مواضيع للرجال للنساء

هل الاستغفار يحقق الامنيات

بالصور هل الاستغفار يحقق الامنيات

بالصور هل الاستغفار يحقق الامنيات

الله أمرنا بالتوبة إليه، والاستغفار من ذنوبنا، في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسمى نفسه
ووصفها بالغفار وغافر الذنب وذي المغفرة، وأثنى على المستغفرين ووعدهم بجزيل الثواب، وكل ذلك يدلنا
على أهمية الاستغفار، وفضيلته، وحاجتنا إليه .
وقد قص الله علينا عن أنبيائه أنهم يستغفرون ربهم، ويتوبون إليه، فذكر عن الأبوين آدم
وحواء عليهما السلام أنهما قالا : { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا
وترحمنا لنكونن من الخاسرين } [ الأعراف23 ] .
وذكر لنا عن نوح عليه السلام أنه قال : { وإلا تغفر لي وترحمني أكن
من الخاسرين } [ هود47 ] ، وقال أيضا : { رب اغفر لي ولوالدي
ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا } [ نوح28 ]
.
وذكر عن موسى عليه السلام أنه قال : { قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر
لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم } [ القصص16 ] ، وذكر عن موسى
أنه طلب المغفرة له ولأخيه هارون عليهما السلام فقال : { قال رب اغفر لي
ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين } [ الأعراف151 ] .
وذكر عن نبيه داود عليه السلام أنه قال : { فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب
} [ ص24 ] .
وذكر عن نبيه سليمان عليه السلام أنه قال : { قال رب اغفر لي وهب
لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب } [ ص35 ] .

وأمر خاتم رسله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بالاستغفار بقوله : { فاعلم أنه
لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم } [ محمد19
] .
وأمرنا نحن معاشر العبيد بالاستغفار فقال : { فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين } [
فصلت6 ] .

ثمار الاستغفار وفوائده :
للاستغفار فوائد عظيمة ، وثمار جمة ، منها :
أولا / من فوائد الاستغفار :
أنه سبب لمغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات :
قال تعالى : { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله
غفورا رحيما } [ النساء110 ] .
وعن أبى ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى
عن الله تبارك وتعالى أنه قال : ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي
وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني
أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي
كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار
، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا
ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم
وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا
، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد
، ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم
وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل إنسان مسألته ، ما نقص ذلك
مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم
أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد
غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ” [ أخرجه مسلم ،وقال سعيد _ أحد رواة
الحديث _ : كان أبو إدريس الخولانى إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه ]
.
وعن أبى ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى
عن ربه عز وجل أنه قال : ” يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني
، فإني سأغفر لك على ما كان فيك ، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا ،
للقيتك بقرابها مغفرة ، ولو عملت من الخطايا حتى تبلغ عنان السماء ما لم تشرك
بي شيئا ثم استغفرتني لغفرت لك ثم لا أبالى ” [ أخرجه أحمد ].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : قال الله : ” يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت
لك على ما كان فيك ولا أبالى ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان
السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالى ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب
الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ” [ أخرجه
الترمذي وغيره ] .
وعن أبى هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: ” ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث
الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني
فأغفر له ” [ رواه والبخاري ومسلم ] .
وعن أبى سعيد وأبى هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ” إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ، نزل
إلى السماء الدنيا فيقول : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من
سائل ؟ هل من داع ؟ حتى ينفجر الفجر ” .
——————————————–
ثانيا / من ثمار الاستغفار :
أنه أمان من العقوبة والعذاب :
قال الله تعالى : { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } [ الأنفال33 ]
.
وعن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ” أمانان كانا على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، رفع أحدهما _ وهو النبي صلى الله عليه وسلم
_ وبقى الآخر : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم
وهم يستغفرون } .
فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى ، والاستغفار كائن فيكم إلى يوم القيامة
.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : الاستغفار على نحوين
: أحدهما في القول ، والآخر في العمل .
فأما استغفار القول : فإن الله يقول : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك
فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول } .
وأما استغفار العمل : فإن الله يقول : { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون
} ، فعنى بذلك أن يعملوا عمل الغفران ، ولقد علمت أن أناسا سيدخلون النار
وهم يستغفرون الله بألسنتهم ، ممن يدعي بالإسلام ومن سائر الملل .
——————————————–
ثالثا / من فوائد الاستغفار :
أنه سبب لتفريج الهموم ، وجلب الأرزاق ، والخروج من المضائق :
ففي سنن أبي داود وابن ماجة ، ومسند الإمام أحمد وحسنه العلامة الشيخ / عبد
العزيز بن باز رحمه الله تعالى ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من لزم الاستغفار ،
جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من
حيث لا يحتسب ” .
كلمات قليلة ذات تأثيرات عجيبة ، فالله سبحانه يرضى من عباده بالقليل ، ويجزيهم عليه
بالكثير ، فأكثروا من الاستغفار ، أكثروا من الاستغفار ، والهجوا بألسنتكم لله الواحد القهار
، واعلموا أن فضائل الاستغفار لا تكون إلا للمستغفرين الله حقا وصدقا ، فليس الاستغفار
أقوال ترددها الألسن ، وعبارات تكررها الأفواه ، إنما الاستغفار الحق ما تواطا عليه القلب
واللسان ، وندم صاحبه على ما بدر منه من ذنوب وآثام ، وعزم على ترك
سفيه الأحلام والأوهام ، فهذه أركان التوبة النصوح التي أمر الله تعالى بها العباد ،
ووعد عليها بتكفير الخطيئات ، والفوز بنعيم الجنات ، فقال عز شأنه : { يٰأيها
ٱلذين ءامنوا توبوا إلى ٱلله توبة نصوحا عسىٰ ربكم أن يكفر عنكم سيئٰتكم ويدخلكم جنٰت
تجرى من تحتها ٱلأنهٰر } .
فمن استغفر بلسانه ، وقلبه مصر على معصيته ، فاستغفاره يحتاج إلى استغفار ، قال
الفضيل بن عياض رحمه الله : ” استغفار بلا إقلاع ، توبة الكذابين ” ،
وقال بعض العلماء : ” من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب ،
والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ” .
فحذاري أن تتخذوا ربكم هزوا ، ودينكم لعبا ، فقد قال الله جل وعلا :
{ وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } [ الجاثية9
] .
——————————————–
رابعا / من ثمار الاستغفار :
أنه سبب لنزول الغيث وتوفر المياه ، والقوة في الأرض :
قال تعالى عن هود عليه السلام أنه قال لقومه : { ويا قوم استغفروا ربكم
ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين }
[ هود52 ] .
فانظروا إلى عظيم رحمة الله بنا ، ومزيد فضله علينا ، أن رتب على الاستغفار
عظيم الجزاء ، وسابغ الفضل والعطاء .
——————————————–
خامسا / من فوائد الاستغفار :
أن كثرة الاستغفار والتوبة من أسباب تنزل الرحمات الإلهية ، والألطاف الربانية ، والفلاح في
الدنيا والآخرة :
كما قال سبحانه : ” لولا تستغفرون ٱلله لعلكم ترحمون ” [ النمل 46 ]
.
وقال عز وجل : ” وتوبوا إلى ٱلله جميعا أيه ٱلمؤمنون لعلكم تفلحون ” ،
فرتب المولى جل وعلا ، الرحمة والفلاح ، والنجاة والصلاح ، على مداومة الاستغفار والتوبة
من الذنوب .
——————————————–

سادسا / من ثمار الاستغفار :
أن كثرة الاستغفار في الأمة جماعات وفرادى ، سبب لدفع البلاء والنقم عن العباد والبلاد
، ورفع الفتن والمحن عن الأمم والأفراد ، لاسيما إذا صدر ذلك عن قلوب موقنة
، مخلصة لله مؤمنة :
قال الله عز وجل : { وما كان ٱلله معذبهم وهم يستغفرون } ، قال
تعالى : { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا
رحيما } [ النساء110 ] .
——————————————–
سابعا / من فوائد الاستغفار :
أنه سبب لنزول الغيث المدرار ، وحصول البركة في الأرزاق والثمار ، وكثرة النسل والنماء
، وكثرة النعم في الفيافي والقفار :
كما قال سبحانه حكاية عن نوح عليه السلام : ” فقلت ٱستغفروا ربكم إنه كان
غفارا * يرسل ٱلسماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموٰل وبنين ويجعل لكم جنٰت ويجعل لكم
أنهارا ” [ نوح ] .
——————————————–
ثامنا / من فوائد الاستغفار :
إغاظة الشيطان :
ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم : ” إن الشيطان قال : وعزتك يا
رب لا أبرح أغوي عبادك ، ما دامت أرواحهم في أجسادهم ” ، فقال الرب
تبارك وتعالى : ” وعزتي وجلالي ، لا أزال أغفر لهم ، ما استغفروني ”
[ أخرجه الحاكم ، والبيهقي في الأسماء ، وانظر السلسلة الصحيحة 104 ] ، وجاء
عن بعض السلف قوله : إن أحدكم لعله يضني شيطانه كما يضني أحدكم بعيره .

——————————————–
تاسعا / من ثمار الاستغفار :
أن المستغفرين يمتعهم ربهم متاعا حسنا ، ويرزقهم رزقا رغيدا ، وعيشا هنيئا ، فيهنئون
بعيشة طيبة ، وينعمون بحياة سعيدة ، ويسبغ عليهم سبحانه مزيدا من فضله وإنعامه :

قال تعالى : ” وأن ٱستغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلىٰ أجل
مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ” .
——————————————–
عاشرا / من فوائد الاستغفار :
أن المستغفرين أقل الناس وأخفهم أوزارا :
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ” طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا ” [ رواه ابن
ماجة ، وقال المنذري في الترغيب بإسناد صحيح ، وكذا قال الألباني ] ، قيل
لبعض السلف : كيف أنت في دينك ؟ قال : أمزقه بالمعاصي ، وأرقعه بالاستغفار
.
يقول بن القيم رحمه الله : سألت شيخ الإسلام ابن تيميه فقلت : يسأل بعض
الناس : أيما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار ؟ فقال : ” إذا كان الثوب
نقيا فالبخور وماء الورد أنفع له ، وإن كان دنسا فالصابون والماء أنفع له ”
[ الوابل الصيب ص : 124] ============================================
مشروعية الاستغفار :
الاستغفار مشروع في كل وقت ، وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل
، وكثير أجر ، فيستحب الاستغفار بعد العبادات ، ليكون كفارة لما يقع فيها من
خلل أو تقصير ، إذن تتأكد مشروعية الاستغفار في الأوقات التالية :
1- بعد الفراغ من الصلوات الخمس :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة المفروضة يستغفر الله ثلاثا
؛ لأن العبد عرضة لأن يقع منه نقص في صلاته بسبب غفلة أو سهو .

2- في ختام صلاة الليل :
قال تعالى عن المتقين : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم
يستغفرون } [ الذاريات 17-18 ] .
وقال تعالى : { الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار } [ آل عمران17 ]
.
3- بعد الإفاضة من عرفة والفراغ من الوقوف بها :
قال تعالى : { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور
رحيم } [ البقرة199 ] .
4- في ختم المجالس ونهايتها :
حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقوم الإنسان من المجلس أن يقول كفارة
المجلس ، عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ” من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم
من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب
إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ” [ أخرجه الترمذي وغيره
، وقال : هذا حديث حسن غريب صحيح ] ، فإن كان مجلس خير كان
كالطابع عليه ، وإن كان غير ذلك كان كفارة له .
5- في ختام العمر ، وفي حال كبر السن :
فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عند اقتراب أجله : بسم الله
الرحمن الرحيم : { إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين
الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } [ سورة النصر 1-3
] .
فقد جعل الله فتح مكة ، ودخول الناس في دين الله أفواجا ، علامة على
قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمره عند ذلك بالاستغفار .
فينبغي لكم أيها المسلمون ملازمة الاستغفار في كل وقت ، والإكثار منه ليلا ونهارا لتحوزوا
على فضائله ، وتنالوا خيراته ، وتنهلوا من معينه ، فقد كان نبينا صلى الله
عليه وسلم يكثر من الاستغفار ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر ، فكيف بنا ، ونحن لا ندري أيغفر لنا أم لا ؟ .
عن الأغر المزنى – وكانت له صحبة – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ” إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة
” [ رواه مسلم ] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا أيها الناس توبوا إلى الله
فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة ” [ أخرجه مسلم ] .
وفي سنن ابن ماجة بسند جيد عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه يقول
: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا
كثيرا ” .
============================================
دواعي الاستغفار والتوبة :
التوبة واجبة على العبد في كل حين وفي كل وقت ، لأن العبد لا ينفك
عن اقتراف الأخطاء ، فهو بحاجة ماسة إلى التوبة والاستغفار ، بالليل والنهار ، ولو
فرضنا أنه سلم من الوقوع في الخطا فهو مطالب بالاستغفار ، لما ينتابه من قصور
في شكر نعمة الله تعالى ، وما يصيبه من خلل في عبادته ، فهو بحاجة
للاستغفار دائما وأبدا حتى يلقى ربه تعالى .
لكن هناك أحوال يتأكد فيها الاستغفار ، وتجب فيها التوبة فورا ، ولا ينبغي التسويف
فيها أو التأخير ، لأن العبد ربما اخترمته المنية ، وأدركه الموت وهو لم يتب
من ذنبه ، ولم يستغفر من خطيئته ، ولم يقلع عن معصيته ، فعليه البدار
وعدم التأخر ، فمن دواعي الاستغفار في مثل هذه الحال ما يلي :
أولا / عند ارتكاب الفاحشة :
قال تعالى : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم
ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزآؤهم
مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين } [
آل عمران 135-136 ] .
فأتبع السيئة بحسنة تمحها ، وتب فورا من ذنبك ، وأقلع عنه ، واعزم على
أن لا تعود إليه أبدا ، لتحظى بالمغفرة من الله عز وجل غفار الذنوب ،
ستار العيوب .
——————————————–
ثانيا / عند الظلم :
إما بظلم الآخرين ، أو باقتراف إثم أو معصية في حق النفس .
قال تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ
ظلموا أنفسهم جآؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [ النساء64
] .
وقال تعالى : { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله
غفورا رحيما } [ النساء110 ] .
وقال تعالى : { ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك
لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب } [ الرعد6 ] .
——————————————–
ثالثا / ما دون الشرك الأكبر :
قال تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك
لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } [ النساء116 ] .
ومن أشرك بالله ، وعبد معه غيره ، ثم تاب إلى الله وأناب ، فهذا
كما قال تعالى : { ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن
لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين } [ الأعراف149 ] .
——————————————–
رابعا / عند الاستسقاء :
لا يستسقى بمثل الاستغفار ، والتوبة للواحد القهار ، وقد مر بنا النصوص الدالة على
ذلك ومنها :
أخرج البخاري في صحيحه قال : خرج عبد الله بن يزيد الأنصارى وخرج معه البراء
بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهم فاستسقى ، فقام بهم على رجليه على
غير منبر فاستغفر ، ثم صلى ركعتين يجهر بالقراءة ولم يؤذن ، ولم يقم .

============================================
أسباب مغفرة الذنوب :
هناك أسباب من أجلها يغفر الله ذنوب العبد ولو كانت مثل زبد البحر ، بل
لو كان فارا من الزحف ، ومعلوم أن الفرار من الزحف من السبع الموبقات ،
ولكن هناك أسباب لو فعلها العبد لحظي بالمغفرة من الله تبارك وتعالى ، ومنها :

أولا / تقوى الله عز وجل :
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر
عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم } [ الأنفال29 ] .
——————————————–
ثانيا / اتباع النبي صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
والله غفور رحيم } [ آل عمران31 ] .
وقال تعالى : { يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم
ويجركم من عذاب أليم } [ الأحقاف31 ] .
يا قومنا أجيبوا رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى ما يدعوكم إليه ,
وصدقوه واعملوا بما جاءكم به , يغفر الله لكم من ذنوبكم وينقذكم من عذاب مؤلم
موجع .
——————————————–
ثالثا / عدة أمور طيبة :
قال تعالى : { سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين
* الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين *
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا
الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزآؤهم مغفرة من ربهم وجنات
تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين } [ آل عمران 133-136 ]
.
وقال تعالى : { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات
والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله
لهم مغفرة وأجرا عظيما } [ الأحزاب35 ] .
——————————————–
رابعا / القتل في سبيل الله :
قال تعالى : { ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة
خير مما يجمعون } [ آل عمران157 ] .
وقال تعالى : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل
الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى
وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } [ النساء 95 ] .
——————————————–
خامسا / كثرة الاستغفار :
قال تعالى : { واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما } [ النساء106 ]
.
——————————————–
سادسا / تحقيق الإيمان وعمل الصالحات :
قال تعالى : { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم }
[ المائدة9 ] .
قال تعالى : { فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم } [ الحج50
] .
سؤال : من هم المؤمنون ؟
الجواب : هم الذين ذكرهم الله تعالى في بداية سورة الأنفال ، في قوله عز
وجل : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين * إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم
ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } [
الأنفال 1-4 ] .
——————————————–
سابعا / الصبر وعمل الصالحات :
ما أعظم الصبر ، وما أجمل ثماره ، فالصبر له أجر لا يوصف ، أجر
الصبر بغير حساب ، قال تعالى : { إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم
مغفرة وأجر كبير } [ هود11 ] .
وقال تعالى في أجر الصبر : { قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين
أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }
[ الزمر10 ] .
والصبر أنواع ثلاثة :
صبر على طاعة الله ، وصبر عن معاص الله ، وصبر على أقدار الله .

فمن حقق هذه الأنواع الثلاثة فقد فاز فوزا عظيما .
——————————————–
ثامنا / التجاوز عن الآخرين :
قال تعالى : { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين
والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم
} [ النور22 ] .
——————————————–
تاسعا / قول الحق :
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح
لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } الأحزاب70-71

] .
من صدق الله ورسوله ، وعمل بشرعه وطاعته ، واجتنب معصيته ؛ خوفا من العقاب
, وقال في جميع أحواله وشؤونه قولا مستقيما موافقا للصواب ، خاليا من الكذب والباطل
، واتقى الله وقال قولا سديدا ، أصلح الله له أعماله , وغفر ذنوبه ،
ومن يطع الله ورسوله فيما أمر ونهى فقد فاز بالكرامة العظمى في الدنيا والآخرة .

——————————————–
عاشرا / اتباع القرآن ، وخشية الله تعالى بالغيب :
قال تعالى : { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر
كريم } [ يس11 ] .
إنما ينفع تحذيرك من آمن بالقرآن , واتبع ما فيه من أحكام الله , وخاف
الرحمن , حيث لا يراه أحد إلا الله , فبشره بمغفرة من الله لذنوبه ,
وثواب منه في الآخرة على أعماله الصالحة , وهو دخوله الجنة .
——————————————–
حادي عشر / عدم القنوط من رحمة الله :
قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة
الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } [ الزمر53 ] .

الله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لعبادي الذين تمادوا في المعاصي
, وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب : لا تيئسوا من
رحمة الله ؛ لكثرة ذنوبكم , إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع
عنها مهما كانت ، ومهما عظمت , إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده ,
الرحيم بهم .
============================================
صيغ الاستغفار :
ورد الاستغفار بصيغ متعددة ، والمختار منها عن شداد بن أوس رضي الله عنه :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” سيد الاستغفار أن تقول : اللهم
أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك
ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ،
وأبوء لك بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ” قال :
من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل
الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من
أهل الجنة ” [ متفق عليه ] .
وأخرج الترمذي وأبو داود من حديث بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله
عليه وسلم قال : سمعت أبي يحدثنيه عن جدي ، أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : ” من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا
هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفر له وإن كان قد فر من الزحف ”
[ أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، وأحمد ، وقال الألباني رحمه الله : صحيح
لغيره ] .
وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي موسى رضي الله عنه ، عن النبي صلى
الله عليه وسلم ، أنه كان يدعو بهذا الدعاء : ” رب اغفر لي خطيئتي
وجهلي وإسرافي في أمري كله ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي
خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت ،
وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت
على كل شيء قدير ” .
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول
الله : ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ، ويطعم المسكين ، فهل ذاك
نافعه ؟ قال : ” لا ينفعه ! إنه لم يقل يوما : رب اغفر
لي خطيئتي يوم الدين ” .
وأخرج البخاري وغيره من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه : عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : ” من تعار من الليل ، فقال : لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على
كل شيء قدير ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ،
والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : رب اغفر
لي ، أو دعا استجيب له ، فإن توضأ ثم صلى ، قبلت صلاته ”
.
وأخرج الترمذي واللفظ له وصححه الألباني ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال
: كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من
قبل أن يقوم : ” رب اغفر لي ، وتب علي إنك أنت التواب الغفور
” ، ولفظ أبي داود : ” رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب
الرحيم ” [ رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه ] .
وإذا كانت صيغ الاستغفار السابقة مطلوبة فإن بعض صيغه منهي عنها ، ففي الصحيحين واللفظ
للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ” لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني
إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له ” .
ألفاظ الاستغفار :
هناك ألفاظ كثيرة للاستغفار ، وردت في السنة النبوية منها :
1 / استغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه .
2 / رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
3 / سبحان الله وبحمده ، استغفر الله وأتوب إليه .
4 / استغفر الله ، استغفر الله .
5 / اللهم اغفر لي .
6 / غفرانك ، غفرانك .
7 / استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، وأتوب إليه .

  • كثرة الاستغفار يحقق الامنيات
  • تحقيق الامنيات بالصلاه علي الرسول صلي الله عليه و سلم
  • كثرة الاستغفار ماذا يحقق عالم حوا
  • ولقد علمت اناس يدخلون النار وهم يستغفرون
السابق
احلى ملابس الاطفال
التالي
احاديث عن الصداقة