انا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر
ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما (2) وينصرك الله نصرا عزيزا .
نزلت هذه السورة الكريمة لما رجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من
الحديبية في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة ، حين صده المشركون عن الوصول
الى المسجد الحرام ليقضي عمرته فيه ، وحالوا بينه وبين ذلك ، ثم مالوا الى
المصالحة والمهادنة ، وان يرجع عامه هذا ثم ياتي من قابل ، فاجابهم الى ذلك
على تكره من جماعة من الصحابة ، منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
فلما نحر هديه حيث احصر ورجع ، انزل الله – عز وجل – هذه السورة
فيما كان من امره وامرهم ، وجعل ذلك الصلح فتحا باعتبار ما فيه من المصلحة
، وما ال الامر اليه ، كما روي عن ابن مسعود – رضي الله عنه
– او غيره انه قال : انكم تعدون الفتح فتح مكة ، ونحن نعد الفتح
صلح الحديبية ، وقال الاعمش ، عن ابي سفيان ، عن جابر – رضي الله
عنه – قال : ما كنا نعد الفتح الا يوم الحديبية