معركة العادة السرية:بسبب تضارب الاراء الطبية والدينية يدخل الكثير من المراهقين والشباب فى صراع مرير ومؤلم مع العادة السرية فهم يقعون تحت ضغط والحاح الغريزة الجنسية وفى نفس الوقت لا يجدون منصرفا طبيعيا مشروعا لها فيلجاون للعادة السرية وربما ينغمسون فيها , ثم تطاردهم افكار بان ما فعلوه يؤدى الى ضعفهم العام وهزالهم واصفرار وجوههم وحب الشباب المنتشر لديهم , والدمامل التى تصيبهم , وضعف بصرهم , والرعشة فى اطرافهم , وقلة تركيزهم وتوهانهم وشرودهم . ثم يزداد الامر صعوبة ويزداد الضغط على اعصابهم حين يسمعون ان الاستمناء حرام , هنا تثور مشاعر الذنب وربما تستمر لسنوات , وتحدث حالة من ضعف تقدير الذات والاحساس بالدونية والقذارة والضعف والهوان . وقد كان بعض علماء النفس يعتقدون ان حالات النهك العصبى (الشعور بالارهاق والتعب والضعف )
الموقف الطبى : وهذا الموقف تعكسه المعلومات المتوفرة فى المراجع العلمية , ونحاول ان نوجزه فيما يلى : تعتبر العادة السرية تجربة اولية (بروفة) للعلاقة الجنسية , وهى نوع من الممارسة السرية الذاتية ومع بداية البلوغ وزيادة نشاط الهورمونات الجنسية , تشتعل الرغبة بشكل كبير وتزيد معدلات ممارسة وعلى الرغم من بعض الاقوال التى تشير الى ان العادة السرية تؤدى الى المرض النفسى اما من الناحية الطبية فان العادة السرية تصبح عرضا مرضيا فقط فى ثلاث حالات : 1 – حين تصبح قهرية , بمعنى ان الشخص لا يستطيع التحكم فيها وينغمس فيها 2 – حين يسرف فيها الى درجة كبيرة , فالاسراف فى اى شئ يعتبر اضطرابا 3 – حين تصبح بديلا للمارسة الجنسية الطبيعية فيكتفى بها الشخص وينصرف عن الزواج اوعن ونظرا لاان العادة السرية تمارس على نطاق واسع فى كل الثقافات لذا يرى الباحثون انها كان هذا هو الراى الطبى والذى ننقله عن عدة مصادر اهمها : Synopsis of Psychiatry , By Sadock ,B and Sadock , V , vol 2 , وهو المرجع الاساس فى الطب النفسى فى اكثر دول العالم , وقد يختلف البعض او
حكم الشرع فى العادة السرية (الاستمناء) : حسب علمنا وبعد محاولات بحث وتقصى عديدة لا يوجد حديث صحيح حول موضوع الاستمناء (العادة يقول ابن كثير فى تفسير هذه الايات من سورة “المؤمنون” : ” اى والذين قد وقد اختلف العلماء حول المقصود من قوله تعالى ” ما وراء ذلك ” كالتالى : * الشافعية والمالكية : راو ان العادة السرية ( الاستمناء ) تدخل فى ” ما * الحنفية : راوا ان ” ما وراء ذلك ” يقصد بها الزنا فقط , 1- ان يلجا اليها الشخص خشية الوقوع فى الفاحشة 2- ان من يقوم بها يكون غير متزوج 3- ان يمارسها لتصريف الشهوة اذا غلبته وليس لاثارة الشهوة الكامنة ويقول الشيخ سيد سابق عن احكم الاستمناء ( العادة السرية ) فى كتابه “فقه السنة” ” استمناء الرجل بيده مما يتنافى مع ما ينبغى ان يكون عليه الانسان من الادب واما الذين ذهبوا الى التحريم فى بعض الحالات والوجوب فى بعضها الاخر فهم الاحناف , واما الحنابلة فقالوا : انه حرام , الا اذا استمنى خوفا على نفسه من الزنا واما بن حزم فيرى ان الاستمناء مكروه ولا اثم فيه , لان مس الرجل ذكره وورد فى موسوعة الفقه الاسلامى المعاصر التى يراس تحريرها الدكتور عبدالحليم عويس (الجزء الثالث – لكن فقهاء الحنابلة قيدوا هذا الجواز بامرين : الاول : خشية الوقوع فى الزنا الثانى : عدم القدرة على الزواج ويرى الدكتور يوسف القرضاوى ويوافقه فى ذلك الشيخ محمد الغزالى والشيخ حسنين مخلوف والدكتور سعيد |