وهذا هو الهجر من الزوجة لزوجها اما ما يتعلق بهجر الزوج لزوجته فيكون هذا الحال
اذا اساءت الادب وضربت العلاقة الزوجية بعرض الحائط ، وخرجت على طاعة زوجها وسماها الشرع
ناشزا ، كان على الرجل حينئذ ان يذكرها بالله وبان له عليها حقا ، وانها
بفعلها هذا تنقض اركان الحياة الزوجية وهذه هي الموعظة التي ذكرها الله في قوله : ((
فعظوهن)) كما قال تعالى : ((واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )) سورة النساء
، واذا حاول الرجل مع زوجته ان يذكرها ويعظها ولم تجد هذه الموعظة نفعا معها
، كان عليه ان يهجرها في الفراش ليس لاجل الهجر؛ بل لاجل ان ترجع الى
رشدها والى حياتها الزوجية التي هي عماد المجتمع واساسه ؛ فالهجر هو دواء عابر لاصلاح
نشوز الزوجة ، ولا يكون الهجر بهجر السلام والتحية والكلام ؛ لان هجر الكلام والحديث
والرعاية في امور الحياة من ماكل ومسكن وملبس هو واجب عليه ولا يحق له ان
يمنع نفقته او رعايته عنها ، فانظر يرعاك الله كيف يهتم الاسلام بالعلاقة الزوجية ويحرص
على استمرارها ومعالجة اسباب الخلاف فاحيانا يستخدم الطبيب دواءا مرا لعلاج مرض شخص يشفق عليه
ولكن العلاج افضل من البقاء على المرض ولو كان يسيرا هذا المرض.