الكاتبة وداد ناصر محمد لوتاه
وداد ناصر محمد لوتاه هي خبيرة جنسية اماراتية، وكاتبة وباحثة، حاصلة على بكالوريس اداب في
كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الامارات، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. تدرجت وداد بعدها في عدد
من الوظائف؛ اذ عملت في التدريس بوزارة التربية والتعليم حتى عام 1993، وانتقلت الى قسم
الدعوة النسوي بدائرة الاوقاف والشؤون الاسلامية بدبي، وعملت موجهة اسرية في محاكم دبي قسم التوجيه
والاصلاح الاسري بين عامي 2001 و2009 وانتقلت اخيرا مستشارة اسرية في هيئة تنمية المجتمع.[4] وقع
عليها الاختيار عام 2024، لتكون ضمن اقوى 100 امراة عربية
نشاتها والتعليم
ولدت لوتاه في عام 1964 في الامارات.[1] تحمل وداد بكالوريوس من كلية الدراسات الاسلامية في
جامعة الامارات.[2] الحياة الوظيفية
عملت وداد 7 سنوات في وزارة التربية والتعليم كمدرسة تربية اسلامية، ثم رئيسة لقسم الدعوة
النسوي في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية. وعملت ايضا مستشارة في المحاكم الاسرية بدبي، وهي ناشطة
في قضايا الاسرة والمراة
كاتبة
سري للغاية
مستندة الى عشرات التجارب التي عايشتها، نتيجة خبرتها الطويلة في ميدان المشكلات الاسرية، بحكم عملها
لعقود، موجهة ومستشارة، ومرشدة ومعلمة، ومدفوعة بغية توجيه رسالة توعية، والتحذير من الوقوع ضحية لمثل
اولئك المشعوذين الذين تزايدت اعدادهم بصورة كبيرة ليس على مستوى الدول العربية فقط، بل على
مستوى العالم، وللاسف تنطلي الاعيبهم وحيلهم على كثيرين؛ قامت وداد بتاليف كتابها الاول “سري للغاية..
المعاشرة الزوجية اصول واداب”. ان هذا الكتاب يمثل حصيلة تجارب يومية عاشتها وداد في محاكم
دبي بعد 9 سنوات من العمل في الاصلاح الاسري. تقول لوتاه انها شرحت في احد
فصول الكتاب اللذة الزوجية، مشيرة الى وجود نساء لم يسمعن من قبل بهذا الامر نتيجة
نظرة الازواج لهن ك”وعاء” وان اللذة حكر عليهم فقط. واضافت ان مدرسة في امارة دبي،
متزوجة منذ عدة سنوات، وعندما قرات الكتاب اتصلت بها واخبرتها انها للمرة الاولى تسمع باللذة
الزوجية. وفي موضوع اخر، اكدت وداد لوتاه تاييدها لتدريس الجنس في المدارس، لافتة الى ان
الغاية ليست عرض الاجهزة التناسلية، وانما هناك اطفال في المدارس يتعرضون للتحرش من تلاميذ اكبر
منهم، والاطفال لا يدركون هذا الامر. وقالت ان دول الخليج تعاني منها ظاهرة “البويات” اي
النساء المسترجلات، داعية لحل هذه المشكلة. واشارت ايضا الى وجود رجال لا يميلون لزوجاتهم وبعضهم
يمارس الشذوذ ويلبس ملابس نسائية. واضافت: “رايت القبل والاحضان بين فتاتين جميلتين في مكان بدبي
واستدعيت على الفور شرطة الاداب”. واعترفت لوتاه بانها اثارت غضب الناس بسبب الكتاب، وان اهلها
ايضا غضبوا منها لكنهم لاحقا غيروا نظرتهم للامر، مؤكدة انها تكشف المستور من اجل علاجه.
وشددت على انها لا تفتي وانما تعالج المشاكل، خاصة للشباب المقبلين على الزواج، منتقدة بشدة
تربية بعض الاباء، وضربت مثلا ان احدهم اخبر ابنه “انه شبل ابن اسد وعليه ان
ينزع غشاء بكارة زوجته من اول ليلة”، لكن هذا الزوج بقي لاحقا عدة اشهر ولم
يتمكن من فعل ذلك بسبب الخوف الذي زرعه فيه والده من هذه المسالة التي “لا
تحتاج الا الى الاحضان وملامسة الاصابع والدفء الزوجي”.[5] اسباب تاليف هذا الكتاب
ترجع وداد الاسباب التي دفعتها الى اصدار كتابها، الى تنامي ظاهرة الدجل عموما، وتاثيراتها السلبية
في الفرد والمجتمع، بل واجتذاب الشعوذة لجمهور جديد من الشباب والفتيات. وتروي احدى القصص قائلة:
«اتصلت بي شابة في الرابعة والعشرين من عمرها، تشكو من ضيقها بحياتها، فسالتها عن سبب
ذلك، فاخبرتني انها تعمل وسيطة بين مشعوذين وزبائن، ووجدت (رزقة) تكذب على الناس بها، اذ
تجمع الاموال من اناس في الامارات، ثم تطير الى احدى الدول، صانعة لهم ما يطلق
عليه (وصل المحبة)، فقلت لها ان ذلك هو سبب تعبك في الحياة، اذ انك تكذبين
على الناس وتقومين بخداعهم، وتسعين للحرام بقدميك وتجلبين الاذى لاخرين، وعليك ان تقلعي عن ذلك،
وبالفعل استجابت، وردت بعض الاموال التي كانت جمعتها الى اصحابها، وكانت نحو 40 الف درهم»،
مشيرة الى ان لديها الكثير من مثل تلك القصص، نتيجة انتشار المشعوذين والدجالين، وكذلك المعالجين
والرقاة عير المؤتمنين «ممن يستغلون ازمات نساء، لاسيما فتيات يتعلقن بقشة للخروج من ازمات نفسية
يقعن فيها لسبب او لاخر، ولكم شكت لي شابات تعرضهن للتحرش من قبل اولئك الادعياء
الذين يسيئون الى غيرهم من الرقاة الامناء». وحول عنوان الكتاب، ولماذا اختارت صاحبته ذلك الشكل
الرمزي بدلا من التصريح الواضح، تقول وداد لوتاه: «افضل ان يكون بيني وبين القارئ شيء
ما جاذب، والعنوان يجب ان يحرض على القراءة لا ان يزهد فيها، واخترت تلك الحروف
الاربعة كي يستشعر المتلقي انه ليس امام كتاب نمطي، كغيره من المؤلفات التي تناولت ما
تطرقت اليه من موضوعات العين والسحر والزار وغيرها، واعتقد ان ذلك لقي صدى طيبا لدى
البعض، وحاولت ان انوع حتى في شكل العنوان والوانه، فكثيرون صاروا بصيرين، تشدهم الالوان، والمربعات،
وتلفت انتباههم». مشيرة الى انها تضع الجيل الجديد دوما نصب عينيها خلال اعداد كتبها، وتحاول
ان تقترب برسائلها التوعوية الى شباب اليوم، ممن يفضلون «السندوتشات المعرفية السريعة»، وليسوا بحاجة الى
المجلدات والشروحات المطولة، فكثيرون لم يعودوا يتحملون ذلك، على حد تعبيرها.[2] وتستند لوتاه التي حصلت
على شهادة في الدراسات الاسلامية في كتابها لما ينصه القران والشريعة الاسلامية من احكام وتوجيهات
في العلاقة الزوجية: “الديانات السماوية منها وغير السماوية تتحدث عن اسس العلاقة الحميمة بين الزوج
والزوجة. فمن الطبيعي ان نستند للشريعة في هذه الامور، الى جانب المتخصصين في علم النفس
والمساعدين الاجتماعيين”. وعن الهدف من ترجمة كتابها للانجليزية تقول:”مهمتي من هذا الكتاب ومن ترجمته للانجليزية
بالاخص هو ان ابين للمجتمع الغربي واي مجتمع اخر بان الدين الاسلامي فيه اسس سليمة
للثقافة الجنسية، وليس فقط الثقافة الغربية. ولهذا كتبت بالتفصيل عن الامور التي يعتقد الناس بانها
حرام في الدين الاسلامي بينما هي في الواقع محللة ومسموح بها. ولا من محرمات في
الدين الاسلامي الا منطقة واحدة وهي منطقة الدبر”.[3] مبدا
شعار وداد لوتاه في كتابيها «لست انتظر تاييدا، ولا اخشى تنديدا»، وكذلك في عملها الذي
يدفعها لمواجهة موضوعات حساسة واسرار عائلية، ففي العام 2024 وحده تعاملت مع نحو 500 حالة
اسرية، واخر السعادات الكبرى التي حصلت عليها اخيرا، حينما وفقت في الاصلاح بين زوجين كبيرين
في السن طال بينهما الخلاف لاكثر من اربع سنوات، كما ذكرت الكاتبة التي تقول ان
«ليلي ونهاري مخصصان للمشكلات الاسرية، وندخل احيانا بيوتا كي نذلل مشكلة ما، اذ نمتلك اسعافا
اسريا لمن لا يستطيعون القدوم الينا في هيئة تنمية المجتمع، وهاتفي دائما مشغول حتى وانا
بعيدة عن اوقات العمل الرسمية»، منتقدة تحويل البعض الاستشارات الاسرية الى تجارة، مضيفة «احدى النساء
اتصلت بي، وظلت تحدثني عن مشكلتها لنحو ساعة ونصف، وقبل انهاء الحوار، سالتني (وين ادفعلك
الفلوس، فقلت لها اي فلوس يا حبيبتي، فردت حق المكالمة الهاتفية والاستشارة، ففلانة وفلان وفلان
ياخدون ثمن الاستشارات عندما نكلمهم، واول شيء نصنعه عندما نستشيرهم نعطيهم رقم الحساب)، ففوجئت بالارقام
والمبالغ الكبيرة التي قالتها المراة، وكيف يدفع البعض ثمنا باهظا لمكالمة هاتفية، او حتى استشارة
عبر البريد الالكتروني». فيما تؤكد وداد لوتاه ان الاجر الحقيقي الذي تحصل عليه هي شخصيا،
هو شعورها بالرضا والسعادة حينما تسهم في حل مشكلة ما بين زوجين، او تساعد اطفالا
على الشعور بالامان بين والدين هانئين بحياتهما.[2] نقد لاذع وتهديد بالقتل
تعرضت لوتاه بعد ان حقق كتابها “سري للغاية” نجاحا منقطع النظير في العالم العربي، الى
حملة واسعة من الانتقادات، طالتها شخصيا، من خلال عشرات المواقع والمنتديات الالكترونية التي عارضت دعوات
سابقة لها بنشر الثقافة الجنسية بين طلاب وطالبات المدارس. من جانبها قالت لوتاه ان «الحملة
التي استهدفت الكتاب تكشف ان الذين يخوضونها لم يقراوه اصلا، ولم يكلفوا انفسهم عناء تصفحه،
والا لاكتشفوا بسهولة انه لم يخرج ابدا عن القران الكريم»، مشيرة الى انها استشارت قبل
طباعته علماء دين، واستجابت لنصائح بعضهم في الغاء بعض الفصول المتعلقة بممارسة الجنس اثناء فترة
الحمل. ومن جهة اخرى، تلقت وداد تهديدات بالقتل من رجال غاضبين على ما تضمنه كتابها.
اكدت لوتاه ان «التهديد بالقتل الذي وصلها من خلال اتصالات هاتفية كان من رجال اعتبروا
الكتاب تحريضا لزوجاتهم، ولكن ذلك لم يخفها ويثنيها عن مواصلة عملها وممارسة حياتها بشكل طبيعي»،
معتبرة انها «هدفت من خلال الكتاب الى توعية الزوجة بحقوقها من زوجها والاستمتاع بممارسة الجنس
معه للوصول الى السعادة والاستقرار»، متسائلة: «هل اخطات في ذلك؟».[3] مقولات
تقول وداد عن الرجال: “ان اغلبهم يتخلون عن مسؤولياتهم الاسرية، ويغيبون عن منازلهم جسدا وروحا،
وتراهم يفضلون السهر طوال الليل مع اصدقائهم، او ينجرفون في علاقات مع نساء مزيفات الشكل
وغريبات اللسان”.
تقول وداد عن عمل المراة: “خروجها الى العمل هو الذي دمر الكثير من البيوت، واتمنى
ان تكون هناك حملة تعيد المراة الى بيتها، وتذكرها بدورها الرئيس والهام، وارتفاع نسبة الانحراف
بين الاحداث وزيادة حجم السرقات، واسلحة بيضاء في حقائب الطلبة، عنف.. وجرائم.. ان اعادة الشباب
الى الطريق الصائب، لا يكون الا بعودة النساء الى بيوتهن”.
تقول عن حق الابناء: “الاستماع ومتابعة ابنائهم؛ لان الوضع اصبح بالغ الخطورة، والاعتماد على الخدم
ادى الى حدوث كوارث، منها: قصة طفلة في الثالثة من العمر كانت تتعرض لتحرش جنسي
من الخادمة وصل حد النزيف. لدينا حالات حمل من اشقاء، وتحرش، نريد ان تاخذ المراة
حقها من الرجل، وان يكونوا منصفين، حنونين على نصفهم الاخر”.