الوسواس القهرى هو نوع من التفكير -غير المعقول وغير المفيد- الذى يلازم المريض دائما ويحتل
جزءا من الوعى والشعور مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير مثل تكرار ترديد جمل نابية
او كلمات كفر فى ذهن المريض او تكرار نغمة موسيقية او اغنية تظل تلاحقه وتقطع
عليه تفكيره بما يتعب المصاب ..وقد تحدث درجة خفيفة من هذه الافكار عند كل انسان
فترة من فترات حياته، ولكن الوسواس القهرى يتدخل ويؤثر فى حياة الفرد واعماله الاعتيادية وقد
يعيقه تماما عن العمل .
واذا تم تشخيص حالتك او حالة شخص تهتم به على انه مصاب بمرض الوسواس القهري
المرضي، فقد تشعر انك الشخص الوحيد الذي يواجه صعوبات هذا المرض. ولكنك لست وحدك لان
نسبة هذا المرض حوالي 2% وهذا يعني انه يعاني حاليا واحد من كل خمسين من
الناس من هذا المرض ، وربما كان ضعف هذا الرقم قد عانوا من هذا المرض
المرضي في فترة ما من حياتهم. ولكن لحسن الحظ، فان العلاجات الفعالة متوافرة حاليا لهذا
المرض لمساعدتك على الحصول على حياة اكثر راحة. وفيما يلي نورد بعض الاجابات للاسئلة الاكثر
شيوعا حول مرض الوسواس القهري.
ما هو مرض الوسواس القهري :
ان احاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل – كل هذه اشياء عادية في حياة
كلا منا . ولكن، عندما تصبح هذه الاشياء زائدة عن الحد كان يستغرق انسان في
غسيل اليدين ساعات وساعات او عمل اشياء غير ذات معنى على الاطلاق – كان تقود
سيارتك مرات ومرات حول منطقة سكنك للتاكد من ان حادثة ما لم تحدث، عندئذ يقوم
الاطباء بتشخيص الحالة على انها حالة مرض الوسواس القهري. ففي مرض الوسواس القهري، يبدو وكان
العقل قد التصق بفكرة معينة او دافع ما وان العقل لا يريد ان يترك هذه
الفكرة او هذا الدافع. يقول المرضى بهذا المرض ان الامر يشبه حالة فواق “زغطة” عقلي
لا تريد ان تنتهي.
و يعتبر مرض الوسواس القهري مرضا طبيا مرتبط بالمخ ويسبب مشكلات في معالجة المعلومات التي
تصل المخ . وليست اصابتك بهذا المرض خطا منك او نتيجة لكون شخصيتك “ضعيفة” او
غير مستقرة. فقبل استخدام الادوية الطبية الحديثة والعلاج النفسي المعرفي، كان مرض الوسواس القهري يصنف
بانه غير قابل للعلاج. واستمر معظم الناس المصابين بمرض الوسواس القهري في المعاناة على الرغم
من خضوعهم للعلاج النفسي لسنين طويلة. ولكن العلاج الناجح لمرض الوسواس القهري، كاي مرض طبي
متعلق بالمخ، يتطلب تغييرات معينة في السلوك وفي بعض الاحيان يتطلب بعض الادوية النفسية.
——————————————————————————–
ما هي اعراض مرض الوسواس القهري:
يتضمن مرض الوسواس القهري عادة ان تكون هناك وساوس و افعال قهرية، على الرغم من
ان المصاب بمرض الوسواس القهري قد يعاني في بعض الاحيان من احد العرضين دون الاخر.
ومن الممكن ان يصيب هذا المرض الاشخاص في جميع الاعمار. ويجب ان نلاحظ ان معظم
الوساوس القهرية لا تمثل مرضا… فهناك طقوس معينة (مثل الاغانى التي تغنى قبل النوم، و
بعض الممارسات الدينية) والتي تعتبر جزءا من الحياة اليومية والتى تلقي ترحيبا من الجميع.اما المخاوف
العادية -مثل الخوف من العدوى بمرض ما والتي قد تزيد في اوقات الضغط العصبي كان
يكون احد افراد الاسرة مريضا او على وشك الموت- فلا تعتبر مثل هذه الاعراض مرضا
ما لم تستمر لفترة طويلة، وتصبح غير ذات معنى، وتسبب ضغطا عصبيا للمريض او تحول
دون اداء المريض للواجبات المناطة به او تتطلب تدخلا طبيا .
الوساوس: الوساوس هي الافكار والصور والدوافع الغريزية التي قد تحدث بشكل متكرر وتحس بانها خارجة
عن ارادتك. وعادة لا يريد الشخص ان يفكر بهذه الافكار ويجدها مضايقة له ويجد نفسه
مرغما عليها ويحس عادة بان هذه الافكار لا معنى لها في الحقيقة.وقد يقلق الاشخاص المصابون
بمرض الوسواس القهري بشكل زائد عن الحد من الجراثيم والاتربة وقد يحسون انهم مرغمين على
التفكير بشكل مستمر في فكرة انهم قد التقطوا عدوى او انهم سيعدون الاخرين. وقد يفكر
هؤلاء الاشخاص بشكل متكرر في انهم قد اذوا شخصا ما …ربما خلال اخراجهم للسيارة من
ممر الجراج ، او فكرة ان يقوم المريض فى المسجد اثناء الصلاة فيسب الله .ويستمر
هؤلاء الاشخاص في التفكير بهذه الفكرة على الرغم من انهم يعرفون عادة انها ليست حقيقية.
وترتبط بالوساوس احاسيس غير مريحة مثل الخوف والاشمئزاز والشك.
الاعمال القهرية: يحاول الاشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري في العادة ان يخففوا من الوساوس التى
تسبب لهم القلق عن طريق القيام باعمال قهرية يحسون بان عليهم القيام بها. والاعمال القهرية
هي اعمال يقوم الانسان بعملها بشكل تكراري وعادة ما يتم القيام بهذه الاعمال طبقا لقواعد
محددة. فقد يقوم الاشخاص المصابون بوسواس العدوى بالاغتسال مرات ومرات وبشكل مستمر حتى ان ايديهم
تصبح متسلخة وملتهبة من كثرة الاغتسال. وقد يقوم الشخص بالتاكد مرات ومرات من انه قد
اغلق الموقد او المكواة في مرضي الوسواس القهري المتعلق بالخوف من احتراق المنزل. وعلى العكس
من الاعمال القهرية الاخرى كشرب الخمور القهري والمقامرة القهرية، فان الوساوس القهرية لا تمنح صاحبها
الرضا او اللذة، بل يتم القيام بهذه الاعمال المتكررة “الطقوس” للتخلص من عدم الارتياح الذي
يصاحب الوساوس.
——————————————————————————–
معاناة مريض بالوسواس القهري
انا يا سيدي ابلغ من العمر 37 عاما واعمل في وظيفة مرموقة الكل يحسدني عليها
ومتزوج من سيدة فاضلة ولي من الاولاد بنت وولد واليك قصتي التي اعاني منها :
بدات معاناتي منذ الطفولة حيث كانت والدتي وهي انسانة فاضلة ولكنها من النوع الملتزم الدقيق
، واذا شئت فيمكن ان تطلق عليها انها من النوع المحسوك ( الموسوس) حيث ربتني
على النظام والدقة في كل شىء وكانت تميل الى النظافة لدرجة شديدة حيث كانت تستقبلنا
عند عودتنا من المدارس على باب الشقة حيث نخلع احذيتنا ونتركها خارج الشقة ونتجه فورا
الى الحمام حيث تشرف بنفسها على نظافتنا الشخصية من الاستحمام يوميا بالمياه والصابون واحيانا كانت
تضيف بعض انواع المطهرات 0 واذا شكت بان النظافة كانت غير مكتملة كانت تطلب منا
العودة للاستحمام مرة اخرى 0 وكانت الوالدة تجهد نفسها ساعات طويلة في النظافة في المطبخ
لدرجة انها كانت تغسل اي ماكولات يحضرها الوالد بالصابون فمثلا كانت تغسل الفراولة بالصابون وتكرر
الغسل عدة مرات لدرجة ان الفاكهة كانت احيانا تفقد طعمها ولونها من كثرة الغسل 0
كذلك فان الملابس كانت تغسل عدة مرات بالصابون والمطهرات ولا تسمح لاحد ان يرتدي ملابسه
اكثر من مرة وبعدها تبدا عملية الغسل والكي لدرجة ان جميع ملابسي حتى الجديد منها
كان يبدوا امام الناس قديم وكالح اللون من كثرة الغسل وكانت لامي طقوس متكررة في
النظافة لدرجة ان اغلب الخدم كانوا لا يستطيعون الاستمرار في العمل في المنزل بسبب كثرة
تكرار الاوامر المتعلقة بالنظافة مما كان يؤدي الى تركهم العمل بعد فترة قصيرة وادى ذلك
الى اجهاد شديد للام من كثرة الشغل في العمل ونظافة البيت 0
وقد حاول ابى معها عدة مرات لكي تقلل من تلك الطقوس المتكررة وحدثت اكثر من
مشكلة بين الوالد والوالدة ولكن انتهى الامر بان استسلم ابى لامر الله واصبح لا يجادلها
في امور النظافة 0
ثم بدات في المعاناة النفسية عندما اصبح سني 16 سنة اثناء الدراسة في الثانوية العامة
في احد الايام عندما كنت سهران للمذاكرة وبعد الانتهاء من المذاكرة قرات في كتاب الله
تعالى في سورة مريم واثناء القراءة خطر في ذهني فكرة غريبة عن السيدة مريم وكيف
حملت بعيسى عليه السلام وهل كان الحمل سبب شيء خاطئ كما اتهمها الناس في ذلك
الوقت وبدات استغفر الله واحاول طرد هذه الفكرة من راسي ولكنها ظلت تراودني مرة بعد
مرة ونمت يومها حزين ولكن فى اليوم الثاني ظلت الفكرة تراودني واحاول الاستغفار والتخلص من
هذه الفكرة السخيفة ولكن بدون جدوى ، وعندما لاحظ ابى انى حزين وصامت بدا يلح
علي ليعرف المشكلة واخيرا اخبرته بالموضوع فحاول ان يطمئنى بان هذا الموضوع هو معجزة من
الله عز وجل وان الناس جميعا يحدث لهم احيانا نفس التفكير 000 ولكن ظل الخاطر
يطاردني ويلح على خاطري . ثم ذهب ابى معي لاحد المشايخ الصالحين ونصحني الشيخ بان
اترك هذا التفكير وان استعين بكثرة قراءة القران حتى اتغلب على هذه الوساوس الشيطانية وان
اكثر من الصلاة والدعاء واعطاني بعض الادعية والايات ولكن للاسف لم تهدا الفكرة وظلت تطاردني
لمدة حوالي شهرين مما اثرت على مستواي التعليمي وعلى شهيتي للاكل حيث كنت مصاب بضيق
واحباط ثم ذهب بي ابي الى احد الاطباء الذي شخص المرض على انه مرض الوسواس
القهري ونصح الطبيب باستخدام بعض العقاقير الطبية واستمريت في العلاج لمدة حوالي شهر بدون تحسن
ملحوظ ثم جاء الفرج في احد الايام حيث استيقظت من النوم وكان كل شيء قد
تحسن فجاءة حيث اختفت الفكرة تماما واصبحت بدون معنى وبدات الحالة في التحسن واستطعت النجاح
في الثانوية بمجموع متفوق 0
واستمر النجاح والتفوق لمدة 10 سنوات حتى رجع لي المرض مرة اخرى عندما كنت اصلي
فى يوم الجمعة واثناء الدعاء خطر في ذهنى انى اخطات في حق الرسول واستغفرت الله
عز وجل عدة مرات وخرجت من المسجد بعد الصلاة وانا حزين ومهموم ثم بدا الوسواس
اللعين في ذهني على صورة سب وشتم الانبياء بالفاظ خارجة وعبثا احاول الهروب من هذا
التفكير السخيف ولكن بدون جدوي واصبحت في حالة احباط واكتئاب مستمر والكل حولي لا يدري
عما يدور في ذهني واصبحت غير مستمتع بالحياة ولا استطيع التركيز في العمل0
ثم ذهبت للطبيب مرة اخرى والذي نصح بالعلاج النفسي والاستمرار فيه وانا حاليا مستمر في
العلاج0 لقد بدات الافكار تهدي بعض الشيء ولكني ما زلت اعاني وارجو من الله ان
يخفف عني المعاناة وان اتغلب على هذه الافكار حتى استطيع العمل والتركيز مرة اخرى 0
كانت تلك الفقرة عن مريض بالوسواس القهري حيث كانت الام تعاني كذلك من الوسواس القهري
في صورة اعمال قهرية متعلقة بالنظافة بينما يعاني الابن من الوساوس الفكرية 0