يختلف الناس كثيرا فيما بينهم حين يتحدثون عن الحب، فمنهم من يراه قدر من الله
تعالى ياتي للانسان بغتة، ومنهم من يراه قرار واختيار يضعه الانسان امام عينيه ويبدا بتنفيذه.
يعد الايمان والرضا بقدر الله تعالى وقضائه ركنا من اركان الايمان، والدليل على ذلك قوله
عليه الصلاة والسلام حين ساله جبريل عن مساله الايمان قال: (( ان تؤمن بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )).
وفي تطرقنا الى موضوع القدر لا بد ان نشير الى القدر ونفرق بين انواعه.
انواع القدر
القدر المثبت
ويطلق عليه ايضا القدر المطلق، او المبرم، وهو القدر الذي لا يحدث تغير فيه، اي
كتب في اللوح المحفوظ، ويعد هذا القدر ثابتا لا تغير فيه. ومثال ذلك الاجل والرزق
والعمر؛ فهي مكتوبة في اللوح المحفوظ لا يمكن تغييرها.
القدر المعلق
ويطلق عليه ايضا المقيد، وهو القدر الذي كتب في كتب الملائكة فقط، وهذا القدر هو
الذي يمكن فيه المحو او الاثبات، ومثال ذلك اي عمل يقوم به الانسان وارد فيه
التغيير والتبديل.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (والاجل اجلان: اجل مطلق يعلمه الله، واجل مقيد)
وبهذا يتبين معنى قوله –صلى الله عليه وسلم-: “من سره ان يبسط له في رزقه
وينسا له في اثره – فليصل رحمه.
فان الله امر الملك ان يكتب له اجلا وقال: ان وصل رحمه زدته كذا وكذا.
والملك لا يعلم ايزداد ام لا؟ لكن الله يعلم ما يستقر عليه الامر، فاذا جاء
الاجل لا يتقدم ولا يتاخر. (مجموع الفتاوى 8/517).
و عندما سئل ابن تيمية عن موضوع الرزق هل يمكن ان يزيد او ينقص؟ قال:
الرزق نوعان:
ما علمه الله وحده، فهذا لا يتغير.
ما كتبه تعالى، واعلم به الملائكة، فهذا يزيد وينقص حسب الاسباب. (مجموع الفتاوى 8/517)
ومن خلال هذه الفتوى يتبين لنا ان حياة الانسان وما فيها من حب ورزق وزواج
هي مقدرة من الله تعالى، ولكن قد تكون هناك اسباب تغير هذا القدر المكتوب، وبذلك
يكون للانسان قرار فيها، وكل هذا بارادة الله عز وجل بلا شك.
- هل الحب قدر ام اختيار همسات وخواطر
- ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 8/517