مواضيع للرجال للنساء

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين 20160820 172 1

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين 20160820 172

 

هذه الجملة العظيمة التي فيها اعترافين كبيرين الاول وهو الاعظم :الاعتراف بالوهية الله تعالى ووحدانيته
و الثاني: الاعتراف بالذنب و التقصير و الخطا ، فالاول يدل على تمام العبودية لله
رب العالمين ،و الثاني يدل على قوة الايمان و الرغبة في تطبيق العبودية تطبيقا صحيحا
بالتنازل عن الغرور و التوقف عن التمادي في العصيان و الرغبة بل العزم في الطاعة
و الاخلاص و الاستقامة لله تعالى .. ان البدء بتوحيد الله تعالى في الدعاء و
تنزيهه فيه اعتراف بذلك و فيه ردع للنفس العاصية او الطاغية و تذكير لها انها
مهما تمادت و تعجرفت فان هناك من خلقها ومن سيحاسبها ومن هو قادر عليها فيجعلها
ذلك تتراجع و تخاف و تتادب و تمتنع عن الحرام ، ثم الاعتراف بالخطا يكون
نتيجة حتمية للشعور بعظمة الله تعالى و قدرته و اليقين بذلك ،فالمرء ان علم ان
هناك من هو اقوى منه و طلب منه التوقف عن امر ما والا عاقبه فانه
يتوقف عنه مباشرة فكيف ان كان الامر و الناهي هو الله تعالى و بالتالي فانه
يمتنع كليا ان وقع الايمان و اليقين في قلبه ويتراجع عن ما هو فيه او
ما كان عليه صاغرا تائبا ، وهو ايضا يستشعر عظمة الله تعالى وانه الاله الحق
وانه الامر الناهي وانه المجازي و المعاقب وان كل شيء بامره وتقديره فيستحي حينها ان
ينقص في حق ربه تعالى او ان يعصيه و لا يوفيه حقه من عبادة و
طاعة مع انه مهما فعل فلن يستطيع ان يرد جزءا بسيطا من حق الله تعالى
عليه ، و يبقى الامل في رحمة الله و رضوانه.

{ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين}

{وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا
اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين} [الانبياء : 87]

جاءت في القران الكريم على لسان عبد صالح من عبيده ، و نبي كريم من
انبيائه وهو سيدنا يونس بن متى عليه السلام ، وهذا النبي لما راى نفسه وقع
في بلاء من ربه وامتحان ، وابتلي بان جعله الله تعالى في بطن الحوت نادى
في الظلمات ، ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت ..نادى الذي يسمع
ويرى كل شيء كما قيل -والله اعظم من ذلك -: يرى ويسمع دبيب النملة السوداء
فوق الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ،سبحانه هذا العظيم القدير القوي العزيز المسيطر على كل
شيء ناداه عبده ونبيه وهو موقن باجابته وناداه اولا بوحدانيته و الوهيته ثم اعترف له
بحاله فانجاه الله تعالى من بطن تلك الدابة البحرية و اعاده و عافاه ، فيا
سبحان الذي قال عن نفسه {واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا
دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة : 186] ،و قال {امن يجيب المضطر
اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون} [النمل :
62] .. فتدبروا يرحمكم الله تعالى قوة الدعاء ، و نتيجة الاعتراف بالتقصير -حاشا الانبياء-
ثم نتيجة التوحيد و اليقين بعون الله و توفيقه عند اخلاص التوبة و الانابة اليه.

{ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين}

فلا اله الا انت فيها نفي للالوهية تماما عن كل احد و كل شيء ثم
اثباتها قطعا لله تعالى -الا انت- فهو الاله الحق لا شريك له ، وكل من
يعبد سواه فهو من ناحية :اله باطل ليس الها حقيقيا ولو قيل عنه اله ،ولو
وصف بالالوهية فالوهيته مزيفة كاذبة فهو مخلوق و عاجز او قد يكون خرافة و اسطورة
،و من ناحية ثانية: هذه العبادة التي تصرف الى غير الله باطلة بل تعد شركا
و اثما على صاحبها ، فلابد من توحيد الاله الحق الذي قال عن نفسه {شهد
الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو
العزيز الحكيم} [ال عمران : 18] و قال {الله لا اله الا هو الحي القيوم
لا تاخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي
يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه
الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم} [البقرة :
255] ، و توحيد الله تعالى من اهم واقوى اسباب السعادة و الراحة النفسية و
الفكرية و البدنية و ليس كمن يتشتت ذهنه فيعبد مئات الالهة او من يصرف دعائه
للجهة الخاطئة فيبتلى بالذلة و الخيبة و كذلك فان توجيه النداء و الرجاء الى الرب
الصمد المستحق كفيل بتحقيق الغايات و الرغبات و باستقامة الحياة و النفس .

{ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين}

اني كنت من الظالمين ، الظلم هو وضع الشيء في غير محله ، و العاصي
ظالم فهو وضع في محل الطاعة و الاذعان العصيان و المخالفة و هذا ظلم لنفسه
وظلم لدينه ، و الذي يظلم الناس و لا يعدل معهم وضع مكان العدل البغي
و التكبر و سلب الحقوق و الايذاء وهذا ظلم للناس و مخالفة للشرع ، و
قد سمى الله تعالى الشرك ظلم { ان الشرك لظلم عظيم} [لقمان : 13]، لان
المشرك وضع مكان التوحيد لله الاشراك به و هو ذنب عظيم لانه اكبر الظلم واشده
و كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اكبر الكبائر :
الاشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وقول الزور ، او قال :
وشهادة الزور) رواه البخاري، فبدا بالشرك لانه اكبر و اشد و اثقل ذنب و فيه
تحطيم لاول اساس من اسس الاسلام وهو التوحيد حيث قال صلى الله عليه وسلم (
بني الاسلام على خمس : شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
، واقام الصلاة ، وايتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ) ، فالاعتراف بالظلم
سواءا كان شركا او كبيرة من الكبائر او صغيرة من الصغائر ثم اتباع الاعتراف به
بتوبة و ندم و اقلاع عنه سبب للمغفرة و للخروج من الاثر السيء الناتج عنه
، و كذلك باب من ابواب الرحمة و السعادة و اجابة الدعاء ولهذا قال سبحانه
بعدما وجه اليه نبيه يونس هذا الدعاء و الرجاء -لا اله الا انت سبحانك اني
كنت من الظالمين-:

(فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)سورة الانبياء،اية 88

اخيرا
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
اللهم اغفر لابي واجعل قبره روضة من رياض الجنة و لسائر اموات المسلمين
امين

 

  • هذه الجملة العظيمة التي فيها اعترافين
السابق
المسيحى الدجال
التالي
جدول السعرات الحرارية للاطعمة