مواضيع للرجال للنساء

انا مريض بالعادة السرية

انا مريض بالعادة السرية 20160817 4411 1

انا مريض بالعادة السرية 20160817 4411

معركة العادة السرية:بسبب تضارب الاراء الطبية والدينية يدخل الكثير من المراهقين والشباب فى صراع مرير
ومؤلم مع العادة السرية فهم يقعون تحت ضغط والحاح الغريزة الجنسية وفى نفس الوقت لا
يجدون منصرفا طبيعيا مشروعا لها فيلجاون للعادة السرية وربما ينغمسون فيها , ثم تطاردهم افكار
بان ما فعلوه يؤدى الى ضعفهم العام وهزالهم واصفرار وجوههم وحب الشباب المنتشر لديهم ,
والدمامل التى تصيبهم , وضعف بصرهم , والرعشة فى اطرافهم , وقلة تركيزهم وتوهانهم وشرودهم
. ثم يزداد الامر صعوبة ويزداد الضغط على اعصابهم حين يسمعون ان الاستمناء حرام ,
هنا تثور مشاعر الذنب وربما تستمر لسنوات , وتحدث حالة من ضعف تقدير الذات والاحساس
بالدونية والقذارة والضعف والهوان .

وقد كان بعض علماء النفس يعتقدون ان حالات النهك العصبى (الشعور بالارهاق والتعب والضعف )
قد يسببها ادمان العادة السرية . وقد ثبت بعد ذلك من الابحاث العلمية ان تلك
الحالة من الارهاق والتعب يكمن وراءها مشاعر الخوف والذنب والصراع المرير مع الرغبة والعجز عن
تصريفها او التسامى بها , كل هذا يشكل استنزافا لقوى الشخص . ونظرا لاعتياد الشخص
على الاستمناء واعتقاده بانه مرفوض دينيا واجتماعيا وطبيا ومع ذلك يمارسه , فان ذلك يؤدى
الى حالة من الاذدواجية حيث يظهر امام المجتمع فى صورة الشخص المهذب المطيع , وحين
يخلو الى نفسه يفعل عكس هذا تماما , وهنا تترسب فى اعماقه فكرة انه منافق
او مخادع او جبان , وترتبط لديه مشاعر اللذة (اى لذة ) بالشعور بالاثم والعار
.

 

الموقف الطبى :

وهذا الموقف تعكسه المعلومات المتوفرة فى المراجع العلمية , ونحاول ان نوجزه فيما يلى :

تعتبر العادة السرية تجربة اولية (بروفة) للعلاقة الجنسية , وهى نوع من الممارسة السرية الذاتية
قبل الخروج بالممارسة الى العلاقة الثنائية التى يوجد فيها طرف اخر .  وقد يعتقد البعض
خطا ان العادة تبدا ممارستها بعد البلوغ , وهذا غير صحيح فمن المعروف ان محاولات
الاثارة الذاتية شائعة ليس فقط فى سن الطفولة بل حتى فى سن الرضاعة , حيث
يقوم الطفل بملامسة اعضائه التناسلية فيستشعر احاسيس معينة نظرا لوجود اعضاء حسية جنسية فى هذه
المناطق فيشجعه ذلك على معاودة هذا الفعل ,وبعضهم ينغمس فى ممارستها من وقت لاخر الى
درجة الارهاق مما يؤدى الى ازعاج الاهل وشفقتهم على الطفل او الطفلة . وهذا يبدا
كنوع من حب الاستطلاع , فكما يتعرف الطفل على اصابعه وفمه يفعل نفس الشئ مع
اعضائه التناسلية , ولكن ملامسة الاعضاء التناسلية يعطى قدرا اكبر من الاحاسيس السارة للطفل لذلك
يعاود ملا مستها ويصبح لديه اهتماما طبيعيا بهذه الاعضاء وبما يتصل بها من احاسيس ,
وقد تحاول الام كف الطفل (او الطفلة) عن هذا الفعل فيتوجه انتباهه (او انتباهها) اكثر
تجاه هذه الاعضاء المثيرة والمرفوضة فى ذات الوقت , وهذا ربما يثبت العادة اكثر واكثر
. وبينت الدراسات ان الاطفال يبداون فى مداعبة اعضائهم التناسلية فى سن 15-19 شهرا من
عمرهم . ولا يتوقف اهتمام الطفل على اعضائه التناسلية  فقط وانما يمتد اهتمامه الى اعضاء
الاخرين (كنوع من حب الاستطلاع) مثل الابوين او الاطفال الاخرين او حتى الحيوانات . ومن
هنا تبدا محاولات الاستعراض والاستكشاف لتلك الاعضاء  بين الاطفال وبعضهم , وقد يتوقف ذلك عند
المشاهدة وقد يتعداه الى الملامسة , وهى سلوكيات تعتبر طبيعية بشرط عدم الاستغراق والتمادى فيها
, اى انها تكون سلوكيات عابرة فى حياة الطفل يتجاوزها مع نموه النفسى والاجتماعى ويكتسب
القدرة على الضبط السلوكى والاجتماعى فيعرف ما يجب ومالا يجب بالقدر الذى يناسب مراحل نموه
وتطوره . ولكى يحدث ذلك فمن الافضل ان لا تحاط هذه الاشياء الاستكشافية بمشاعر ذنب
شديدة او بتحذيرات مخيفة او بعقوبات قاسية لان كل ذلك من شانه ان يحدث تثبيتا
لهذا السلوك , ويشعل الرغبة اكثر واكثر فى مزيد من حب الاستطلاع لهذه الاشياء اللذيذة
والممنوعة فى ان واحد لدى الطفل .

ومع بداية البلوغ وزيادة نشاط الهورمونات الجنسية , تشتعل الرغبة بشكل كبير وتزيد معدلات ممارسة
العادة السرية لدى المراهقين خاصة انه ليست لديهم وسيلة اخرى لتفريغ هذه الطاقة وليست لديهم
مهارات كافية للتعامل معها بشكل ايجابى , ويزيد هذا الامر لدى المراهق المنطوى الهادئ الذى
يفتقد للعلاقات الاجتماعية وليست لديه اهتمامات ثقافية او رياضية مشبعة لان طاقته فى هذه الحالة
تتوجه اغلبها فى اتجاه العادة السرية. وفى هذه المرحلة من العمر تحدث الرغبة الجنسية ضغطا
هائلا على المراهق , فهو قادر على الممارسة الجنسية ولكن القيود والضوابط الاجتماعية تمنعه من
ذلك , وهنا يشعر بتوتر شديد ويبحث عن مسار امن يخفف به هذا الضغط ,
فيجد امامه العادة السرية والتى تشعره بهويته الجنسية وفى ذات الوقت لا تعرضه لمشاكل اجتماعية
. ومن المعروف ان الذكور يمارسون العادة السرية بشكل اكثر من الاناث ويصلون فيها الى
درجة الارجاز (القذف والنشوة) . وهناك فرق مهم بين ممارسة العادة السرية فى الطفولة وممارستها
فى المراهقة وهو وجود الخيالات الجنسية فى فترة المراهقة , تلك الخيالات التى تلعب دورا
فى تحديد الهوية الجنسية فيما بعد , فاذا كانت الخيالات المصاحبة للمارسة غيرية (اى موجهة
للجنس الاخر ) تاكدت الهوية الجنسية تجاه الجنس الاخر , اما اذا كانت تجاه نفس
الجنس فان الهوية الجنسية المثلية تتاكد مع تكرار الممارسة مع هذه الخيالات . وتمتد ممارسة
العادة السرية فى سن الشباب الى ان تستبدل بالممارسة الطبيعية مع الزواج , وهناك بعض
الناس يستمرون فى ممارستها بعد الزواج فى فترات تعذر الممارسة الطبيعية كالبعد عن الزوجة ,
او عدم الرضا بها , او وجود عائق مثل الحمل او الولادة او مرض الزوجة
او الزوج …. الخ . وفى نسبة قليلة من الازواج قد تكون العادة السرية بديلا
مفضلا عن الممارسة الجنسية الطبيعية حتى فى حالة اتاحة الاخيرة ويكون هذا نوع من التثبيت
على الاثارة الجنسية الذاتية , وهنا تحدث مشاكل زوجية كثيرة نظرا لاكتفاء الزوج بالاشباع الذاتى
وانعزاله عن زوجته . وقد بين “كينزى” (الباحث الشهير فى السلوك الجنسى) ان غالبية النساء
يفضلن التنبيه البظرى اثناء ممارسة الاستمناء , واكد “ماستر وجونسون” (وهما ايضا من اشهر الباحثين
فى السلوك الجنسى) انهن (اى النساء) يفضلن مداعبة عنق البظر وليس راسه حيث ان الاخير
يكون شديد الحساسية للاستثارة الزائدة . اما الذكور فيمارسونها عن طريق مداعبة عنق القضيب وراسه
بشئ من العنف احيانا . وهناك طرق اخرى للمارسة لدى الجنسين حسب طبيعة ومزاج كل
شخص وبعض هذه الطرق قد تحمل مخاطر للاعضاء الجنسية خاصة فى الفتيات كان تحاول الفتاة
ادخال جسم غريب فى العضو التناسلى مما يؤدى الى فض غشاء البكارة , او حدوث
تقرحات او التهابات فى هذه الاعضاء .

وعلى الرغم من بعض الاقوال التى تشير الى ان العادة السرية تؤدى الى المرض النفسى
او الى ضعف القدرة الجنسية فانه لا يوجد دليل علمى على ذلك , ويبدو ان
هذه الاقوال مرتبطة اكثر بالتحريم الاخلاقى او الاجتماعى ,

اما من الناحية الطبية فان العادة السرية تصبح عرضا مرضيا فقط فى ثلاث حالات :

1 – حين تصبح قهرية , بمعنى ان الشخص لا يستطيع التحكم فيها وينغمس فيها
لاوقات طويلة حتى وهو غير مستمتع بها .

2 – حين يسرف فيها الى درجة كبيرة , فالاسراف فى اى شئ يعتبر اضطرابا
يخرج عن اطار الصحة التى تتطلب الاعتدال , والاسراف هنا يؤدى الى حالة من الارهاق
والتشوش والعصبية , ويستهلك طاقة الانسان التى كان يجب ان توظف فى انشطة ايجابية .

3 – حين تصبح بديلا للمارسة الجنسية الطبيعية فيكتفى بها الشخص وينصرف عن الزواج اوعن
الزوجة .

ونظرا لاان العادة السرية تمارس على نطاق واسع فى كل الثقافات لذا يرى الباحثون انها
مرحلة فى النمو النفسى-الجنسى , وانها فى فترات معينة تكون نشاطا تكيفيا لحين توافر الممارسة
الطبيعية .

كان هذا هو الراى الطبى والذى ننقله عن عدة مصادر اهمها :

Synopsis of Psychiatry , By  Sadock ,B and Sadock , V ,  vol 2 ,
2004

وهو المرجع الاساس فى الطب النفسى فى اكثر دول العالم , وقد يختلف البعض او
يتفقون مع بعض او كل ما ورد فيه , ولكنه يبقى رؤية طبية قائمة على
الملاحظة العلمية والدراسات الاحصائية , وكعادة العلم فهو قابل للمراجعة والتعديل مع توالى الدراسات والابحاث
.

 

حكم الشرع فى العادة السرية (الاستمناء) :

حسب علمنا وبعد محاولات بحث وتقصى عديدة لا يوجد حديث صحيح حول موضوع الاستمناء (العادة
السرية) , وكل ما ورد من احاديث عنها اما ضعيف او موضوع , مثل ”
ناكح كفيه ملعون” . وهذا يستدعى وقفة وتاملا , فعلى الرغم من ان الرسول صلى
الله عليه وسلم لم يترك شيئا الا وضحه وتحدث فيه الا انه لم يتحدث عن
هذا الامر وسكت عنه مع انه منتشر بين الناس وخاصة الشباب فى ذلك العصر وفى
كل العصور , ولا يتصور ان يسكت الرسول عن امر واسع الانتشار كهذا الامر نسيانا
, وهذا يجعلنا نتعامل مع هذا الامر على انه من المسكوت عنه رحمة بالناس وتقديرا
لضعفهم واحتياجاتهم . اما على مستوى القران الكريم فالله تعالى يقول فى سورة المعارج :
“والذين هم لفروجهم حافظون * الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين
* فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون ” ( المعارج 29-31 ) . ووردت
ايات ثلاث بنفس النص فى سورة المؤمنون : ” والذين هم لفروجهم حافظون * الا
على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك
هم العادون ) (المؤمنون 5-7) .

يقول ابن كثير فى تفسير هذه الايات من سورة “المؤمنون” : ” اى والذين قد
حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنى ولواط , لا
يقربون سوى ازواجهم التى احلها الله لهم او ما ملكت ايمانهم من السرارى , ومن
تعاطى ما احله الله له فلا لوم عليه ولا حرج ولهذا قال ” فانهم غير
ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك” اى غير الازواج والاماء “فاولئك هم العادون” اى المعتدون
. وقد استدل الامام الشافعى رحمه الله ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الاية
الكريمة “والذين هم لفروجهم حافظون * الا على ازواجهم الاو ما ملكت ايمانهم ” قال
فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين , وقد قال الله تعالى “فمن ابتغى وراء ذلك
فاولئك هم العادون” , وقد استانسوا بحديث رواه الامام الحسن بن عرفه فى جزئه المشهور
حيث قال : حدثنى على بن ثابت الجزرى عن مسلمة بن جعفر عن حسان بن
حميد عن انس بن مالك عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : “سبعة لا
ينظر الله اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين ويدخلهم النار فى اول
الداخلين الا ان يتوبوا ومن تاب تاب الله عليه : الناكح يده , والفاعل والمفعول
به , ومدمن الخمر , والضارب والديه حتى يستغيثا , والمؤذى جيرانه حتى يلعنوه ,
والناكح حليلة جاره ” , هذا حديث غريب واسناده فيه من لا يعرف لجهالته والله
اعلم (ابن كثير , تفسير القران العظيم , الجزء الثالث , دار المعرفة , بيروت
, صفحة 249, 250 ) .

وقد اختلف العلماء حول المقصود من قوله تعالى ” ما وراء ذلك ” كالتالى :

* الشافعية والمالكية : راو ان العادة السرية ( الاستمناء ) تدخل فى ” ما
وراء ذلك ” وبالتالى فان من يرتكبها يكون من ” العادون ” , وبالتالى فهى
حرام . وهذا الحكم يجعل العادة السرية فى مقام الزنا , ولم يقل بذلك احد
, والقول بالتحريم هنا لا يستند الى دليل صريح .

* الحنفية : راوا ان ” ما وراء ذلك ” يقصد بها الزنا فقط ,
وبالتالى فان العادة السرية مكروهة , وان ممارستها تنتقل من الكراهة الى الاباحة بثلاثة شروط
:

1- ان يلجا اليها الشخص خشية الوقوع فى الفاحشة

2- ان من يقوم بها يكون غير متزوج

3- ان يمارسها لتصريف الشهوة اذا غلبته وليس لاثارة الشهوة الكامنة

ويقول الشيخ سيد سابق عن احكم الاستمناء ( العادة السرية ) فى كتابه “فقه السنة”
( المجلد الثانى  الطبعة الثامنة , 1407ه-1987م , دار الكتاب العربى , بيروت , صفحة
388-390 ) :

” استمناء الرجل بيده مما يتنافى مع ما ينبغى ان يكون عليه الانسان من الادب
وحسن الخلق , وقد اختلف الفقهاء فى حكمه : فمنهم من راى انه حرام مطلقا
, ومنهم من راى انه حرام فى بعض الحالات وواجب فى بعضها الاخر , ومنهم
من ذهب الى القول بكراهته . اما الذين ذهبوا الى تحريمه فهم المالكية والشافعية والزيدية
, وحجتهم فى التحريم ان الله سبحانه امر بحفظ الفروج فى كل الحالات , الا
بالنسبة للزوجة وملك اليمين , فاذا تجاوز المرء هاتين الحالتين واستمنى كان من العادين المتجاوزين
ما احل الله لهم الى ما حرمه عليهم , يقول الله سبحانه : ” والذين
هم لفروجهم حافظون * الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين *
فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون ” ( المعارج 29-31 )

واما الذين ذهبوا الى التحريم فى بعض الحالات والوجوب فى بعضها الاخر فهم الاحناف ,
فقد قالوا : انه يجب الاستمناء اذا خيف الوقوع فى الزنا بدونه ,جريا على قاعدة
: ارتكاب اخف الضررين . وقالوا: انه يحرم اذا كان لاستجلاب الشهوة واثارتها . وقالوا
: انه لا باس به اذا غلبت الشهوة , ولم يكن عنده زوجة او امة
واستمنى بقصد تسكينها  .

واما الحنابلة فقالوا : انه حرام , الا اذا استمنى خوفا على نفسه من الزنا
, او خوفا على صحته , ولم تكن له زوجة او امة , ولم يقدر
على الزواج , فانه لا حرج عليه .

واما بن حزم فيرى ان الاستمناء مكروه ولا اثم فيه , لان مس الرجل ذكره
بشماله مباح باجماع الامة كلها , واذا كان مباحا فليس هنالك زيادة على المباح الا
التعمد لنزول المنى , فليس ذلك حراما اصلا , لقوله تعالى : ” وقد فصل
الله لكم ما حرم عليكم ” ( الانعام 119 ) , وليس هذا مما فصل
لنا تحريمه , فهو حلال لقوله تعالى : ” خلق لكم مافى الارض جميعا ”
. قال : وانما كره الاستمناء لانه ليس من مكارم الاخلاق ولا من الفضائل ,
وروى لنا ان الناس تكلموا فى الاستمناء فكرهته طائفة واباحته اخرى , وممن كرهه ابن
عمر وعطاء , وممن اباحه ابن عباس والحسن وبعض كبار التابعين , وقال الحسن :
كانوا يفعلونه فى المغازى ” (انتهى كلام الشيخ سيد سابق).

وورد فى موسوعة الفقه الاسلامى المعاصر التى يراس تحريرها الدكتور عبدالحليم عويس (الجزء الثالث –
دار الوفاء – الطبعة الاولى 1426ه-2005م , صفحة 620-621) فى باب “مشكلات الجاليات الاسلامية فى
ضوء الفقه الاسلامى” ما يلى : “لا ينكر عاقل ان هذه العادة انما هى عادة
مرذولة , وانها مما تنفر منه الفطرة السليمة . وقد ذهب كثير من العلماء الى
تحريم الاستمناء باليد , ولا شك ان هذا التحريم هو الاصل خضوعا لنداء الفطرة التى
توجب وضع هذه الطاقة الغالية فى مصارفها الصحيحة , وايضا لما يفهمه العقل المسلم من
قوله تعالى “والذين هم لفروجهم حافظون* الا على ازواجهعم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير
ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون “(المؤمنون5-7) . فلا شك ان الاية
تفيد انه ما وراء الزوجة وملك اليمين حرام , والاستمناء باليد هو مما وراء ذلك
, والى هذا الراى ذهب الامام مالك والجمهور . لكن الامام احمد بن حنبل اعتبر
المنى فضلة من فضلات الجسم , فجاز اخراجه كالفصد وقد ايده فى ذلك الامام ابن
حزم .

لكن فقهاء الحنابلة قيدوا هذا الجواز بامرين :

الاول : خشية الوقوع فى الزنا

الثانى : عدم القدرة على الزواج

ويرى الدكتور يوسف القرضاوى ويوافقه فى ذلك الشيخ محمد الغزالى والشيخ حسنين مخلوف والدكتور سعيد
رمضان البوطى رئيس قسم الفقه بجامعة دمشق والدكتور عبدالعزيز الخياط عميد كلية الشريعة بالجامعة الاردنية
والشيخ على الطنطاوى وغيرهم , يرى كل هؤلاء انه من الاولى الاخذ براى الامام احمد
بن حنبل فى حالات ثورات الغريزة وخشية الوقوع فى الحرام كشاب يتعلم او يعمل غريبا
عن وطنه فى اوروبا او امريكا او غيرها ولا سيما واسباب الاغراء امامه كثيرة وهو
يخشى على نفسه العنت , فلا جرم عليه ان يلجا الى هذه الوسيلة (غير الطبيعية)
يطفئ بها ثوران الغريزة على الا يسرف فيها او يتخذها عادة .. وينصح هؤلاء الاساتذة
الشباب الذين يتعرضون لمثل هذه الحالات باللجوء الى المراكز الاسلامية والاندماج فى انشطتها ومجتمعاتها الطيبة
والاكثار من صوم ايام الاثنين والخميس وغيرهما اذا تهيات لهم الفرصة (انتهى كلام الدكتور عبدالحليم
عويس فى موسوعة الفقه الاسلامى)

السابق
تردد ام بي سي دراما
التالي
اجمل صورة للام