مواضيع للرجال للنساء

قصة ثعلبة خادم رسول الله

قصة ثعلبة خادم رسول الله 20160818 695 1

قصة ثعلبة خادم رسول الله 20160818 695

تروى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :

ان فتى من الانصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن اسلم ، فكان يخدم النبي
صلى الله عليه وسلم ، بعثه في حاجة ، فمر بباب رجل من الانصار ،
فراى امراة الانصاري تغتسل ، فكرر النظر اليها ، وخاف ان ينزل الوحي على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج هاربا على وجهه ، فاتى جبالا بين مكة
والمدينة فولجها ، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعين يوما ، وهي الايام
التي قالوا ودعه ربه وقلى ، ثم ان جبريل عليه السلام نزل على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ! ان ربك يقرا عليك السلام
ويقول : ان الهارب من امتك بين هذه الجبال يتعوذ بي من ناري . فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر ويا سلمان ! انطلقا فاتياني بثعلبة
بن عبد الرحمن ، فخرجا في انقاب المدينة ، فلقيهما راع من رعاء المدينة يقال
له : ذفافة . فقال له عمر : يا ذفافة ! هل لك علم بشاب
بين هذه الجبال ؟ فقال له ذفافة لعلك تريد الهارب من جهنم ؟ فقال له
عمر : وما علمك انه هارب من جهنم ؟ قال : لانه اذا كان جوف
الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعا يده على راسه وهو يقول : يا ليتك
قبضت روحي في الارواح ، وجسدي في الاجساد ولم تجردني في فصل القضاء . قال
عمر : اياه نريد . قال : فانطلق بهم رفاقة ، فلما كان في جوف
الليل خرج عليهم من بين تلك الجبال واضعا يده على ام راسه وهو يقول :
يا ليتك قبضت روحي في الارواح ، وجسدي في الاجساد ، ولم تجردني لفصل القضاء
. قال : فعدا عليه عمر فاحتضنه فقال : الامان الخلاص من النار . فقال
له عمر : انا عمر بن الخطاب . فقال : يا عمر ! هل علم
رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي ؟ قال : لا علم لي الا انه
ذكرك بالامس فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم . يا عمر ! لا تدخلني
عليه الا وهو يصلي ، وبلال يقول : قد قامت الصلاة . قال : افعل
. فاقبلا به الى المدينة ، فوافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في
صلاة الغداة ، فبدر عمر وسلمان الصف ، فما سمع قراءة رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه ، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : يا عمر ويا سلمان ! ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن ؟ قالا
: هو ذا يا رسول الله . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما
فقال : ثعلبة ! قال : لبيك يا رسول الله ! فنظر اليه فقال :
ما غيبك عني ؟ قال : ذنبي يا رسول الله . قال : افلا ادلك
على اية تكفر الذنوب والخطايا ؟ قال : بلى يا رسول الله ! قال :
قل : اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار . قال
: ذنبي اعظم يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
بل كلام الله اعظم . ثم امره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالانصراف الى
منزله . فمرض ثمانية ايام ، فجاء سلمان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : يا رسول الله ! هل لك في ثعلبة ناته لما به ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا بنا اليه . فلما دخل عليه اخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم راسه فوضعه في حجره ، فازال راسه عن حجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لم ازلت راسك عن حجري ؟ قال : انه من الذنوب ملان . قال
: ما تجد ؟ قال : اجد مثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي . قال
: فما تشتهي ؟ قال : مغفرة ربي . قال : فنزل جبريل عليه السلام
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ان ربك يقرا عليك السلام ويقول
: لو ان عبدي هذا لقيني بقراب الارض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة . فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم : افلا اعلمه ذلك ؟ قال : بلى .
فاعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك . فصاح صيحة فمات . فامر رسول
الله صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه وصلى عليه ، فجعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يمشي على اطراف انامله ، فقالوا : يا رسول الله ! رايناك تمشي
على اطراف اناملك ؟ قال : والذي بعثني بالحق نبيا ما قدرت ان اضع رجلي
على الارض من كثرة اجنحة من نزل لتشييعه من الملائكة .

رواه ابو نعيم في “حلية الاولياء” (9/329-331) وفي “معرفة الصحابة” (1/498) – ومن طريقه ابن
الجوزي في “الموضوعات” (3/121) .

ورواه الخرائطي في “اعتلال القلوب” (272) ، ومن طريقه ابن قدامة في “التوابين” (105-108).

ورواه ابو عبد الرحمن السلمي في “طبقات الصوفية” (ص/51) .

وابن مندة مختصرا – كما في ” الاصابة ” لابن حجر (1/405) -:

جميعهم من طريق : سليم بن منصور بن عمار ، ثنا ابي ، عن المنكدر
بن محمد بن المنكدر ، عن ابيه ، عن جابر بن عبد الله رضي الله
عنهما…فذكر القصة .

الا ان رواية الخرائطي ليس فيها ذكر قوله تعالى : (ما ودعك ربك وما قلى).

وهذا الحديث ضعيف ، فيه عدة علل :

اولا : سليم بن منصور بن عمار لم يوثقه احد من اهل العلم توثيقا صريحا
.

قال ابن ابي حاتم رحمه الله :

“روى عنه ابي ، وسالته عنه فقلت : اهل بغداد يتكلمون فيه ؟ فقال :
مه ، سالت ابن ابى الثلج عنه فقلت له : انهم يقولون : كتب عن
ابن علية وهو صغير ؟ فقال : لا ، كان هو اسن منا” انتهى .

“الجرح والتعديل” (4/216) .

وقال الذهبي رحمه الله :

“تكلم فيه ولم يترك” انتهى .

“المغني في الضعفاء” (1/285) .

وقد ذكر بعض اهل العلم ان له متابعا ، ولكنها متابعة ضعيفة ايضا .

قال ابن عراق رحمه الله :

“سليم توبع ، فقد رواه عثمان بن عمر الدراج في جزئه فقال : حدثنا ابو
نصر احمد بن محمد بن هشام الطالقاني ، حدثني جدي ، حدثنا منصور بن عمار
. وهذا الطالقاني ما عرفته” انتهى .

“تنزيه الشريعة” (1/349) .

ثانيا : منصور بن عمار الواعظ .

كان اليه المنتهى في بلاغة الوعظ ، وترقيق القلوب ، وتحريك الهمم ، وعظ ببغداد
والشام ومصر ، وبعد صيته واشتهر اسمه .

قال ابو حاتم : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : منكر الحديث . وقال
العقيلي : فيه تجهم . وقال الدارقطني : يروي عن الضعفاء احاديث لا يتابع عليها
.

انظر: “ميزان الاعتدال” (4/187-188) .

ثالثا : المنكدر بن محمد بن المنكدر

قال ابن عيينة : لم يكن بالحافظ . وعن يحيى بن معين : ليس بشيء
. وقال مرة : ليس به باس . وقال ابو زرعة : ليس بالقوي .
وقال ابو حاتم : كان رجلا لا يفهم الحديث ، وكان كثير الخطا ، لم
يكن بالحافظ لحديث ابيه . وقال الجوزجاني والنسائي : ضعيف . ولخص الحافظ ابن حجر
في “التقريب” الحكم عليه فقال : لين الحديث .

انظر: “تهذيب التهذيب” (10/318) .

رابعا : وفي الحديث علة في المتن ايضا :

فالاية المذكورة في الحديث : (ما ودعك ربك وما قلى) الضحى/3 ، نزلت في مكة
قبل الهجرة ، وفي هذا الحديث ما يدل على نزولها في المدينة بعد الهجرة ،
وهذه مخالفة منكرة .

وقد حكم عليه ابن الجوزي رحمه الله بانه موضوع فقال :

“هذا حديث موضوع شديد البرودة ، ولقد فضح نفسه من وضعه بقوله : (وذلك حين
نزل عليه : ما ودعك ربك وما قلى) وهذا انما انزل عليه بمكة بلا خلاف
، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة ، وقد اجتمع في اسناده جماعة ضعفاء ،
منهم : المنكدر ، قال يحيى : ليس بشيء . وقال ابن حبان : كان
ياتي بالشيء توهما ، فبطل الاحتجاج باخباره . ومنهم : سليم بن منصور ، فانهم
قد تكلموا فيه” انتهى .

“الموضوعات” (3/123) ، ووافقه السيوطي في “اللالئ المصنوعة” (1/416) .

وقال ابن الاثير رحمه الله :

“فيه نظر غير اسناده ، فان قوله تعالى : (ما ودعك ربك وما قلى) نزلت
في اول الاسلام والوحي والنبي بمكة ، والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت
بعد الهجرة فلا يجتمعان” انتهى .

“اسد الغابة” (1/358) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

“قال ابن مندة – بعد ان رواه مختصرا – : تفرد به منصور . قلت
– اي الحافظ ابن حجر – : وفيه ضعف ، وشيخه اضعف منه ، وفي
السياق ما يدل على وهن الخبر ؛ لان نزول (ما ودعك ربك وما قلى) كان
قبل الهجرة بلا خلاف” انتهى .

“الاصابة” (1/405)، ونقله السخاوي واقره في “التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة” (152).

والحاصل : ان هذه القصة سندها مسلسل بالضعفاء ، وفي متنها ما يدل على نكارتها
، فلا يجوز روايتها ولا التحديث بها الا مع بيان ضعفها ، وكونها تتعلق بالرقائق
لا يجيز التساهل في شانها ، لان اسنادها شديد الضعف ، وقد اشترط العلماء الذين
اجازوا رواية الحديث الضعيف في ابواب الرقائق الا يكون شديد الضعف ، وليس فيه ما
يستنكر .

السابق
سيارات هيونداي 2024
التالي
احدث الخلفيات المتحركة