رونق الطفولة منطبعة في شفاه ازاهر الحياة، و نور البراءة مشعة في انامل الصبا، كانما
شعاع الحب والدفء ينبعث من صفو الصدى، فالوصول الى احضان السعادة هو ان يضاف شيئا
من حب الاطفال والاستمتاع بروعتهم، فيجب اتخاذهم مثلا في الوضوح و البيان، وبهاء الجنان، مسايرة
مخيلتهم باطراف البنان، و مباشرتهم بنظراتنا نحوهم لنتامل حقيقة بهجتهم و سر نقاوتهم، فالطفولة اشبه
بثوب ازرق يشف عنا تحته من وداعة و لطف، ولنوجه انظارنا نحو النجوم و نتلمس
عفويتهم المطلقة في ادراك الامور، ولنتطلع الى السنتهم الناطقة بروح الحياة، هم زهور تغمر اعمارنا
وتبعث في سماهنا الهنا.
لذلك فلنحسن تربية اطفالنا ولنعلمهم السلوك الصحيح منذ الصغر كي يتاسس فيهم ذلك حتى الكبر،
الطفل رقيق بطبعه، يولد ضعيف، و بقدرة الابوين و طريقة التعامل التي يتعاملان بها معه
هي التي تحدد ان كان الطفل صاحب شخصية قوية ام انه منكسر و عاجز عن
التصرف بدون تدخل والديه، فالقوة و الضعف ليست فطرة، انما هي سلوك مكتسب يؤسس فى
سن السابعة من عمره و ذلك حسب الدراسات العلمية المثبتة.
ولكي يكون الطفل شخصية قوية قادر على تقييم و ادراك الامور بنفسه فيجب عليك التالي:
تجنب الدلال المفرط: فهو خير وسيلة لاضعاف شخصية الطفل كونه تعود على اخذ كل ما
يريد و منال كل ما يطلب، فالاعتدال دوما هو الانسب، و اخذ الامور من نواحي
تربوية تتمثل في تلبية رغباته تارة و عقابه حين يخطئ تارة اخرى لن ينقص من
حبك لطفلك بل هو مصلحة له سيقدرها حين يكبر.
تجنب الحرمان و القسوة في التعامل: فكل شيء زاد عن حده انقلب ضده، فلا الدلال
المفرط اسلوب صحيح في التعامل و لا القسوة الزائدة كذلك، هناك فرق كبير بين الحرمان
و العقاب، فحين يخطئ الطفل يجب اولا ان يعرف ما هو خطؤه، ان كان واعيا
و قادرا على الفهم، مع تجنب الحرمان في التعامل فهو يهز الطفل من الداخل، كان
يحرم من المصروف فقد يشعره بالانكسار امام اصدقائه في المدرسة، و ان يحرم من اللعب
ويعاقب بالدراسة المضاعفة قد تكرهه بالدراسة، وان يحرم من الخروج الى المكان الذي يحب قد
يجعله قويا داخل المنزل وضعيفا في الخارج.
فالطفولة عقل مشوح بكل ما هو جميله، فلا يجب تشويهه.
تجنب الخوف الزائد عليهم: فيجب على الطفل ان يتعلم و يؤسس لنفسه حياة يقدر فيها
على مواجهة الامور بنفسه، فلا يجب ملاحقته اينما كان خوفا عليه من ان يقع او
ان يضربه طفل اخر او ان يشعر بالخوف دون ابيه او امه، بل يجب ان
يعزز الابوين من قوتهما اولا كي يقدروا على تقوية طفلهم وتعزيز ثقته بنفسه وان كان
وحيدهما او بكرهما، مع الحرص على ان يكون الطفل في مكان امن وتحت النظر ومتابعته
بين الحين و الاخر.
الاعتماد على نفسه: ليتعلم حب الاستطلاع و الصبر حين تعرضه لعائق في امر ما او
لعبة ما، يجب ان يجرب و يجرب و يجرب حتى ينجح او يفشل، فان عجز
بعد التجربة يتم امداده بالمساعدة، وان نجح فسيكون في قمة سعادته و ما علينا سوى
اضفاء اجواء من الفرحة احتفاء به، فهذا سيربي فيه العزيمة و الاصرار و بالتالي اعتماده
على نفسه دون اللجوء لاحد.
عزيزتي الام ، عزيزي الاب،،،
طفلكما اغلى ما لديكما فعززوا به الثقة ليرفعكما لا ليخذلكما.