مواضيع للرجال للنساء

الحياة الزوجية المملة

الحياة الزوجية المملة 20160818 2059 1

الحياة الزوجية المملة 20160818 2059

كيف تجدد حياتك الزوجية؟

حكى لي بعض الاصدقاء عن حياته الزوجية فقال:
(انها على ايقاع واحد، دب فيها السام والملل، حيث صورة الحركة اليومية تتكرر باستمرار لتفتقد
كثيرا من معانيها.
وقال: انه مع مرور الزمن حدث نوع من التشبع لديه هو وزوجته، وان كلا منهما
قد تعرف الى الاخر معرفة كاملة، ووصل الى قناعة بعدم جدوى النقاش او النصيحة، فيصبح
التصلب هو سيد الموقف، ولم يعد ثمة من مخرج سوى التكيف والصبر.
ولم اجد ما انصحه به الا ان يحاول كل طرف ان يثبت الى الاخر ان
امكانات التجديد والتغيير ما زالت موجودة، وقد تتجسد في مفاجاة كل طرف للاخر بتغيير رايه
ومواقفه حيال بعض المسائل او الاشخاص او العادات، فالتنازل الذي نتفاجا به من قبل شريكنا
هو ينبوع الامل، وعلينا جميعا ان نفجر ينابيع الامل والحب والحنين كلما امكننا ذلك)

اخي/اختي الزوجة:
بعد مرور سنوات من الزواج تكثر هذه الشكوى “حياتي الزوجية اصبحت مملة”.
كيف اجدد حياتي الرتيبة؟
واول ما علينا ان نعرفه ان (الزواج مثل الكائن الحي يحتاج الى الرعاية والارتواء، حتى
يظل متمتعا بالحياة المشرقة المتجددة) [صحتك النفسية والجنس، د/ عبد الرحمن عيسى-علي عبد الحميد سيد].

ان الشعور بالرتابة والملل مشكلة تواجه الازواج بعد مضي فترة من الزواج، فيجف بذلك نبع
المودة شيئا فشيئا.
التجديد هو كلمة السر:
وعلى طريق بقاء الحب واستمراره بين الزوجين، حتى بعد مرور سنوات على الزواج، يكون التجديد
هو كلمة السر، والوعي باهمية بذل الجهد في التجديد هو مفتاح الحل, وطريق البقاء للحب.

لان الاعتياد والرتابة تقتل الحب، وبذل الجهد باستمرار هو ضمان المحافظة على الحب.
فكم من بيوت تهدمت بعد سنوات طويلة، لان الزوجين فقدا الحب في الطريق دون ان
يشعرا، ولم يقوما بري زهور المودة والرحمة فذبلت وماتت، وفي لحظة ما قد يبحثا عنها،
ولكن بعد فوات الاوان.
ان اي حياة زوجية تخلو من التجديد والبسمات، كبيت يعاني من السوس يتفتت هيكله ببطء،
ومن الخارج يبدو كل شيء حسنا لكن هناك شيئا قد افلت ولا احد يدري بفقدانه.

وانا اعرف زوجين عمرهما الزوجي فقط ثلاث سنوات، وقد تسرب الملل والشعور بالرتابة اليهما لدرجة
التفكير في الطلاق.
وبعد استشارتي في هذه الحالة اشرت على الزوجة بعمل بعض التجديدت البسيطة، وانرت لها اضاءات
على الطريق وقامت هي بباقي المهمة وفكرت في عمل كل جديد وقالت بعد ذلك: (اشعر
الان انني سعيدة لانني انسانة جديدة).
ان التغييرات الصغيرة في غاية الاهمية من اجل تحقيق تغيير جذري، فالسعادة الزوجية تنتج من
العديد من التغييرات الصغيرة على مدار فترة زمنية كافية، فلا يظن الزوج والزوجة انه لا
يمكن تغيير حياتهما واسلوبهما، الامر فقط يحتاج منكما الى تجديد مستمر للحياة.
الملل شعور نفسي:
ان المل شيء نفسي، ياتي غالبا من داخل الانسان كما قال تعالى: {ان الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم} [الرعد: 11].
فحاول تغيير ما بنفسك، والنظر الى الحياة نظرة جديدة.
فكل يوم هناك الجديد وراء الشمس واعلم ان …
التجديد فيه سعادة:
من المظاهر الموجودة في الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية، هي الشعور بالسعادة، والشعور بالسعادة ينقسم الى:

ا. الشعور بالسعادة مع النفس:
(ودلائل ذلك الشعور بالسعادة والراحة النفسية، لما للفرد من ماض نظيف، وحاضر سعيد, ومستقبل مشرق،
ويتاتى ذلك عن طريق الاستفادة من مسرات الحياة اليومية، واشباع الدوافع والحاجات النفسية الاساسية، والشعور
بالامن والطمانينة والثقة ووجود اتجاه متسامح نحو الذات، واحترام النفس وتقبلها والثقة فيها ونمو مفهوم
موجب للذات وتقدير الذات حق تقديرها) [اساسيات الصحة النفسية والعلاج النفسي، د/ رشاد علي عبد
العزيز موسى، ص(14)].
ما علاقة ذلك بالحياة الزوجية؟ ان الزوجة مثلا اذا احدثت بعض التجديدات الصغيرة في نفسها،
في تسريحة الشعر او لون او الماكياج او العطر او شراء قطعة من الملابس جديدة،
كل ذلك يدخل السعادة والسرور على نفسها؛ لان في ذلك ايضا تقديرا لذاتها ولانوثتها وهذا
يحقق لها شعور التجديد الذي معه تجد شعور السعادة.
ب. الشعور بالسعادة مع الاخرين:
(ودلائل ذلك حب الاخرين والثقة فيهم واحترامهم وتقبلهم والاعتقاد في ثقتهم المتبادلة، ووجود اتجاه متسامح
نحو الاخرين, والقدرة على اقامة علاقات اجتماعية سليمة ودائمة والصداقات الاجتماعية والقيام بالدور الاجتماعي المناسب،
والقدرة على التضحية وخدمة الاخرين والاسقلال الاجتماعي والسعادة الاسرية والتعاون وتحمل المسئولية.
ان صحة الفرد النفسية تبدو جلية وواضحة في مدى استمتاعه بالحياة وبعمله وباسرته واصدقائه وشعوره
بالطمانينة وراحة البال، يحب الناس ويحب القيم الاخلاقية السامية، ومع ذلك فكل منا قد يتعرض
احيانا لضيق عابر او قلق عرضي، ولكن الفرد الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة يستطيع ان
يواجه مثل هذه الازمات والشدائد ويحاول حلها حلا سويا سليما، والشعور بالسعادة لا يكتمل الا
باتباع ما امر الله به سبحانه وتعالى، واجتناب ما نهى عنه عز وجل) [اساسيات الصحة
النفسية والعلاج النفسي، د/ رشاد على عبد العزيز موسى، ص(14)].
وعلاقة هذا الكلام بالحياة الزوجية، ان الزوجة مثلا عندما تجدد في نفسها فانها تضفي على
الاخرين، زوجها واسرتها جوا من البهجة والسعادة الاسرية وراحة البال والطمانينة في البيت، فهي تستمتع
بالحياة في اطار ما اباحه الله والشرع، وتسعد الاخرين ايضا في محيط اسرتها زوجها واولادها
واهلها المحارم, وفي ذلك ايضا اتباع لما يحبه الله (ان الله جميل يحب الجمال) [صححه
الالباني في صحيح الترغيب والترهيب، (2912)].
وهنا ياتي السؤال كيف اجدد في حياتي الزوجية؟
1. على الزوجين اولا ان يتبنيا فكرة هامة جدا وهي “كيزن” وكيزن تعني التطور المستمر،
ودائما ما اردد لنفسي ولمن حولي هذه المقولة: “ما دام القلب ينبض بالحياة؛ فنحن نتعلم
كل يوم الجديد”.
2. تجديد المشاعر:
(هناك اقتراح قد تصعب ممارسته بعض الشيء، ولكنه على الرغم من صعوبته فهو يستحق كل
قطرة جهد تبذل من اجله، ويقوم هذا الاقتراح على النظر الى الحب باعتباره الشيء الاهم.

حين تصحو من نومك تفتح قلبك، وتذكر نفسك بعزمك على ان تكون ودودا في كل
علاقتك مع شريك الحياة، وان تكون تصرفاتك كلها نابعة من الود والعطف والرفق.
ولا شك ان هذا يعني ان تتغاضي عن نقائص شريك حياتك، وان تبذل جهدا لكي
لا تظهر انتقاداتك لهذه النقائص، بل وتكون مع ذلك كريما ومتواضعا ومخلصا، وانت في كل
ذلك لا تطلب من الاخر ان يحفظ لك جميلا، بل تفعل كل ذلك لسعادة من
تحب, وانت تعلم انه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف؛ الذي
نجده عندما نستطيع ان ندخل الفرح الى نفوس الاخرين) [افراح الروح، سيد قطب، باختصار وتصرف].

وعلى الزوجين المحبين ان يشعر كل منهما بمكانته لدى الاخر، واهميته عنده وحبه له بالقول
وبالفعل.
ولتجديد مشاعر الحب يمكن عمل الاتي:
(ان يطعم احد الزوجين الاخر بيديه، او يسقيه بيديه.
ان يشربا سويا من كوب واحد.
ان يقصد الزوج المكان الذي شربت منه الزوجة فيشرب منه، او اكلت منه فياكل منه
كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

الحرص على السلام عليها عند الدخول الى المنزل وعند الخروج منه، والتقبيل احيانا) [مستفاد من
زوجي انت السبب، محمد بن صالح بن اسحاق، ص(98)].
ومحاولة ان (تضع نفسك وشريك حياتك في نفس الاجواء الرائعة التي كانت تجمعكما ايام العقد،
تواعدا كما كنتما تتواعدان، واقضيا معا اروع الاوقات، وستشعرا بالسعادة، من خلال اعادة ذكر مشاعر
الحب المتبادلة وتجديدها) [بلوغ النجاح في الحياة الزوجية، كلاوديا انكلمان، بتصرف، ص (69)].
ومن المعروف ان المراة تشجعها الكلمات وتحرك مشاعرها، فدع زوجتك تدرك بوضوح من خلال الكلمات
كم انت معجب بها الان، كما كنت في الماضي، وكما ستظل في المستقبل، وامنحها المزيد
من المؤثرات السمعية حتى تعلم انك راض عنها، فهذا من شانه ان يشجعها، ويجعلها تفعل
المزيد لارضائك مثل ذلك ان تسمعها نشيدا عن الزوجة.
(فاذا شعرتما ان الحياة العاطفية قد اصابها بعض الملل فعليكما ان تغيرا شيئا ما، وثمة
تغييرات صغيرة تكون كافية لابعاد هذا الملل، مثل تخصيص عطلة نهاية الاسبوع لنزهة او حوار
رقيق، لا تقولا ان مشاعر الحب والاهتمام قد اختفت من حياتكما، فانها تعود باذن الله
عندما يتغير سلوككما.
فان من الجميل والرائع فعلا ان نمنح شريك حياتنا باستمرار مشاعر الحب والحنان الرقيقة سواء
كان ذلك من خلال الكلمات، او من خلال الاعمال او حتى من خلال الفكر) [بلوغ
النجاح في الحياة الزوجية، كلاوديا انكلمان، ص (162)].
ولا تنس تقديم الهدية كما قال سيد البرية صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) [حسنه
الالباني في صحيح الجامع الصغير، (5315)].
3. التجديد في الملابس:
اهتمام كل من الزوجين بمظهرهما الخارجي امام الاخر لاشك ان له اثره الواضح على شكل
العلاقة بينهما، والملابس لها سحرها وفتنتها، والكلام يكثر عن المراة اكثر من الرجل في هذا
المجال، وتستطيع كل زوجة ان تبدو جميلة وحسناء في نظر زوجها من خلال تنوع ملابسها،
ويمكن للزوجة ان تغير في مظهرها بوضع لمسات بسيطة تجعل من زيها انيقا ويبدو وكانه
ثوب جديد ترتديه لاول مرة، وهذا لا يكلفهما مبالغا مادية بل مجرد ذوق وفن وابتكار،
فالطقم الواحد يمكن ان يصبح عدة اطقم اذا احدثنا فيه تبديلا واضفنا بعض الاكسسوارات التي
تضفي عليه مظهرا جديدا.
ولاشك ان الملابس لها اهميتها وتاثيرها الايجابي على الحياة الزوجية وما تجلبه من سعادة وشعور
بالتجديد، وتضفي ايضا اجواء من الحيوية والنشاط والبهجة على المراة.
(والمراة ذات الملابس الجميلة الجذابة المختارة بعناية، لاشك انها سوف تبعث في نفس زوجها حالة
من الرضا والهدوء والسكن النفسي، فضلا عن الشعور بالقناعة والثقة في الزوجة.
والزوجة التي تفتقر الى الملابس الجذابة والجميلة وذات الالوان الزاهية التي تاسر الزوج، كما انها
تفتقر الى التجديد في الشكل؛ فانها تهدد حياتها الزوجية) [مجلة الفرحة، العدد 86، ص (34)].

(فاختيار الملابس وشكل الشعر والماكياج والصحة الشخصية والنظافة، كلها نقاط هامة لجذب الزوج وسعادته والا
كان هناك خطرا على العلاقة الزوجية) [بالمعروف، د.اكرم رضا، ص (207)].
ففي الواقع يستطيع اي من الزوجين باختياره لشكل ولون وملمس وتناسق ملبسه؛ ان يعبر عن
مدى اهتمامه بشريك حياته، فاهمال الملبس يعطي للزوج احساسا بان زوجته لا تهتم به ولا
تحرص على سعادته والعكس، كما ان الاهتمام بالملبس يعني ان الزوجة تحافظ على مشاعر زوجها
وتهتم بوجوده في حياتها، وتحرص على ان يراها جميلة.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ان الله جميل يحب الجمال) [صححه الالباني في صحيح
الترغيب والترهيب، (2912)]، وجعل من صفات المراة الصالحة ان اذا نظر اليها زوجها سرته، والزوج
مدعو الى التزين لزوجته، ورحم الله ابن عباس حين قال: (والله اني لاحب ان اتزين
لزوجتي كما احب ان تتزين لي)، وقال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} [البقرة: 228].

وزينة الرجل لزوجته تكون بما يناسبه ويليق به، وتجوز له، وتناسب سنه، واخيرا ادعوا المراة
ان تكون حريصة على التغيير المستمر؛ حتى تظهر كل يوم بشكل جديد (فتسعى دائما الى
خلق جو متجدد دائما في الاسرة، فيمكنها ان تخلق جوا من الحديث الجديد بحيث تنوع
في اسلوبها في الحديث، وهذا يعتمد بلا شك على درجة ثقافتها وعلى لباقتها، ويكون لديها
القدرة على ان تظهر مع كل موقف مناسب بالصفة والعادة والسلوك والملبس المناسب، وهذا ما
يجعل منها امراة متغيرة متجددة امام زوجها فتغير في نفسها، وتغير فيما حولها) [الغام في
البيت المسلم، مصطفى الازهري، ص (35-36)، بتصرف].
4. التجديد في نظام وترتيب حجرات المنزل، ووضع اللمسات الرقيقة على الاثاث وكذلك، تغيير اماكن
الاثاث من وقت لاخر ان امكن، وضع المفارش والزهور واللمسات الانيقة للمراة في المنزل، وتجديدها
من وقت لاخر يضفي على البيت جوا من البهجة والسرور والسعادة.
5. التجديد حتى في الطعام: كان تتعلم الزوجة اكلات جديدة تنوع بها طريقة الطعام الروتيني
اليومي، فهذا له اثره على التجديد في الحياة الزوجية.
6. ولا ننسى الجانب الترفيهي مثل القيام بالرحلات والخروج معا بعيدا عن الاولاد، فمن لا
يحسن فن الراحة لا يحسن فن العمل، وفي هذا ايضا اهتمام بالجانب الصحي للزوجية، كان
يقوم الزوجان بعمل تمارين بشكل مشترك في صالة البيت، او يمشيان على الشاطئ او في
حديقة المنزل او غير ذلك من الانشطة الترفيهية التي تجدد الحياة الزوجية.
وماذا بعد الكلام؟
ادعوك اخي/اختي الزوجة الى تجديد حياتكما الزوجية؛ فليحاول كل منكما ان يكون متجددا في حياته
وفي مظهره، وفي طريقة معيشته مع شريك حياته، بحيث تقضيان على الروتين والملل اللذين يقتلان
الحب.

السابق
كيف تتغلب على نفسك
التالي
سيدي يا حنيني