مواضيع للرجال للنساء

احب الاسماء الى الله

احب الاسماء الى الله 20160819 5701 1

احب الاسماء الى الله 20160819 5701

روينا في صحيح مسلم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال‏:‏ قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏ان احب اسمائكم الى الله عز وجل عبد الله، وعبد الرحمن‏”‏‏.‏‏(9)

2/727 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ ولد لرجل منا
غلام فسماه القاسم، فقلنا‏:‏ لا نكنيك ابا القاسم ولا كرامة، فاخبر النبي صلى الله عليه
وسلم، فقال‏:‏ ‏”‏سم ابنك عبد الرحمن‏”‏‏.‏‏(10)

3/728 وروينا في سنن ابي داود والنسائي وغيرهما، عن ابي وهيب الجشمي الصحابي رضي الله
عنه قال‏:‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏تسموا باسماء الانبياء، واحب الاسماء الى الله تعالى
عبد الله وعبد الرحمن، واصدقها‏:‏ حارث وهمام، واقبحها‏:‏ حرب ومرة‏

قوله : ( باب احب الاسماء الى الله – عز وجل ) ورد بهذا اللفظ
حديث اخرجه مسلم من طريق نافع عن ابن عمر ان احب اسمائكم الى الله عبد
الله وعبد الرحمن وله شاهد من حديث ابي وهب الجشمي وسياتي التنبيه عليه بعد باب
، واخر عن مجاهد عند ابن ابي شيبة مثله ، قال القرطبي : يلتحق بهذين
الاسمين ما كان مثلهما كعبد الرحيم وعبد الملك وعبد الصمد ، وانما كانت احب الى
الله لانها تضمنت ما هو وصف واجب لله وما هو وصف للانسان وواجب له وهو
العبودية . ثم اضيف العبد الى الرب اضافة حقيقية فصدقت افراد هذه الاسماء وشرفت بهذا
التركيب فحصلت لها هذه الفضيلة . وقال غيره : الحكمة في الاقتصار على الاسمين انه
لم يقع في القران اضافة عبد الى اسم من اسماء الله – تعالى – غيرهما
، قال الله – تعالى – : وانه لما قام عبد الله يدعوه وقال في
[ ص: 586 ] اية اخرى وعباد الرحمن ويؤيده قوله – تعالى – قل ادعوا
الله او ادعوا الرحمن وقد اخرج الطبراني من حديث ابي زهير الثقفي رفعه اذا سميتم
فعبدوا ومن حديث ابن مسعود رفعه احب الاسماء الى الله ما تعبد به وفي اسناد
كل منهما ضعف .

قوله : ( عن جابر ولد لرجل منا غلام ) اسم الرجل المذكور لم اقف
عليه .

قوله : ( فسماه القاسم ) مقتضى رواية مسلم عن رفاعة بن الهيثم عن خالد
بالسند المذكور هنا ” فسماه محمدا ” الا انه اورده عقب رواية عبثر وهو بوزن
جعفر بعين مهملة ثم موحدة ثم ساكنة ثم مثلثة عن حصين بالسند المذكور فسماه محمدا
فذكر الحديث ، وفي اخره سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ، فانما بعثت قاسما اقسم
بينكم ثم ساق رواية خالد وقال بهذا الاسناد ولم يذكر فانما بعثت قاسما اقسم بينكم
وكان الاختلاف فيه على خالد ، فان الاسماعيلي اخرجه من رواية وهيب بن بقية عن
خالد فقال ” فسماه القاسم ” واخرجه احمد عن هشيم عن حصين فقال ” سماه
القاسم ” واخرجه ايضا من رواية معمر عن منصور كذلك ، واخرجه ابو نعيم من
رواية يوسف القاضي عن مسدد عن خالد فقال ” سماه باسم النبي – صلى الله
عليه وسلم – ” هكذا قاله ابو عوانة عن : حصين اخرجه ابو نعيم في
” المستخرج على مسلم ” وهذا يقتضي ترجيح رواية رفاعة بن الهيثم ، واخرجه احمد
عن زياد البكائي عن منصور كما قال رفاعة ، وقد وقع الاختلاف فيه على شعبة
ايضا في ” باب قوله – تعالى – : فان لله خمسه وللرسول يعني قسم
ذلك من كتاب فرض الخمس فاخرجه البخاري هناك عن ابي الوليد عن شعبة عن سليمان
وهو الاعمش ومنصور وقتادة قالوا سمعنا سالما اي ابن ابي الجعد عن جابر قال ”
ولد لرجل منا غلام فاراد ان يسميه محمدا ” قال : وقال عمر ويعني ابن
مرزوق عن شعبة عن قتادة بسنده ” اراد ان يسميه القاسم ” واورده من رواية
سفيان الثوري عن الاعمش فقال ” اراد ان يسميه القاسم ” واخرجه مسلم من رواية
جرير عن منصور فقال فيه ” ولد لرجل منا غلام فسماه محمدا فقال له قومه
: لا ندعك تسميه باسم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فانطلق اليه
بابنه حامله على ظهره فقال : يا رسول الله ولد لي غلام فسميته محمدا ”
فذكر الحديث ، وقد بين شعبة ان في رواية منصور عن سالم عن جابر ان
الانصاري قال ” حملته على عنقي ” اورده البخاري في فرض الخمس ، وقد تقدم
انه يقتضي ان يكون من مسند الانصاري من رواية جابر عنه ، وسائر الروايات عن
سالم بن ابي الجعد يقتضي انه من مسند جابر ، وفيه اورده اصحاب المسانيد والاطراف
، وقدمت في فرض الخمس ان رواية من قال اراد ان يسميه القاسم ارجح ،
وذكرت وجه رجحانه . ويؤيده انه لم يختلف على محمد بن المنكدر عن جابر في
ذلك كما اخرجه المؤلف في اخر الباب الذي يليه .

قوله : ( لا نكنيك ابا القاسم ولا كرامة ) في الرواية التي في الباب
بعده من هذا الوجه ” ولا ننعمك عينا ” هو من الانعام اي لا ننعم
عليك بذلك فتقر به عينك ، ويؤخذ منه مشروعية تكنية المرء بمن يولد له ولا
يختص باول اولاده .

قوله : ( فاخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – ) كذا للاكثر بضم
الهمزة على البناء للمجهول ، ولبعضهم بالبناء للفاعل ، ويؤيده ما في الباب الذي بعده
بلفظ ” فاتى النبي – صلى الله عليه وسلم – ” .

قوله : ( فقال سم ابنك عبد الرحمن ) في مطابقة الترجمة لحديث جابر عسر
، واقرب ما قيل انهم لما انكروا [ ص: 587 ] عليه التكني بكنية النبي
– صلى الله عليه وسلم – اقتضى مشروعية الكنية ، وانه لما امره ان يسميه
عبد الرحمن اختار له اسما يطيب خاطره به اذ غير الاسم فاقتضى الحال انه لا
يشير عليه الا باسم حسن ، وتوجيه كونه احسن تقدم في اول الباب ، قال
بعض شراح ” المشارق ” لله الاسماء الحسنى ، وفيها اصول وفروع اي من حيث
الاشتقاق قال : وللاصول اصول اي من حيث المعنى ، فاصول الاصول اسمان الله والرحمن
; لان كلا منهما مشتمل على الاسماء كلها ، قال الله – تعالى – :
قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ولذلك لم يتسم بهما احد . وما ورد من
رحمان اليمامة غير وارد لانه مضاف ، وقول شاعرهم
وانت غيث الورى لا زلت رحمانا
تغالى في الكفر ، وليس بوارد ; لان الكلام في انه لم يتسم به احد
، ولا يرد اطلاق من اطلقه وصفا لانه لا يستلزم التسمية بذلك ، وقد لقب
غير واحد الملك الرحيم ولم يقع مثل ذلك في الرحمن ، واذا تقرر ذلك كانت
اضافة العبودية الى كل منهما حقيقة محضة ، فظهر وجه الاحبية ، والله اعلم .

السابق
وما حب الديار شغفن قلبي
التالي
حشوات البيتزا