مواضيع للرجال للنساء

المغفرة والتوبة

المغفرة والتوبة 20160819 1908 1

المغفرة والتوبة 20160819 1908

استغفر الله واتوب اليه
الاستغفار هو طلب المغفرة ، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها ،
اي ان الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا
ويستر عليه في الاخرة فلا يفضحه في عرصاتها ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته .
وقد كثر ذكر الاستغفار في القران ، فتارة يؤمر به كقوله تعالى (واستغفروا الله ان
الله غفور رحيم)(المزمل/20) وتارة يمدح اهله كقوله تعالى : (والمستغفرين بالاسحار)(ال عمران/17) ، وتارة يذكر
الله عز وجل انه يغفر لمن استغفره كقوله تعالى : (ومن يعمل سوءا او يظلم
نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) (النساء/110) .
وكثيرا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ،
والتوبة عبارة عن الاقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح ، وحكم الاستغفار كحكم الدعاء ، ان
شاء الله اجابه وغفر لصاحبه لاسيما اذا خرج من قلب منكسر بالذنوب ، او صادف
ساعة من ساعات الاجابة كالاسحار وادبار الصلوات ، وافضل الاستغفار ان يبدا بالثناء على ربه
، ثم يثني بالاعتراف بذنبه ، ثم يسال ربه بعد ذلك المغفرة ، كما في
حديث شداد بن اوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” سيد الاستغفار
ان يقول العبد : اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني ، وانا عبدك
، وانا على عهدك ، ووعدك ما استطعت ، اعوذ بك من شر ما صنعت
، ابوء لك بنعمتك علي ، وابوء بذنبي ، فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب
الا انت “(رواه البخاري) .

وقوله : ” ابوء لك بنعمتك علي ” اي اعترف لك ، و ” ابوء
بذنبي ” اي اعترف واقر بذنبي . وفي حديث عبد الله بن عمرو ان ابا
بكر قال : يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي ، قال :
قل : ” اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت ،
فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم “(رواه مسلم) .

ومن افضل الاستغفار ان يقول العبد : ” استغفر الله العظيم الذي لا اله الا
هو الحي القيوم واتوب اليه ” . وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
ان من قاله : ” غفر له وان كان فر من الزحف ” .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ان كنا لنعد لرسول الله صلى الله
عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول : ” رب اغفر لي وتب علي
انك انت التواب الغفور “(رواه الترمذي وابو داود والحاكم) .

وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :
” والله اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة “(رواه احمد
وابو داود وابن ماجة) .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” انه ليغان على قلبي واني لاستغفر
الله في اليوم مائة مرة “(رواه البخاري ومسلم) .

وقد ورد في حديث انس اهم الاسباب التي يغفر الله عز وجل بها الذنوب ،
فقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ” يا ابن ادم انك ما
دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي ، يا ابن ادم لو بلغت
ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض
خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة “(رواه الترمذي) .

وقد تضمن هذا الحديث ثلاثة اسباب من اعظم اسباب المغفرة :
احدها : الدعاء مع الرجاء : فان الدعاء مامور به موعود عليه بالاجابة ، كما
قال تعالى : (وقال ربكم ادعوني استجب لكم )(غافر/60) ، فالدعاء سبب مقتض للاجابة مع
استكمال شرائطه وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف الاجابة لانتفاء بعض شروطه او وجود بعض موانعه
، ومن اعظم شرائطه حضور القلب ورجاء الاجابة من الله تعالى ، فمن اعظم اسباب
المغفرة ان العبد اذا اذنب ذنبا لم يرج مغفرة من غير ربه ، ويعلم انه
لا يغفر الذنوب وياخذ بها غيره فقوله : ” انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك
ما كان منك ولا ابالي ” يعني على كثرة ذنوبك وخطاياك ، ولا يتعاظمني ذلك
ولا استكثره .

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” اذا دعا احدكم فليعظم
الرغبة ، فان الله لا يتعاظمه شيء “(رواه مسلم) . فذنوب العباد وان عظمت فان
عفو الله ومغفرته اعظم منها ، كما قال الامام الشافعي عند موته :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك
ربي كان عفوك اعظم

الثاني : الاستغفار : فلو عظمت الذنوب وبلغت الكثرة عنان السماء وهو السحاب ، وقيل
: ما انتهى اليه البصر منها ثم استغفر العبد ربه عز وجل ، فان الله
يغفرها له .

روي عن لقمان انه قال لابنه : يا بني عود لسانك اللهم اغفر لي فان
لله ساعات لا يرد فيها سائلا .

وقال الحسن : اكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي اسواقكم وفي
مجالسكم واينما كنتم ، فانكم ما تدرون متي تنزل المغفرة .
الثالث : التوحيد : وهو السبب الاعظم ومن فقده حرم المغفرة ، ومن اتى به
فقد اتى باعظم اسباب المغفرة .

قال الله تعالى : (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك
لمن يشاء)(النساء/166) ، قال ابن القيم رحمه الله في معنى قوله : ” يا ابن
ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة”
يعفى لاهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا يعفى لمن ليس كذلك ،
فلو لقى الموحد الذي لم يشرك بالله البتة ربه بقراب الارض خطايا اتاه بقرابها مغفرة
، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده ، فان التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك
لا يبقى معه ذنب ؛ لانه يتضمن من محبة الله واجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه وحده
ما يوجب غسل الذنوب ، ولو كانت قراب الارض ، فالنجاسة عارضة ، والدافع لها
قوي ، ومعنى ” قراب الارض ” ملؤها او ما يقارب ذلك ، ولكن هذا
مع مشيئة الله عز وجل ، فان شاء غفر بفضله ورحمته ، وان شاء عذب
بعدله وحكمته ، وهو المحمود على كل حال .

قال بعضهم : الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار ، ولا يبقى فيها
كما يبقى الكفار ، فان كمل توحيد العبد واخلاصه لله فيه وقام بشروطه كلها بقلبه
والسانه وجوارحه او بقلبه ولسانه عند الموت اوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها
ومنعه من دخول النار بالكلية ، فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه اخرجت منه كل ما
سوى الله محبة وتعظيما واجلالا ومهابة وخشية ورجاء وتوكلا ، وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها
ولو كانت مثل زبد البحر ، وربما قلبتها حسنات ، فان هذا التوحيد هو الاكسير
الاعظم ، فلو وضعت ذرة منه على جبال الذنوب والخطايا لقلبتها حسنات ، قال ابن
عباس رضي الله عنهما : كما ان الله عز وجل لا يقبل طاعات المشركين فنرجو
ان يغفر الله عز وجل ذنوب الموحدين او معناه .
الاثار في فضل الاستغفار :

قالت عائشة رضي الله عنها : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا . وقال
علي رضي الله عنه : ما الهم الله سبحانه عبدا الاستغفار وهو يريد ان يعذبه
.

وقال قتادة رحمه الله : ان هذا القران يدلكم على دائكم ودوائكم ، فاما داؤكم
فالذنوب ، واما دواؤكم فالاستغفار .
نسال الله المغفرة والعفو والعافية.
بقلم الشيخ احمد فريد

اللهم اني اسالك بعزك و ذلى
و بغناك عنى و فقرى اليك
هذه ناصيتى الكاذبه الخاطئه بين يديك
عبيدك سواى كثير و ليس لى سيد سواك
اسالك مسالة المساكين
و ابتهل اليك ابتهال الخاضع الذليل
و ادعوك دعاء الخائف الضرير
من ذل لك قلبه و رغم لك انفه و خضعت لك رقبته و فاضت لك
عيناه
ان تغفر لى ذنبى

  • طلب المغفره
السابق
حكم نزع الشعر اثناء الحيض
التالي
اخبار برج الجدي غدا