مواضيع للرجال للنساء

قصة مسلسل سامحيني مكتوبة

قصة مسلسل سامحيني مكتوبة 20160818 88 1

قصة مسلسل سامحيني مكتوبة 20160818 88

 

صورة-1

 

المسلسل الدرامي العاطفي الاجتماعي التركي المدبلج «سامحيني»، كما تعرضه قنوات لبنانية- لعل من مميزات مشاهدة
مسلسل على قنوات مغربية عدم ارهاق المتفرج بالفواصل الاعلانية كل خمس دقائق، مثل ما يحدث
في القنوات الخليجية والمصرية واللبنانية من هجوم اعلاني يسبب التوتر والارتباك، لم اكن انتبه ولا
اميل للمسلسلات التركية المدبلجة، دفعتني مجاملة زوجتي للمشاهدة معها لاكتشاف هذا المسلسل، حتى اصبحت المشاهدة
جزءا من طقوسنا العائلية المهمة، وقد يكون الحديث ايضا عن احداث المسلسل وشخصياته ضمن الحديث
اليومي، حيث اصبحت الشخصيات خصوصا (فريدة، منار، وليد وكمال) من اصدقاء العائلة، هذا العمل اصبح
يجذب الملايين حول العالم، يشعر المرء بان الدبلجة المغربية كانت جيدة جدا ولا تقف اللهجة
حجر عثرة كونها مفهومة وجيدة، يمكن لعائلة غير مغربية ان تستمع بالمسلسل من دون عوائق
لغوية عكس الافلام او المسلسلات المغربية التي تكون صعبة عسيرة، فينصرف المشاهد غير المغربي ولا
يحتمل هذه المعركة الصعبة مع اللهجة المغربية، لعلنا نسال، لماذا الاخوة المغاربة لا يتخذون اسلوبا
وسطا في الحوار لتسهيل الفهم وكسب انتشار اكبر على المستوى العربي؟
قصة المسلسل باختصار في مدينة انقرة تدور حول عائلة كوزان، العائلة الغنية تتكون من عثمان
كوزان اب متسلط وميكافيلي رغم حبه لعائلته وابنائه، الا ان المال مهم جدا بالنسبة له
– قاس في تصرفاته في الكثير من الاحيان خصوصا مع زوجته زهرة. يرفض زواج ابنه
كمال من منار فتاة فقيرة تسكن في حي شعبي بالضاحية، مما يجعل كمال يتخلى عن
عائلته وينتصر لعشقه، كذلك يحدث مع وليد المغرم بالفتاة الجميلة فريدة اليتيمة والفقيرة، رغبات هذا
الحب تصطدم بسلطة الاب الذي يوجه اولاده وفق المصلحة المادية، فيسبب الكثير من التعاسة للابناء
وتحدث صدامات عديدة ثم مصالحات مع العائلة، كذلك هناك اطراف اخرى تلعب ادوارا في المسلسل،
مثل ايلول التي تاتي لبيت كوزان كي تنتقم من الاب كونها تظن انه احرق بيتها
ودمر عائلتها وفرقها عن اختها فتتقرب الى وليد بمساعدة سهيل الذي يكره خالة كوزان، نكتشف
في الاخير ان سهيل ابن زهرة زوجة كوزان هو الاخر يعشق فريدة بجنون ويريد ان
يتزوجها ليحرق قلب وليد، كمال لديه كذلك بلال منافس له في حب منار، بلال ابن
نذيرة العاملة التي تعمل في بيت كوزان وهو نموذج للشر يحيك الدسائس لكمال، نعيش الكثير
من الاحداث القوية والعاصفة، مثل حادثة كمال وحادثة منار، تقريبا الجميع يتعرض لحوادث، كذلك نعيش
جوا عائليا مشحونا بالحب والسعادة واحداثا يومية وعودة الى الطفولة والماضي وذكريات كثيرة.
لعلنا كي نقف مع هذا العمل الفني المتقن والمدهش يصعب علينا كثيرا انجازه في مقالة
واحدة، ولكن يمكننا ان نكتفي بمرور سريع لاهم عناصر الشد والاثارة وبعض الجماليات المهمة ضمن
عناصر الدهشة الدرامية:
لعل الجانب المهم هو الشخصيات، فعلى الرغم من كثرتها الا اننا نتعايش ونشعر بصداقة دافئة
مع ابطال المسلسل بسبب الاكتشافات المهمة في جانب كل شخصية، التي لا يتم تقديمها دفعة
واحدة، بل عبر جرعات فتصبح هذه الشخصيات خصوصا (كمال، وليد، فريدة ، منار، ايلول، بلال،
هنادي سحر، ريتا، زهرة، نذيرة، نسرين، محمود، شاهين، وكذلك بطبيعة الحال الاب كوزان ولقمان زوج
ريتا). هذه الشخصيات تحمل العاطفة وتعاني من الوجع، الذي هو ليس وليد اللحظة اغلب هذا
الوجع ياتي من الماضي، لكل شخصية سرها الخاص الذي لا نتمكن من اكتشافه في الحلقات
الاولى، كي تكتشف هذه العوالم انت مجبر للتعايش معها بشكل يومي، لان كل شخصية لديها
نقطة ضعف وحلم تكافح من اجله، ولها ماض تعيس تحاول الفرار منه، لكنه يلاحقها بقوة
لتتكشف بعض الاسرار والفضائح، فيحدث تغيرات في العلاقات بين الشخصيات تقارب وتنافر وتنافر ثم تقارب،
وهكذا نبحر في دوامة من الصراعات وقد نصطدم بشخصيات ثانوية تدخل ثم تذهب بسرعة، مجموعة
من المشاكل الصغير يتم حلها بسرعة في عدة حلقات لكن المشاكل والنقاط الجوهرية تظل صعبة
الحلول.
نعيش في اطار اجتماعي عائلي متنوع المناسبات ونبحر في تفاصيل من الحياة اليومية البسيطة التي
ليست لها اهداف درامية ضخمة، لكن لها اثر كوميدي مرح مثلا طريقة الاكل والملبس والطبخ،
ما يحبه هذا وذاك من الاكل او الملبس وغيرها من الامور البسيطة اليومية، كل هذا
يجعلنا نعيش في جو عائلي قريب منا، من خلال بعض الاحداث الصغيرة قد نصطدم بالمشاكل
الجوهرية، وكثيرا ما تنير هذه الاحداث الصغيرة جانبا مهما روحيا واجتماعيا، ويجعلنا نتعمق اكثر في
دواخل الشخصية، هذه الاحداث من الافعال البسيطة تمد الكثير من جسور التالف والتعايش مع المشاهد،
وقد تكون في بعض الاحيان متنفسا بعد ازمات درامية قاسية تحمل في طياتها الكثير من
المرح والفكاهة حتى تلك الشخصيات التي يمكن وصفها بالشريرة، حمل العنصر المرح الفكاهي، نحس ان
حضورها ليس ثقيلا حتى في لحظات الدسائس وزوع العراقيل امام الابطال، فاننا لا نكره ظهورها،
نعتاد على كل شخصية ولا نكره التعرف عليها، بل اننا لا نحس ان هناك شخصيات
زائدة غير ضرورية رغم كثرة الشخصيات الثانوية والعابرة الا ان جميعها يترك اثرا.
كل شخصية وخصوصا الابطال نجحوا في لفت انتباهنا، يعود هذا الى الاداء التمثيلي الجيد جدا،
فلكل شخصية طابع خاص مستقل غير مكرر نحس بان الممثل هنا يعمل ويؤدي دوره بكل
جزء من كيانة النفسي والروحي والجسدي، في اللحظات الرومانسية ننعم بهذا التقارب العشق الصادق الحلم
نحسه قريبا باستطاعتنا لمسه، وفي لحظات التعاسة والمصائب نكاد ننفجر في البكاء، نشعر برعشة لهذا
الحادث او لموت شخصية، كل حدث مؤلم له وقع قوي ليس بالمؤثرات الموسيقية مثلا يتم
انتزاع تعاطفنا، ولا بالبكائيات والصراخ والعويل، بل هذه الجودة العالية في الاداء المدهش، (تعابير الوجه،
رعشة اليد والجسد، نظرات العيون، الحركة في الفضاء المكاني) نحن كذلك نتعايش مع هذه الامكنة
البسيطة فتصبح ودودة لم يكن الابهار في الاسراف بالديكور وتقاسيم المكان، حركة الشخوص وعلاقتها بالمكان
هو المصدر القوي الذي يمنح المكان قوة جمالية، وكذلك بعض الاشياء البسيطة قد تكون لها
دلالات روحية وجمالية ودرامية تنقلنا من حالة الى حالة اخرى مشحونة بالدهشة، الحرفية هنا في
تعامل الكاميرا مع المكان ومع هذه الاشياء الصغيرة وكذلك مع الشخصيات لم يتم استخدام حركات
خارقة للكاميرا، تم استخدام الوضعيات والحركات المعروفة، ولكن بحرفية ممتازة، بحيث اننا لا نشعر بالكاميرا
كاداة تسجيل، نشعر بها كشخصية اساسية تنظر وتراقب وتعايش وتتعايش مع هذه الشخصيات والامكنة ومعنا
ايضا هي تكتشف ما نود اكتشافه، ولكن احيانا تراوغ وتماطل في تقديم الشخصية، تركز على
جزء من الجسد دون الاخر في بعض الاحيان تكون الثقب الذي نتطلع من خلاله ونتجسس
بفضول على بعض المواقف، كثيرا ما تلفت انتباهنا الى اداة معينة او شيء، من دون
ان تسرف في توضيحها ليكن بعد ذلك سرا كبيرا او حدثا مهما يكون انطلاقه من
شيء صغير.
لا يتم تقديم الحلول بسرعة هناك مراوغة كبيرة من المخرج ليس هدف المراوغة الاطالة فقط،
هذه الاطالة في حل بعض القضايا لم تكن مملة جدا ثم هذه التشابك الصعب في
الاحداث كون هناك مسارات عديدة تتقاطع في بعض الاحيان وفي احيان اخرى تظل تبحر لوحدها
كما يتم التطرق لمناقشة قضايا وقيم اجتماعية مهمة يتم تقديمها في اسلوب درامي ممتع، بعيدا
عن اسلوب الوعظ والخطابة او الطرح المباشر، كما يزخر العمل بمشاهد مطاردات ومشاحنات عديدة تم
اخراجها بشكل جيد، والكثير منها مشوق ومضحك وكذلك تخللت العمل اغان من التراث التركي ومقاطع
عصرية رومانسية ورقيقة تاتي لتغوص بنا في فضاء عاطفي ساحر.
المسلسل قدم نماذج انسانية متعددة تعيش في بيئة ليست بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا العربية، كانت
هناك مشاهد كثيرة تعكس وتصور عادات اجتماعية، كحفلات الزواج وطقوس الدفن والختان والاحتفال بالاعياد الدينية،
كل هذا تم تصويره ببساطة من دون مبالغة بصورة تجعلنا نتعايش مع هذه العادات نضحك
لضحكهم ونلهو ونفرح لفرحهم ونبكي لحزنهم ومصائبهم، هذه المدة الزمنية الكبيرة والطويلة والمشاهد يتابع الاحداث
وقد تكون الحلقة كاملة تحكي حدثا يوميا واحدا تتناوله من عدة جهات مع ردود الفعل
المختلفة لكل شخصية، وقد تكون الحلقة تحكي مسار يوم وفي بعض الاحيان مجرد ساعة واحدة
فقط، وربما اقل كوننا في بعض الحلقات نعيش تفاصيل دقيقة جدا، ويكون هناك استرجاع ورحلة
الى الماضي، رغم هذا يستمر العمل في الامساك بالمشاهد وتقليص اي فجوة يتسرب منها الملل
فتظهر عناصر وشخصيات جديدة تلفت انتباهنا وتظهر دسائس جديدة فيزيد خوفنا على الابطال ونتشوق في
انتظار الحلقة القادمة.
هذه النجاحات الساحقة لبعض المسلسلات التركية وما تحويه من عناصر الاثارة الدرامية والحرفية والمهنية والاداء
التمثيلي الرائع والاساليب الاخراجية الجيدة كل هذا ربما علينا الاقتراب منه ودراسته بشكل فني اكاديمي،
وربما على الدراما العربية الاستفادة من هذه الدروس، منع الدراما التركية ومحاربتها اعلاميا لن يوقف
تمددها وانتشارها، ولكن للاسف الدراما العربية اليوم غير مؤهلة تماما للدخول في منافسات كونها فقدت
الكثير من توهجها لاسباب فنية واداء رتيب مكرر في التمثيل، وتكرار ممل لمواضيع، حتى الجديد
ياتي باهتا ومتسرعا مثلا التعري لا يمكن ان يكون اداة الجذب الوحيد، فالممثلة العربية التي
تكشف الكثير من جسدها قد لا يكون فستانها مناسبا وربما يكون مكياجها زائدا ومضحكا وتعابير
وجهها تجعلك تشعر بانك مع مهرج، تقديم جسد شهي قد يكون هذا الجسد ايضا في
مكان لا يحمل جماليات ولا تعرف الكاميرا التعامل معه، لا اقصد بالطبع ان جميع الاعمال
الدرامية العربية سيئة ولكن المتميز منها يظل قليلا جدا.

  • قصة مسلسل سامحيني كاملة مكتوبة
  • نهاية مسلسل سامحيني مكتوبة
  • قصة مسلسل سامحيني مكتوبة
  • سامحيني الحلقة الاخيرة مكتوبة
  • احداث مسلسل سامحيني مكتوبة
  • قصة فريدة كوزان مكتوبة
  • عشق قوي كمال ومنار
  • عشق ايلول سوهيل
  • شخصيات مسلسل سامحيني
  • سامحيني مكتوبة
  • سامحيني الحلقة الاخيرة مكتوبة
  • اننا الابطال مكتوبة
  • المسلسل التركي سامحيني
  • اغنية مسلسل سامحيني مكتوبة غير مترمجة
  • مسلسلات مكتوبة

السابق
رؤية طائرة في المنام
التالي
طريقة استخدام حبوب الخميره للتنحيف