من الطبيعي ان تتكون الغازات في الامعاء الغليظة، القولون، في البطن. ومن الطبيعي ان تكون
ثمة ايضا غازات في المعدة. وما قد لا يعلمه البعض ان غازات القولون لا تاتي
من تناول البروتينات او الدهون، بل انها تنتج عن تناول السكريات، بانواعها البسيطة او المعقدة.
والحقيقة ان غالبية الاطعمة الصحية التي ينصح بها عادة طبيا تحتوي على المواد التي تتسبب
في الغازات، مثل الحليب ومشتقات الالبان، والبقول، والحبوب الكاملة غير المقشرة، والخضراوات والفواكه.
* تغيير العادات الغذائية
* ويقول الباحثون من «مايو كلينك» بالولايات المتحدة انه لو كانت لديك غازات تتسبب لك
في الام في البطن، وناجمة بالاصل عن مشكلة صحية في الجهاز الهضمي، فان معالجة المشكلة
الصحية ستوفر لك الراحة من الم هذه الغازات. اما اذا كانت الغازات ليست ذات علاقة
باي امراض في الجهاز الهضمي، فان القيام ببعض التعديلات في نوعية الاطعمة التي تتناولها كفيل
بازالة ازعاج الغازات.
ولان الناس يختلفون في نوعية وكميات الاطعمة التي يتناولونها، والاوقات التي يتناولونها فيها ايضا، فان
المهم في كلام اطباء «مايو كلينك» هو ما اضافوه بقولهم انه لا يوجد حل واحد
يصلح لازالة مشكلة الغازات عن كل الناس، ولذا تجب المحاولة، التي قد تصيب او تخطئ،
لكن غالبية الناس يستطيعون بعد عدة محاولات، اي في تغيير انواع الاطعمة التي يتناولونها، تحديد
كيفية تخفيف معاناتهم من الغازات.
* انواع الاطعمة
* ويقترح الاطباء في «مايو كلينك» التعديلات الغذائية التالية للتغلب على مشكلة الغازات. وهي تشمل:
* بالملاحظة الدقيقة لنوعية الاطعمة وظهور الغازات في البطن، حاول التعرف على الاطعمة التي تتسبب
في الغازات. ومن ثم تجنب تناولها. والاطعمة التي تتسبب في الغازات عادة لغالبية الناس هي
حبوب الفاصوليا، البصل، البروكلي، القرنبيط، الارضي شوكي، الاسبراغس، الكمثرى، التفاح، المشمش، الخوخ، الدراق، الحلويات الخالية
من السكر، العلك المحلى بغير السكر الطبيعي، حبوب القمح الكاملة غير المقشرة، البيرة، المشروبات الغازية،
الحليب، القشطة، الجبن، الايس كريم (بوظة)، الحليب.
* تحاشى تناول الاطعمة المقلية من اي نوع كانت. وعادة لا تتسبب الدهون والزيوت في
الغازات، ولكن وجود الدهون في المعدة يؤدي الى ابطاء عملية افراغ المعدة من الاطعمة في
الساعات الاولى بعد الانتهاء من تناول وجبة الطعام. وهذا يؤدي الى انتفاخ البطن والشعور بالتخمة
والرغبة في التجشؤ.
* الالياف النباتية
* على الرغم من ان الالياف النباتية هي من العناصر الصحية المفيدة في خفض نسبة
كولسترول الدم وخفض نسبة سكر الدم وفي تسهيل اخراج الفضلات ومنع حالات الامساك، فانها في
الوقت نفسه سبب للغازات لدى الكثيرين. واذا كانت مشكلة الغازات مزعجة جدا للشخص، فبامكانه تخفيف
تناول الالياف النباتية، والاطعمة العالية المحتوى منها، لفترة مؤقتة. اي لحين هدوء مشكلة كثرة الغازات،
ثم العودة الى تناولها بالتدريج خلال بضعة اسابيع، مع الحرص على شرب الماء لتسهيل عمل
الالياف وتعجيل خروجها من الامعاء. بمعنى، ان الحرص على شرب كميات كافية من الماء، هو
وسيلة لان نجعل الالياف ضيفا «خفيفا» في الامعاء، بحيث يستفيد الجسم منها دون ان تتسبب
في ازعاج للامعاء.
* الحليب والالبان
* الحل العملي السهل والمفيد جدا لمشكلة تسبب الحليب ومشتقات الالبان في الغازات هو الحرص
على تناول لبن الزبادي. ويقول الباحثون في «مايو كلينك»: «حاول تناول مشتقات الالبان القليلة المحتوى
من سكر اللاكتوز، ولبن الزبادي هو افضل مثال عليها. وللتوضيح، يحتوي الحليب، وجميع مشتقات الالبان،
على سكر الحليب، او ما يعرف بسكر اللاكتوز. وهذا السكر يصعب هضمه بشكل تام في
امعاء كثير من الناس. ومن ثم يصل سكر اللاكتوز غير المهضوم الى الامعاء الغليظة. وهنا
تعمل البكتيريا الصديقة المستوطنة للقولون على هضم هذا السكر بفاعلية كبيرة. وينتج عن عملية الهضم،
او تكسير هذا السكر الثنائي، توليد الغازات. وفي عملية انتاج لبن الزبادي، والتي تتم من
خلال تخمير الحليب مع انواع من البكتيريا، يتم بالفعل تكسير وهضم هذا السكر، وبالتالي حينما
نتناول لبن الزبادي فاننا سنحصل على البروتينات والفيتامينات والمعادن التي يحتوي عليها الحليب، وفي الوقت
نفسه سنتناول سكر الحليب وقد تم هضمه وتكسيره. اي انه لن يتسبب لنا في الغازات.
* تخفيف الغازات
* النعناع من المنتجات النباتية المفيدة في تخفيف مشكلة الغازات. وكذلك الحال مع الكمون وغيره.
والنعناع كذلك مفيد في تسكين وتهدئة حركة وتشنجات عضلات الامعاء (antispasmodic). ولذا فان تناول كوب
من مغلي اوراق النعناع، مفيد في تسكين الام البطن وتخفيف ازعاج الغازات. والمادة الفاعلة في
النعناع هي زيت المينثول (menthol). ويتوافر هذا الزيت كمستخلص من النعناع. ولكن ينبغي التنبه الى
ان كثرة تناول زيت النعناع قد تؤدي الى ارتخاء العضلة العاصرة في اعلى المعدة، مما
يسمح انذاك بتسريب احماض المعدة الى المريء (acid reflux)، وبالتالي الشعور بالحرقة والحموضة (heartburn).
* طريقة الاكل الصحية
* ومن المفيد ملاحظة ان القيام بالاكل بطريقة صحية مفيد في التغلب على مشكلة الغازات،
او على اقل تقدير، تخفيفها. ومن عناصر الطريقة الصحية للاكل:
* تناول وجبات صغيرة او متوسطة في كمية الاطعمة التي تحتوي عليها. وذلك انه بدلا
من تناول ثلاث وجبات رئيسية في اليوم، علينا الحرص على تناول خمس او ست وجبات
صغيرة. والحقيقة ان تقسيم كمية الطعام اليومي على عدة وجبات مفيد جدا، ليس فقط لمرضى
السكري ومرضى القلب، بل هو مفيد لكل الناس وفي اي مرحلة عمرية كانوا، وحتى لو
لم يكونوا يشكون من اي امراض.
* تناول الطعام ببطء، وعدم الاستعجال في الحاق اللقمة باللقمة دونما راحة فيما بينهما. وكذلك
الحرص على مضغ الطعام في الفم، وبشكل جيد. وهذا مفيد جدا لاعطاء راحة للمريء وللمعدة
في استقبال الطعام، ومفيد لاعطاء فرصة للطعام كي يمتزج بسائل اللعاب، الذي يحتوي ايضا على
انزيمات تسهل عملية هضم السكريات، وبالتالي تقل احتمالات وصول السكريات بشكل غير مهضوم الى القولون،
وبالتالي تقليل احتمالات نشوء الغازات.
* التقليل من مضغ العلك، ومن تناول الحلويات الصلبة، ومن شرب المشروبات الغازية من خلال
انبوب الشفط (straw). والسبب ان هذه الاشياء كلها تزيد من ابتلاع المرء للهواء، وبالتالي زيادة
كمية الهواء في البطن.
* تجنب تناول وجبة الطعام عند التوتر او الغضب او الاستعجال لقلة الوقت للاستمتاع بالوجبة
ولحسن تناولها.
* تجنب التدخين، لانه يزيد من فرص بلع الهواء.
* الحرص على ممارسة الرياضة البدنية. والحقيقة ان الرياضة ترفع من مستوى حركة الامعاء، وبالتالي
سهولة اخراج الغازات. ولا يقتصر دور الرياضة على سهولة اخراج الغازات، بل انها تعمل بالفعل
البدنية على تقليل فرصة انتاج الغازات في الامعاء.
* ادوية مفيدة
* هناك الكثيرة من الادوية المفيدة في تقليل ازعاج الغازات، منها:
– انزيم البيانو: وهو متوافر على هيئة قطرات يتناولها المرء قبل تناوله لوجبة الطعام مباشرة.
ويساعد على وجه الخصوص في حالة تناول البقول، لانه انزيم يهضم السكريات المعقدة ويمنع من
توافرها للبكتيريا في القولون، لكنه لا يفيد في حالة الحليب ومشتقات الالبان او الالياف.
– دواء«سيميثكون»، ويوجد مضافا الى الكثير من انواع شراب تقليل حموضة المعدة، ويخفف فقط من
غازات المعدة دون غازات الامعاء، ويتناوله المرء قبل الطعام ايضا.
– حبوب الفحم المنشط: وتخفف هذه الحبوب الدوائية من غازات القولون.
– وهناك مجموعة من الادوية التي تعمل بالاصل على زيادة سرعة حركة الامعاء، وهو ما
يقلل بالتالي من فرصة تكون الغازات.
* حقائق علمية عن غازات البطن
* ينتج الانسان الطبيعي ما بين نصف لتر الى لتر واحد يوميا من الغازات.
* يصل عدد مرات اخراج الانسان الطبيعي للغازات الى اكثر من 14 مرة في اليوم
الواحد.
* لدى الجهاز الهضمي قدرة على التخلص من غالبية الغازات التي توجد فيه، وذلك عبر
امتصاص الامعاء لها. اي دون الاضطرار الى اخراجها.
* تتالف غازات البطن من مزيج لخمسة انواع من الغازات، وهي النيتروجين والهيدروجين وثاني اكسيد
الكربون وغاز الميثان وغازات الكبريت.
* المكونات الغازية ذات الرائحة هي ثلاثة انواع لدى غالبية الناس. وهي مركبات سكاتول، ومركبات
اندول، ومركبات غاز الكبريت. وغالبية هذه الغازات ذات الرائحة تنتج حينما تهضم البكتيريا الصديقة انواعا
من السكريات في القولون.
* الغازات الموجودة في الجهاز الهضمي لها مصدران. الاول، ما يتم بلعه من هواء خلال
عملية البلع للاطعمة او المشروبات او بلع اللعاب. والثاني ما تنتجه البكتيريا الصديقة خلال هضم
السكريات في القولون.
* الغازات التي تدخل الجهاز الهضمي عبر عملية بلع الهواء، غنية بالنيتروجين او بثاني اكسيد
الكربون.
* الغازات التي تنتجها البكتيريا الصديقة في القولون تكون غنية بالهيدروجين او غاز الميثان.
* البروتينات والدهون لا تتسبب البتة في الغازات، بل هي السكريات.
* الارز هو المنتج النباتي الوحيد الذي لا يتسبب في الغازات.
* لبن الزبادي هو الوحيد الذي لا يتسبب في الغازات من بين جميع انواع الحليب
ومشتقات الالبان.