لا يعتبر الماء النقي مادة غذائية بمعنى الكلمة لعدم احتوائه على أي سعرات حرارية، ومع
ذلك فإن له دورا أساسيا في التغذية وفي كل العمليات الكيميائية والحيوية اللازمة للحياة، وبدونه
تتوقف هذه العمليات ويجف الجسم ويموت. والماء هو الذي ينظم درجة حرارة الجسم عند اشتداد
حرارة الجو بخروجه من مسام الجلد بصورة عرق. ويقدر ان الشخص المتوسط يفرز من العرق
في اليوم الواحد من ايام الصيف الحارة ما بين لترين وثلاثة لترات. وتنخفض هذه الكمية
الى ثلثها في ايام الشتاء الباردة. كما تخرج من الجسم كميات أخرى كبيرة من الماء
عن طريق التبول والتنفس ومع البراز.
ويشكل الماء ما بين 60% و70% من التركيب الكلي للجسم، فهو يشكل أكبر نسبة من
تركيب الدم، كما يدخل في تركيب العضلات وخلايا الجلد والأجهزة المختلفة، بل انه يدخل بنسبة
30% في تركيب العظام. وما دام الجسم يفقد الماء باستمرار عن طريق العرق والتبول وغيرهما
من العمليات الفسيولوجية فمن الطبيعي ان يكون محتاجا باستمرار كذلك الى تعويض المياه المفقودة عن
طريق شرب الماء، وإلا جفت خلاياه وتعرض للموت. ولهذا فإن الأطباء ينصحون دائما بالإكثار من
شرب الماء لكي تؤدي اعضاء الجسم وظائفها بكفاءة، ومن أهمها وظيفة توزيع الغذاء المهضوم على
الدم الذي يقوم بدوره بتوزيعه على أنسجة الجسم وخلاياه، فإذا نقص الماء في الجسم نقصا
شديدا عن معدله حدث خلل كبير في خلايا أجهزته، وفي وظائفها، كما تتأثر نتيجة لذلك
الحالة النفسية والعصبية للشخص اضافة الى اي خلل في نقص اي من المواد الغذائية نتيجة
لعدم تناولها او لمشاكل في الهضم وتعتبر الألياف الموجودة في كثير من المواد الغذائية مثل
قشور الحبوب وألياف الفواكه والخضروات وقشورها من أهم العوامل المساعدة على تنظيم عمليات الهضم وتخفيف
آثار الدهون بل وخفض نسبة الكولسترول في الدم، وتسهيل عمليات تخلص الأمعاء من بقايا المواد
الغذائية غير المهضومة. ولكن على الرغم من هذه الفوائد فإن اغلب الناس يتخلصون من معظم
الألياف النباتية بطرق مختلفة حتى يكون الغذاء خاليا منها تقريبا، فالأرز يضرب عادة ضربا شديدا
للتخلص من قشوره وتبييضه، والقمح يطحن وينخل بمناخل دقيقة الفتحات للتخلص من الردة التي يحتويها،
كما تقشر اغلب الخضروات والفواكه للتخلص من أليافها وقشورها قبل تناولها طازجة او عند طهيها،
وهذه كلها عادات غذائية غير صحية لأنها تحرم الجسم من بعض المعادن الفيتامينات الهامة التي
توجد غالبا في القشور والألياف او تحتها مباشرة، كما تحرمه من عمليات التخشين التي تساعد
الأمعاء على امتصاص الغذاء والتخلص من بقاياه التي لا يتم هضمها، وفي حالة خلو الطعام
من كل الألياف فإن الجهاز الهضمي يتعرض لكثير من اعراض سوء الهضم مثل الإمساك وكثرة
الغازات التي تتجمع في الأمعاء وتؤدي الى الانتفاخ، وقد يتطور الأمر الى حدوث التهاب في
الزائدة الدودية او ظهور البواسير او ارتفاع نسبة الكولسترول وغيره من الدهون في الدم، فمن
المعروف ان الألياف تقوم على امتداد رحلة الطعام اثناء هضمه ومروره في الأمعاء الدقيقة والغليظة
بالامتصاص كثير من الدهون الموجودة به.
ولتجنب المتاعب الناشئة من نقص الألياف الطبيعية في الطعام قامت بعض شركات انتاج الأدوية بتحضير
بعض العقاقير المحتوية على بعض انواع الألياف وأهمها السليلوز الذي تتكون منه الألياف الغذائية لجدران
خلايا كثير من الخضروات والحبوب مثل الكرنب والقرنبيط وقشر الخيار والجزر والبازلاء وحبوب القمح الكاملة.
- لماذا ينصح الاطباء بالاكثار من شرب الماء النقي
- ينصح الاطباء بالاكثار من شرب الماء النقي فسر