعية كالكمياء والفيزياء والطب،
الا ان ذلك الطموح لم يتحقق لاختلاف المباني التي استندت عليها العلوم الاجتماعية قياسا لاشقائها
في العلوم الطبيعية. بل ان العلوم الاجتماعية في بعض مراحلها المتقدمة سلكت مسلك الاداة التنفيذية
للاستعمار الاوروبي في فهم سلوك المجتمعات غير الاوروبية وتفاعلاتها الاجتماعية وعقائدها الدينية.وكل ذلك النشاط كان
يهدف الى غاية غير نبيلة تمثلت بالسيطرة على مقدرات تلك الشعوب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا

(6).وعلى اي حال فقد ارتبطت دراسة الاحداث الاجتماعية بظهور الازمات الاجتماعية وكل ما يتعلق بها،
فكلما تعدت الحوادث نطاق المالوف او تباعدت عنه، كلما استدعى ذلك الوقوف عند تلك التغيرات
والتقلبات التي تلفت الانتباه، لا تلك الاحداث العادية المستقرة التي لا تحتاج الى حلول. وعلم
الاجتماع او السوسيولوجيا كما يعرفه «غاستون بوتول»: «هو العلم الوحيد الذي ما زال يتتبع منذ
نشاته دراسة موضوع ما زال في طريق التطور السرمدي، وارتبطت كل خطوة من خطواته الكبرى
بقلق اجتماعي كبير»

  • pdfعلاقة علم الاجتماع بالفلسفة
السابق
افضل علاج للجرب
التالي
اغاني افلام