مواضيع للرجال للنساء

نهاية الحياة الزوجية

نهاية الحياة الزوجية 20160819 2693 1
نهاية الحياة الزوجية 20160819 2693
تحت سقف واحد منذ سنوات طويلة لكن المسافات بينهما بعيدة ، تلاشت ملامح الشراكة في
علاقتهما الزوجية ،وحل عنها جمود في العواطف والمشاعر ، ليصبحا كموظفين في الحياة الزوجية تجمعهما
لقاءات عابرة والتزامات مادية للحفاظ على شكلهما الاجتماعي والاسري امام الاخرين.

الانفصال الصامت او الانفصال العاطفي بين الازواج واقع موجود على مسرح الحياة صور ومشاهد كثيرة
لحياة زوجية يغيب عنها التفاهم ولغة الحب وتتسع دائرة التنافر الروحي والنفسي بين الزوجين متوجين
الصمت سيدا للمكان.

وكالة الانباء اليمنية سبا تتجول في هذا الاستطلاع بين اسوار المنازل لترصد حكايات محبطة ونهايات
تعيسة لم تعلن انهيارها رسميا خوفا وحرجا من ثقافة العيب الاجتماعي.

تقول احلام مدرسة 35 عاما ” تزوجت منذ 10 سنوات بعد ارتباط عاطفي دام اربعة
اعوام لم يكن والدي راضيا عمن اخترته شريكا لحياتي ووافق مرغما على زواجنا بعد ان
تغاضيت عن عيوبه لثقتي بقدرتي على تغيير طباعه لاثبت لوالدي حسن اختياري وتقديري للامور.

وتردف” بعد زواجي بفترة قصيرة تمادى زوجي في انانيته وسلبيته تجاه امور حياتنا الزوجية والمعيشية
الى جانب بخله الشديد واعتماده على راتبي في تامين احتياجاتنا اليومية فاصبت بخيبة امل وشعرت
انني اعيش بمفردي وفكرت ان الامر قد يتغير بعد احساسه بعاطفة الابوة وتوليه مسؤولياته كرب
اسرة بعد ولادة طفلينا الا انه ازداد سوءا لدرجة تحريض اطفالي على عدم احترامي.

وتضيف ” حاولت مرات عديدة مد جسر الحب في ما بيننا واعادة الشراكة التي كانت
تجمعنا للحفاظ على حياتنا الزوجية من الانهيار لكن محاولاتي باءت بالفشل.

وتاسف “تنتابني حالة ياس شديدة عند تفكيري ان علاقتنا انتهت كغريبين يتقاسمان منزلا واحدا كل
منا يعيش حياته بعيدا من الاخر ” في حين يقول حسين 50 عاما ” تزوجت
منذ 25عاما من زوجة اخي المتوفى نزولا عند رغبة ابي لتربية اطفال شقيقي ورعايتهم ،
وافقت على الزواج منها مرغما لم اشعر تجاهها باي مشاعر وعاطفة غير انها زوجة اخي
التي يجب ان اتحمل مسؤوليتها واطفالها.

ويسرد حسين ” لم تكن الزوجة التي اتمنى ان تقاسمني حياتي وتشاركني امالي واحلامي مع
ذلك لم اقصر في مسؤولياتي الزوجية والمعيشية تجاة عائلتي لدرجة اني كنت اتصنع مشاعر الحب
والمودة لزوجتي لمعرفتي انها تسعد بذلك ولاوفي بمسؤوليتي امام الله.

ويضيف “شعرت ان من حقي الزواج من امراة ابادلها مشاعر الحب والمودة بصدق وتشاركني همومي
وطموحاتي المستقبلية فتزوجت بعد ثماني سنوات بامراة كانت السبب في انقطاع علاقتي العاطفية بزوجتي الاولى
التي اكتفت بمشاعر الاحترام وطيب العيش في ما بيننا وتقديرها لي كوالد لبناتها.

ويواصل “احترمت رغبة زوجتي ولم اطلقها ، اعيش مع زوجتي الثانية في منزل مستقل مع
اولادي الاربعة امارس حياتي الطبيعية والزوجية مع امراة اريدها وابادلها مشاعر زوجية ولا اشعر بذنب
تجاه زوجتي الاولى لانها اختارت الانفصال وفضلت العيش كوالدة لبناتي فقط ”

تعرف الاخصائية النفسية بمركز الارشاد التربوي والنفسي في جامعة صنعاء امل الجبري الزواج من الناحية
النفسية انه وحدة اجتماعية تجمع بين الرجل والمراة يضعان فيها اساسا للاسرة.

فيما تسمي علاقة الزوجين في المنزل دون وجود روابط عاطفية اختلالا في العلاقة الزوجية وعلميا
تدعى (الاختلالات الزوجية ) التي تنشا منها صراعات،عدم التوافق، ظهور مشاكل، عدم التواؤم كل مع
الاخر، توترات وسلوك سلبي للازواج في معظم المواقف الحياتية لضغوط الحياة وهذا يؤدي الى وجود
الزوجين في المكان نفسه والمنزل وكل منهما يعيش بعيدا من الاخر مع عدم وجود المعاشرة
الزوجية.

والاسباب التي تؤدي الى ظاهرة الانفصال الصامت او اختلال العلاقة الزوجية ترجعها الاخصائية النفسية الى
عدم كفاءة الزوجين في حل مشاكلهما الحياتية وتجميد المناقشة والمصارحة ما يؤدي الى اقامة حاجز
بينهما، او اختلاف الطباع والرغبات والاهتمامات المشتركة، الى جانب العنف الممارس من قبل الزوج احيانا
تجاه زوجته ما يثير مجموعة معقدة ومركبة من مشاعر التباعد والتعالي والنفور ينتج منها تدمير
العلاقة بين الطرفين وحدوث الانفصال بينهما الى جانب المستوى الثقافي والتفكير والميول والخلافات الى جانب
الضغوط الاقتصادية.

وتواصل حديثها الاخصائية النفسية في مركز الارشاد التربوي والنفسي في جامعة صنعاء ” وتتعدد اسباب
الاختلالات الزوجية وتتنوع ويرجع البعض منها الى الزوج او الزوجة او البيئة الاجتماعية التي يعيشان
فيها كما ينتج من العلاقة السلبية بين الزوجين التفكك في الروابط الاسرية، الطلاق والهجر ما
يسبب مخاطر كثيرة على الاطفال مثل السرقة،اليتم ، التشرد.

كما تبين دراسات كثيرة العواقب التي تسببها العلاقة السيئة بين الزوجين على الاطفال في هذه
الاسر المضطربة زواجيا حيث يعانون ظروفا اجتماعية و نفسية وتربوية صعبة يتنج منها احباط وحرمان
وصراع ما يعرقل نضجهم الاجتماعي والانفعالي يجعلهم عرضة للاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية.

ويؤكد علماء النفس والاختصاصين في المشورة الاسرية ان هذه المشكلة تظهر بعد فترة ليست بقليلة
من الزواج وليس اقل من خمس سنوات ويبدا الانفصال العاطفي بين الزوجين بعد تراكم مشاكل
تفاقمت ولم يتم حلها و اهملها الزوجان وينتج منها مع الايام حالة من الكبت بسبب
عدم المصارحة والمكاشفة وهذا اهم عامل يؤدي لهذه المشكلة الى جانب عدم تقدير حد الزوجين
للطرف الاخر او عدم قيام الزواج على قناعة كافية و احيانا قد تتسبب الرتابة والروتين
في الحياة حدوث مثل هذه الحالات.

وعلى الرغم من صعوبة العيش ضمن علاقة زوجية جامدة وصامتة خالية من مشاعر المحبة والمودة
الا ان الزوجين او احدهما خاصة الزوجة تقبل الاستمرار في الزواج الصامت حفاظا على الاطفال
وخوفا عليهم من التفكك الاسري والاصابة باضطرابات نفسية او اجتماعية قد تؤدي الى ضياع حياتهم
المستقبلية او بسبب العادات والتقاليد والموروث الثقافي في المجتمع تجاه المراة المطلقة خاصة وان معظم
العائلات في المجتمع اليمني لا تروق لها فكرة ان تعود ابنتهم مطلقة سواء كان معها
اولاد او لان خروجها من بيت زوجها ستدخل الى مجتمع باكمله ينهش حقوقها ويصادر حريتها
ويحاصرها فتفضل تحمل نيران رجل واحد اهون من مجتمع باكمله الى جانب ايضا حاجة المراة
الى من يعولها.

وتصف وفاء ربة منزل 36 عاما ” علاقتها بزوجها بشبة منتهية ،”ارى زوجي في المنزل
في الليل بعد عودته من عمله ليهديني كلمات و اهانات متكررة واحيانا يتكرم علي ببضع
لكمات بعدها يدخل لينام ويستيقظ في اليوم الثاني وكان ليس في الامر شيء يتناول غداءه
ويذهب لعمله “وتعلق ” زوجي مقصر معي وقاس جدا في معاملته لي ولاطفالي الا اني
على تحمل هذه الحياة في منزله من اجل البقاء الى جانب اولادي رغم ان الامور
قد وصلت في ما بيننا الى درجة عدم الاحترام.

وتردف “حياتي معه جحيم لا يطاق ومع ذلك لا استطيع تركه والعودة الى اهلي كونهم
لا يتخيرون عنه خاصة ان لدي خمسة اطفال اعرف ان اهلي لن يستقبلوهم بترحاب لقناعتي
بالمثل الشعبي القائل ان (نار الزوج ولا جنة الاهل ) لهذا لن اتمكن من تركهم
له بعد ان هددني ان خرجت سيتزوج بامراة اخرى بالطبع لن تكون الملاك الحارس لاولادي.

وتخلص عملت باحدى قاعات الافراح لكي اؤمن مصروف اطفالي الى جانب ما يجود به الجيران
علينا لكي اعوضهم ما يفتقدونه من حنان واوفر لهم متطلباتهم الحياتية بقدر ما استطيع.

ولدى سؤال رئيس دائرة التوجيه والارشاد في المؤتمر الشعبي العام الشيخ يحيى النجار عن هذه
الظاهرة يقول ان بعض النساء تصبر على الظلم و الجور وسيطرة الزوج من اجل اطفالها،
ومن اجل اهلها، والبعض الاخر من اجل وصمة العار من المجتمع اذا طلقت لان هناك
من الناس من يرغم ابنته بالصبر على كل ما ينالها حرجا من ثقافة العيب ان
تطلقت ،الى جانب المجتمع الذي لا يرحم ولا ينظر الى اسباب الطلاق وانما ينظر الى
المطلقة نظرة غير صحيحة و يوصلها الى السوء.

ويؤكد” ان الحياة الزوجية شراكة بين اثنين في السراء و الضراء وفي الشدة و الرخاء
شراكة على المودة والمحبة والاحترام المتبادل بين الزوجين وذلك الحب الذي لا ينفصم فاذا ما
وجد ذلك عاش الزوجان في سعادة ورغد عيش.

ويقول اذا احتلت الكراهية محل المحبة والحياة النكدة محل الحياة السعيدة تصبح الحياة بين الشريكين
حياة نكدة ومتعبة واذا اصبحت الحياة بهذا الشكل وحاول الشريكان مرارا عديدة ان يصلحا من
امرهما بحيث يعودان الى حياتهما الطبيعية والطيبة فهنا يمكن ان ينفصلا والطلاق هو الحل اذا
لم يجدا الحياة المرجوة بينهما “.

ويضيف النجار “اذا كان الزوجان قد عاشا فترة وانجبا اطفالا تصبح هناك صعوبة في انفصالهما
لانه بانفصالهما يضيع الاطفال فان انضموا الى ابيهم ضاعوا وان انضموا الى امهم جاعوا.

ويرى ان المراة التي اصبح قدرها زوجا ظالما او ذا نزعة تحكمية يقوم بذلك كله
اما لانها اصبحت مثقلة بالاطفال او انها انسانة فقيرة او ان اهلها لا يرضون عنها
اذا تطلقت فان هي صبرت و ثابرت واحتسبت فانها ماجورة وهذا الصبر سوف يوصلها الى
نتيجة طيبة.

وينصح النجار “الزوج ان يراجع نفسه ويحاسب ضميره ويعامل زوجته المعاملة الزوجية الطبيعية واما ان
ينكب في الدنيا قبل الاخرة لان الرسول صلى الله عليه وسلم اوصى بالنساء خيرا فاذا
كان انسان لم يتبع وصايا الرسول فليعلم اذا افلت من عدالة الارض لن يفلت من
عدالة السماء وبالمقابل على المراة ان تعين زوجها على اداء واجباته ولها في ذلك اجر
كبير “.

وتنصح الاخصائية النفسية في مركز الارشاد التربوي والنفسي في جامعة صنعاء امل الجبري انه يمكن
اعادة الروح والدفء الى الحياة الزوجية وانقاذ العلاقة الاسرية وارجاعها الى طبيعتها بعد حالة الفتور
بعدة وسائل يلتزم بها طرفا العلاقة ان يشعر كل طرف شريكه بالحب والانتماء و الصحبة
والمساندة ايضا محاولة كل منهما حل المشاكل والاختلافات في جو من التفاهم و المصارحة والمكاشفة
والتعامل بمرونة وموضوعية للمشاكل و تبادل الاراء في ما بينهما مع تقديم التنازلات.

مضيفة ” يجب ان يحافظ الزوجان على الاحترام المتبادل والافصاح عن مشاعر الحب في ما
بينهما والاطراء بشكل دائم و التشجيع المستمر لبعضهما البعض من اجل التفاعل الايجابي في علاقتهما
و مشاركتهما الفاعلة في تحمل الحياة معا و المعاشرة الحسنة.

وتنوه الجبري الى انه من الممكن ان يلجا الزوجان الى طلب المشورة والنصيحة الاسرية والزوجية
من مراكز متخصصة لتحسين العلاقة بين الزوجين وتقليل الصراعات بينهما و تاكيد الروابط الوجدانية لذلك.

وتخلص الجبري ” لا تخلو الحياة الزوجية من بعض الاختلالات والاختلافات ولكنها تتحول بالتفاهم و
المصارحة الى مدعم و منشط للتوافق الزوجي وبقدر نجاح الزوجين في تحقيق هذه المهمة يكون
توافقهما الزوجي كما تتطلب الحياة الزوجية الاخذ والعطاء والتعاون المتبادل عند ممارسة الحقوق و المسؤوليات
ووجود الاحترام و التقدير من اهم اسس النجاح في الحياة الزوجية.

الاختصاصيون في علم نفس الازواج ينصحون ايضا بالاهتمام بتفاصيل الحياة الزوجية وتبادل الهدايا وكلمات الحب
لاذابة الجليد بينهما وتبقى المشاكل ملح الحياة بين الزوجين. ويؤكدون ان المراة ذات طبيعة شفافة
وحساسة الى ابعد الحدود ويجب الاهتمام بها من خلال تخصيص الزوج وقتا ولو قليلا للجلوس
معها و اطرائها بعبارات تحبها وكذا الثناء على اهتمامها بنفسها وواجباتها المنزلية ما يدفعها الى
القيام بواجباتها الاسرية على احسن حال وبذلك تبتعد الاسرة عن كل ما يعكر صفوها و
كل ما يسبب الجفاء العاطفي و الجفاف الاسري ويوفر جوا عائليا صحيا تحيطه مشاعر الحب
والدفء الاسري.

فيما ينصح اختصاصيو المشورة الاسرية ان يقوم الزوجان بدور الاحباء من خلال الافعال و السلوكيات
المشتركة البسيطة مثل تقديم الهدايا و تذكر المناسبات المشتركة الخروج في نزهات بمفردهم وعدم التردد
في التعبير عن مشاعر الحب الى جانب اهتمام المراة خاصة بالهندام و الاناقة والتزيين من
قبل الزوج او الزوجة كما ينصح باعتراف الازواج بالمشكلة و المكاشفة و المصارحة وفتح باب
النقاش كي لا تصل الامور الى نهاية العلاقة الا اذا وصلت الامور بينهما لطريق مسدود
يفضل ان ياخذ الزوجان الانفصال النهائي القانوني حتى لا يضيعا الوقت في حل مشكلة لا
حل لها.

السابق
نغمات جيتار
التالي
صور حيونات غريبه