صورة-1
متي تتعطل لغه الكلام؟ و لماذا؟ ما الذي يقمع العبارات فتنحشر داخل الحنجره تغص فيها و لا تقوي علي لفظها؟
اللحظات التي تتعطل بها لغه الكلام فتنعقد الالسنه و تنتحر الحروف كثيرة، ليست مقصوره علي لحظات تجمع بين حبيبين ما خوذ جميع منهما بالاخر!! اللحظات التي تتعطل بها لغه الكلام عامه تمر بالناس كلهم و ليس العشاق و حدهم.
و فلغتنا العربيه الفاظ تصف لحظات و قوع الناس فشلل اللسان و موت الكلمات، كقولهم عمن يقع فحرج فيعز علية النطق: (الجم) و (افحم) و (ارتج عليه) و (لم ينطق ببنت شفة) و غيرها من الكلمات التي تصف لحظات اغتيال الالفاظ فحلق صاحبها.
ما الذي يعطل لغه الكلام؟ و كيف؟
هنالك سبب كثيره تسهم فذلك كالحزن و الخجل و الخوف و الهيبه و الخيبه و الذهول و الدهشه و ما شابهها من حالات تتصل بالجانب الانفعالى عند الانسان، الا ان ما يبعث علي التعجب هو ان الغضب رغم كونة و احدا من تلك الجوانب الانفعالية، الا انه لا ينطبق علية ما قيل عنها من تعطيل للكلام، فالغضب علي عكسها، يفجر طاقه الكلام لدي كثير من الناس بدلا من ان يشلها، فتجد العبارات تنطلق من بين شفاة الغاضبين متسارعه كالقذائف الملتهبه تلفظها السنتهم. و لعل ذلك احد اسرار النفس البشريه التي يعجز الانسان عن فهمها و يقف طويلا متحيرا امام تناقضاتها و غموضها!!
يصف احمد شوقى حالتة و الحبيبه عندما غمرهما ماء الهوي فاغرقهما فاعماقه، كيف غرقت معهما الحروف و ابتلع الماء الالفاظ، فما عدت تسمع لهما نامة، الناجى الوحيد كان بؤبؤ العين الذي بقى سيد الموقف يصول و يجول ينقل الرسائل علي رفه الهدب بعد ان انعقدت الالسن (وتعطلت لغه الكلام و خاطبت،، عيني، فلغه الهوى، عيناك). ذلك الموقف الحالم الذي يصورة شوقى موقف ناعم مريح ربما يتمني كثيرون ان يكونوا فمثلة لما يبثة من مشاعر الجمال و النشوه داخل النفس.
لكن تعطل لغه الكلام ليس فكل مره يصبح مرتبطا بالنشوه ينبض فيها القلب، فلغه الكلام ربما تتعطل بسبب الالم؛ كما فحاله الحزن الشديد الذي يدفع بصاحبة الي العزوف عن جميع شيء بما فذلك الكلام، او تتعطل بسبب الذهول عند مواجهه ما لا يصدق او ما كان بعيدا عن التوقع فيشل التفكير و تخدر الاعصاب فيعتقل اللسان.
و فبعض الاحيان يصبح تعطل لغه الكلام متعمدا، غايتة الانتقام من الاخر باغاظتة عند تجاهل الرد علية و اظهار عدم المبالاه بما يقول، و فاحيان اخري يصبح تعطل لغه الكلام هو اروع ما يعبر عن الموقف، فيصدق علية قول: (وربما كان السكوت عن الجواب، جوابا).
