الهولوكست او المحرقة تعبير شاع للتعبير عن انواع الابادة التي تعرض لها اليهود في العهد
النازي، وهي عند اليهود وجل الغربيين حقيقة الامتراء فيها جريمة يعاقب عليها، ويزعمون ان الصور
والوثائق والمقابلات المثبتة لها الباقية لايمكن جحدها. غير ان الباحث المنصف لا يعول على تهويل
قوم بهت، ويعلم ان ما يذكرونه فيه كثير من المبالغة او على اقل تقدير فيه
كثير من الدعاوى التي ليس لها ما يثبتها، ولا يخفى عليه تلبيسهم على الناس بصور
واشياء لم نعلم انها ليهود فقط! وقد كان الحزب النازي عنصريا لا يميز بين كثير
من الاعراق التي اعتبرها معادية، والقوميات التي اتخذها اعداء.
غير ان اصل القضية وهي حمل هتلر على اليهود ولا سيما الالمان تثبته دلائل شتى،
كما تثبت تلك الدلائل ان لهتر مسوغاته التي هي اقوى من مسوغات اليهود التي يدعونها
اليوم ليقنعوا العالم بعدالة محرقتهم في غزة.
وقد كانت اهم مسوغات هتلر منحصرة في خيانات اليهود، وبلاده تمر باوقات عصيبة، بالاضافة لافسادهم
في داخل المجتمع الالماني، وبعد دراسته للحركة الاشتراكية الديمقراطية وجد صلة وثيقة –كما ذكر في
مذكراته- بينها وبين المبادئ التي يروج لها اليهود، وادرك مع الايام ان الاهداف البعيدة للحركة
الاشتراكية الديمقراطية، هي نفسها الاهداف التي لليهود كشعب، ولليهودية كدين،وللصهيونية كحركة سياسية قومية، قال: “ادركت
وجود خطرين مدقعين يحيطان بالشعب الالماني، وهما اليهودية والشيوعية”، وقال بعض الباحثين: “وجد هتلر ان
العقيدة اليهودية المعبر عنها بالتعاليم الماركسية؛ تنكر قيمة الانسان الفردية، كما تنكر اهمية الكيان القومي
والعنصري، مما يؤدي الى تجريد البشرية من العناصر اللازمة لاستمرارها ولبقاء حضارتها، وهكذا امن هتلر
بانه بدفاعه عن نفسه ضد اليهود، انما يناضل في سبيل الدفاع عن عمل الخالق في
الدفاع عن الجنس البشري كله”.
اما جانب الافساد الاخلاقي في المجتمع الالماني والداب على انحطاطه في الرذائل والشهوات، فقد قال
عنه هتلر في مذكراته: “ما بات واضحا لي هو ان اليهود ما كانوا المانا، بل
شعبا خاصا! فمنذ ان بدات بدراسة الموضوع بت الاحظهم.. كانت تصرفاتهم واخلاقياتهم واشكالهم تخالف تماما
الالمان العاديين! بل انني عرفت ان بينهم حركة تدعى الصهيونية تؤكد انهم شعب خاص…”، قال:
“ثم لاحظت ايضا الدور الذي يلعبونه في الحياة الثقافية، ولا ادري هل يوجد اي نوع
من انواع الفساد الاخلاقي والثقافي دون ان يكون احدهم وراءه؟! لاحظت دورهم في الصحافة، في
الفن، في الادب ، في المسرح… ولم احتج لسوى قراءة الاسماء وراء كل انتاج يسعى
لهدم البنية الاخلاقية للمجتمع، وفي جميع الميادين. ولئن كان ثمة واحد مثل جوثة، فهناك مقابله
الاف من هؤلاء الذين يبثون السموم في ارواح الناس. وبدا كان اليهود قد خلقوا للقيام
على مثل هذه القاذورات. فتسعة اعشار القذرات في ميداني الادب والمسرح انتجها الشعب المختار، وهم
لا يزيدون عن 1% من السكان”.
ولما راى من صنيعهم قال تلك القولة المشهورة التي تنسب اليه: “لقد كان بوسعي قتل
جميع اليهود، غير اني ابقيت منهم ليرى العالم لم قتلتهم”!
وايا ما كان فهتلر دكتاتور ظالم تعدى على الاطفال والنساء والشيوخ من اعراق واديان مختلفة،
غير انه ليس باظلم من اليهود الذين راينا في بقيتهم ومن اخلاقهم ما يفسر قتل
هتلر لمن قتل منهم… وتلك محارقهم في ارض فلسطين شاهدة عليهم، الناظر فيها يتذكر ما
زعموه من امر الرب لهم: “اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم
بل اقتل رجلا وامراة، طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جملا وحمارا” [سفر صموائيل 15/3]، وكذلك اليوم
يفعلون في غزة.
والمسلمون امة تحفظ.. فلا زالت كتب التواريخ القديمة تذكر لنا تعداد من قتل من المسلمين
ابان الغزو الصليبي لارض الاسراء والمعراج، وكذلك اليوم لم ولن ينس المسلمون الصادقون المجازر التي
اقترفها اليهود في فلسطين وعدد ضحاياهم فيها.. وكما جاء صلاح الدين بعد نحو القرن فانتصر
لاهل الاسلام بعد ذلك الزمن المديد، سوف يجيء -ولو بعد حين- اليوم الذي ينتصر فيه
المسلمون لضحاياهم، وقد يتكرر هذا على مر الدهور والايام، الى ان يجيء وعد المعركة الفاصلة
اخر الزمان، يدل على ذلك قوله سبحانه بعد ان ذكر افساد بني اسرائيل مرتين فذكر
المرة الاولى وما سلطه عليهم بظلمهم، ثم نصرهم بعد توبتهم، ثم قال: (فاذا جاء وعد
الاخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا * عسى
ربكم ان يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) [الاسراء: 7-8].
وقد اختلف المفسرون في وعد الاخرة وافسادهم الثاني، ومن سلط عليهم، وايا ما كان فقد
قال الله تعالى: (وان عدتم عدنا)، وهاهم اليوم للافساد عادوا، وليعيدن ربك الكرة عليهم، وسوف
تظل الايام مع هؤلاء القوم الملعونين دول، الى يوم المعركة الكبرى الموعود، وعندها سوف تكون
المحرقة الحقيقية التي لا تذر ولا تبقي على احد من اليهود، وذلك يوم توضع الجزية،
ويكسر الصليب، وينزل المسيح، وينطق الشجر: يا مسلم يا عبد الله! خلفي يهودي تعال فاقتله…
غير انا نسال الله ان يرينا قبل ذلك اليوم في اليهود المعتدين اليوم عجائب قدرته،
وان يلعنهم في الدنيا قبل الاخرة لعنا يشفي صدور المؤمنين انه عزيز جبار قدير.