من المعروف أنه بمجرد تلقيح البويضة بالحيوان المنوي تبدا رحلة تخليق الكائن الحي سواء الإنسان
أو الحيوان، وبالتالي تبدا رحلة الحمل التي تختلف مدتها من كائن لآخر، والتي تقدر بحوالي
تسعة أشهر عند البشر. ولهذا عند تلقيح البويضة تبدا تغيرات فسيولوجية عند الأنثى، حيث تعتبر
هذه التغيرات مؤشرات على بدء الحمل. ويجب الإشارة أنه يوجد مؤشرات جسدية عند المرأة تدل
على قابلية وجاهزية البويضة للتلقيح، أو ما يسمى بنضوج البويضة ،وهذا غالبا ما يحدث في
منتصف الدروة الشهرية عند المرأة.
وفيما يلي عرض لأهم الظواهر التي تصاحب فترة التبويض، وكذلك التي تصاحب تلقيح البويضة:
بالنسبة للظواهر التي يمكن ملاحظتها في فترة منتصف الدروة الشهرية عند الأنثى، يمكن تلخيصها بإفرازات
مادة مخاطية نقية صافية تشبه الزلال مع أحيانا تسرب إفرازات ذات لون وردي تدوم عدة
أيام من المهبل، وظهور آلام في أسفل البطن سواء في الجهة اليمنى أو اليسرى حسب
المبيض الذي يقوم بالتبويض وقد تكون الآلام شديدة ومصحوبة بغثيان وقيء، وظهور اضطرابات نفسية وضيق
وضجر عند بعض النساء، وأهم تلك العلامات ارتفاع درجة الحرارة في جسد المرأة، وهذه المؤشرات
تدل على انطلاق البويضة من المبيض، ونضوجها وجاهزيتها للتلقيح. وفي حال حدوث تلقيح للبويضة الناضجة
من حيوان منوي تبدا ظهور مجموعة من العلامات الجسدية، والتغيرات الفسيولوجية عند الأنثى التي تعطي
مؤشرا واضحا على تلقيح البويضة وحدوث الحمل.
من أهم علامات تخصيب البويضة هو: نزول قطرات دم خفيفة قبل موعد الدورة الشهرية بحيث
تكون بقع خفيفة تميل إلى اللون البني، أو الوردي الفاتح، ولا تكون غزيرة وتدل على
تعلق البويضة الملقحة بجدار الرحم، ومن العلامات المبكرة للحمل هو كثرة التبول حيث يمكن التنبؤ
بالحمل بقبل الدورة التالية بأسبوع من خلال كثرة التبول، وكذلك بقاء ارتفاع درجة حرارة المرأة
حتى موعد الدروة الشهرية القادمة، ومن أهم العلامات تأخر الدورة الشهرية، أو عدم حدوثها مع
الشعور بانقباضات مستمرة في الرحم تشعر بها المرأة أثناء النوم، ومن العلامات الواضحة الشعور بليونة
الثدي والحلمات، وتغير لون الدائرة المحيطة بالثدي إلى لون قاتم مع بروز أوردة وعروق الثدي،
ويصاحب ذلك تغيرات فسيولوجية مثل: استرخاء الأمعاء والإمساك والقيء وخاصة في فترة الصباح والذي يحدث
بكثرة مع بداية الحمل، وكما أنه تشكو المرأة من الإرهاق البالغ والتعب الشديد، وهذا يحدث
نتيجة التغيرات الهرمونية المصاحبة لتلقيح البوضة (الحمل)، حيث يبدا الجسم بعد ذلك بالتكيف مع النسب
المرتفعة من هذه الهرمونات، و يبدا الاختفاء بالشعور من معظم هذه العلامات، وخاصة ليونة الثدي
والحلمات و الإرهاق والتعب والقيء.
وفي حال شعور المرأة بالعلامات والظواهر التي تم عرضها مسبقا يمكنها عمل اختبار الحمل البسيط
في المنزل عن طريق البول، والذي يعطي فكرة عن ارتفاع هرمون الحمل، وبالتالي احتمالية حدوث
الحمل، وتلقيح البويضة، وبالتالي استشارة طبيب النساء والولادة للحصول على رعاية كافية للأم والجنين، وبداية
متابعة حمل مبكر دون حدوث مشاكل مثل: النزف المبكر ،أو الإجهاض، أو التشوهات، أو العيوب
الخلقية للجنين.