الاختلاف في الراي ينبغي الا يؤدي الى العداء والا لكنت انا وزوجتي من الد الاعداء
(المهاتما غاندي)
فالاختلاف سنة من سنن الحياة والاختلاف فى الطبع ,وجهات النظر ,العادات والسمات الشخصية للزوجين امر
طبيعى ولكن يجب ان يتعلم الزوجان الاتفاق رغم هذه الاختلافاتوهذه حكمة الهية ان الناس تختلف
في هذه الصفات وفي غيرها،
في حين ان الله قد جعل من سنة الحياة ان يعيش الناس سويا، فيعيش الابن
مع ابيه رغم اختلاف طباعهم، والزوجة مع زوجها، والاخ مع اخيه، وياتي السؤال: كيف يمكن
العيش سويا رغم اختلاف الطباع؟ الاجابة بالصبر والاحتمال، وهو صبر لحين وليس للابد.
وهناك اعتقاد خاطئ بان السعادة الزوجية قائمة على التناسخ بين الزوج والزوجة، سواء في الافكار
او الاراء او الاعتقادات .
وهناك ادلة عديدة تؤكد خطا هذا الاعتقاد، واكبر دليل على ذلك ان الحياة الزوجية السوية
لا بد ان تكون قائمة على التكامل بين الزوج والزوجة، فما يفتقده الزوج يتوفر في
الزوجة، والعكس صحيح حتى يتم بلوغ السعادة في الحياة الزوجية.
ولكن كيف يمكن ان تكون هذه الاختلافات مصدرا لبلوغ السعاده؟
1- من المؤكد ان كل طرف لديه نقاط قوة ونقاط ضعف، وهذا لا يعيب الانسان،
ولكن بالرغم من ذلك فغالبا ما نقوم بملاحظة العيوب والسلبيات الموجودة في الطرف الاخر، متجاهلين
اي مزايا ايجابية تدعم موقفه، لذا ليكون الاختلاف مصدرا للسعادة في الحياة الزوجية لا بد
من ابراز نقاط القوة الموجودة لدى الشريك، حتى يمكن الاستفادة منها قدر الامكان في نجاح
العلاقة .
2- المثالية شيء خيالي ينسجه لنا خيالنا ليبعدنا عن ارض الواقع الذي نعيش فيه؛ ولان
ارض الواقع لا نستطيع تشكيلها مثلما يحدث مع الاشياء الخيالية غالبا ما نرفضها، لذا ليكون
الاختلاف مصدرا السعادة في الحياة الزوجية لا بد من تقبل الواقع عن اقتناع ورغبة في
ايجاد نقاط التقاء بين الزوج والزوجة، بل وتحفيز القوة ليس في رفض الواقع او انتقاد
الشريك، بل في الاستفادة من اختلافات الشريك .
3- اختلافات الشريك يجب النظر اليها على انها الجزء المفتقد في شخصية الطرف الاخر، وبالتالي
يجب العمل على تقبلها وعدم مقاومتها، بل النظر فيها لاستكشاف مزاياها، فقد تكون هناك مزايا
لا يستطيع الطرف الاخر ادراكها في ظل الاعتقاد في ثقافة رفض الاخر باختلافاته .
4- وجود اختلافات بين الزوج والزوجة يتيح الفرصة للاعتماد المتبادل بينهما، فما يفتقده الزوج قد
يجده عند الزوجة والعكس، مما يعطي الحياة الزوجية تجددا باستمرار، وشعور دائم بالاحتياج، وبالتالي ترابط
العلاقة .
5- وجود اختلافات بين الزوج والزوجة قد يعود بالفائدة على العلاقة ذاتها اذا تم توظيف
هذه الاختلافات في صالح العلاقة، فاختلاف طبيعة الزوج عن طبيعة الزوجة في طريقة التعبير عن
الحب، او في طريقة التفكير، او في الهوايات، او في الميول يجعل الاختلافات بمثابة توابل
للحياة الزوجية لا يستطيع الزوجان الاستغناء عنها، لما تعطيه هذه الاختلافات من تجدد للحياة الزوجية
.
وفى النهايةفان الاختلاف هو اولى خطوات الاتفاق، فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين، فلا يوجد شخص
صمم خصيصا من اجل الاخر واذا لم تتواجد صفة مختلفة، لظل المجتمع على ما هو
عليه ولم يتقدم خطوة واحدة، لان جميعنا يحمل افكارا من الممكن ان تتلاحم مع افكار
شخص اخر، ومن الممكن ايضا ان تكون مكملة له اذا كانت مختلفة معه”.
- الحب الحقيقي بين الحبيبين