مواضيع للرجال للنساء

الاسرة والطفل

الاسرة والطفل 20160817 4704 1

الاسرة والطفل 20160817 4704

اولادنا ثمار قلوبنا ، وفلذات اكبادنا ، وامتداد لحياتنا بعد فنائنا .. ونحن اذ نتحدث
عن دور الاسرة في تنشئة الاجيال .. فاننا نتحدث عن موضوع له خطره .. فالطفل
الصغير امانة كبيرة بين يدي ابيه وامه .. وعقله الصغير ارض بكر لم تزرع ،
وورقة بيضاء لم يخط فيها حرف .
واذا كنا قد وضعنا وسائل الاعلام في قفص الاتهام باعتبارها المخرب الاول للاجيال ، فان
دور الاسرة في التربية ، قد يكون بمثابة الطعم الواقي الذي يجعل عقل الطفل مدرعا
ضد قاذفات الفساد والانحراف ، والى هذا الدور الخطير الذي تقوم به الاسرة يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم : [ كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه
، فابواه يهودانه ، او ينصرانه ، او يمجسانه [رواه ابو يعلى والطبراني  والبيهقي ].

وقبل ان نسترسل في الحديث ، فاننا نلفت النظر الى اننا لن نستطيع تغطية الموضوع
من كل جوانبه الدينية والنفسية والاجتماعية .. ولكننا سنتكلم عن جوانب اساسية في التربية يغفل
عنها كثير من المسلمين .
فبعض الناس يعتقدون ان رسالتهم في الحياة هي انجاب الاولاد ، ومنتهى فهمه في تربيتهم
هو ان يوفر لهم الطعام والشراب ، والملبس ، والمسكن ، واحيانا يرهق نفسه في
سبيل تزويدهم بالكماليات والمرفهات .
وغاية ما يصل اليه في تربيتهم هو ان يجتهد في تعليمهم حتى يحصلوا على درجات
عالية تؤهلهم ؛ لان ياخذوا اوضاعهم المادية والادبية في المجتمع . وبذلك يكون قد بلغ
الرسالة ، وادى الامانة .. هذا مبلغ علم الكثير من المسلمين .
وهي لعمر الحق افكار ومعتقدات لا تنسجم مع مفهوم الاسلام في التربية .. فمطالب الطعام
والشراب .. مطالب يشترك فيها الحيوان مع الانسان ، وفهم الاسرة لرسالة التربية والتعاليم بهذا
الاسلوب الشائع وسيلة من وسائل الدمار والخراب ، فالاسلام لا يعامل الانسان ككتلة من لحم
غايتها في الحياة هو ” العلف ” او التزود من ماديات الحياة بقدر المستطاع ، وانما يعامله
جسدا وروحا ، فتربية الجسم تسير جنبا الى جنب مع تربية الروح ، اذا جار
احدهما على الاخر حدث الخلل والاضطراب في النفس البشرية .
ما فائدة ان القن ابني العلم ، واسعى في الحصول له على مدرسين متخصصين ليكون
من المتقدمين في نفس الوقت الذي هو في الاخلاق صفر من كل فضيلة وادب وتهذيب
؟ ان العلم في هذه الحالة سيكون وسيلة تدمير وهدم وشقاء .
والعلم ان لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الاخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده  ما لم يتوج ربه بخلاق
ولقد راينا كثيرا من الابناء لا اقول تربوا ، ولكن اقول درجوا على هذا الاسلوب
، فصار الواحد منهم بعد ما شب عن الطوق ، يصعر خده لوالديه ، ويثني
عطفه عليهما ، ويتنكر لهما اذا كان من بسطاء الناس .
وشاهدت بعنين راسي شابا ” متعلما ”  كان يترك والدته العجوز في البيت .. بيتها الذي
سكنه هو وزوجته يتركها لياتي اليها المتطوعون من الناس يقومون لها ببعض شئونها حتى ودعت
الحياة ساخطة عليه وعلى زوجته ..     ولقد شاهدته بعد ما احاط به نكد الحياة يزور
قبرها بعد موتها  ،   فقلت في نفسي : لا الفينك بعد الموت تندبني  وفي حياتي
ما زودتني زادي
اين حدث هذا ؟ انه حدث في عاصمة الدنيا وقمة الحضارة .. في ” نيويورك ” !!

ولعلك قرات عن ” بي بي ” بريجيت باردو التي تزعمت الدعوة المقامة في ” مرسيليا ” ضد الدكتور
” شارل ” الذي يجري التجارب على الحيوانات وهي مازالت حية : ” يقوم بافعاله حسب اقوال بريجيت
في ظروف فظيعة ، وهي تتساءل في الم : هل يجب التضحية بالحيوان في سبيل
الانسان ” ؟ . هل رايت الرقة ؟ هل رايت العذوبة ؟هل رايت الى اي مدى
وصل خراب الضمير الذي لا يستيقظ لقتل الاف البشر لا اقول المسلمين في انحاء المعمورة
، ولا يستيقظ لتشريد الملايين الذين يفترشون الجليد ، ويلتحفون البؤس والمسغبة ، وفي الوقت
نفسه يذوب من رهافة الحس على الحيوان ”  ، [نعم يامرنا الاسلام بالرفق بالحيوان ولكن الانسان
اولى ] .( قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )[الكهف/103 ، 104] .
انه لن يصلح اخر هذه الامة الا بما صلح به اولها .. لقد كانت تبلغ
يقظة الضمير في المسلم الى درجة لا يمكن ان يوجد لها نظير الا في مجتمع
يتربى على الاسلام منهجا وسلوكا .  عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : اتى
رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، فناداه فقال : يا
رسول الله ، اني زنيت ، فاعرض عنه .. ردد عليه اربع مرات .. فلما
شهد على نفسه اربع شهادات .. دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : [
ابك جنون ] قال : لا ، قال : [ فهل احصنت ] ؟ قال
: نعم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ اذهبوا به فارجموه ]
. وعن ابي نجيد عمران بن الحصين الخزاعي رضي الله عنهما ان امراة من جهينة
اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا ، قالت : يا
رسول الله ، اصبت حدا فاقمه علي ، فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم
وليها فقال : [ احسن اليها ، فاذا وضعت فاتني ، فامر نبي الله صلى
الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ، ثم امر بها فرجمت ، ثم صلى عليها
، فقال له عمر رضي الله عنه تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟
قال : [ لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من اهل المدينة لوسعتهم ،
وهل وجدت افضل من ان جادت بنفسها لله عز وجل ] [رواه مسلم] صور مشرقة للضمير
الحي اليقظ الذي تربى في مدارس الايمان. فمتى نفقه ؟ متى نتعلم ؟

السابق
تمارين شد الصدر رجال
التالي
بحث حول مكة المكرمة