الهجرة النبوية هي خروج رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه من ديارهم في
مكة المكرمة الى الدينة المنورة، وقد كانت الهجرة فرارا من اذى قريش والمشركين لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وصحبه.
وقد كانت قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة الى المدينة المنورة هجرة اخرى، وهي هجرة
اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة الى الحبشة، وقد كانت هذه
الهجرة ايضا فرارا لبعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من اذى قريش ومحاربتهم
لهم وتضييقهم عليهم.
فقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبة ابي بكر الصديق رضي الله عنه
من مكة المكرمة الى المدينة المنورة بعام ما يسمى عام الهجرة، وقد حاولت قريش جاهدة
احباط تلك الهجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد حاولت قتله قبل الخروج فلم
تسطع فقامت بمحاولة تتبعه والقضاء عليه، ولكن الله عز وجل قد حما رسوله ورفيق رسوله
ابو بكر الصديق، فقد حدثت عدة قصص في طريقهم من مكة الى المدينة لولا عناية
الله عز وجل بهم في تلك المواقف لكان المشركين قد عثروا عليهم وقتلوهم، وقد كان
من ابرز تلك المواقف هو موقف الغار عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورفيقه في تلك الرحلة ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه في الغار مختبئان خوفا
من ان تدركهم قريش، وعندما دخلت قريش الغار بحثا عنهما قال ابو بكر الصديق رضي
الله عنه لرسول الله لو ان احدهم اي المشركين نظر تحت قدميهم لابصرنا، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما، فكانت
هذه صورة من صور عناية الله ولطفه بهم وحمايته لهم.
اما عن ابرز المواقف ايضا فقد كان موقف سراقة بن مالك وكان من افضل الفرسان
واسرعهم في عهد قريش، فكلما اراد ان يتقد نحو رسول الله وابو بكر غاصت قدما
حصانه في التراب وتقف عن المسير فقال سراقة للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك
الموقف والله اني قد علمت انك لنبي وان الله عز وجل لحاميك الى اخر القصة،
حتى وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فاستقبله المسلمون انذلك بفرح وبهجة وسرور،
وقد قاموا بانشاد الانشودة المشهروة في ذلك الوقت وهي انشودة طلع البدر علينا، وفي اول
يوم للنبي صلى الله عليه وسلم في المديمة ومباشرة عندما وصل اقام مسجدا للمسلمين للصلاة
والعبادة والاجتماع، واخى بعد ذلك مباشرة بين الانصار والمهاجرين، ووضع الميثاق العظيم الذي نظم من
خلاله العلاقات والمعاملات بين المسلمين وحقوق بعضهم على بعض، وقد استقر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالمدينة الى ان قام بفتح مكة وتطهيرها من الشرك والمشركين واسلمت قريش عند
ذلك عن بكرة ابيها.
- هجرة الرسول