1-تعريف:
المدينة المقدسة ، بيت الله العتيق ، وقبلة المسلمين ، ومهبط الوحي الامين ، احب
بقاع الارض الى الله ، مهوى افئدة المسلمين ، ومولد خاتم النبيين ( ص )
.
2 الموقع:
تقع جنوب الحجاز على بعد 460 كم جنوب المدينة المنورة و73 كم شرق جدة و98
كم غرب الطائف . وترتفع المدينة نحو 360 م عن مستوى سطح البحر على دائرة
عرض 21 درجة و25 دقيقة شمالا وخط طول 39 درجة و49 دقيقة شرقا . ويحدها
من الشمال المدينة المنورة ومن الشرق نجد ومن الغرب جدة ومن الجنوب عسير اليمن.
3 التاسيس:
ان ابراهيم الخليل ( ع ) هو اول من بنى مكة ووضع حدود الحرم الشريف
بدلالة جبرائيل ( ع ) بعد ان قدم اليها مع ابنه اسماعيل وامه ، وذلك
سنة 1892 ق. م ، وجددت بعد ابراهيم ( ع ) من قبل اسماعيل (
ع ) ثم عدنان بن ادد ، ومن بعده قصي بن كلاب ، ثم قريش
، فالنبي محمد ( ص). وكان البيت الذي يحجه الناس في الاساس قبل الطوفان مبنيا
من الطين حتى بوا الله مكانه لابراهيم ( ع ) ، لما اراد عمارتها ،
وكانت المدينة ممرا للقوافل وسوقا للتجارة ، سميت مكة لانها تمك الفاجر عنها وتخرجه منها
، وسميت بكة ( لانها تبك اعناق الجبابرة وتكسرها ) او هي بمعنى الازدحام ،
ومن اسمائها الاخرى ام القرى ( اصل القرى ومرجعها ) ، وام رحم ( يتراحم
الناس بها ) ، وكوثى ( اسم بقعة بها ) ، والناسة وقيل الباسة (
تبس من الحد فيها وتهلكه ) ، البيت العتيق ، البلد الامين ، معاد ،
الحاطمة…. الخ.
4 التوسعة والاعمار:
عمرت مكة في عهد اسماعيل ( ع ) حتى كان لها نظام حكم وسلطة وادارة
واسعة. كان عمران مكة القديم محصورا بين الاخشبين جبل ابي قبيس المشرف على الصفا وبين
الجبل الاحمر والاعرف الذي يشرف على جبل قعيقعان. اول من بنى بيتا بمكة هو سعيد
بن عمر السهمي.
سنة 8 ه ( عام الفتح ) امر النبي ( ص ) الاسود بن خلف
وتميم بن اسد العزي ان يجددوا اعلام ( حدود ) الحرم المكي.
اول من بوب في مكة هو حاطب بن ابي ملبغة اذ كان اهلها يتركون مداخل
بيوتهم مشرعة بلا ابواب امام العرصات والساحات التي ينزل فيها الحجاج.
زادت اهمية مكة واتساعها مع كثرة الوافدين اليها من الحجاج فكثرت اسواقها بعد ان كان
سوق عكاظ اهم اسواقها ، وتجاوز حدود التجارة ليصبح منتدى الشعر والادب والخطب ثم بعد
ذلك افتتح سوق المجاز وبعده سوق مجنة.
5 المعالم:
تقع مكة في وادي مائل تحيط به التلال القاحلة الجرداء والصخور والجبال المتشابكة والاودية الجرانيتية
، وكانت تتالف من عدة احياء صغيرة وازقة ضيقة واصبحت اليوم حاضرة عمرانية كبيرة ،
وتحيط بها عدة جبال يصل عددها الى 45 جبلا ما بين صغير وكبير لتكون مانعا
حصينا ، وفيها العديد من الثنايا والشرفات يصل عددها 16 ثنية ، يكون الحرم المكي
مساحة قدرها 550300م2 من ضمن مساحة المدينة ، وتبلغ دائرة الحرم 127 كم تقترب حدوده
من الكعبة المشرفة في بعض المناطق وتبتعد في اخرى ، وابعد الحدود منطقة الاعشاش (
التي تسمى الحديبية ) او شميسي فان الحد يبعد فيها 2 كم عن الكعبة وتبلغ
الاعلام ( الحدود ) المحيطة بالحرم 9340 علما كلها تهدمت ولم يبق منها سوى احد
عشر علما.
الحرم المكي وحدوده:
يبلغ نصف قطر دائرة الحرم المكي 87552 كم من كل جهة من جهات مكة ومركز
هذه الدائرة الكعبة المشرفة وحدود هذا الحرم هي: شمالا من جهة المدينة المنورة / المكان
المسمى بالتنعيم او مسجد العمرة ، والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بنحو 7 كم.
غربا من جهة جدة / عند المكان المسمى العلمين او الحديبية ، والمسافة بينه وبين
المسجد الحرام تقدر ب 18كم. شرقا من جهة نجد / عند المكان المسمى بالجعرانة ،
والمسافة بينه وبين المسجد الحرام 14.5 كم تقريبا.جنوبا من جهة عرفة / عند نمرة ،
والمسافة بينه وبين المسجد الحرام تقدر بنحو 20 كم.
الجبال الرئيسية المحيطة بمكة: في الشمال جبل ” قضا ” وفي الغرب جبل لالي وجيفان
، والقنا وفي وسط الوادي ترتفع الارض ، ومرتفعات الوسط هي جبل جياد وجبل ابي
قبيس المطل على الحرم وكان عليه مسجد بلال ، ويقابل جبل ابي قبيس جبل هندي.
محلاتها السكنية:
المعابدة ، الشامية ، الشبيكة ، اجياد ، القرارة ، القشاشية ، المسفلة ، جرول
، حارة الباب ، السليمانية ، شعب عامر ، شعب علي ، النقا. تقسيماتها الادارية
اليوم هي : البيبان ، الخريق ، العزيزية ، المنصور ، شرائع المجاهدين ، الجموم
، العوالي ، الليث ، بحرة.
مساجدها
:1 المسجد الحرام :
ويشتمل على:
ا الكعبة المعظمه : واهم معالمها المقدسة هي: الحجر الاسود الركن اليماني الركنان الشامي والعراقي
باب الكعبة المستجار الملتزم الشاذروان.
ب حجر اسماعيل.
الحجر… او كما يسمى عادة بحجر اسماعيل «بكسر الحاء» مكان ليس بغريب على المسلمين من
مختلف المذاهب والطوائف ممن زاروا بيت الله الحرام وطافوا حول الكعبة المشرفة بقلوب خاشعة، وفي
كثير من الاحيان يقف بعضهم بجوار الحجر او داخله رافعين ايديهم تضرعا للخالق او
يؤدون صلاة غير فريضة لله تعالى، دون ان يعرف اكثرهم انهم يقفون على ما يذكر
في كتب التاريخ بانه قبر اسماعيل عليه السلام وامه هاجر وبناته العذارى وما يزيد عن
السبعين نبيا.
وكما يقول مؤلف كتاب «صور من تراث مكة المكرمة في القرن 14ه» عبد الله محمد
ابكر عن الحجر انه «يشاع دفن هاجر وابنها اسماعيل وخمسة وسبعين نبيا، وهذا ما تتداوله
كتب التاريخ وبعض العلماء امثال ابن اسحاق وابن هشام وابن جرير الطبري وابن كثير حول
مكة وبيت الله، الا ان ذلك غير مثبت بشكل دقيق».
وعن تحديد مكان حجر اسماعيل من الكعبة يقول ابكر «يقع بين الركن الشامي والركن العراقي،
ويقال عنهما الركنان الشاميان للكعبة، وهو نصف دائرة من جدار قصير بينه وبين الركنين ممر
يوصل الى حجر اسماعيل« وكما اشار ابكر ان الحجر يعد جزءا من ارض الكعبة لما
روي عن عائشة ام المؤمنين انها قالت «كنت احب ان ادخل البيت فاصلي فيه، فاخذ
رسول الله بيدي فادخلني الحجر، وقال لي: صلي ها هنا ان اردت دخول البيت، فانما
هو قطعة منه». وما روته عائشة يصدق على فعل الرسول عليه السلام اثناء طوافه بالبيت
العتيق، اذ كان يطوف حول البيت من وراء جدار الحجر وليس من داخله، وهكذا يطوف
الناس حوله، وكان حجر اسماعيل جزء لا يتجزا من الكعبة، اما من يطوف بالبيت دون
المرور بذلك؛ فان طوافه لا يصح كما ذهب الى ذلك علماء الدين.
وتعود قصة الحجر الى ما قبل 4000 سنة حينما اخذ ابراهيم عليه السلام زوجه هاجر
وابنها الرضيع اسماعيل الذي رزق به وهو في 86 من عمره، لواد مقفر موحش ليتركهما
في رحمة الله الى ما شاء، وكان لطف الله حينما اخذت هاجر في المشي بقدمين
متعبتين وبجسد مجهد جائع، وبانفاس تتقطع مع هرولتها بحثا عن قافلة تعبر بهما او ماء.وبحسب
ما جاء في كتاب «قصص الانبياء» لابن كثير ينبع الماء بين قدمي الصغير لتركض هاجر
وتغرف بيديها من بين الرمل وتروي ظماها وصغيرها، ويرزقهم الله من خيره اذ اوت الطير
حيث الماء، ومن ذلك استدلت قافلة عبرت اسفل مكة من قبيلة جرهم المكان، فاووا اليه
يستاذنونها النزول عندها، فوافقت بشرط ان لا شان لهم بالماء، ووافقوا، وسكنوا بمكة، وطابت الحياة
لها ولابنها وسطهم، فشب بينهم، وتعلم اللغة العربية منهم، وكان اول من ينطقها بشكل بين.واسماعيل
كان اول من استانس الخيل وركبها فكان فارسا، وخلال عشرين سنة من عمره رعته فيها
عين والدته هاجر، ليشاء الله بعدها ان تطوى صفحات حياة الام الكريمة الصابرة على بعد
زوجها، فماتت، وحينها قام اسماعيل بدفنها في مكان قريب من الكعبة قبل بنائها، وهو ما
يسمى الان بالحجر بحسب ما ذكر في كتاب «التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم للمؤرخ
محمد طاهر كردي «ان امه هاجر توفيت قبل بناء الكعبة فدفنت عند محلها».
وقد اشار الكردي الى ان مكة حينها كانت ديارا مقفرة وقليلة السكن والناس، ولم يكن
بها مقبرة معلومة لاهلها كما هو حالها الان، فتخير اسماعيل مكانا قريبا منه يدفن امه
الغالية عليه به، وكان هذا المكان بقرب قواعد البيت الذي وضعته الملائكة بامر الله تعالى
قبل بنائه دون علم منه بذلك، وان كان الهاما من الله له.
وذهب المطوف احمد شيخ جمل الليل رئيس مجلس ادارة المؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج دول جنوب
اسيا سابقا الى ما ذكره الكردي وقال «مكة كانت حينها ديارا مقفرة وقليلة السكن والناس،
ولم يكن بها مقبرة معلومة لاهلها كما هو حالها الان، وكان الناس يقبرون بجوار منازلهم
وبعضهم في بيوتهم وقد دفن الرسول عليه السلام في حجرة السيدة عائشة ايضا وهذا ما
يجعل هذه الرواية قد تكون قريبة من الصواب» ولهذا تخير اسماعيل مكانا قريبا منه يدفن
امه الغالية عليه به، وكان هذا المكان بقرب قواعد البيت الذي وضعته الملائكة بامر الله
تعالى قبل بنائه دون علم منه بذلك، وان كان الهاما من الله له.
ثم جاء امر الله لابراهيم في بناء البيت العتيق، ولم يعرف حينها الخليل اين مكانه
حتى ارسل له الله ملكا يشير له بمكانه، واحضر له بقواعده من الجنة، وبدا الاب
وابنه يساعده في البناء، وفيما ذكره ابن كثير ان ذا القرنين الذي كان حينها ملك
الارض، مر بهما وهما يعملان في البناء، فسالهما: من امركما بهذا؟ فاجابه ابراهيم: الله امرنا
به، فقال وما يدريني بما تقول؟! فشهدت خمسة اكبش انه امره بذلك، فامن وصدق، وطاف
مع الخليل بالبيت. وكان البيت قريبا من قبر هاجر، وبعد بنائه تخير ابراهيم لابنه مكانا
قريبا من الكعبة خاصة وقد عهد اليه بخدمة البيت ورعاية شؤونه وهذا المكان هو ما
سماه ب «حجر اسماعيل» بناه له ابوه من شجر الاراك، وكما ذكر الكردي في كتابه
«جعل ابراهيم الحجر الى جنب البيت عريشا من اراك تقتحمه العنز، فكان زربا لغنم اسماعيل».
والزرب كما قصد به هي الحظيرة الخاصة بالغنم، واشار الكردي ان اختيار ابيه لهذا المكان
ليس بامر من نفسه، انما هو امر الهي، كرم الله به اسماعيل خاصة انهما اول
من جاءوا هذا الوادي، وكان ماء زمزم معجزة تفجرت من بين قدميه، فلماذا لا يسكن
غنمه بقرب الكعبة اذن؟!، وكما جاء عن الكردي «ان الكعبة كانت مبنية بالرضم على اكمة
صغيرة حولها الحصباء والمدر، فسكنى اسماعيل ومكان عبادته وموضع غنمه عند الكعبة المشرفة امر طبيعي».
وبعد وفاة امه وقبل بناء الكعبة كان قد تزوج بابنة من اهل جرهم لم تلد
له اسمها زعلة، وكانت قد اساءت ضيافة ابيه في غيابه دون ان تدري، فاوصاها والده
بان تخبر زوجها «بتغيير عتبة بيته» وهو ما نقلته لزوجها اسماعيل حيث ادرك رغبة ابيه،
فاخبرها بانه ابوه وقد اوصاه بمفارقتها، فطلقها.
وتزوج بامراة اخرى من جرهم وقد ولدت له 12 ولدا هم: فائت، وقيدار، اربل، وميم،
ومسمع، ودوما، ودام، وميشا، وحداد، وحيم، وقطورا، وماش، كما ولدت له عددا من البنات، وكان
ايضا قد زاره والده ابراهيم ليطمئن عليه، وهو غائب عن بيته، فالتقى بزوجته هذه التي
ضيفته واحسنت له، فاوصاها باخبار زوجها «ان يثبت عتبة بيته» فاخبرت زوجها بذلك، وعرفها اسماعيل
انه ابوه يوصيه بان يبقي عليها.
وقد عاش اسماعيل 137 سنة، خلالها بعث الى اليمن والعماليق، وكان والده قد مات ودفن
بالشام، وحينما مات اسماعيل دفنه اولاده في الحجر بجوار الكعبة، وبجوار امه هاجر التي دفنت
قبله في ذات المكان، وليس ذلك فحسب، بل ذكر الكردي ان بنات اسماعيل العذارى ممن
لم يتزوجن قد دفنوا ايضا في الحجر بجوار والدهم، كونهن مقيمات معه، اما المتزوجات من
بناته فكن يلحقن بازواجهن، ويقمن معهم فلم يدفن مع والدهم، وكما ذكر «جاء في تاريخ
الزهري انه سمع ابن الزبير على المنبر يقول: ان هذا المحدودب قبور عذارى بنات اسماعيل
عليه السلام، يعني مما يلي الركن الشامي من المسجد الحرام». وكما يقول جمل الليل «ان
الكثير من روايات العلماء اكدت ان اسماعيل دفن في الحجر كما ذكرت روايات ان ما
يقارب 300 نبي دفنوا بجوار الكعبة» اما قياس الحجر في زمنهم هو نصف قياس الحجر
في زمننا هذا، اي انه النصف الاخير المقابل للجدار الدائري وفيه دفن اسماعيل، اما النصف
الاول المقابل لجدار الكعبة فهو منها بدون شك، لان بناءها كان ينتهي في عهد ابراهيم
اليه، وفي عهد ابن الزبير، وفي هذا الموضع لم يدفن فيه احد لانه كان من
الكعبة.
ومما ذكره اكثر العلماء ان اسماعيل وغيره قد دفنوا في الحجر بجوار الكعبة، وقد كان
قياس الحجر في زمنهم هو نصف قياس الحجر في زمننا هذا، اي انه النصف الاخير
المقابل للجدار الدائري وفيه دفن اسماعيل، اما النصف الاول المقابل لجدار الكعبة فهو منها بدون
شك، لان بناءها كان ينتهي في عهد ابراهيم اليه، وفي عهد ابن الزبير، وفي هذا
الموضع لم يدفن فيه احد لانه كان من الكعبة.
وما يؤكد ذلك ما ذكره الكردي «ان ابن الزبير حفر الحجر فوجد فيه سفطا من
حجارة خضر، فسال قريش عنه، فلم يجد عند احد منهم فيه علما فارسل الى عبد
الله بن صفوان، فساله، فقال: هذا قبر اسماعيل عليه السلام، فلا تحركه، فتركه ابن الزبير»
وعلى هذا فان موضع القبر والسفط في النصف الاخير من الحجر المقابل للجدار الدائري من
شمال الكعبة.
وكما ذكر انه لا مقبرة معلومة في ذلك الزمن القديم في مكة، وان الانبياء كانوا
يزورون مكة، بعد بناء ابراهيم للبيت وقبله، فاذا هلكت امة نبي من الانبياء كان يلحق
نبيها بمكة، يتعبد بها حتى يموت، ويدفن فيها حيث قبض، كحال الانبياء، وكحال الرسول عليه
السلام عندما قبض في حجرة عائشة فدفن بها، وممن دفن بمكة كما اخبر الكردي كان
منهم نوح وهود وصالح وشعيب وقبورهم تقع بين زمزم وحجر اسماعيل ويذكر «ان ما بين
الركن الى المقام الى زمزم قبر تسعة وتسعين نبيا جاؤوا حجاجا فقبروا هنالك».
والحجر الذي يحيط بالجانب الشمالي بالكعبة المعظمة من جانب الميزاب والذي سمته قريش بالحطيم، وصف
مقاساته ابراهيم رفعت باشا في كتابه مراة الحرمين، فهو بناء مستدير على شكل نصف دائرة
وارتفاعه من الداخل 123سم، وعرض جداره من الاعلى 152سم، ومن الاسفل 144سم، وهو بناء مغلف
بالرخام، واحد طرفيه محاذ للركن الشامي، والاخر محاذ للركن الغربي من الكعبة، وله من الجهتين
فتحتان، سعة الفتحة من طرفها الشرقي واخر الشذروان 2.30 م، وسعة الفتحة الاخرى التي بين
طرفه الغربي ونهاية الشذروان 2.23م، والمسافة بين الطرفين 8م، اما مسافة الارض بين جدار الكعبة
الشمالي وبين الحجر 12م.
وبحسب ما ذكره الكردي في كتابه فان الفتحتين الخاصة بالحجر ليستا حديثتين، وانما هي منذ
عهد ابراهيم عليه السلام، اذ جعلهما لاجل دخول وخروج غنم اسماعيل من الحجر واليه، وخلال
عهده الطويل وتكرار بنائه عدة مرات حافظوا على بقائهما كما هي، اما بناء الحجر الاول
فكان على يد ابراهيم من شجر الاراك، ثم بني بالحجارة، وبعدها بالطين، ثم بني بالرخام،
وكان اول من امر بوضع الرخام له ابو جعفر المنصور العباسي عام 140 ه، ومن
بعده اصبح دائما البناء بالرخام.ومكان الحجر خلال عهده الطويل منذ بناء الكعبة كما هو على
حاله لم يتغير، حتى جددت قريش بناء الكعبة في الجاهلية، بحسب ما اشار ابكر لذلك
ويقول «كانت قريش في الجاهلية حريصة على ان يكون بناؤهم للكعبة من مال حلال طيب
لتعظيمهم الشديد لها، فقل هذا المال لديهم، فاستقصروا منها» الامر الذي ادى الى ان يكون
من الجهة الشمالية للكعبة جزء منها داخلا في الحجر. وهذا الامر اكدته ام المؤمنين عائشة
في روايتها عن الرسول حينما اخبرها بان قريش بنوا الكعبة واقتصروا عن قواعد ابراهيم، وحينها
سالته لماذا لا يرده اليها، فاعاد السبب الى ان قريش لا تزال حديثة عهد بالجاهلية
ولولا ذلك لقام برد القواعد الى الكعبة، وادخل الحجر اليها.
وكما ذكر ابن كثير انه قد بقي الحجر بعد ان استقصرت قريش من قواعد ابراهيم
كما هو دون ان يردها الرسول الى الكعبة، الى ان قام عبد الله بن الزبير
في ايامه بهدم الحائط الشمالي للكعبة، وادخل ما تبقى من قواعد ابراهيم في الحجر اليها،
الا انه عندما قتله الحجاج سنة 73 ه، كتب الى الخليفة عبد الملك بن مروان
ما فعله بالكعبة، واعتقدوا انه صنع ذلك من نفسه، فامر الخليفة بردها.
وحينها قام الحجاج بذلك، فنقضوا الحائط الشمالي للكعبة واخرجوا منها الحجر الذي ادخله ابن الزبير،
وردت قواعد الكعبة الى عهدها في صنيع قريش، فلما عرفوا ان ابن الزبير انما قام
بذلك لما اخبرته به خالته عائشة ام المؤمنين عن رغبة الرسول، ندموا وتاسفوا كثيرا على
فعلهم، وتركوه على حاله كما هو مشاهد في يومنا هذا.
ج مقام ابراهيم.