س: اذا اغتسل الانسان ولم يتمضمض ولم يستنشق فهل يصح غسله ؟
ج : لا يصح الغسل بدون المضمضة والاستنشاق , لان قوله تعالى ( وان كنتم
جنبا فاطهروا ) يشمل البدن كله , وداخل الفم وداخل الانف من البدن الذي يجب
تطهيره ,ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بالمضمضه والاستنشاق في الوضوء ,لدخولهما في قوله
تعالى ( فاغسلوا وجوهكم ) فاذا كانا داخلين في غسل الوجه _ والوجه مما يجب
تطهيره وغسله في الطهارة الكبرى _ كان واجبا على من اغتسل من الجنابة ان يتمضمض
ويستنشق .
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني – باب الغسل .
طريق الاسلام
————————-
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن صفة الغسل :
فاجاب : ” صفة الغسل على وجهين :
الوجه الاول :
صفة واجبة ، وهي ان يعم بدنه كله بالماء ، ومن ذلك المضمضة والاستنشاق، فاذا
عمم بدنه على اي وجه كان ، فقد ارتفع عنه الحدث الاكبر وتمت طهارته ،
لقول الله تعالى : (وان كنتم جنبا فاطهروا)
الوجه الثاني :
صفة كاملة ، وهي ان يغتسل كما اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم ، فاذا
اراد ان يغتسل من الجنابة فانه يغسل كفيه ، ثم يغسل فرجه وما تلوث من
الجنابة ، ثم يتوضا وضوءا كاملا ، ثم يغسل راسه بالماء ثلاثا ، ثم يغسل
بقية بدنه . هذه صفة الغسل الكامل ” انتهى من “فتاوى اركان الاسلام” (ص248) .
ثانيا :
لا فرق بين غسل الجنابة وغسل الحيض الا انه يستحب دلك الشعر في غسل الحيض
اشد من دلكه في غسل الجنابة ، ويستحب فيه ايضا ان تتطيب المراة في موضع
الدم ، ازالة للرائحة الكريهة .
روى مسلم (332) عن عائشة رضي الله عنه ان اسماء رضي الله عنه سالت النبي
صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض فقال : ( تاخذ احداكن ماءها وسدرتها ،
فتطهر فتحسن الطهور ، ثم تصب على راسها فتدلكه دلكا شديدا ، حتى تبلغ شؤون
راسها ، ثم تصب عليها الماء ، ثم تاخذ فرصة ممسكة فتطهر بها ، فقالت
اسماء : وكيف تطهر بها ؟ فقال : سبحان الله ! تطهرين بها ! فقالت
عائشة كانها تخفي ذلك : تتبعين اثر الدم .
وسالته عن غسل الجنابة ، فقال : تاخذ ماء فتطهر فتحسن الطهور ،
ثم تصب على راسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون راسها
، ثم تفيض عليها الماء
. فقالت عائشة : نعم النساء نساء الانصار ، لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن
في الدين ).
ففرق صلى الله عليه وسلم بين غسل الحيض وغسل الجنابة ، في دلك الشعر ،
واستعمال الطيب. وقوله : ( شؤون راسها ) المراد به : اصول الشعر . (فرصة
ممسكة) اي قطعة قطن او قماش مطيبة بالمسك . وقول عائشة : (كانها تخفي ذلك):
اي قالت ذلك بصوت خفي يسمعه المخاطب ولا يسمعه الحاضرون .
ثالثا :
التسمية عند الوضوء والغسل مستحبة في قول جمهور الفقهاء ، وقال الحنابلة بوجوبها .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” والتسمية على المذهب واجبة كالوضوء ، وليس
فيها نص، ولكنهم قالوا : وجبت في الوضوء فالغسل من باب اولى ، لانه طهارة
اكبر .
والصحيح انها ليست بواجبة لا في الوضوء ، ولا في الغسل ” انتهى من “الشرح
الممتع”.
رابعا :
المضمضة والاستنشاق لابد منهما في الغسل ، كما هو مذهب الحنفية والحنابلة .
قال النووي رحمه الله مبينا الخلاف في ذلك : ” مذاهب العلماء في المضمضة والاستنشاق
اربعة :
احدها : انهما سنتان في الوضوء والغسل , هذا مذهبنا [الشافعية] .
والمذهب الثاني : انهما واجبتان في الوضوء والغسل وشرطان لصحتهما , وهو المشهور عن احمد
.
والثالث : واجبتان في الغسل دون الوضوء ، وهو قول ابي حنيفة واصحابه.
والرابع : الاستنشاق واجب في الوضوء والغسل دون المضمضة , وهو رواية عن احمد ,
قال ابن المنذر : وبه اقول ” انتهى من “المجموع” (1/400) باختصار .
والراجح هو القول الثاني ، اي وجوب المضمضة والاستنشاق في الغسل ، وانهما شرطان لصحته
.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ” فمن اهل العلم من قال : لا
يصح الغسل الا بهما كالوضوء .
وقيل : يصح بدونهما .
خامسا : اذا كنت في الماضي لا تاتين بالمضمضة والاستنشاق في الغسل لعدم العلم بحكمهما
، او اعتمادا على قول من لا يوجب ذلك ، فان اغتسالك صحيح وصلاتك المبنية
على هذا الغسل صحيحة ، ولا يلزمك اعادتها ، لقوة اختلاف العلماء في حكم المضمضة
والاستنشاق كما سبق .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله اعلم .
- الوضوء الأكبر
- كيفية الوضوء الأكبر
- الوضوء الاكبر
- كيفية الوضوء الاكبر
- الوضوء الأكبر عند النساء
- الوضوء الأكبر بالصور
- وضوء الاكبر للنساء
- حديث الزسول عن غسل المراة سدرتها
- تعلم كيفية الوضوء الأكبر للرجل أثناء الاستحمام
- اوضوء،الاكبر
- الوضوء الأكبر للنساء
- الوضوء الأكبر للمرأة
- الوضوء الأكبر عند النساء
- الغسل الاكبر للمراة
- الطهارة من الحدث الاكبر