تختلف عادات وتقاليد الخطبة والزواج في المملكة العربية السعودية من منطقة لاخرى، حتى ان هذا
الاختلاف يصل الى داخل المدن نفسها حسب اختلاف عادات العائلات والقبائل في تقاليد فترة الخطوبة
والسماح للعريس برؤية عروسه والخروج معها، فتختلف العادات وتتمايز، وتدور كذلك بين التشدد والاعتدال الا
انها دائما تؤدي لنفس النتيجة، ولا يعبر تمايزها الا عن الموروث الثقافي والاجتماعي لكل قبيلة
او منطقة جغرافية من مناطق المملكة.
السطور التالية تحمل استطلاعا للعادات المختلفة المرتبطة بالزواج ومقدماته، عبر المناطق الجغرافية المختلفة للمملكة.
المنطقة الغربية
يتم اختيار العروس في الغالب اما عن طريق الخاطبة، او عن طريق ترشيح الام والاخوات،
وبعد اختيارها يتقدم اهل العريس لخطبة الفتاة.
وفي حالة الموافقة يسمح للعريس بما يسمى “الشوفة” اي الرؤية الشرعية ويكون هذا في وجود
احد محارمها واذا نالت استحسان العريس يقوم بتلبيسها سوارا او طقما من الذهب ويمنح امها
مبلغا محترما من المال تاكيدا منه على الزواج من ابنتها ثم يتم الاتفاق على تكاليف
الزواج والمهر والشبكة.
ياتي بعد ذلك ما يسمى “الملكة” وهي المرحلة التي تعقب عقد القران، وهي بمثابة فترة
الخطوبة ومنهم من يرى انه يمكن الاكتفاء بالاتصالات الهاتفية في هذه الفترة كوسيلة للتواصل بين
المخطوبين، واخرون قد يسمحون للعروسين باللقاء في وجود احد محارم العروس، والقلة من تسمح لهم
بالخروج معا.
وتتابع: التقاليد المميزة لاهل المنطقة الغربية في حفل “الملكة” قديما احضار شخص يقوم بالوقوف الى
جانب العريس في ليلة “الملكة” ويلقي الاشعار، ويحضر معه الحلوى والفوانيس والبخور وعلب الحلويات، ويلقي
قصائد يمدح فيها العروسين وذويهما.
اما الان فاصبحت الملكة تقام في قاعات افراح خاصة، وتكون حفلة صغيرة يقيمها والد العروس
ويدعو اليها المقربين من اهل العروسين، ويقدم العريس فيها “عربية” او صندوق “الملكة” ويكون به
علبة بها المهر، وهي هدية من العريس لعروسه لتجهز بها نفسها وتتراوح بين 25000 ريال
الى 40000 ريال وريالات فضة وعطور وكذلك البخور، واحيانا يحتوي على ادوات تجميل وفي الحفلة
يقدم العريس واهله طقما من الذهب ويسمى “الشبكة”، وكذلك “الدبل” وهي خواتم الزواج.
وعن ليلة الحناء و التي تعرف ب “ليلة الغمرة” وهي الليلة التي عادة ما تسبق
حفل الزفاف، وقديما كانت العروس ترتدي في ليلة غمرتها نوعا من الزي التقليدي يعرف ب
“الزبون” وتزف على كراس او صندوقين صغيرين يتم تبديلهما من الخلف الى الامام في كل
خطوة تخطوها العروس، ويتم خلال تلك العملية نثر عدد من الريالات الفضة التي كانت موجودة
في ذاك الزمن وتوزع فيها التفاسير (هدايا) والحناء على النساء.
وتمد سفر الطعام المكون من المعمول الكبير ويسمى قديما (العروس)، والتعتيمة وهي (لبنة وهريسة وحلاوة
لدو والشريكة والزيتون والمربى بانواعها) بجانب الذبائح.
اما اليوم فاصبحت “ليلة الغمرة” مجرد ليلة تجتمع فيها قريبات العروس وصديقاتها للغناء والرقص، وفي
تلك الليلة تقوم العروس بارتداء الزي التقليدي المدني او الثوب العربي او المغربي او الهندي
او البدوي وتخفي وجهها بالبرقع تمسكا بالعادات المتوارثة قديما كون العروس لا يراها احد الا
عند ارتداء فستان الزفاف، والبعض يقوم بنقش العروس بنقوش جميلة وملونة (نقوش كرستالية) حسب الموضة.
المنطقة الجنوبية
وعن تقاليد الخطبة والزواج في المنطقة الجنوبية: في الماضي كان الشاب يتمكن من رؤية الفتاة،
لان الفتيات كن يرتدين الثياب والملابس التقليدية، ويخرجن الى الحقل والسوق، وبذلك يتمكن الرجل من
اختيار الزوجة التي يريدها.
اما الان فيعتمد على والدته واخته او احدى قريباته، والتي تقوم بوصف العروس، ومحاسنها واخلاقها
وحسبها ونسبها، واذا تم القبول ياتي العريس مع اهله، ويتقدم رسميا لخطبتها من والدها، ويسمح
له بالرؤية الشرعية، حيث يدخل العريس الى الغرفة التي تجلس بها العروس وامها، ويقوم بالسلام
عليهما، ويعطي امها مبلغا من المال ويسمى “سلام” اي سلام من العريس لوالدة العروس.
ومن ثم يعطي الاشارة لوالده بانه موافق، ليتمم والده باقي الاتفاق مع والد العروس حول
المهر وباقي المتطلبات.
وتضيف: يدفع العريس مبلغا من المال، ويكون جزءا من المهر ويسمى “قدمة” كبداية لهذه العلاقة،
ويتم الاتفاق على المهر والذهب والكسوة الخاصة بالعروس.
وقد برزت مؤخرا ظاهرة جديدة في الاتفاق على المهر، فقد يتم الاتفاق على مبلغ 60
الف ريال، ويتكفل والد العروس بكل متطلبات الزواج باستخدام هذا المبلغ، ويتم الاتفاق على “الملكة”،
والتي يقوم فيها العريس باحضار وجهاء قبيلته، ويدعوهم ليكونوا ضيوفا على سفرة والد العروس، حيث
يقوم والد العروس بالذبح لهم في ليلة الملكة.
ويتم الاحتفال ب”الملكة” في منزل اهل العروس وتسمع (الغطاريف)، ويتم ادخال العريس ليقدم الهدايا لعروسه،
ويحضر معه حقائب من الهدايا لها ولوالدتها والتي تضم كافة ما تحتاجه العروس من كسوة
واقمشة وعطور وملابس وذهب.. وكانت مهمة دعوة المعازيم قديما تقع على عاتق امراة خاصة بذلك
حيث تقوم بتوزيع خبز “الدوح” بدلا من كروت الدعوة.
وعن ليلة الحناء: في الماضي كان الجميع يستعد لهذا اليوم قبل الزواج بثلاثة ايام من
الغناء واللعب احتفالا بالزواج، وكانت تصنع للعروس بعض الاكلات الشعبية مثل (المرقوق والمعصوب والمبثوث)، وتنقش
يداها وقدماها بالحناء ويوضع على راسها شيلة ملونة ويزين شعرها بالفل والريحان.
وفي يوم الزفاف يتم تجهيز العروس للذهاب لبيت العريس، حيث توضع في هودج وتبدا المسيرة
من الساعة الثامنة مساء، ويصلون لبيت العريس مع طلوع الشمس، وهناك يستقبلها اهل العريس باطلاق
بعض الاعيرة النارية وذبح الذبائح.
- قصص محارم